بقلم: غدير الحسني فوضى العمل، فوضى الحياة، فوضى المشاعر، فوضى المحيط الخارجي، فوضى التعليم والدراسة، القلق، التفكير، قلّة النوم، عملٌ مُرهق، مشاكلُ شخصيةٌ، عائليةٌ، الابتعادُ عن الله (تعالى) و... . كلُّ تلك الأمور من المُسببات الرئيسية للبعثرةِ والتوتر وعدم التركيز والإخفاق في الكثيرِ من الأعمالِ، في مختلفِ المجالاتِ؛ لذا يتوجبُ علينا إزاحة ذلك الغبار والنهوض والسعي وبذل الجهد والإصرار والمقاومة والصبر والبدء من جديد. الكثيرُ منّا يقول: لقَد فاتني الكثير، لم يتبقَ من الوقت شيءٌ، ضاعَ كلُّ شيءٍ، لا أعرفُ كيف أبدأ؟ ومن أين أبدأ؟ وفي الواقع، نحنُ ممن يُتقن ويُجيد الحزن، البكاء، السلبية، التوبيخ، الملامة، تحطيم الآخر، الجلوس مكتوفي الأيدي بنيةِ أنّ كلَّ شيءٍ قد انتهى، وتوقفت الحياة وانتهى الأمر... جاهلين بفنِّ البدءِ من جديد، فن الصبر، فن المقاومة، فن الثبات رغم قسوة الظروف، فن العطاء الذاتي والروحي بأنْ نُعطي فرصةً أخرى لأنفسنا بغيةَ النهوض والمقاومة والبدء، وأنْ نُعطي فرصةً للآخرين، فرصةَ المسامحة، الحب، التعبير، التغير و... لنلتفت قليلًا إلى النِعمِ الإلهية التي خصّها اللهُ (عز وجل) بنا دون غيرنا، نعمة الصحة في زمنٍ يشكو الجميع من ألمه، نعمة الرزق في زمنٍ يُعاني الجميع من قلّة المال والطعام، نعمة المسكن والملبس والتعليم، نعمة العائلة والأصدقاء والأحبة، والكثير من النعم الإلهية المادية والمعنوية في زمنٍ أغلبُ الناسِ تفتقرُ فيه إلى أبسطِ مقوّماتِ الحياة والعيش الكريم.. ثم ماذا بعد كُل تلك الفوضى؟! ألم يحِنْ وقت الالتفات إلى ذلك الضياع الروحي والفكري، المادي والمعنوي! فإلى الآن، لا زالتِ الأبوابُ مُفتحةً، والسبلُ متاحةً من أجلِ لملمةِ هذا الشتات، كالجلوس مع الذات والتفكير بهدوء، إزاحة ما هو غير مهم من أعمالٍ وأشخاصٍ، وتقريب ما هو مهم وضروري، التقرّب من الله (عز وجل) وطلب العون والتوفيق منه، وضع خطةٍ تتناسبُ مع الطاقة الروحية التي نمتلكها للبدءِ من جديد، الاستعانة بمن نأنسُ بمشورتِهم وكلماتهم، تنظيم الوقت والسيطرة عليه من خلال احتساب ساعات العمل والراحة، النوم بفتراتٍ منتظمة لتحسين آلية عمل الدماغ، الصلة الدائمة بأهل البيت (عليهم السلام) لما لذلك من توفيقٍ وخيرٍ وسدادٍ وعلو..
اخرى