بقلم: شيرين عبدالحسين على مدار الدهر أُحلّقُ بجناحيّ حولَ تلك القُبة الشَّماء، ومنارتَيّ المجدِ والإباء، ناظرًا إلى جماهير الزوارِ تحتها، قد عُقدَ القلبُ على الإيمان بنص من صادق الآل حين قال: (جعل الشفاء في تربته، وإجابة الدعاء تحت قبته) أطيرُ باكٍ، مُغبراً، شعثاً، قد أَلِفتُ هذه الهيئة في أغلب الأيام، فكأن الحزنَ قد عُجنَ بهذه البقعة من الأرض، هنا حيث دماءٌ نزفتْ، وشيبةٌ تريبةٌ خضبت، وشمسٌ كُسفتْ، وقمرٌ انخسفْ، ونَجم أفل، وأوصالٌ قُطعتْ، وطفل وطفلة شُردوا.. نينوى أرض اعتادَ سُكانها النياحَ والعويلَ منذُ أن هوى ابن سيدة نساء العالمين من جواده، مستقبلًا الثرى بذاك السهم ذي الثَّلاث شعب، خارقًا ذاك الكبد المُتلظَّي من الظمأ. وأنا أسألُ رفقائي قائلًا: أليس لها ساعة ونصيب من الفرح؟! وإذ بالملكِ المشغوف حبًا بساكنِها خفضَ بجناحيهِ مُجيبًا :بلى ولكن ماذا؟! هي ولهة من الزمن. لا بأس سوف أترصدها بلهفةٍ... من حينها صرتُ أتوق ولهًا كي أروي بها عطش فؤادي، فحقًا كانت هي ما أصبُ إليه. فبينَ أنوار القبة ذات الألوان الزاهية وعطر الحرمين الإلهي وباقات الورود التي تزينت بها أروقة الحرمين وما بينهما، نحلقُ بسعادة ننشر عبيق الولادة الميمونة بلوحات فنية سماوية، تشرئبُ لها الأعناق سرورًا. حشودٌ غفيرة من أهل السموات والأرض توافدتْ مقيمةً حفلها البهيج بحلول نور (حبيب الله) وقرة عيني الرسول.. وبالأثناء يتسابق الزوار من سكان الأرض بالقدوم إليها مفتخرين بكثرتهم التي تضاهي مواكب أهل السماء، حيث الكل يريد التقرب مهنئاً رسول الله (صل الله عليه وآله) بسبطه (شبير) حينئذ ينصرمُ الحفل والكُلّ يتضرعُ إلى الرب بأن يجعل له مردًا في العام القادم. وإذ اليوم.. بقعة موحشٌة، خاليةٌ! صمتٌ، سكونٌ عجيب، وحدةٌ، غربة! رباه ما الذي حصل؟! ما بال الوفود والحشود لم تأت؟! ماذا دهاها؟ أأقبروا في لحودهم؟! أقامت الطامة؟! وجيء بيوم النشور، فخليت منهم! لا، لا، إنهم في بيوتهم يأمَنونَ من البلاء والوباء
المناسبات الدينية