بقلم: وسن فوزي منصور تسألُني الطُرُقاتُ: إلى أين المسير؟ يسودُ صمتُ تلك الخُطى وتأبى أنْ تُجيب.. أربعونَ يومًا مضتْ وما زالَ القلبُ أسيرًا ... لا يُطلقُ سراحه ولا يستأنفُ الخروجُ من ذلك المصير ... أمروا باعتقالي إلى أنْ يتضحَ البيانُ ويأتي النذير ... وأنا بين أربعين آهٍ.. وأربعين حسرةً تستجير... محفورٌ أنت في زنزانةِ نفسي... أغلالُك تشدُّني من معصمي، تأخذني من الشتاتِ والضياعِ إلى حيث أنتمي ... سجّانُك يترصّدُني كأذانِ صلاةٍ يرميني بسهامٍ تُنبِّهُني من غفلتي.. أبحثُ عن النورِ في ترتيلِ مُناجاتِك لتنجلي ظُلمتي ... لأُبصرَ اسمَك مطبوعًا على وجهِ يدي كأحرفٍ كوفيةٍ على جدارِ مسجد.. أرادوا انتزاعَك بسوطِ اعترافي ... تفاجؤوا! إنّك راسخٌ في ذاكرتي ... يملأُ اسمُك مُفكرتي ... بعثروا أشيائي لم يجدوا سوى دمعتي وشوقٍ لا يُطفِئُ لوعتي. نظرَ القاضي في قضيتي ... وأعلن أنْ لا يوجدَ تفسيرٌ لحالتي... واتهموني بجنونِ حُبٍّ أبدي لا ينتهي... حملوني على قارعةِ الطريق حيثُ المسير إليك ... ابتهجتْ روحي وحلّقَتْ عاليًا في سماءِ العاشقين الذين وجدوا العشقَ الحقيقي بحُبِّ (الحُسين)
الخواطر