Profile Image

أم مهدي

رسائــــلُ متجـــددةٌ

بقلم: أم مهدي بوابةُ الحياة بدايةُ الأمل، تلك هي ليلةُ القدر التي شرّفها الله (تعالى) بأنْ أنزلَ فيها القرآن على قلبِ الخاتم (صلى الله عليه وآله)، فشعّت أنواره القدسية منذ ذلك الحين حتى يرث الله الأرض ومن عليها. مُخبأةً في شهرٍ دُعينا فيه إلى ضيافة الله. شرطٌ وجزاء، إنْ أحسنا أحسنا لأنفسنا، وإنْ أسأنا فعليها. وها هي الرسالة المتجددة التي تبث فينا الأمل "إذا سلم شهر رمضان سلمت السنة"(١)؛ حيثُ يخطُّ لنا المعصوم بداية السنة الجديدة في أعمارنا، فمن استطاع الدخول إليها من بوابة ليلة القدر، وإلا فإنّه باقٍ لم يلج فيها؛ لأن هذه الليلة خلاصة الشهر والفيصل فيه. فلننظر ماذا قدمنا لكي نستطيع أنْ نسلم سنتا مما يكدرها؟ حسبما أفهمه، إذا تحقق الشرط تحققت النتيجة، والشرط أنْ يسلم الشهر الفضيل، فهل ستكون سنتنا خالية من الحوادث والمنغصات أم ماذا؟ نعم، سيكون آمنًا على نفسه، كمن أخذ لقاحًا ضد مرضٍ معينٍ، فإنّه يعيش ما بين الناس في مأمنٍ من خطر الإصابة، ويسلم من العيوب والآفات. ولكن لم تُشِر الرواية إلى أيةِ سلامةٍ، ولكن نستقرأ من باقي الروايات والأدعية هي سلامة الدين والدنيا. وقد قدمت الروايات سلامة العقيدة على زخرف الدنيا، فإن استطاع الإنسان أنْ يضبط نفسه في ذروة الصيام، ويصل إلى تلك الليلة العظيمة التي كانت وما زالت تشعُّ أنوارًا قدسية، فإنّه سوف يبرأ من كلِّ سوء قد يُصيبه خلال السنة. وبذا تكون ليلةُ القدر بوابةَ عمرٍ جديدٍ وسنةٍ جديدة يستطيع من خلالها أن يبني نفسه؛ إذ بمقدوره أن يتوغّل في هذا الطريق ويطوي في ليلةٍ واحدةٍ مسار ألف شهر(2). يا الله، كم مرة عليَّ أنْ أدقق في كلمات القرآن؟! ها هي الآيات تنطق: «لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ» وأنا ساهٍ. ولكن مهلا! مع دخولنا أعتاب هذا الشهر، لا ينبغي أن نعتمد الثواب الجزيل والحفظ لبقية العام؛ إذ ما الذي أعددناه لهذه الرحلة الشاقة؟ فالأمر ليس بالتمني. فلتكن مواظبتنا على أمورٍ بسيطةٍ كالعمل الخيري والنية الطيبة التي لا يشوبها المن والأذى. سلوكٌ دائمٌ حتى نصل به إلى سلامة الشهر الفضيل لنسلم سنتنا ونسلم من آفات هذه الدنيا. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ١. جاء في التهذيب بعدة أسانيد عن مولانا الصادق عليه السلام: "إذا سلم شهر رمضان سلمت السنة" ٢. شهر الله في الكتاب والسنة للريشهري

اخرى
منذ 3 سنوات
258