بقلم: زينب راضي الزيني تخجلُ الكلمات عندما تكتبُ عن أغلى ما في وجودِي... وتقفُ الحروفُ عاجزةً عن صياغةِ كلماتٍ يُرتُلها قلبي بحقِّها وتتيهُ الأفكارُ مني عندما ألفظُ حروفها... إنّها أمي.. الأمنُ والأمان.. والراحةُ والاطمئنان... أراكِ في الكونِ أجمل ما رأيت! من صدرك الدافئ ارتويت.. وإذا سألوني عنكِ هل لها أنتَ وفيت؟ أقولُ: لا مهما عملت وعملت فإن نقطة واحدة من بحرِ مائها الوارف ما وفيت.. مدرسةٌ أنتِ ومن فصولكِ تعلمتُ الحلالَ والحرامَ، وتعلمتُ الالتزامَ، وتعلمتُ مبادئ الإسلام، وحبَّ أهلِ البيتِ الصفوة الكرام... إليكِ يا نبعَ الحنان.. ورمزَ الأمان.. أسطرُ حروفًا مدادها وفاء وعرفان.. للمرأةِ التي هي للوفاء والكرم والتفاني عنوان... تعلمتُ منكِ الالتزامَ وأنْ نعاملَ الناسَ بالإحسان.. حتى لو أساؤوا لنا تُذكريننا بالقرآن.. كم أنتِ رائعةٌ ايُّتها المرأة الحسان؟ كيف لا تكوني رائعةً وأنتِ من أوصى بها الرحمن؟ بين يديِك كبرت، وبين ضلوعك اختبأت، وفي حضنك احتميت، ومن كرمِك ارتويت... أنتِ لي نورُ الصباح... عطرُ المساء الفواح.. أجدكِ معي في حزني.. فرحي.. تسقينني من حنانك إذا ظمأت.. وتمسحين على رأسي إذا تمرضت.. وتدعينَ لي بكلّ خطوةٍ إذا درست.. عملت.. نجاحي بفضل دعواتكِ لي يا منبعَ الطيب.. فأنتِ الحبيب القريب.. لم أجدْ صدرًا في الكون كصدركِ الدافئ.. فالكون على اتساعهِ لا يضاهي سعة قلبك الصافي... لو كان للحبِّ تاج فأنتِ بالتاجِ جديرة.. يا صاحبةَ القلب الكبير.. والوجه النظير.. أحنُّ إليك إذا دجى الليل.. وإذا مالت الحياة بي، إذ كنتِ أنتِ الدليل إذا داهمتني الخطوب فأجدُكِ أنتِ لي السبيل إذا تمرضتُ، كان دعاؤك لي كالنسيمِ العليل.. أنتِ ظلي الظليل... حنانك كان لي نبعاً يسيل... أنت مجدي الأثيل.. أنتِ القلبُ الذي فيه مسكني، والصدرُ الذي فيه أحتمي، والحياةُ التي فيها مغنمي، وبدونك لا طعمَ للحياةِ يا أمي.. يرحمُكِ الربّ الجليل لعطائكِ لي ولإخوتي، فعن حُبّكِ يا أمي لن أميل.. أنتِ نعمة من الله... فلا أحد يحسُ بفقدِ هذه النعمة إلّا من فقدها... وأحس بمرارة بُعدها... كيف أُقدمُ لكِ السعادةَ التي منحتني إياها؟ وزرعت الأمل في كلِّ سنيّ عمري، علمتني يا نبع الحنان كيف يكون العطاء دون مقابل دون حساب، لآخر رمق في حياتي. ينتشي قلبُكِ فرحًا عند نجاحي وتحقيق أمنياتي.. وكل ركن من أركان بيتك يفوح شذى عطائك، لا أرجو من الله تعالى سوى رضاكِ... يا مُهجةَ روحي أدعو لكِ بكلّ صلواتي أنْ يرحمَك الله تعالى وينوّرُ قبرك يا من قاسيت وعانيتِ ولينتِ الصعاب... وسهلتِ الأسباب.. وتحديتِ في سبيل أن نبقى نعم الأصحاب والأحباب.. اشتقتُ لذاكَ الصدرِ الحنون... أشتقتُ لقلبي المفتون.. أمي تتوق لرؤياك العيون.. يزورُ الشوقُ قبركِ أمي.. ويبكي القلبُ فراقَكِ عني.. وكلّ ركنٍ في البيت يسألني.. لِمَ أظلم البيت أين شمعتهُ؟ آه يؤلمني.. يقتلني غيابكِ عني.. يا أمي.. الله يرحمكِ يا أغلى مخلوق رأتهُ عيني.. أمي الغالية نورٌ يشرقُ في قلبي.. وينيرُ ظلمة دربي... مُعدم أنا وحُبُكِ اغتناء.. واكتفاء.. واقطع عهدًا لكِ بأنّني سأكونُ الفتاة الزينبية الفاطمية التي تتباهى بها كل النساء.. وأكونُ عند حُسنِ ظنّكِ بي يا نبعَ الحنان.. ويا رمزَ الأمان.. يا حياةٌ... أنتِ لها عنوان..
اخرى