بقلم: سجى الغزي ارتشفتُ حبّكَ من أنفاسِها التي كنتُ اسمعُها وأنا في تلك الظلمة بين اللحم والدم... كنت اسمعُ نشيجها وهي تبكي عند ذكر مصيبتك، واسمع ندبتها حين تعتريها النكبات والمُلمات. كنتُ أسمع ذكرها لاسمك حين قيامها وقعودها وأنا بعمر بضعة أشهر. قلبُها الذي كنتُ أسمعُ دقاته وأنا في أحضانها ينادي عليًا، وكأنّهُ لحنُ تلك الدقات. شعرتُ بجمال تلك المعاني حتى بعد ولادتي... كان اسمكَ وردها اليومي الذي تبتدأ به الصباح، وتُنهي المساء بـ (يا أمير المؤمنين يا دليل الحائرين) لم أسمع أي روايةٍ، بل لم أسمع أحدًا قد قال هذه العبارة إلّا من فمِ والدتي، فَتّشتُ عنها، وبحثتُ حتى وجدتُ مضمونها في دعاء الندبة: (ولولا أنت يا علي لم يُعرف المؤمنون بعدي، وكان بعده هدًى من الضلال ونورا من العمى ..) هذا ما اختصرته والدتي التي لم تكن تقرأ ولا تكتب بعبارتها المشهورة (يا أمير المؤمنين يا دليل الحائرين) سأبقى يا مولاي وأبي أحفظ ورد والدتي، وأبكي بكاءها لك، وأستغيث باستغاثتها بك، وقلبي الذي تلملمَ شملُه بك سيبقى يعشقك إلى الأبد... فإنّي علمتُ بعد أن كبرت أي منزلة قد أحللتها عندك، وأي شفاعةٍ قد شملتها بها. فيا أيّها السِراج الساري في عروقي أعنّي على سلوك دربك المستقيم والتأسي بصبرك العظيم والتجلي بقولك في مناجاتك الشعبانية: «اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ إلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ»
اخرىبقلم: سجى الغزي السؤال: أنا إنسانٌ كثيرُ الذنوب ولا أعتقد أنَّ الإمام الحجة يقبلني، وأنا أحتقر نفسي؛ لأنه لا يُسامحني إذا رأى ذنوبي، ومن المحتمل أنْ يقتلني مع من يقتلهم؟ الجواب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السائل العزيز .. أولًا: إمام الزمان "صلوات الله وسلامه عليه" سيأتي ليُصلح ويُقيم العدل وينشر الرحمة كما جاء جده الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) هاديًا ونذيرًا؛ لذلك هو ليس مُخربًا ولا جائرًا والعياذُ بالله كي يبدأ بالقتل، فليس هذا طريق الإصلاح والصلاح لأهل البيت (عليهم السلام). ثانيًا: أنَّ باب الله مفتوحٌ للتوبة وفي الرواية: (التائبُ من الذنب كمن لا ذنبَ له)، كما أنَّ الإمام الحجة (أرواحنا فداه) يفرحُ كثيرًا بتوبتكم وعودتكم لله تعالى ويدعو لكم فليس الأمر كما تظنون. ثالثًا: تكلّموا مع إمام الزمان (عجل الله فرجه)، واستشعروا الجلوسَ بين يديّه، واسألوه أنْ يستغفرَ لكم ويشفع لكم ويتقبلكم .. "يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنّا كنا خاطئين"، وإمام الزمان (عليه السلام) حنونٌ جدًا أكثر مما تتصورون، فهو رحمة الله الواسعة وباب الله الذي منهُ يُؤتى. نسألُ الله أنْ يتقبلكم بأحسن قبوله ويتوب عليكم ويوفقكم لخدمة إمام زمانكم (صلوات الله وسلامه عليه).
اخرى