بقلم: فاطمة بيطار صباحٌ من فرطِ الأسى الذي يحتويه قد أصبحَ كالليل الحالِك المظلم.. تُرى ما حالُ الأيتام والفقراء والمساكين؟! أصحابُ العيونِ البريئة والأفئدةِ الطّيبة.. كلُّ من كانوا ينتظِرونَ اليدَ العطوف كي تمسحَ على رؤوسِهم برقّةٍ وعناية.. ما حالُ الذين اعتادوا على صوتٍ يُحيي قلوبَهم في كلِّ يوم؟ وعلى وجهٍ يبعثُ الطمأنينةَ في أرواحهم المتعبة.. ما الّذي تغيّر؟! لقد فقدوا عزيزًا لو أتى العالمُ بأسرِهِ ليعزّي بهِ ما استطاعَ أن يُطفئ لهيبَ دمعةٍ قد سالت على خدِّ طفلٍ يتيم.. لم يعرِف من الدُّنيا سوى مرارتها حتّى أتى من يُنقذه من ذاكَ البؤس، من كان له بمثابةِ الأب، والذي كان يسقيه من نبعِ حنانه و يبتسِمُ ثغرُه البهيُّ في وجهه فيملأ دنياه أملًا بدل الشّؤم.. ثمَّ رحل إلى الأبد.. رحلَ فجأةً إلى جنّةِ الرحمٰن...وتركَ ذكرياته مع محبّيه.. صباحٌ حزينٌ، كئيب، فيه جرحٌ عميقٌ لن يندمِل.. وما صبرُنا إلّا من عند الله تعالى.. بذكرِكَ عاشت الأرواحُ يا عليّ! #اللهم_عجل_لوليك_الفرج
المناسبات الدينيةبقلم: فاطمة بيطار أجل، سيّدُ الشُّهداء، ومن مِثله؟! فهو استثناءٌ بكُلِّ الحالات، نَجِدُ الشّفاء في تُربته، والدّعاءُ مُستجابٌ تحتَ قبّتِه، زيارتُه فريضٌة واجِبة، والأهمُّ من ذلك أنَّ هذه الزّيارة رغمَ الملايين من المُحرِّضينَ ضدّها إلّا أنّها وبِفضل الله (تعالى) تزدادُ في كُلِّ عامٍ أكثر فأكثر.. سيّدُ الشُّهداء، ومن مِثله؟! شعائِرُه ما زالت ولن تتوقّف؛ لأنّها في سبيلِه (عليه السلام)، ولأنّها تُقامُ مواساةً له ولأمّه فاطمة (عليها السلام). سيّدُ الشّهداء، ومن مِثله؟! رجلٌ لا كباقي الرِّجال، خرجَ من أجلِ الإصلاح ومن أجلِ حمايةِ الدّين، فقُتِلَ ومن معه من أهلهِ وأصحابِه وأولاده، حتّى طفله الذي كان عمرُه ستّةَ أشهر، استُشهِدَ بينَ يدي إمامِنا الحنون.. وسُبيَت من سبيت من نِسائه المُخدّرات اللواتي لم يرَ ظلُّهنَّ أحدٌ قبلَ يومِ الطّف، وأطفاله الّذين كانوا في دلالٍ وعز، حتّى أنّ مصيبتَه خُلِّدَت ورزيّته عظُمَت على مرِّ الزّمن، فاهتدى بِفضلِه الكثيرون ممّن شاهدوا فيه صفات الإيمان، الشّجاعة، الصّدق، القوّة، والكثير ممّا لا يُكتَبُ ولا يُقال.. سيّدُ الشّهداء، ومن مِثله؟! تتقطّعُ القلوبُ من شدّةِ الشّوقِ إليه، وترتفَعُ الأصواتُ بلوعةِ البكاءِ عليه.. سيّدُ الشّهداء، ومن مثله؟! حيثُ إنّ الماءَ يُحيي كُلَّ شيءٍ، وهو قد حُرِمَ من الماء، واستُشهِدَ عطشانًا، لكنّه أحيا جَميعَ مُحبّيه وأنجاهُم من الضّلال.. فبالحُسين كُلُّ شيءٍ حي.
الخواطر