Profile Image

زينب ضياء الهلالي

المحن الإلهية

بقلم: زينب ضياء الهلالي يمر الإنسان في هذه الدنيا بالعديد من المحن التي تكون شديدة ومؤلمة وتجعل الإنسان في كثير من الأحيان حبيس في همه وكدره، والتي تجعله مقيدًا وبدون حركة. يتسرب شعور إلى داخله في الكثير من الأحيان أنّ كل شيء انتهى وتوقفت الحياة، ويظن البعض أن الرحمة الإلهية ابتعدت عنه وأنه أصبح منبوذًا، ويبدأ الكثير من الناس عند نزول المحنة عليهم بالتشكيك بالعدل الإلهي والعياذ بالله! وسبب ذلك عدم استحكام الإيمان في قلوبهم بالدرجة الأولى وعدم المعرفة بحكمة المحنة من الله سبحانه وتعالى، متناسين أن الأنبياء والرسل والأئمة (عليهم السلام) أجمعين لاقوا الكثير في حياتهم وتحمّلوا ما تنوء به الجبال، ونجدهم رغم كل التحديات التي واجهتهم كانوا مستبشرين ثابتين... ولم يفقدوا الأمل ولو للحظة واحدة برب العالمين.. ولم يعاتبوا الله -سبحانه وتعالى- على ما أصابهم من ابتلاءات، فهم أحبابه.. ولو شاء أن يجعلهم أسعد الناس لفعل، ولكنهم تقبّلوا كل الآلام والمتاعب بقلوب مطمئنة، وعقيدة راسخة، فهذه هي الدنيا دار اختبار وليست دار قرار. يمتحننا الله سبحانه وتعالى ليظهر معدن الانسان الحقيقي، قال الله تعالى: ﴿وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ) (1) الإنسان المؤمن يتعرض إلى أنواع مختلفة من المحن، فأحيانًا يكون الضيق هو المحنة والمرض والخوف وفقدان كل شيء، فكل هذه محن، أحيانًا تكون النعم التي رزقنا بها الله هي المحنة! فهذه حكمة الله (عز وجل) لمعرفة عباده المؤمنين الصابرين. قال الامام الصادق (عليه السلام): "البلاء زين المؤمن، وكرامة لمن عقل لأن في مباشرته والصبر عليه والثبات عنده تصحيح نسبة الايمان" (2) إن ذكر الله تعالى في المحنة يقوي الإيمان بالله تعالى ويعطي الإنسان قوة التحمل على الصعاب وردت آيات وأحاديث كثيرة تعلمنا ما نقول عند نزول البلاء قال الله تعالى: "الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ" (3) الإنسان الذي يريد الآخرة عليه أن يتخلى عن الكثير في هذه الدنيا وأن يتحمل المصائب بأنواعها ليصل إلى الدرجات العليا في الآخرة، لا بد للإنسان أن يتحمل المحن بالشكر والصبر والدعاء وعدم الاعتراض على حكمة الله (عز وجل)، واثقين بأن الفرج قادم لا محالة، عاقدين العزم على تحمّل هذه المحن والخروج منها منتصرين، واثقين من رحمة رب العباد يذلل كل الصعاب ويخفف الأحزان والآلام، والإنسان المؤمن يعد البلاء نعمة يشكر الله تعالى عليها لأنها تقربه من الله، والصبر هو رفيق الإنسان في المحنة فلا بد من التمسك به للوصول لشاطئ النجاة. صحيح أنّ للصبر مذاقًا سيئًا لكن نهاياته دائمًا سعيدة. سلامًا على الذين اتخذوا من الصبر سفينة عبور المحن ___________ 1- سورة آل عمران آية (141) 2- البحار ج67 ص 231 3- سورة البقرة 156

اخرى
منذ 5 سنوات
1187

التقليل من شأن الآخرين

بقلم: زينب ضياء الهلالي نصادف في بعض الأحيان أشخاصًا يقللون من شأن الآخرين ونجاحاتهم، وتهميش مجهوداتهم وربما الحكم عليهم بالفشل دون وازع من دين أو ضمير، لو فكرنا قليلًا نجد هؤلاء في كثير من الأحيان لا يملكون الخبرة الكافية ولا التخصص الذي يؤهلهم لتقييم عمل الآخرين والحكم عليهم. يقول علماء النفس: "إن التقليل من شأن الآخرين أسلوب يلجأ إليه الإنسان استجابة لما لحقه من إحباط نتيجة عدم قدرته على تحقيق دافع لديه" ويلجأ الإنسان إلى هذا الأسلوب حين يصاب بالصدمة نتيجة لفشله في مجال ما، يبدأ بتقصي أخطاء الآخرين الذين نجحوا حيث فشل، بل اختلاق اخطاء لهم غير موجودة أصلًا والبحث عما يقلل من نجاحهم. التقليل من شأن الآخرين شيء مرفوض، فالدين الإسلامي أعطى كل شيء حقه في هذه الحياة فحتى البعوض الذي هو صغير يكون له دور في الفتك بالإنسان أقوى مخلوقات الأرض وقد ذكره الله تعالى في سورة البقرة آية 26 قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ). التقليل من شأن الآخرين أحيانًا يكون مدمرًا للشخص لأنه يقلل من الثقة بالنفس إذا كان صادرًا من شخص مسؤول عنك كمدير في الدوام أو المشرف على عملك. علينا أن نُقدر الآخرين مهما كانت ظروفهم وأوضاعهم ومكانتهم في المجتمع، وأن لا ننسى حقيقة أن انتقادنا لشخص لا نملك خبرة أو معرفة شيء عن تخصصه لا يقلل من شأنه بل يقلل من شأننا.

اخرى
منذ 5 سنوات
9012

الإدمان السلوكي

بقلم: زينب ضياء الهلالي يعرف الإدمان بأنه الشيء الذي لا تستطيع الابتعاد عن فعله وتعودت عليه بشكل مستمر. عندما نذكر الإدمان أول ما نفكر به هو إدمان المخدرات والكحول، متناسين أن هناك أنواعًا مختلفة من الإدمان يكون لها تأثير كبير يصل أحيانًا إلى نفس نتيجة إدمان المخدرات. هناك أنواع مختلفة من الإدمان، مثل إدمان الانترنت ادمان الألعاب الإكترونية وكذلك إدمان مشاهدة المسلسلات وإدمان تناول الأغذية. هناك عدة أسباب تساعد الشخص على الإدمان السلوكي أهمها: العزلة فهي العامل الرئيسي التي تجعل الإنسان مدمن على سلوك معين فهو يعطيه اللذة والشعور بالراحة وتتفاقم هذه المشكلة مع مرور الوقت وتتزايد إلى حد فقدان السيطرة عليها، حيث يقول العلماء إن الإدمان يعمل على منطقة معيّنة من الدماغ هي Circuit de Recompense وتعمل بالتالي على مادة الدوبامين التي تولّد الشعور بالارتياح في الدماغ. المدمن تضعف علاقاته العائلية وتنقطع صلته بالمجتمع مما يؤثر ذلك سلبًا على حياته، وبذلك تتطور إلى حالة مرضية تمنع الشخص من السيطرة على أفعاله وتصرفاته مثل إيذاء النفس وتعريض الآخرين، يمكن التخلص من الإدمان السلوكي من خلال نوعين من العلاج: الأول: هو الاختلاط مع المجتمع والتحدث معهم وتكوين صداقات. الثاني: ايجاد وسائل أخرى مثل ممارسة الرياضة أو تطوير مهاراتك من خلال دورات مختلفة. أما إذا كانت الحالة متأزمة فيجب زيارة طبيب نفسي. يجب الانتباه الى أنفسنا، فأحيانًا لا ندرك الخطر الذي يحيط بنا من خلال ممارسة بعض التصرفات التي يمكن أن تصبح إدمانًا في المستقبل ونعالجها بأسرع وقت. ويجب أيضًا مراقبة لأفراد الأسرة في البيت ولا سيما الأطفال والمراهقين وزيادة الوعي لديهم من الوقوع في فخ الإدمان.

اخرى
منذ 5 سنوات
718