بقلم: إسراء الموسوي هي تلك المرأةُ التي تحمَّلتْ أعباءَ سفارتِها من وقتِ انطلاقها وخروجها من بيتِها إلى ذلك الزمان الذي عادت به إلى موطنِها وبيتها، وهُنا التساؤل: يا تُرى كم هو حجم وعِبء هذه السفارةِ التي كانتْ نبراسًا للأحرار وما زالت تُلهِمُنا وتُعلِّمُنا معنى السفارةِ التي يجبُ أنْ تتحلى بها كلُّ امرأةٍ وفتاة؟ إنَّها السفارةُ التي عكسَتْ للعالمِ أجمع حرصَ تلكَ السيدةِ الجليلة ــ وهي الحوراءُ زينب (عليها السلام) ــ في الحفاظِ على نهجِ من كانت تُمثِّلُهم في تلك المرحلةِ الصعبة من حياتها الشريفة والتي مثَّلتْ للإنسانيةِ أجمع معنى الالتزام بالرسالةِ المحمدية التي جاءَ بها جدُّها رسولُ الله (صلى الله عليه وآله)، ومعنى الالتزامِ بتلك الأحكامِ التي ضحّى من أجلها آلُ بيتِ النبوة (عليهم السلام)، وبذلوا الغالي والنفيس من أجلِ إعلاءِ كلمةِ لا إله الا الله بكلِّ شروطِها . تلك المرأةُ الجليلة التي بحيائها وعفتِها مُضافًا لها الشجاعة قد حاربَتْ كلَّ فلولِ الشرِّ والطُغيان مُبيِّنةً عظمة أولاد الأنبياءِ وشموخهم أمام أولاد الأدعياء. فجديرٌ بنا أنْ نتخذَ تلك المرأةَ العظيمةَ مثالًا يُقتدى به ... فلتكوني أيّتُها المرأة في كلِّ نواحي الحياة سفيرةَ والديكِ ومبعوثةً ونائبةً عند غيابِهم في كلِّ مكانٍ لتُبيّني للناس ولو جزءًا بسيطًا من فضلِ والديكِ فيما أنتِ فيه من التربيةِ والتعليم؛ فهم قد راهنوا بأعمارهم من أجلِ وصولكِ الى ما أنتِ عليه.
اخرىبقلم: إسراء الموسوي في العشرين من جمادى الثانية، وُلدتْ الدُرّةُ المكنونةُ فاطمةُ الزهراءِ عليها السلام. وليدةٌ جديدةٌ ازدانتْ بها الأسرةُ السعيدة، وفِرحَ بها كلُّ مَن في ذلكَ المكانِ الطاهر. واستبشرَ الكونُ بمولدِها كما استبشرَ بمولدِ أبيها من قبلُ. فرحةٌ غامرةٌ دخلتْ قلبَ النبيِّ (صلى الله عليه وآله) وقلبَ أُمِّها السيدةِ خديجةَ عليها السلام، فبدا على مُحيّاها الفرحُ والفخرُ بمولودةٍ تُشبِهُ أباها صلى الله عليه وآله، ينظرانِ إليها وكأنَّها آيةٌ من نورٍ، وكأنَّ قلبَها النقيَّ الطاهرَ يُضئُ مِنْ على جبينِها، وكأنّ عينيها الكريمتين تخبرانِ النبيَّ صلى الله عليه وآله أنَّها ستكونُ أمَّ عترتهِ الطاهرة. ها قد التقى نورُ محمدٍ المصطفى صلى الله عليه وآله بنورِ فاطمةَ الزهراءِ عليها السلام، وكأنَّهما شُعاعانِ من نورٍ طغيا على الأمةِ بالبركةِ والخيرِ، وطليعةُ يُمنٍ وأمنٍ، ونفحاتٌ قدسيةٌ من ألطافِ الرحمةِ الإلهية. وكأنَّهما بشرى لرحمةٍ ربانيةٍ أفاءتْ على الناسِ بالمودةِ، وغمرتْ النفوسَ بالصفاءِ ونشرتْ في مكةَ السلامَ. فسلامُ الله عليها يومَ وُلدتْ ويومَ تشرَّفتِ الأرضَ بمولدِها ويومَ تشفعُ لشيعتِها ومحبيها.
اخرى