Profile Image

السراج المنير

زوجةٌ غيرُ مُصانة!

بقلم: حواء كم أتألمُ في صمتٍ شديدٍ يرثي كُلّي... هيكلي يتآكل من فرطِ الحزن والآلام تذبحني... عقلي يتساءل: في أيِّ معركةٍ تناضلين؟! ضد مَن؟ المرض أم الحب؟! لا أمان، لا حب، لا عاطفة .. خواءٌ داخلي، فكرٌ مشتت، رثاءٌ لحياتي... هنا يكون الامتحان الحقيقي ليفتح آفاقًا من الألم لا يغطيها إلا الدموع... وما الدموع إلّا رثاءٌ لقلبٍ أنهكه الإهمال والصدّ حتى بات يرثي نفسه بنفسه! يقولون: أحبّي ذاتكِ... لو كانت الذات تكفي، فلمَ خلقَ الله تعالى إذن الذكر والأنثى؟! لا أمان... لا أمان... غيّر الحزن ملامحي حتى بِتُّ أعرفُ جيدًا ملامح السيدة زينب (عليها السلام) عندما وصلت المدينة المنورة قادمةً من رحلةِ السبي... مَن أنا لأقارن نفسي بها؟! وإنّما هو الحزن الذي اشترك بيننا مع اختلاف الحَدَث والمهمة.. لا أمان... سأخبركَ يا دفتري كيف يُفقد الأمان: تُرى هل تبقى دفترًا عندما أمزّق غلافك؟! لا أمان... أشعرُ بالحزنِ الشديد، أشعر بالألم يفتكُ برأسي ورقبتي وكلّ جسمي... ذبلت أنوثتي في بيتٍ خالٍ من الحب مملوء بالكراهية... حياةٌ مرٌّ طعمها لا فيها حلاوة الحب ولا الاهتمام... أهربُ هنا وهناك علّي انشغل عن أحزاني، أتوهُ بين سطورِ الكتب وفي حبر الكتابة... ماذا بعد؟ تنازلتُ عن أنوثتي، حيث باتَ شعري كقطعةِ جمادٍ لا يُعيرها أحدٌ أي اهتمام. ذبلتْ عيناي وهما تبحثان عن ناظرٍ بحبٍ إليهما... أما شفتاي فباتتا لا تنطقان إلّا الصراخ... جسدي هدفٌ للانتقام، أملأه بكلِّ ما يضرّه لتقتنعَ نفسي أنني لا أستحق أنْ أكونَ أنثى. لساني لا يتوقف عن الحديث عن بيتي، بيت العنكبوت المنسوج بعناية، المُدمَّر بضربة عصا! أذناي لا يسمعان إلّا الملامة والانتقاص والنقد أنتِ...أنتِ... أنتِ... كفى! فقد حلّت بي كلُّ عقوبات السماء، ولم تترك جزءًا من جسمي إلّا ولسعته بلسعةٍ من رحمةٍ أو عذاب. الصبر، الإيمان، الجهاد... كلماتٌ سهلٌ نطقها، عسيرٌ تطبيقها. أتظاهرُ بالقوةِ بينما داخلي هشٌّ كأجزاءِ زهرةٍ تتقاذفها الريح إلى مكانٍ سحيق... أما قلمي فقد عجز عن وصفِ الإحساس الدفين الذي يتملكني، أبى أنْ يتركَ السطور خاليةً فملأها بحروفٍ لونُها السواد، تخبرها أنَّ للذاتِ رثاء.

اخرى
منذ 3 سنوات
276