بقلم: أَرمِيتا السَماء للصبر اسم آخر هو زينب قد خطه رب العلا... في كربلا... قد كان حملها الهموم فما غدا غير الرضا نحو السماء مرحّلا... وهي التي قد أُرِّثت من أُمها صبرًا على كل المصائب والبلا... وقد استشفت من أبيها صبره فغدت توازن بين ما قد حَمّلا... وغدت تعيش وكلها شكر فهل؟ أدركتم سرًّا لها متكاملا... إذ إنها دومًا إذا ما نابها أمرٌ تقول الأجملا.. فهي التي عرفت بأن إلهها في كل ما يقضيه يقضي عادلا.. فقضت حياة في رضاه وشكره وله مضت لم تهبه (الأجلا).. في الشام موضع قبرها لكنها في كل قلب سوف تحيا أملا...
اخرىبِقَلم: أَرمِيتا السَماء مِن أجملِ سماتِ المُحب أنَّه يرغبُ في لقاء المحبوب دائمًا، هكذا يريدُ الله تعالى تأديبنا على أخلاقيات الحبِّ الصادق، ليُرشدنا إليه دون أيّ شيءٍ آخر يُشوِّش أرواحنا ويلوثها؛ اذ وضع لنا محطاتِ عبادةٍ دائمة ومؤقتة على دربِ العشق: الدائمُ منها فروضٌ يكادُ البعض يعدها عادات يومية لا يدري ما يقول فيها، وأما المؤقت فمنسيٌ إلا في النادر من الأوقات! فهذا هو الله (سبحانه)، دائمًا ما يُقرِّبُنا إليه ويتقربُ إلينا بحُبِّه، ونحنُ ما نفتأ نبتعدُ عنه.. باحثين عن عشقٍ سرمدي في سواه، طالبين رضا غيره، وهو يتكرمُ علينا فوق ذلك بالمزيد من النعم... آهٍ.. آهٍ.. منّا نحنُ الجاحدين، نحنُ الذين دائمًا ما نتطاولُ على محضرِ القدسِ الإلهي باعتراضاتنا وتكبرنا وتجاهلنا وإعراضنا، إذ نُصابُ بالغرور والتكبر لدرجةِ أنْ نستصغر شأن اللهِ (سبحانه وتعالى) في حياتنا، وفضله الدائم علينا... أحيانًا حين يُحبُّ أحدهم (الفرد العادي) شخصًا مرموقًا ويأتي ذلك الشخص المرموق ليُكلمه أو يُسلم عليه.. فإنه قد نُصاب بالذهول، ونقول لهذا الشخص العادي: من أنت حتى يسلّمَ عليك فُلان؟! وهُنا يُوجد سؤال لم نسألُ أنفسنا عنه بعد: من نحنُ ليرعانا الله تعالى بهذه الطريقة؟! لنسأل أنفسنا بحق، حينها فقط سنُدرك معنى قولِ الإمام زين العابدين وسيد الساجدين علي بن الحسين (عليه السلام): "وَأَنْتَ دَلَلْتَنِي عَلَيْكَ".
اخرى