Profile Image

الاء االعبادي

التبصر في عيوب النفس

بقلم: آلاء الحجاج عادة ما يلجأ الإنسان إلى النظر في عيوب غيره، ونسيان عيوب نفسه، والسبب يرجع بالدرجة الأولى إلى حب الذات، أو حب الأنا، وما من إنسان إلا ويحب ذاته، إلا أنّ التفاوت في ذلك موجود، فبعض الناس يحب ذاته ولكن بدرجة عادية غير مفرطة، والبعض الآخر يفرط في حب ذاته، فيتصور أنّ كل ما يقوم به حسن، حتى ولو كان قبيحًا، ويتصور نفسه كاملًا، ويرى الآخرين ناقصين، أو يتصور نفسه مصيبًا، والآخرين على خطأ، وينشغل في عيوب الآخرين، وينسى أنه لا يخلو من العيوب، مهما تصور أنه متكامل. ولكي تتبصر في عيوب نفسك، وتنشغل عن عيوب غيرك، لا تكن مفرطًا في حب ذاتك، وإذا كانت ثمة صفة أخرى تسبب لك ذلك، فاعمل على أن تتخلص منها، واعلم أن التركيز في عيوب الغير، ونسيان عيوب النفس، صفة رديئة، لا بد التخلص منها. وحب الذات المفرط، يمكن أن نطلق عليه الروح الأنانية، وهناك أسباب أخرى غيرها، قد تقود الإنسان إلى النظر في عيوب غيره، وعدم التبصر في عيوب نفسه، ومنها: الغرور، والتكبر، والعجب، والحسد. ويعتبر حب الذات جذرًا، وأمًّا لهذه الأسباب أو الصفات. وقد يلجأ الإنسان إلى التبصر في عيوب غيره، وعدم الانشغال بعيوب نفسه، جهلًا منه برداءة هذا الفعل، فتراه يمارسه، وكأنه أمر اعتيادي، فإذا أردت أن تكون حكيمًا، لا تتصور أنك خال من العيوب، وتبصّر فيها، وانشغل عن عيوب الآخرين، يقول الامام علي( عليه السلام): (أعقل الناس من كان بعيبه بصيرًا، وعن عيب غيره ضريرًا).

اخرى
منذ 4 سنوات
1853