Profile Image

محمد غانم

لطف الله تعالى الخفي

بقلم: محمد غانم عندما كنت أغوص في محيط مخيلتي، وجدت لؤلؤة جميلة، فسطرت هذه الأحرف حولها... هي طفلة في أمريكا الشمالية... كانت هنالك عائلة تسكن في قرية أسارو مكونة من أب وأم وطفلين (نازاكي و كايتينا) كانوا جميع من في القرية يقتاتون على الأسماك وصيد الطيور، وفي أحد الأيام هجمت قرية البودي وهي من القرى المعادية لقرية لأسارو المعروفة بالوحشية وطرق القتل البشعة التي لا تخطر على بال الشيطان بمطارق (التوماهوك) فقتلوا كل الرجال الموجودين في القرية حتى والد الطفلة وأخيها (نازاكي) بينما كانت (كايتينا) تلعب بجوار نهر قريتها (لأسارو) وأخذوا النساء كغنائم يستخدمونهن عبودية، ولحسن حظ الطفلة بقيت بجانب النهر ولم تحرك ساكناً فلم يستطع أحد أن يراها، وما هي إلا ساعة حتى عادت الطفلة إلى بيتها فلم تجد سوى الدماء وأثار الحرق! بقيت (كايتينا) مرعوبة من هول المنظر الذي رأته أمامها، بقيت على ذلك الحال يومين حيث كانت تشرب من ماء النهر، لكن الجوع أخذ منها مأخذًا... هنا تدخلت العناية الربانية ولطف الله تعالى بحال تلك الطفلة، وهذا أمر مسبق حيث أن الله مع الإنسان في الشدة والرخاء، وإن أراد الله شيئاً فإنما يقول له كن فيكون، حتى وأن كان ذلك خلاف العادة... حيث جاء بعض المستكشفين والعلماء للدراسة وإلقاء النظر على الحيوانات الموجودة في تلك الغابة لإجراء البحوث... وشاءت الأقدار أن يمروا بتلك القرية فاستغربوا مما رأوه وظنوا أن هنالك حيوانات مفترسة فتكت بكل أهل القرية، وهم على تلك الحالة من الفزع وإذا بصوت طفلة أتعبها الجوع والخوف والفقدان تبكي تريد أهلها، كسرت قلبهم فأخذوها معهم، وأطعموها، وبعد إكمال رحلتهم صحبوها معهم إلى ديارهم لتسكن معهم، لكن (كايتينا) لم تكلم أحداً ولا تسمح لأحد بالاقتراب، منها حيث كانت تعاني اشبه بالذاتوية (التوحد) بقيت على تلك الحال أسابيع، ثم كان لأحد المستكشفين الذي كانت عنده (كليتيها) طفلة أيضًا، فيومًا بعد يوم تحاول الاقتراب منها واللعب حتى اندمجت وأصبحتا بمثابة الأختين... مرت سنة على تبنيها حتى استطاع أن يدخلها المدرسة والتعلم وكانت غاية في الاجتهاد والمثابرة والمتابعة، كانت (كايتينا) تسأل دائمًا عن مصير أهلها وماذا حل بهم، لكن كان الجواب دائمًا هو السكوت، حتى بلغت تلك الطفلة وهي لا زالت في مجتهدة في دراستها حتى دخلت إحدى الجامعات الكبيرة في منطقتها، وتمكنت من دراسة الطب واستطاعت أن تنحت اسمها في خانة أفضل الأطباء الجراحين في العالم. العبرة أو المغزى من تلك الحكاية هو أن لطف الله (عزَ وجل) أكبر من كل شيء وإن أراد أن يوفق شخصًا فلا يستطيع أحد منعه ولو كان ذلك الشخص في أواخر العالم. على الإنسان التوكل على الله دائمًا والرضا بقدر الله والتسليم لقضائه فكما رعى الله تلك الطفلة وجعلها ذات مكانة عالية، فهو قادر على أن يفعل ذلك مع كل الخلق… فالحمد لله حمد الشاكرين… الحمد لله حتى يبلغ الحمدُ منتهاه

اخرى
منذ 4 سنوات
1221