Profile Image

زهرائية زينبية

ماذا بعد شهر رمضان؟

بقلم: زهرائية زينبية بعد انقضاء أيام شهر رمضان المبارك وحلول عيد الفطر، علينا أن نسأل أنفسنا بعض الأسئلة... هل سيكون حقًا عيدًا لنا بعد إتمامنا شهر الطاعة والغفران بضيافة رب الأكوان، فرحين بما آتانا الله تعالى من فضله ورحمته في شهره الكريم، وكأننا ولدنا من جديد خالين من أثقال الدنيا الفانية، أم سيكون عيدًا عاديًا؟! وسنعود بعده إلى حالنا قبل شهر رمضان، من ارتكاب الذنوب والمعاصي، وحياة اللهو واللعب... بالطبع ستكون الإجابات مختلفة، فالبعض سيجيب: أنه استفاد من هذا الشهر الكريم بالعبادة والتقرب أكثر إلى الله تعالى، وتأدية الأعمال الصالحة والنافعة واكتساب بعض المعلومات المفيدة، وبعضهم سيُجيب بأنه استفاد من هذا الشهر، فهو قسّم وقته بين العبادة وبين ممارسة هواياته كقراءة الكتب وأيضًا طلب العلم. أما البعض الآخر سيُجيب بأنه لم يستفد من هذا الشهر وضيع وقته بالتسلية من مشاهدة برامج التلفاز والهاتف وغيرها، وربما يكون نادماً على كل ثانية ضيّعها بغفلته وعدم انتباهه لكرامات وفضائل الشهر المبارك، وهذا حال بعض شباب عصرنا الحالي –على الأقل- الذين أخذتهم الدنيا بغرورها وزينتها، ولم ينتبهوا لأنفسهم. ولا يقع اللوم والعتب عليهم فقط، بل نحن أيضًا علينا أن نحاسب أنفسنا، ولماذا لم نقدم لهم النصيحة والمساعدة، لكي يتخلصوا من أهواء الدنيا والعودة إلى مالك الملك سبحانه وتعالى؟! نصيحة للشباب: ١- الذين تركوا المعاصي وملذات الدنيا في هذا الشهر العظيم: عاهدوا الله تعالى وإمام زمانكم بأن تبقوا قلوبكم وأرواحكم نقية وطاهرة وبيضاء، ولا تلوثوها بعد صفائها في شهر الله تعالى. فقد روي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليهم السلام) أنه قال: "إن لله تعالىٰ ملائكة موكلين بالصائمين، يستغفرون لهم في كل يوم من شهر رمضان إلىٰ آخره، وينادون الصائمين كل ليلة عند إفطارهم أبشروا عباد الله فقد جعتم قليلًا وستشبعون كثيرًا، بوركتم وبورك فيكم، حتى إذا كان آخر ليلة من شهر رمضان نادوهم أبشروا عباد الله فقد غفر الله لكم ذنوبكم، وقبل توبتكم، فانظروا كيف تكونون فيما تستأنفون" (١). ٢- الذين ضيعوا فرصة شهر رمضان: لا تيأسوا من رحمة الله تعالى، فباب التوبة مفتوح لكم في كل زمان، جدوا واجتهدوا لتدركوا ما فاتكم ولتنالوا رضا الرب الرحيم، فهو أقرب للعبد من نفسه، وكما قال في محكم كتابه: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} (٢)، هو الأقرب لك فلا تبتعد عنه بل ارجع إليه واطلب منه أن يعينك على هزيمة هوىٰ نفسك وشيطانها. فقد روي عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليهم السلام) أنه قال: إياكم والغفلة فإنه من غفل فإنما يغفل عن نفسه، وإياكم والتهاون بأمر الله (عزَّ وجلَّ) فإنه من تهاون بإمر الله أهانه الله يوم القيامة (٣). __________________ (١) الأمالي، للشيخ الصدوق، ص١٠٨. (٢) سورة ق || آية ١٦. (٣) ثواب الأعمال وعقاب الأعمال، للشيخ الصدوق، ص٢٣١.

اخرى
منذ 4 سنوات
1129