Profile Image

ﺍﻟﻨﻔﺲ الكبيرة

ظاهرة الإلحاد، جهل وانفلات

من المؤسف أننا وأثناء تصفحنا للعديد من صفحات التواصل الاجتماعي وبعض التعليقات نلاحظ انجرافاً مثيراً للدهشة لبعض الشباب نحو الإلحاد والعلمانية، ليس اعتقاداً منهم به، بل نقمة وردة فعل بسبب تصرفات الكثير من المحسوبين على الإسلام والمسلمين، والأكثر دهشة أن بعض وسائل الإعلام أوصلت نسبتهم إلى ٣٨% وهي نسبة مهولة جداً –وإن كنّا نشكك في صحة النسبة-... والمجتمع إن لم يلاحظ فكرة الإلحاد لدى الشباب فليلاحظ آثار ذلك من خلال ترك الصلاة والصيام وبلا مبرر، وغياب المظهر الإسلامي الحقيقي وكثرة الفواحش واهتمامات الشباب البعيدة عن عقيدتهم وأعرافهم بل حتى تقاليدهم. إننا بحاجة إلى مراجعة أنفسنا ولنسألها عن أسباب ذلك، والتي سأذكر بعضها على عجالة من أمري وأتمنّى منكم ذكر الأسباب الأخرى وطرق معالجتها حتى تتظافر الجهود منا جميعاً في محاولة توعية المجتمع واحتواء الشباب، كون ظاهرنا أننا مثقفون إسلامياً وعلينا يقع العتاب واللوم وعبئ هذا الموضوع... إن من أسباب تلك الحالة هي التالية: ١. سطحية أفكار الكثير من المحسوبين على الدين والإسلام عموماً والتشيع خصوصاً، فلا نلاحظ العمق في أفكارنا وآرائنا وبالدليل العلمي والعقلي والقرآني والروائي بل أننا نلاحظ الاهتمام بظواهر الدين اهتماماً فارغاً من المحتوى، تحركه العواطف لا العقول. ٢. فشل الحكومات المحسوبة على الدين وخصوصاً في بلدنا من ناحية توفير الأمان والرفاهية للمواطن بل تلبية أبسط حقوقه... وإنما نجد على العكس من ذلك تسلط مجموعة من السراق والفاسدين على رقاب هذا الشعب المسكين بشكل ربما لم تشهد له البشرية من نظير... مقابل ذلك نجد النجاح المتواصل للحكومات غير الإسلامية من ناحية علمية لا من ناحية أخلاقية والتي شعارها فصل الدين عن الدولة في أوربا وأمريكا والعديد من بلدان العالم... ولقد تناسى هؤلاء الشباب أن هؤلاء السراق لا يمثلون عقيدة الإسلام ولا حتى التشيع وأن الإسلام لا يعرف بالرجال فقد قال الإمام علي (عليه السلام) (أعرف الحق تعرف أهله) . ٣. التواصل الاجتماعي والإنترنت الذي جعل من العالم قرية صغيرة بل قرّب البعيد وبعّد القريب حيث أطّلع الشباب على الكثير من الأفكار والآراء الهدامة والإشكالات على الشريعة الإسلامية والقرآن بشكل ملفت للنظر وأدّى إلى توهين قيمة الدين في أعينهم وكما قلت: سطحية أفكار الكثير من المحسوبين على الإسلام وعدم طرحهم مثل هذه الإشكالات وإعداد الإجابة العلمية والعقلية وإعداد الرد المناسب لها مما أدى إلى نفرة هؤلاء الشباب من الدين وأهله... بل اختلافهم مع بعضهم البعض وتكفير أو تفسيق بعضهم لبعض أدى إلى العزوف عنهم تماماً للأسف الشديد قال تعالى ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) . ٤. الحركات الإرهابية التي تتظاهر بالإسلامية وما فعلته من قتل وترويع وتهجير باسم الدين وما تركته من أثر سيء ومطالبة العديد من الناس بضرورة أن يكون الحكم بعيدا عن الدين بل مطالبتهم بضرورة عزل أهل الدين تماماً! ومن الطبيعي ان مثل هذه الأمور تؤدي إلى العزوف عن الدين تماما عند الجهلة والمنفلتين ليس من ناحية سياسية فقط بل حتى من ناحية اجتماعية . ٥. غياب العقل في كثير من الممارسات الدينية كبعض الشعائر والطقوس المملوءة بالخرافة والتطرف والدفاع المستميت عنها من قبل الجهلة من المحسوبين على الدين واعتبارها من ضروريات المذهب رغم أنها لا أصل لها. ٦. التفرقة بين اهل الدين وسرعة تكفير أو تفسيق الآخر وعدم اطلاعنا على جميع الثقافات التي عند جميع المسلمين وعدم استغلال الاختلاف بين المسلمين وجعله اختلافا طبيعيا إيجابيا لا سلبيا بل إن الله خلقنا لأجل أن نكون متنوعين مختلفين ايجابيين فقد قال تعالى ( ولا يزالون مختلفين ولذلك خلقهم ) فنحن على العكس جعلنا كل اختلاف خلافاً ونفوراً وفرقة... مما أدى ببعض الجهلة إلى ترك كل الأطراف والنفور من الدين . ٧. جهل الشباب الجامعي وعدم أخذ دوره بشكل صحيح في مجتمعه بل على العكس الانفلات الأخلاقي للكثير منهم أدى به إلى اختيار أفكار مناهضة للإسلام تدعو إلى ما يسمونه بالتحرر و عدم التقيد حتى يفعلوا ما يريدون، وابسط مثال على ذلك ما يحصل في حفلات التخرج من تهور وانفلات وانحلال اخلاقي وجرأة على الله . لذلك فيا أخوتي و يا أخواتي، أدعوكم إلى الاهتمام بهذا الموضوع حبا لله ولرسوله وحسرة على هؤلاء الشباب الذين يضيعون من بين أيدينا... وأطلب منكم التعليق بما ترونه نافعا بل حتى لو كان انتقادا لي ولكم الفضل علي . ( فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ) النفس الكبيرة

اخرى
منذ 6 سنوات
1307