بقلم: حوراء الساعدي لكِ عزيزتي لكل فتاة ما زالت محافظة على دينها… تصون نفسها وتضع كمامة تقيها من أمراض آخر الزمان... لتلك التي تركت تراهات المجتمع، ورسمت لها طريقًا مختلفًا، ربما زُيّن بالأشواك والصعوبات، لكن ثماره جنان الخلد... لتلك الزينبية التي اتخذت من مولاتها قدوة في لباسها وحشمتها وأخلاقها، لم تتزعزع ولم تيأس، لم تقم بتحريك ربطة رأسها إلى الخلف مظهرة بعض خصل شعرها، ولم تقصر بعض ملابسها، ولم تضيق الحدود على خصرها، ولم تتمايل في مشيها ،ولم تتمايع في حديثها مع الشباب، لزمت حدودها في كل مكان، حتى في مواقع التواصل الاجتماعي... كانت زينبية في كل خطواتها، ولم تلهث خلف نيران جهنم، وانتظرت فارس أحلامها الذي قال فيه الله "وآتوا البيوت من أبوابها" ذلك الذي سيطلب يدها بحلالٍ لا بحرام. لكِ أنتِ عزيزتي طوبى لكِ هذا التمسك والإصرار... لا تهتمي بتفاهات من يدّعى لكِ النصيحة، فأنتِ تسيرين في الطريق الصحيح الذي يريده الله، ولا تخافي من عدم العثور على شريك مناسب لحياتك، وتأخر قدومه، فإن الخير فيما اختاره الله لكِ، وعاجلًا أم آجلًا سيبعث الله لكِ من يستحقك ويحافظ عليكِ كما يحافظ على نفسه. واجعلي من "ولعل الذي ابطئ عني هو خيرٌ لي لعلمك بعاقبة الامور" شعارك دائمًا... عزيزتي الزينبية، أبقي أنتِ، وسيأتي لكِ هو... حينما يكتب الله ذلك، وحينها سيكون اللقاء لقاءً سماويًا مباركًا من الله تعالى وأهل بيته (عليهم السلام) هذه رسالتي اليكِ... فتمسكي… وكوني كما يريدكِ الله... لا كما يريدون…
اخرىبقلم: حوراء الساعدي أنا أُم حملتُ بطفل ولأولِ مرة بعد انتظارٍ دامَ خمسةَ عشر عاماً، كلُ شيء كانَ يبدو بخير، الفرحة كانت تعمُ أرجاء منزلنا الكبير، زوجي يبدو سعيداً جداً بهذا الخبر. وأم زوجي بدأت تُظهر الاهتمام بي عكس ما كانت تفعل، كنتُ سعيدة جداً وأشكر الله كثيراً في كل لحظة لأنه استجاب لدعائي ولم يردني خائبة، ولكن... ولدتُ صبياً، كان مشوه الخلقة، تبدّدت احلامي ودخلتُ في دوامة من التساؤلات، لماذا يحدث هذا؟ ما ذنبي يا الله؟ وما ذنب هذا الطفل الذي سيعيشُ بقية عمرهِ معاقاً؟ أنا اعترض أيُها القاضي على عدلِ الله! قلتها وأنا اقف أمام القاضي الذي يتولى أمور العدالةِ في القرية، وقد اجتمعت اصنافٌ متعددة من الناسِ بعد أن سمعوا بهذا الحدث الغريب، فلأول مرة امرأة ترفع قضية ضد الظلم، والظالمُ هو الله! (حاشا لله ذلك ) -ابنتي، أنا سأجيبك بصفتي القاضي عن تساؤلاتك، ولكن بشرط وهو: إذا تبين لكِ بأنكِ مخطئة فسوف تقفين أمام هذا الحشد الكبير وتقرين بِخطئك . -أنا موافقة، قلتها بجدية وإصرار، منتظرة أن أسمع ما يبردُ غليلي، لأنني أعلم علم اليقين أن الله عادل في نفسي، ولكن يقيني هذا قد اهتز بعد هذه الحادثة ، لذلك فعلتُ ما فعلت . وقف القاضي أمام الجمهور وأمسك الميكروفون وبدأ يتحدث قائلاً : لقد قالت هذه السيدة قبل قليل: إن الله غير عادل، وذلك لأنه قد أعطاها طفلاً مشوهاً بعد انتظار دامَ لسنين، فإذا كان عادلاً لما لم يعطها طفلاً كامل الصحة، غير مريض أو مشوه الخلقة؟ وهنا أقول: يا سيدتي، إن الله ليس هو المذنب هنا في كون هذا الطفل الذي سيعيشُ بقية عمرهِ مشوهاً ، بل أن المذنبين الحقيقين هما أنتِ وزوججك! نطقها وهو ينظرُ الي بجدية ، فصدمت أنا عما تفوه به! فكيف أكون أنا المذنبة؟! بل ما علاقة زوجي؟ أردتُ في تلك اللحظة أن أصرخ بوجهه غاضبة مستنكرة لما قاله، ولكنه قاطعني طالباً مني أن أستمع اليه إلى النهاية ، فأومأت برأسي على مضض، متجاهلةً ثورة الغضب التي قد أوقدها في صدري . أكمل القاضي حديثه قائلًا: إن سبب الكثير من المتاعب هو نحنُ، أنفسنا، فالأفراد المشوهون هم من مصاديق التسامح والإهمال الذي يرتكبهُ الوالدان ، فالوالدان لابد لهما من مراعاة ِ مجموعة قيود صحية ونفسية، وبحكم تساهلهما جاء الوليد مشوهاً، نحن وفي كثير من الموارد نجد أحاديث أهل البيت عليهم السلام تؤكد وبشكل كامل على رعاية تلك القيود، فالجماع عند الحيض، والسكر أو الغضب له آثار سيئة على الطفل الذي يتولد في ذلك الوقت، كأن يكون مشوهاً، فهذا الامام الرضا عليه السلام يعطينا اروع واجمل القوانين التي على الزوجين اتباعها في حياتهما، وذلك من خلال الرسالة الذهبية قائلاً : أن لا يجامع المرأة الا و هي طاهرة، فاذا فعل ذلك كان أروح لبدنه، وأصح له، وأن لا يأتي أهله والمعدة ممتلئة فإن ذلك يسبب القولنج (التهاب القولون) وأن لا يقرب النساء من أول الليل صيفا ولا شتاءً وذلك لأن المعدة والعروق تكون ممتلئة وهو غير محمود ويتولد منه القولنج والفالج واللقوة والنقرس والحصاة والتقطير والفتق وضعف البصر ورقته، فإذا أراد ذلك فليكن في آخر الليل، فإنه أصلح للبدن وأرجى للولد وأزكى للعقل في الولد الذي يقضي الله تعالى، وغيرها من الأحكام التي تحدد صحة الطفل والزوجين . أطرقتُ رأسي بحزن بعد أن تيقنت أنني كنت السبب الرئيسي في ولادة ولدي مشوهاً، ولكن إذا كنت أنا من قصرت فما ذنب ولدي؟ قلتها وانا افتح النقاش معه مرة أخرى ليردف هو قائلاً : وما تقصير الله؟ الطفل لا ذنب ل ، كما أن الله سبحانه وتعالى لا ذنب له وهو منزه عن التقصير، والذنب ذنب الوالدين فقط، فلو قلنا: إن طفلاً مشاغباً ضربَ طفلاً اخر بحجر على رأسه فهل للطفل المصاب اي ذنب؟ لا، وانما الذنب الحقيقي يقع على الطفل الاول، وهذا لا يقتصر على الأطفال فقط، بل إن هنالك ظلماً كثيراً في هذا الكون والله تعالى قد خلق الانسان وأعطاه القدرة على التمييز، ورسم له طريق الحق ونهاه عن الظلم، ونحن نعلم علم اليقين أن الإنسان الجاهل يظلم نفسه بهذا الجه ، إذ إن طلب العلم واجب وقد أمرنا الله تعالى بطلب العلم الذي يفيدنا في دنيانا واخرتنا ، فلو لم تكوني جاهلة بهذا الأمر منذ البداية لما حدث ما حدث، ولما وُلد طفلك مشوهاً. والان هل ما زلت على رأيك في إن الله ظالم ؟ -بل أنا من ظلمت نفسي وظلمت ولدي ، والله تعالى منزه عن ذلك، حاشاه سبحانه تعالى أن يكون ظالماً.
اخرىبقلم: حوراء الساعدي الغيرة: هي حمية القلب وهيجانه عند مزاحمته فيما يختص به. والغيرة هي الحمية والأنفة يقال: رجل غيور وامرأة غيور بلا هاء؛ لأن فعولًا يشترك فيه الذكر والأنثى، وامرأة غيرى هي فعلى من الغيرة، والمغيار الشديد الغيرة... والعرب تقول أغير من الحمّى، أي إنها تلازم المحموم ملازمة الغيور لبعلها. إن الغيرة ممدوحة عمومًا، ولكن هناك غيرة مذمومة. يقال في أغلب الأحيان: تكون غيرة الرجل محمودة وغيرة المرأة مذمومة! فما هو السبب؟ 1- غيرة النساء: إن غيرة النساء -في بعض الحالات- تكون في غير محلها، فإذا قام الزوج بأي عمل؛ يفسر تفسيرًا غير شرعي... هذا المعنى موجود في عامة النساء، من باب حب التفرد.. ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله: (غَيْرَةُ الْمَرْأَةِ كُفْرٌ، وَغْيْرَةُ الرَّجُلِ إيمَانٌ)؛ فهي بعض الأوقات تطلب من الرجل ما يتجاوز الحكم الشرعي... إذن، هذه غيرة مذمومة. ٳن غيرة المرأة قد تصد الرجل عن دين الله في أغلب الأحيان كمنعه من الزواج مثلًا، مما يجعله يبتعد عن سبيل الله إلى سبيل الشيطان، ثم إن المرأة لديها صفة كما لدى بقية البشر وهي/ العاطفة الزائدة إذ إنها تسير وراء عاطفتها، وهي عندها غالبة جدًا، لذلك نزل فيها هذا الحكم. 2. غيرة الرجل من دون سبب: إن هذه الحالة عند الرجال، هي من الغيرة المذمومة أيضًا. - عن رسول الله (من الغيرة ما يحب الله، ومنها ما يكره الله... فأما ما يحب؛ فالغيرة في الريبة... وأما ما يكره؛ فالغيرة في غير ريبة)... الرواية جدًا صريحة وجميلة، فروايات أهل البيت (عليهم السلام) تقسم الأمور تقسيمًا جميلًا... (فأما ما يحب؛ فالغيرة في الريبة) أي إذا كان هناك حركة غير طبيعية، مشكوك فيها، أو إذا كان هناك أمر مريب؛ هنا يجب على الإنسان أن يغار، كأن يرى ابنته (مثلًا) تحدث شابًا! عندئذ يشك في الأمر، فيسألها عنه وعن صلتها به. وأما الغيرة المحمودة فهي كذلك على نوعين 1- غيرة الرجل على المرأة: إن غيرة الرجل في الوزن المادي تكون عقلية ومنطقية في الكثير من الأحيان، لأن الله سبحانه وتعالى قد وهب له هذه الصفة وأعطاه الكبرياء والسلطة؛ ليستفيد منها في هذه الموارد، ومنها السلطة العامة ومنها الخاصة، وأعطاه قوة عضلية وعقلية متفوقة عن المرأة ومتطورة، وجعل في الرجل هيبة وسطوة، فالرجل الذي يستخدم هذه السلطة في موضعها ومحلها تكون لديه غيرة محمودة، وهي تلك الغيرة التي تمنع المرأة عن فعل الحرام، سواء أكان صغيرًا أو كبيرًا وهذا مثال لحديث أمير المؤمنين حينما وصفها بأنها إيمان. 2- غيرة المرأة على الرجل من الحرام: فإذا كانت غيرة المرأة على الرجل من إطار إبعاد الرجل عن فعل المعصية وخوفه من ارتكابها فهنا تكون غيرة المرأة محمودة وفي اطار النهي عن المنكر. وهنا نجد أن الخلاصة: كل غيرة ارتبطت تحت إطار الشرع الإسلامي هي غيرة محمودة تساهم في ربط الأسرة والمجتمع وتنشر السعادة بين الناس، أما الغيرة المذمومة هي التي تحطم الأسرة والمجتمع. وما نراه اليوم من انحراف في مجتمعنا وانعدام الغيرة فيه هو سبب كل هذه التشققات التي تحدث بين الأسر، فلا رجل يثق بزوجته ولا المرأة تثق بزوجها، وبالتالي انهدام تام للمعايير الأسرية ينتهي بانفصال الزوجيين وتشرد الأطفال. وفي النهاية نقول: متى ما صانت المرأة نفسها وارتدت رداء العفة والحياء صلح المجتمع، ومتى ما غض الرجل بصره واكتفى بحلال الله الذي وهبه له صلح المجتمع. "وَتَفَضَّلْ عَلَى عُلَمَائِنَا بِالزُّهْدِ وَالنَّصِيحَةِ، وَعَلَى الْمُتَعَلِّمِينَ بِالْجُهْدِ وَالرَّغْبَةِ ، وَعَلَى الْمُسْتَمِعِينَ بِالاِتِّبَاعِ وَالْمَوْعِظَةِ ، وَعَلَى مَرْضَى الْمُسْلِمِينَ بِالشِّفَاءِ وَالرَّاحَةِ ، وَعَلَى مَوْتَاهُمْ بِالرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ ، وَعَلَى مَشَايِخِنَا بِالْوَقَارِ وَالسَّكِينَةِ ، وَعَلَى الشَّبَابِ بِالْإِنَابَةِ وَالتَّوْبَةِ ، وَعَلَى النِّسَاءِ بِالْحَيَاءِ وَالْعِفَّةِ ..." من الأدعية المروية عن الإمام المهدي (عجل الله فرجه).
اخرىبقلم: حوراء الساعدي رحمانيّون ساروا بإيمانهم للأمام، رغم كل المشقّة والجراح، ونُفِخ في بنادقهم الفتح المبين، فاستبقونا... نجومًا حلقوا في السماء، وتركونا ها هنا! لقد قاموا بواجباتهم، حينما ملأوا الجبهات وحققوا النصر.. وعادوا شهداء نورانيين، وجرحى مقطعي الأوصال، وأسرى، ومفقودي الأثر في الصحاري والجبال... رحلوا عنا ورسموا إيقاع النصر رسموا في الأفق فخرًا، تعلو بيارق جهادهم وتتقدس الأرض بأقدامكم وتتوضأ بطهر دمائهم "السلام عليكم يا عطر الجنة الذي يفوح عشقًا" إنما نحن الآن نعيش بفضل دماء سكبت على الأرض، دماء توحدت على كلمة لا إله الا الله، دماء بتضحيتها لم تكن تخص فئة معينة لإنقاذها ولم تفرق ما بين عربي وأعجمي وغيرهم بل شملت كل إنسان. أحيانًا نتساءل: ما هو الدافع الذي دفع شابًا بعمر الزهور أن يلتحق بصفوف الحشد الشعبي؟ إنهُ الحب. الحب لا يعرف مكانًا أو زمانًا ليطرق شغاف القلب. حب الوطن لدى المسلم الحقيقي اكتسبه من صدر أمه وحليبها الطاهر... الحب الذي سطره لنا هؤلاء لنحيا، لنعيش، لنعبد الله ونعطيه حق العبودية التي خُلقنا من أجلها. هناك الكثير والكثير من القصص في وقتنا الحالي تمر... وكل يوم هناك من ترك زوجته وأطفاله للدفاع عن الوطن. وهناك من ترك أمه وهنالك من ترك أصدقاءه وأحباءه، وقد تكون تلك القصص أبهى وأعظم مما نتصورها... إلّا أنها لم تخرج للنور، أو لم يكن لها صائغ يجيد صياغتها. هؤلاء اشخاص قد اختارهم الله لينالوا سعادة القرب ونشوة الوصال، قدموا كل ما يملكون حتى ضحّوا بأنفسهم من أجل أن نحيا، فأعطاهم الله خلودًا أبديًا... ونحن أين وصلنا؟ وماذا قدمنا لهم؟ أتذهب دماؤهم سُدا؟ أو ليس علينا أن نرد لهم هذا الجميل؟ من أجل دماء الشهداء... لنعش أحرار في دُنيانا فسلام الله على الشهداء ورحمة الله وبركاته.
اخرىالكاتبة: حوراء الساعدي لِمَ أصبحتِ نسخةً مِنهُن؟ لِمَ تخليتِ عن زهرائيتكِ ... عَن ذاتكِ ... لِمَ أصبحتِ نسخةً غربيةً لا شرقية ولا مسلمةً زينبية؟ قد قالوا لي: إنَّكِ تخليتِ عن العباءة وتزينتِ، وتخليتِ عنِ الحجاب وتعرّيتِ! وآثرتِ بذلك فضول بعضهم وجَذَبتِ! كُنتِ خيرَ عالمةٍ ومُعلمة ... والآن أصبحتِ في غروركِ وجمالكِ واهمة... أنا لا أنكر أنَّ بعض الرجال يرغبون بالمرأة المُثيرة، ويتنكرون للمرأة غير المُثيرة ولو كانت عالمة! بعض الرجال اليوم، تلفت نظرهم المرأة المُثيرة وبمرأى من نسائهم! فلم تصمدي إزاء ذلك، وحاولتِ كسب انتباهه بتقليد تلك المُثيرة... بنفس اللبس! بنفس السفور! بنفس الأفعال والحركات! وكأنَّكِ تقولين بغرور: إنَّي بارعةٌ في أن أصبحَ مثل تلك المُثيرة... ولكن هل تذكرتِ حينها خِدر السيدة فاطمة عليها السلام؟ عودي كما كنتِ... تلك الجليلة التي إذا ما مرَّت بزحمةِ رجالٍ فرجوا الطريق أمامها بكلِّ أدبٍ واحترام... عودي كما كنتِ... تلك الكريمة التي إذا ما سُئل عنها ذُكِرتْ بفخرٍ واعتزاز... عودي صاحبةَ السواد. عودي غاضّةَ البصر... شامخةَ الهامة... زينبيةً فاطميةً... كوني أنتِ ... كما أرادكِ الله تعالى... لا هذهِ ولا تلك ... أنتِ، وأنتِ فقط... ولتعلمي يا أميرتي أنَّه مَن أحَبَّ فِي اللهِ تعالى وأبغَضَ فِي اللهِ تعالى، وأعطى فِي اللهِ تعالى ومَنَعَ فِي اللهِ تعالى فَهُوَ مِن أصفِياءِ الله تعالى... فكيف ينسى الله (تعالى) من صمدَ لأجله له ولم يذهب لغيره؟!
المرأة بين الإسلام والغرببقلم: حوراء الساعدي دماءٌ، بكاءٌ، جمرٌ، صخرٌ، وخيامٌ تحترق دموعُ أطفالٍ ورمال تلك كانت حكاية زينب أما حكايتكَ فهي: قلبٌ مهشم، روحٌ تنتظر، عين تبكِي دما شفاهٌ ذابلات، انتظارٌ ما بعده انتظار، وشيعتُك ما زالت غائبةً عنك وأنا من أنا؟ أنا تلك اليتيمة التي غيّبتها الذنوب عنك أنا التي شوّهتني الذنوب، فقتلتني بحسرتي ومنعتني عنك؛ حتى بِتُّ لا أشاطركَ غربتك لا أساعدك في دمعتك أنا التي غِبتُ عنك فغِبتَ عني... أسمعُ صراخًا من أعماقي فألتفتُ يمينًا وشمالًا اعتقدُ أنّي أراكَ في داخلي أبحثُ عنكَ فلا أجدك أختنق من الشوق قلبي يتمزق ..تنزل دموعي عنوة أبحثُ عنكَ في الظلام أبحثُ عن نورك فلا أجد من حولي سوى ذنوبي تُخبرني إنني لن ألتقيك أبكي، وأصرخ, أتمزق، وأموت من الشوق .. ولا تنقذني .. ولا تأخذ بيدي! أبكي أنتظرُ منك أنْ تحنو عليَّ حتى لو للحظة ... وتشملني رحمتك وما زلتُ أنتظر أيُّها الحبيبُ، هل أصمت؟ ولا أنطقُ بحرفٍ واحد مما في جوفي؟ فـهم يعتقدون بأنكَ بعيدٌ والقلبُ يعتقد أنَّكَ موجود وقريب هم يرونكَ مستحيلًا والقلبُ يراكَ حلمًا بل واقعاً قريبًا هل أسمحُ للقلب أنْ يُخبر أحدًا بكميةِ الشوق، بكمية العشق! بكمية الهُيام، وبكميةِ الغرام، بكمية الحب.. بذاك السر الذي أوصلهُ إلى ما هو عليه الآن.. بل سأبقيه سرًا ما بينكَ وبينه فلا يفهمُ العشاق سوى عاشقٍ مثلهم... خُذ بيدي فإنّي الكسير الذي يرتجي قُربك وامسح بيدك دموع الفراق من مقُلتي فرياحُ الحنين قد أسقطت منزل الانتظار وانكسرَ جنحٌ جديدٌ من أجنحتي بل احترق ... ولم يعدْ بوسعي أنْ أحلِّق من جديد!
اخرىبقلم: حوراء الساعدي أمي كانت قبل فترة تتمنى لي الزواج وتتمنى لي أن تستقر حياتي، وتفرح عندما يتقدم لي شابٌ للزواج وتحزن عندما لا يكون مناسبًا… أمي حينما رأتني في خطبتي وقد تم عقد قرآني بكت ولا أعرف السبب، شعرت في تلك الأيام أنها مرهَقة وكلما نظرت بعينيها وجدت الدمع قد ترقرق فيهما… أمي حينما اقتربت أيام زفافي بكت أيضًا وحينما تزوجت بكت! وحينما أوصلتني لمنزلي الجديد مع زوجي وحان وقت تركي وحيدة معه بكت... أمي حينما أتصل بها وأسألها عن حالها تقول: إنني بخير والحقيقية أن حالتها الصحية متأزمة جدًا ولكنها لا تريد أن لي أن أتألم.. أنا أيضًا لا أريد أن تتألم أمي. ففي أحد الفترات حينما ساءت حالتي لم أكن أخبر اهلي بكل شيء ولكن أُمي لم تكن تقتنع بكلامي وتقول لي بثقة: لا أنتِ لست بخير وقلبي يشعرني بذلك! في يوم من الأيام اتصلت بي أُمي وأنا كنت في حينها أشعر بالحزن وقلبي يتألم والدنيا قد ضاقت بي... أُمي كانت تشعر بذلك رغم محاولتي إخفاء الأمر عنها قالت لي حينها: بنيتي هل أنتِ بخير قلبي يؤلمني وهو يخبرني أنكِ لستِ على ما يرام! في وقتها بكيت بألم وتمنيت أن أستطيع اخبارها بكل شيء لكنني قلت لها بضحكة أنا بخير يا أمي لا تقلقي... أُمي وحينما أزور الطبيب تتصل بي كثيرًا… أمي حينما اصطحبتني إلى الدكتورة شعرت بأنها تتألم أكثر مني حتى بدى أنها المريضة لا أنا! والآن أتدرون ما قد فعلت أمي؟ امي وضعت فراشها جنب فراشي وهي تقول ضاحكة: اليوم أُريد النوم بقرب ابنتي!
اخرىبقلم: حوراء الساعدي وحدهُ الليل من يحكي علائم الوحدة، ويكتب حروف الألم والاشتياق، ويرسم على قلوبنا أوجاع الانتظار... يا مولاي.. مصائب الدهر قد باتت تفتك بنا يا صاحب زماننا، والموت بات يتخطف بنا من كل جانب! الألم بات يقطع أشلاء المرضى، والجراح قد غلبت أجساد المصابين، موتٌ أبيض وموت أحمر، والناس المساكين لا يعرفون طريقهم للنجاة.. البعض يستغيث بك! ولكن هل نياتهم صافية؟! كلا فلو كانت كذلك لحان اللقاء! إمام الزمان.. سيدي.. نحن على ثقة بأنكم تتقطعون من الألم وتتوجعون أكثر من أي شخص مصاب، تنتظرون منا أن نقبل عليكم، ولكن أين من يجيبكم؟ أين؟ كَسرٌ ُ، حزنٌ، تَعبٌ، وَضَجيُج.. رعُبً، مَوتٌ، ألمٌ، وَدِماء.. قد تَجسدَ في عَينَيكَ أيُها العَزيِز.. وَنَحنُ نَزعمُ أنّ غيابَكَ كَـسرنا! وَحُزنكَ في البُعد عَن شيعَتكَ أتَعبنا! ضَجيجٌ قد حلَّ في المُدن ورعبٌ قَد سَكننا. موتٌ قَد كَثُرَ فينا وألم اجتاحَ فؤادَنا.. دماءُ شيعَتكَ تَنزفُ يا أبانا.. جَرحُ نحرِ الحُسَين ما زالَ يَنزفُ وَيَطلبُ ثأرا.. وما زَلنا نَسمعُ نداءَ: ألا من ناصرًا ينصُرنا. وَلَكن هذهِ المَرة ليسَ بصوتِ الُحسَين (عليه السلام) بل بِصَوتكَ انت! تُنادي أن: يا شيعَتي انصُروني ألا من مجيب؟ وما زلتَ كَذلكَ حَتى بُحَ صَوتكَ... وَنحنُ نَسمعُ ولا نُجيب! أينَ جونٌ عنكَ؟ أينَ مُسلمٌ؟ أينَ عابس عنكَ؟ أينَ حبيب؟ أين الحرُ؟ أينَ بُرير؟ وَما زالَ صَوتكَ مُستَمرًا.. وَما زَلنا نَنكثُ عهدًا بالبيعة.. "عزيزٌ عليَّ ٲَن تُحيطَ بِكَ دُونيَ البَلْوى وَلا ينالُكَ منَّي ضَجيجٌ وَلا شكوى".
اخرى