Profile Image

حنان الزيرجاوي

دروس من كربلاء

قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) : «​إنَّ يَومَ الحُسَينِ عليه السلام أعظَمُ مُصيبَةً مِن جَميعِ سائرِ الأيّامِ ؛ و ذلكَ أنَّ أصحابَ الكِساءِ الّذينَ كانوا أكرَمَ الخَلقِ عَلَى اللّه تَعالى كانوا خَمسَةً  فَلَمّا قُتِلَ الحُسَينُ عليه السلام لَم يَكُن بَقِيَ مِن أهلِ الكِساءِ أحَدٌ لِلنّاسِ فيهِ بَعدَهُ عَزاءٌ و سَلوَةٌ ، فَكانَ ذَهابُهُ كَذَهابِ جَميعِهِم كَما كانَ بَقاؤهُ كَبَقاءِ جَميعِهِم».​ المصدر:(علل الشرائع ج1 ص225) اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَصْحابِ الْحُسَيْنِ فلتسجد الارض خشوعا ولتذرف السماء دموعا ولتنحني الجبال ركوعا ولتهتف الناس جميعا. قال الامام الرضا ع ( إن المحرّم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال، فاستحلّت فيه دمائنا، وهتكت فيه حرمتنا ، وسبيت فيه ذرارينا ونسائنا ، واُضرمت النيران في مضاربنا ، وانتهبت مافيها من ثقلنا ، ولم تُرعَ لرسول الله حرمة في أمرنا . إنّ يوم الحسين أقرح جفوننا ، وأسبل دموعنا ، وأذل عزيزنا بأرض كرب وبلاء، وأورثنا الكرب والبلاء إلي يوم الإنقضاء، فعلى مثل الحسين فليبك الباكون، فإنّ البكاء يحطّ الذنوب العظام . أمالي الصدوق ١١١ دروس يجب ان نفهمها، وانتم الذين لم تعرفوا من هو الحسين عليه السلام وماذا يعني لنا...ابحثوا عن الحقيقة لتكتشفوا اننا مقصرون بكل مانفعله من شعائر مهما كان نوعها... ما خاب من قال حب الحسين جنني . كل دروس الحياة وكل النظريات والدراسات لم تنجح اذا لم يكن هناك فرعين لتطبيق النظرية او الدراسة لكي تنجح ويستفاد منها وهي القسم النظري والقسم العملي او التطبيقي... هدف الحسين عليه السلام من الخروج ضد طاغية زمانة وجميع ماحدث في طريق الحسين عليه السلام وماحدث على اهل بيته دروس وعبر لنا لانه من هوان الدنيا على الله ان يقتل ابن بنت نبيها وان تسبا حرمه. فهي دروس التضحيه والوفاء ومواجهه الظالم والنهضه وغيرها..... هل نفهمها فقط بقراءة قصة واقعة الطف؟ هل نستطيع ان نتذوق طعم مآساة ماحدث فقط بالاستماع؟ هل يريد منا الامام عليه السلام اننا نذكره فقط داخل المساجد والحسينيات والمجالس ونقول قد قتل مظلوما؟ هل يامرنا اهل البيت عليهم السلام بزيارة سيد الشهداء عليه السلام هل فقط من اجل التعب او المشي والمشقة فقط.... بكل تاكيد لا طبعا لان الامام المعصوم عليه السلام عندما يتحدث لاينطق الا اذا كان هناك حكمه لله في ذلك. هناك الكثيرون من الذين ينتقدون الشعائر الحسينية ويتهموننا بالجهل والشرك لانهم لم يدركوا ماهو معناها وماهو الهدف من ورائها كل انسان اذا اراد ان يطبق نظريه او يأمر بمعروف لايستطيع النجاح اذا لم يطبقها على نفسه ويعمل بها . فطريق الحسين عندما يأمرنا ائمتنا بالزيارة. والسير على الاقدام لمن يستطيع ذلك لم تكن الغاية من ذلك فقط هي الزيارة . انما عندما نمشي نستطيع ان نحس ببعض ما مر من التعب والمشقة على عيال الحسين عندما تمشي رغم الفارق الكبير بين زائر موقر موفر له كل شيء ومع اهله وبين ان تقتل اهل بيته وياخذون سبايا مع القتلة الى طاغي زمانهم .... عندما تمشي وتنظر النساء تمشي وبحشمة ووقار وستر تتذكر مسير السبايا وانتهاك الحرمات لاهل البيت...... عندما تمشي تتذكر الاطفال عندما تمشي وتضرب وتبكي وروؤس ابائهم امامهم تسير. تستطيع ان تكتشف انه هذا المسير لايأتي تعبه قطرة في بحر من معاناة السبايا ويجب ان تفهم ماذا اراد الحسين عليه السلام من هذه التضحية ....وللحديث تتمه بعون الله ايتها المرأه هل قدمتي وفهمتي ماذا اراد الحسين لك من الكرامة والعفاف والحشمة ومواجهة الظلم والاعداء وفي اصعب المواقف وبكل الاحوال. اختي العزيزة قفي وتفكري وافهمي الدرس جيدا فإن الحسين عليه السلام واخته زينب عليها السلام قدموا لنا دروس قيمة وتضحية كبيرة. يجب ان نجعلهم قدوتنا في الحياة وخاصة في السير الى كربلاء. فليكن مسيرك يرضي الله ورسوله واهل بيته عليهم السلام. لايكون سهم في صدر الامام صاحب العصر عجل الله فرجه الشريف لاننا نذهب للعزاء والمواساة لهم وهو المعزى روحي له الفداء بهذا المصاب الجلل. قتل الحسين وقدم الدماء للحفاظ على شرف المرأة وعفتها وقيمتها وعدم ظلمها فكان خدر زينب عليها السلام اعظم عليه من قتل ابنه علي الاكبر عليه السلام. بالرغم انه كان يعرف من هي زينب عليها السلام وماهي عفتها وهي العالمة غير معلمة ولكن ارادت ان تلفت انتباه اخاها عندما راته محني الظهر لمقتل ولده فهي تعلم ان عفتها وخدرها عزيز . اختي الغالية عندما تذهبين للزيارة يجب ان تفهمي ان لك قدوة وهي سيدتك زينب عليها السلام التي انتي ذاهبة لتواسينها وتتحملين متاعب الطريق وتاركة بيتك. فإهتمي بالستر وكل خطواتك. اختي الكريمة فإن مولاتنا زينب سلام الله عليها لاتريد ان تاتي لها من لاتهتم بسترها وحجابها وهذا لايختص فقط في المسير لكربلاء لافي كل مكان تستطيعين ان تكوني ممن تواسي زينب عليها السلام. فالتزمي وعاهدي زينب عليها السلام ان تسيري على نهجها ونهج اهل البيت عليهم السلام هكذا تكونين قد واسيتي زينب عليها السلام.

اخرى
منذ 6 سنوات
3211

ام الشهيد

زوجها استشهد بالحرب العراقية الايرانية ليس لها معين الا ربها كانت تعمل كل عمل يتوفر لها بشرف مره تخبز للناس ومره تبيع الاغراض ومره تطبخ لتكسب معيشتها وتطعم ولدها الوحيد لها فهي لم تنجب غير ذلك الولد فدته بكل ما تملك تعبت عليه حتى اكمل دراسة كبرت اصبحت طريحة فراش والابن ليس لديه تعين والشهادة تحت سريره يملأها الغبار اعلنت المرجعية الجهاد فداهم الام القلق كيف تتحدث مع ولدها وتوصل اليه رغبتها .... قالت يابني انا ساذهب عن قريب هل تود الذهاب معي قال والعين باكية سلامتك امي من عمري على عمرك كررت السؤال هل تريد ان تاتي معي قال انا معك امي قالت اذن اذهب وانصر وطنك وعرضك لوجه الله تعالى ..امي ومن لك ...ماذا تقول ياولدي الله لي ولك ذهب وانضم الى الحشد الشعبي حارب وحارب حتى وكزه قلبه بقوة مسك قلبه وسقط على الارض قال امي هل حصل عليك شيء ثم نهض وحارب وحارب حتى استشهد رجعوا بجنازته الى البيت وجدوا والدته ايضا انتقلت الى رحمة الله وجدوا رسالة تحت وسادتها مكتبوب بها وصية بيتي متبرعة به الى حماة الوطن حماة الاعراض انصار الحسين الحشد الشعبي المقدس

اخرى
منذ 6 سنوات
1633

مسيرة العشق

قبل سنتين كان ذلك الشاب المملوء بالحياة (احمد) قد اكمل دراسته الجامعية في احدى الجامعات العراقيه في كلية التربية وكانت والدته فرحه بأن ولدها قد اكمل دراسته وانه سيقوم باعانتها وتحمل اعباء المعيشة. كان احمد ولدها الوحيد لاربع بنات. كانت تنتظر هذه الحظة بفارغ الصبر وتحققت لكن احمد بسبب البطاله وقله التعيين سأم الحياة اصبح يعاني من الفراغ القاتل اين مايذهب لايجد عمل ليعينه في تكوين نفسه والاستعداد للزواج ليتقدم لتلك الفتاة التي كان يخفي حبها في داخل قلبه طوال سنوات الدراسة لايريد ان يعطيها امل ووعد بالزواج ويخلف وعده بسبب سوء الحالة المادية لذلك لم يبوح لها بمشاعره. بينما هو في زحام وتلاطم امواج الافكار سمع نداء المرجعية والدعوة للجهاد فقرر احمد ان يهجر الدنيا بملذاتها ويرحل المعشوق لمبتغاه الذي طالما كان يفكر به. بقا احمد متحير كيف يخبر والدته عن هكذا قرار فهذا خبر ليس من السهل على الام تقبله... احمد /امي انتي تعلمي انني اعاني من الفراغ وعدم العمل. والدته /نعم ياولدي ولكن الحمد لله على كل حال فأننا نعيش حياة لابأس بها الراتب التقاعدي الذي تركه لنا والدك يكفينا للعيش . احمد /اعلم يا امي ذلك ولكن تعرفين انني اصبحت في سن الزواج وارغب ان اجهز نفسي مثل اي شاب من اصدقائي . الوالده /نعم ياولدي انت اختار الفتاة التي تناسبك وانا بعون الله ساحاول ان ارتب الامور بما يتناسب مع وضعنا . احمد /امي انتي سمعتي ماهو ثواب الشهادة فإن الشهيد يدخل الجنة. والدته /ماذا تريد ان تصل اليه يا احمد، انت ولدي الوحيد وانت سندي في هذه الدنيا مالذي يدور في ذهنك ياولدي. احمد/ امي انا قررت ان اذهب للالتحاق بفتوى المرجعية وانظم الى صفوف الحشد الشعبي وانا ان لم يكتب لي الله الشهادة فانا احصل على ثواب وكذلك ساعمل كمدافع عن وطني وشرفي وان كتب لي الله الشهاده فانتي والدة الشهيد وتأسي يا اماه بما حصل لاهل البيت عليهم السلام واطلبي منهم الصبر. وارجوا ان تقبلي طلبي هذا. الوالده/ ما الذي تتكلم عنه ياولدي ومن لي غيرك كيف تترك امك وحيدة وترحل ؟! من بعد محاولات كثيره حاول اقناع امه بالذهاب وكان امنيته ان يستشهد رحل صاحب الوجه المبتسم. رحل ودموع امه وراءه. اخذت امه قليل من الماء وقامت برميه خلفه. لعله يعود ولدي سالما وازوجه. مرت الايام ...ومرت اشهر ...والام تسمع اخبار الانتصارات والتحرير والام تفتخر بولدها المجاهد وعاد بعض الشباب المجاهدون الى اهليهم باجازه وهي تنتظر ولدها ان يعود وقررت ان تقوم بطلب الفتاة حالما يعود ولدها وتزوجه. اصبح الصباح والام تنتظر كعادتها كل يوم ان يتصل احمد بها ليطمنها. لكنه اليوم تأخر اتصلت به الجهاز مغلق. فتقول في نفسها... آه ما بال قلبي اليوم يعتصر من الالم مالذي حدث لولدي... يجب ان افرح فولدي سوف يعود هذه الايام وازوجه وافرح به . واخفت في داخلها ذلك الالم في قلبها. وفجأة اذا بالهاتف يرن لاخبارهم انه تم الهجوم ليلا واستشهد احمد مع مجموعه من الشباب وانهم سيأتون بجسده الطاهر اليوم او يوم غدا لتراه عيون امه وهو ملطخ بدماء الشهاده والقاء النظرة الاخيرة لولدها الغالي. حملوه وحملوا معه قلب امه ودموع اخواته الحزينة. رحل ذلك الشاب الذي طالما كان يتمنى الشهادة هاهي الشهادة قد اتته وعلى ارض وطنه كان ذلك اليوم صعب جدا على اهله وكل من يعرفه. ساعد الله قلب والداته التي كانت تتمنى ان تنظر اليه عيونها وهو يزف لعروسه وان تراه ابا لاحفادها لطالما كانت تاخذها احلام اليقضة لترى ولدها سعيدا. لكن المجرمين لعنة الله عليهم لم يجعلوا لهذه الاحلام ان تتحقق وهذه الامنيات ان تشرق عليه شمس النهار وتتم بخير وسعادة قد قاموا بسحق كل احلام الامهات والشباب آه ياعراق ...آه ياعراق ...كم وكم تحملت مثل هذه القصص لشباب بعمر الزهور وآهات ولوعات الامهات الفاقدات لفلذات اكبادها، ولكن تبقى شامخا رغم كل الجراحات ولاتدنسك يد الارهاب والفساد تبقا بلد الحضارات والمقدسات ونبقى نضحي عنك بكل مانملك . والجود بالنفس اقصى غاية الجود.

اخرى
منذ 6 سنوات
647

إنكسار قلم

رأيته يكتب بإنكسار، وكأنه ينثر دموعاً تتلألىء على السطور، وليست حروفاً. وقف محتاراً ماذا يكتب بإنكسار قلّب بين أناملي وهو يرجع عليه صدى صوته ليقول لي: ماذا أكتب لك؟ فقد عجزت الحروف عن وصف مابك! أكتب ياصديقي ورفيق دربي، سأخبرك بما يدور في مخيّلتي وأنا أرى من حولي من الفتيات والنساء يداعبْن أحلامهن ويتراقصْنَ مع أفكارهن، ليلدْن واقعاً جميلاً، ويرجع إليّ صدى الصوت يخاطبني: أفيقي، لاتتخيلي وتسرحي، فأنتِ لستِ منهن، ولاتذهبي بعيداً ربما ستضلّين طريق العودة. فانتبهت ووقفت لأرى نفسي أمام المرآة وأحدّق بملامحي التي بدأ عليها الشحوب، وبات في عيني الخمول، وأُدمدم مع نفسي لأسألها: هل هذه أنا حقاً؟! فردّ عليّ قلمي يقول لي: أما تكتفين وترتوي من دموعي، فقد كسرتي قلبي وجف حبري وأعلنت إنكساري وعجزي عن كتابة ما أنتِ فيه. ولا يسعني يا صديقتي إلا أن أقول لك: أما تعلمين أن الصبر مفتاح الفرج؟ فتحلي بالصبر ولاتقنطي من رحمة الله إن كنت كما اعرفك مؤمنة بالله فالمؤمن لاييأس من روح الله، ولايقطع رجاءه من الأمل بالله، ويعلم أن كل ما يعاني منه فهو في عين الله، يراه ويسمعه فسلّمي أمرك لله، ياعزيزتي فالفرج قريب.

اخرى
منذ 5 سنوات
2850

آهات باكيه

استفاقت على رنين هاتفها، فحاولت أن تبصر لترى من المتصل؟ ولكن رموش عينيها استجمعت كل كسل العالم وأبت الانصياع، حاولت وحاولت وحاولت، لكن دون جدوى. فتذكّرت أنها آذت تلك الشعيرات المطبقتين على العينين وأغرقتهما ببحر الدموع، وكانت تستغيث وتطلب من ينقذها من الغرق، فأضمرت لنفسها ثأراً، ونادتها: إن كنت حقاً تمتلكين الذكاء فمن المتصل، فيا نفس إن كنتِ واثقة من عملك فإنك علمتِ أنه طارق خير وإن كنتِ قد فعلتِ الذنوب والمعاصي فأنتِ واثقة وخائفة من طارق يطرق بالشر، ولكن لا تيأس، فما زال أمامك متسع من الوقت، فلم يفت الأوآن، أفيقي واسلكي خلف ذلك الشعاع الساطع من ذلك الباب المفتوح... فالله كتب على نفسه الرحمة وقَبِلَ بالإستغفار والتوبة فيا نفس أسرعي للتوبة قبل أن يطرق جرس إنتهاء رحلتك في هذا العالم الصغير. فاستفاقت واستجمعت أفكارها وأخذت مهرولة لتناجي ربها وأحسّت بذلك الإطمئنان الذي يريح نفسها، (اَلّا بذكر الله تطمئن القلوب) فسكن روعها وهدأت آهاتها، وعلمت أنه لا شيء يستحق دموعها غير المخافة من الله، وطمع في جنةٍ عرضها السماوات والأرض.

اخرى
منذ 5 سنوات
2516

أحلام السعادة

كانت مستغرقة في أفكارها بعد أن أوصدت باب غرفتها وأغرق خديها الناعمين ذلك الدمع المتدفق بحرارته اللاهبة من عينين ناعستين، بينما كانت على هذا الحال، إذ أيقظها صوت التلفاز ونبرة ذلك الشيخ الوقور، الذي طالما أجهد نفسه في نصح من يسمع النصح، وصورته قد ملأت شاشة التلفاز وهو يتكلم عن السعادة! وكيف يكون الإنسان سعيداً؟ ولا يتعلق بهذه الدنيا الفانية؟ وكيف ينشر السعادة بين الآخرين؟ فأطرقت هنيئة وهي تفتخر بنفسها، لأنها كانت تحب أن ترى الجميع تملؤهم وتغمرهم السعادة، وتسعى دائماً لإسعاد الآخرين وهي مملوءة ألم وحزن، تضحّي بكل شيء لأجل الآخرين، ولا أحد يهتم لأمرها فأيقنت بطيب قلبها الذي أحبته أن السعادة هي المعنى والهدف الأساسي للحياة، وأنها إنما تتحقق بالعطاء.

اخرى
منذ 5 سنوات
3690

آهات محبوسة

انزوت سريعاً تحت دثارها بعد أن تركت الآخرين يدندنون ويتشاجرون ويتخاصمون، كلٌ يبغي الغلبة لرأيه ليشعر بانتصار الذات وحلاوة الفوز فانسلّتْ من وسط هذا الضجيج المتعال لأنها أحسّت بغربتها وسط هذا الهدير من الكلمات الصاخبة الملعونة التي أصمّت أذنيها وحملتها خطواتها إلى ملاذها الأمين، وحجرها الدافئ الذي تشعر بالراحة معه إلى حيث سريرها المتهالك لقدمه وهو يشكو عبث الأيام به، فهو رغم أنه يوفر الأمان لمريديه لكنه يشعر بالغربةِ وسط هذا الأثاث الذي يحيط به فاصدقاؤه الذين عرفهم واعتاد عليهم غادروا ذلك المكان ليبقى وحيداً وسط اللامألوف لديه نعم، ارتقت على رفيق عمرها الذي ألِفَها وأَلِفته وانسابت بهدوء تحت دثارها حتى لا توقظه أو يعكر صفو وحدتها، ولكن مالبثت أن بدأت بآهاتها تحرق من يقرب من فيها الذي حاولت أن تجعله لاينفتح، ولكن ضيق الهواء الذي كان يدخل من أنفها أجبرها أن تفتح فاها لتبدأ الآهات تحرق من يقابلها، حتى من كان لها دثاراً، آهات لاتنتهي لأنها لم تبدأ، آهات لاتُسمع لأنها خرساء صامتة، وبعد برهة من الوقت انتبهت كأن أحداً أيقظها بقوة وقسوة، فبحلقت إلى الأعلى وتذكرت أن الغفلة عن قضاء الله وقدره ذنب، وأن الغفلة عن ذكر الله ذنب، فاستغفرت وأنابت إلى من لاينسى عبيده فحمدت الله وشكرته وقامت لوردها.

اخرى
منذ 5 سنوات
2900