Profile Image

زهراء حسام

إليكِ يا نرجس خاتون

بقلم: زهراء حسام قد تعلمُ الأمهات شعور بعضِهن البعض، آلامهن وأتعابهن، سهرهن وسُهادهن، لم يسبقْ أنْ سمِعَتْ أمٌّ عن أخرى أنَّ جنينها مُلاحقٌ ورأسُه الصغيرُ مطلوبٌ ولو كان في جوفها! لكن هذا ما يحصل في بيوتات الإمامة.. نرجس لم تكن تحمل طفلًا وحسب، بل إنّهُ الطفلُ الإمام، لم تكن تمسّدُ بطنها فقط بل أرومةُ الكون، خالجتها مرحمة الأم وولاء الحواريين، تُفتَّشُ هي وبيتها في أيِّ لحظةٍ، كأنّهم رؤوس الشياطين وهم يتجمعون لاهثين ترصدًا وخُبثًا، تُراقب تحت أعين جاسوسات للسلطة صباحًا ومساءً علّهن يحظينَ بعلامةٍ يُنهون بها حياة الطفل المُرتقب.. نرجس خاتون أنجزَت دورًا سماويًا، لقد حافظت على الإمام وسِرّ الإمام وأطاقتْ أنْ تكون أُمًّا لرجلٍ غير عادي، سينتظره العالم ويعيش أمل ظهوره، وستكون أقصى أمانيه أنْ يحظى بنظرةٍ منهُ إليه، سيأتي ليحقق أحلامهم وأحلام جميع الأنبياء والصالحين. إننا كنساءٍ بالخصوص نعيش مسؤولية ردِّ الجميل لهذه المرأة، بتقديم أبنائنا وبناتنا كمشاريع مُمهدة، خادمة، مُناصرة لولدها الموعود أَوجزُ ما يُمكن تقديمه، فأنتِ يا أم المهدي وهبتِنا المُخلِّص ونحن نهبكِ أنصارًا له. نحن لن نبخل بجُهد كجهدها، والأمر لا يتطلب معجزةً، التربيةُ السليمةُ وقليلٌ من التعب وترتيبُ الأولويات كفيلٌ بصنعِ نماذجَ صالحةً تعيش في دولة الإمام أو تُمهِّد لها. كلُّ أمٍّ وأبٍ يكابدان لأجل أولادهما عليهما أنْ يُديرا بوصلة نيّاتهما الى الإمام، دعونا نعيشُ همّ الانتظار، حتى من يتوق إلى الذريّة ليعزمْ أنّه لو رُزق بها لوضعها في شاطئ يمِّ الانتظار... لعلّ ذلك يُكرمنا باتصال يومنا بغدِه فنحظى، ونرِدُ مَناهِله الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى، ونَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِه بعد طول الصَّدى، ونغاديه وَنُراوِحُهُ فَنُقِرَّ عَيْنًا.

اخرى
منذ 4 سنوات
420