كما تعلمون وربما وقع ويقع أحدكم في هذا الخطأ! أن نقوم بإعطاء الطفل مبلغاً من المال لكي يسكت أو يكف عن البكاء أو عن ممارسة سلوك مزعج، ومن يقع في هذا الخطأ فإنه يحاول التخلص من الإزعاج الذي يسببه الطفل له، ومن الأمثلة على الازعاجات المنتشرة في البيوت والتي يثيرها الصغار هو البكاء خلف الأب عند خروجه من البيت للعمل أو للتسوق فيطلب بعض الأطفال مرافقة الأب أو الأم عند الخروج، وإذا تم رفضه فإن الطفل يبدأ بممارسة سلوك الصراخ والبكاء. ومن أول مرة، إذا تم الانصياع لما يريده الطفل، فإننا نكون قد أعطينا الضوء الأخضر للطفل بالاستمرار على هذا النهج الخاطئ! يقف الأهل عادة امام أحد خيارين: أما اصطحاب الطفل معهم، وأما اعطاؤه مبلغاً من المال من أجل أن يسكت. وكلاهما خاطئ، لأنه سيعلم الطفل اسلوب الاستفزاز والاستغلال والتحايل، والطفل يتعلم الأخطاء ويستمر عليها بسبب أسلوب الوالدين الخاطئ وعدم معرفتهما التربوية في أساليب التعليم الصحيحة. من الأمثلة الشائعة لرشوة الأطفال هي أن نطلب من الطفل عمل شيء معين في البيت مقابل مبلغ من المال. والبعض يعتقد أن هذا الأسلوب صحيح لأنه يعتبر هدية أو مكافئة، ونقول له: إن من الممكن اعطاء الهدية والمكافئة بدون شروط مسبقه. فإذا قام الطفل بوضع شروط من أجل أداء عمل معين فقل له: إنك ستعمل هذه الأمور لأنها من مصلحتك ولأجلك، فأنت تدرس لنفسك، وترمي بقمامة البيت خارجاً لأنك جزء من العائلة وتساعد أباك لأنه يستحق المساعدة وهو سبب وجودك ولا يمكن أن تطلب أجراً على هذه الأعمال. أغلب الأطفال تعلموا ذلك من أسلوب والديهم الخاطئ، لذلك يجب على الأهل أن يتوقفوا عن ذلك الآن ويعملوا الشيء الصحيح لهم ولأبنائهم، فهم قد وقعوا في الخطأ ولا يمكن أن يستمروا عليه إلى الأبد، وتصحيح الخطأ من الأمور الضرورية والواجبة في تعديل سلوك الأسرة المضطرب. وباستقراء سريع نجد أنه يقوم بعض الأهل باستخدام أسلوب الرشوة مع الأبناء من أجل: ١- حمل الأبناء على الطاعة. ٢- إسكات الطفل عن البكاء والعويل. ٣- المواظبة على أداء فروضهم المدرسية. ٤- عمل شيء معين يخص الأسرة كرمي القمامة خارج المنزل أو الذهاب للتسوق. ٥- العناية بالطفل الرضيع لفترة من الزمن في غياب الوالدين... وغيرها. كل هذه الطلبات يجب أن نعلم أبناءنا أن يفعلوها لأنها صحيحة وتصب في خانة التعاون الأسري، وأما إذا علمنا أبناءنا على أسلوب الرشوة فأننا سنعاني من: ١- عدم التعاون والقضاء على روح المحبة في الوسط العائلي. ٢- تحويل أطفالنا إلى انانيين لا يفكرون إلّا بمصلحتهم وغايتهم. ٣- تعليم الأطفال الانتهازية بكل فرصة تمر بهم. ٤- ندفع بأولادنا إلى التمرد من أجل الحصول على امتيازات أكثر باستخدام أسلوب: أعطني وسأسكت. ٥- نزيد من صفة العناد والمقاومة لدى الأطفال مما يؤدي إلى تجذّر الصفات المزعجة في شخصياتهم. وغيرها. لذلك يجب أن نتجنب أسلوب الرشوة مع الأطفال وتعليمهم التعاون وزرع روح المحبة في البيت من أجل الشعور بالسعادة الحقيقية التي تكمن في بث الألفة والمحبة بين أفراد الأسرة... والله ولي التوفيق قاسم المشرفاوي
اخرىالحلقة الخامسة: تعزيز إيمان الطفل بقيمة المدرسة: من المعززات الأساسية التي تدفع بالأطفال إلى حب المدرسة والتعليم وتحفزهم بشكل إيجابي هو أن يقوم الأهل والتربويون بتعريف المدرسة وأهميتها والهدف منها، ليتم تعزيز إيمان الطفل بالمدرسة بأسلوب يدفع بالأطفال إلى الرغبة بالمدرسة أكثر بشكل لا يسبب لهم الضجر والملل عند سماعهم باسم المدرسة، فما يتبادر في اذهان الأطفال عندما يسمعون باسم المدرسة هو القلق والتوتر والانزعاج والتقييد، وهذا المفهوم هو ما لا نريده يخطر في عقل وذهن الطفل باستمرار وإنما نريد أن يخطر في ذهنه كل ما هو إيجابي يساهم ويساعد في تعزيز اعتقاد الطفل بقيمة المدرسة. تكلمنا في حلقات سابقة عن أربعة محفزات مهمة وضرورية منها: الإيمان بالذات، والتركيز على النجاح بدل العلامات، واللعب، والتفكير الإيجابي، واليوم سنتناول المحفز الخامس (تعزيز إيمان الطفل بقيمة المدرسة) الذي يعتبر من أهم المحركات التي تثير الطفل نحو تحقيق الهدف من المدرسة مع تلك المنشطات التي ذكرناها سابقاً... بعض الأطفال بل غالبيتهم لا يحبون البقاء لفترات وساعات طويلة في المدرسة، ويعتبرون ذلك أمراً مثيراً للحزن لأنه يحرمهم من اللعب وقضاء أوقات ممتعة، فأجواء المدرسة لا تتسم بالإثارة حيث لا يوجد فيها اشياء تثير اهتمامهم، بل إن الأشياء الموجودة في المدرسة تثير الملل والضجر والكآبة والتوتر لذلك نحتاج إلى أن نعزز ونُرسّخ في أبنائنا قيمة المدرسة. ومن الأمور التي تعزز إيمان الطفل بالمدرسة: قناعة ونظرة الآباء والأمهات للمدرسة والتعلم: فالطريقة التي ينظر بها الأهل للمدرسة والتعليم كفيلة بتعزيز أو تقليل أهمية المدرسة في اذهان الأبناء، لذلك يجب أن تكون نظرة الأهل واعتقادهم بالدراسة شيئاً إيجابياً وتتسم بالموضوعية والتفاؤل ليتأثر بها الأطفال وتنتقل إليهم بأسلوب التأثر بالقدوة، فقناعة الأهل بالمدرسة تؤثر بشكل مباشر على رغبة الأبناء أو عدم رغبتهم بذلك... ويعرف الأبناء أن والديهم مهتمون بأمور أبنائهم المدرسية من خلال: ١- ان يخصص الوالدان او أحدهما وقتا خاصاً مع الابناء كل يوم للحديث عن المدرسة واحوالها المختلفة، فهذا يشعر الأبناء بأهمية المدرسة في نفوس آبائهم مما يزيد الحافز الإيجابي لديهم ويعزز من إيمانهم بقيمة العلم.. ٢- أن يقدموا الدعم النفسي كالمديح والتشجيع ليرفعوا من معنويات الأبناء ويعززوا من ايمانهم بذواتهم أكثر. ٣- أن يقوموا بتوفير البيئة المناسبة للدراسة في البيت وذلك بإبعاد كل المثيرات والمشتتات كالتلفاز والاجهزة الالكترونية وتخصيص وقت مناسب لتلك الأمور بحيث لا يؤثر على الاداء الدراسي. ٤- تقديم المكافئات المعنوية كالتبسم في الوجه والربت على الكتفين والاحتضان والتقبيل والمادية أيضا والتي تكون مناسبة لعمرهم وفئتهم لتعزيز شعورهم بقيمة الدراسة وترسيخها لديهم. ٥- حضور الندوات مع المعلمين بشكل مستمر للوقوف على أهم المعوقات وحلها مع المدرسة بأسرع وقت ممكن، فهذا الأمر يرسل رسالة إيجابية مفادها أنكم ذووا أهمية في نفوس آبائكم وتستحقون الاهتمام والتقدير. كل هذه الأساليب تعتبر من المظاهر الأبوية التي تعزز من تعلق الأبناء بالدراسة لأنها تُرسخ قيمة العلم في نفوسهم وتعزز ترابطهم وانسجامهم مع التعليم وقيمته مهما كانت الصعوبات، ومن الأشياء الأخرى التي تعزز من قيمة المدرسة في نفوس الأبناء هو توضيح الهدف من المدرسة، فإذا استطعنا أن نُوضح ونُبين مقدار قيمة العلم بشكل مبسط لأطفالنا فإننا سنقوم بزيادة رغبتهم وتفعيلها للتعلم والدراسة. ومن أهداف المدرسة ما يلي: ١- تعليم مهارات القراءة والكتابة مما يعزز لدى الطفل الرضا عن الذات في الحاضر والمستقبل. ٢- إقامة علاقات وصداقات اجتماعية تزيد من الترابط الاجتماعي الفعال. ٣- زيادة مهارات الأطفال في التعامل مع مختلف مواقف الحياة وصعوباتها لأن في المدرسة سيتعلم الأطفال بأن مقابل بذل الجهد ستحصل على هدفك وغايتك، فلكي تحصل على شيء يجب أن تبذل جهداً وبمقدار ما تبذل ستحصل. ٤- ربط المعلومات المدرسية بأمور الحياة المختلفة مما يزيد من قابليتهم أكثر لفهم السبب والنتيجة.. وأمور كثيرة أخرى يتعلمها الأبناء كل وفق قدرته واستعداده للتعلم. والله ولي التوفيق قاسم المشرفاوي
اخرىالحلقة السادسة التركيز على التعلم بدل المنافسة. إن تحفيز الأطفال نحو الدراسة يحتاج إلى أساليب ومهارات يجب على الأهل والتربويين تعلمها والعمل على امتلاكها لو لم تكن موجودة عندهم، من أجل معرفة الأسلوب الأمثل للوصول إلى تحفيز الطفل وتهيئته للدراسة والتعلم. تطرقنا في حلقات سابقة إلى عدة محفزات منها الإيمان بالذات، والتركيز على النجاح بدل العلامات، واللعب، والتفكير الإيجابي، وتعزيز إيمان الطفل بقيمة المدرسة، واليوم نتعرف على المحفز السادس وهو: التركيز على التعلم وليس على المنافسة. يجهل البعض من الآباء والأمهات مخاطر المنافسة التي يثيرها الأهل في نفوس أبنائهم ظناً منهم أنها الأسلوب الأمثل في حث الأبناء نحو التفوق، فيستخدمون أسلوب المقارنة مع أبنائهم لزيادة الهمة والحماس في نفوسهم ولا يعلمون أنهم يثيرون مكامن الحقد والضغينة والغيرة في نفوسهم ضد أصدقائهم. ولهذا الأمر مخاطر عديدة منها: ١/ إن المقارنة تدفع بالطالب إلى التركيز على مستوى زميله مما يولد ضغطاً نفسياً عليه من أجل الوصول إلى مستوى أصدقائه في الصف ويكون همه وشغله هو الحصول على أعلى تقييم. ٢/ التنافس والذي يكون أساسه المقارنة تدفع بالطالب إلى عدم التركيز على الهدف والغاية الأسمى للمدرسة ألا وهي التعّلم وإنما ينجرّ الطالب إلى التركيز على كيف أتغلب على اصدقائي في الصف وأكون الأول. ٣/يحاول الطفل هنا ارضاء والديه ومعلميه ولا يحاول ارضاء نفسه فهو ينظر إلى النجاح بصورة مغلقة على أنه يجب أن يكون الأول بين زملائه. ٤/تدفع المقارنة بين الطلاب إلى بروز مشاعر الكراهية والحقد والغيرة، فالمنافسة الإيجابية صعبة التحقق والفهم للأطفال ولا تخلو من مشاكل عديدة. ٥/التركيز على المنافسة من أجل تحفيز الأبناء تؤدي إلى عدم الرضا عن النفس في أغلب الأحيان مما يفقد الحياة رونقها لأنها تولد ضغطاً نفسياً مستمراً. ٦/ في كثير من الأوقات فإن المنافسة تؤدي إلى التسبب في إحباط الطلاب فإذا حاول الطالب أن ينافس صديقه ولم ينجح في ذلك ولم يصل لما يريد فإنه غالباً يشعر بالإحباط وبمشاعر سلبية تكمن في عدم الرضا عن الذات. لذلك يجب على الأهل والتربويين التركيز على التعلم بدل إثارة المنافسة والتي غالباً لا تصب في صالح الطلاب. فيمكن أن نركز على بعض الخطوات العملية من أجل أثارة حب التعلم في نفوس الأبناء ومن هذه الخطوات: أ/ مقارنة الطالب مع مستواه السابق: فهذا هو الأسلوب الأنجع من أجل الوقوف على الأخطاء ومعالجتها، فهذه مقارنة إيجابية تدفع بالطلاب إلى التركيز على انجاز المهمة المطلوبة. ب/ أثارة أسئلة محفزة: فإذا كان الأهل والمعلمون يمتازون بثقافة جيدة في إثارة أسئلة من شأنها أن تدفع بالطلاب إلى البحث والتقصي عن الحل والمناقشة العلمية فإننا سنجعلهم يركزون على التعلم من أجل الشعور بمتعة التعلم وهذا أمر مستحسن ومطلوب. ج/ تفعيل حب الاستطلاع: يجب على الآباء والأمهات والأخوة التربويين إثارة وتحفيز الأطفال على البحث بأساليب مميزة، فالاستفادة من المعلومات المتوفرة في المنهج بشكل إيجابي من شأنها رفع الحافز لدى الطلاب، فإذا جعلنا التعلم مجرد شيء روتيني ومجبورين على فعله فإننا قد نخفق في إثارة الرغبة الدفينة في نفوس الأبناء، فحب الاطلاع على معلومات إضافية لها علاقة في إكمال وتعزيز عملية الفهم لدى الطلاب شيء ضروري يعزز من تحفيز الطلاب باتجاه الهدف المقصود... لذلك فالمطلوب منا أن يشعر أبناؤنا وطلابنا أثناء تدريسهم بالإثارة التي تدفعهم نحو مزيد من الإبداع والمثابرة. ولا يخفى علينا أننا مهما فعلنا فإنه لا يمكننا أن نمنع أبناءنا من مقارنة أنفسهم مع زملائهم، ولكن تركيزنا نحن كآباء وتربويين على المقارنة والمنافسة تعزز لديهم المنافسة السلبية التي من شأنها ابعادهم عن متعة التعلم. فإذا حصل الطفل على علامة حسنة، فإنه يجب علينا أن نمدحه ونعزز ذلك بنفسه، ولا نعني بتركيزنا على التعلم هو اهمال العلامات الممتازة التي يحصل عليها الطفل، وإنما عدم إثارة التبعات والآثار السلبية المترتبة على المقارنة المستمرة والسلبية، فإثارة عبارة (أخوك أفضل منك أنه يحصل على درجات مرتفعة وأنت لا تحصل إلا على درجات متوسطة) من شأنها أن تسبّب إحباطاً للطفل، وتبعده عن الدراسة بشكل نهائي، وتسبّب له رابطاً سلبياً مع عملية التعليم والتعلم. فيجب علينا أن ننظر إلى شيئين مهمين في عملية المذاكرة: أولهما: مقدار الجهد الذي يبذله الطفل في الدراسة: فإذا كان يبذل كل مجهوده في عملية الدراسة، فهذا الشيء هو المهم، فهو يقدم ما يستطيع أن يفعله ولا يوجد تقصير عنده، أما إذا كان مقدار الجهد ليس بالأمر المطلوب، فيجب إثارته لتقديم أفضل ما عنده من طاقة مخزونة. الثاني: الاستراتيجية التي يتبعها الطفل في الدراسة والمذاكرة: فطريقة تنظيم وقته وتقسيمه بين الدروس من الأشياء الأساسية التي تدفع بالطفل إلى التفوق فمقدار الوقت الذي يحتاجه لفهم مادة الرياضيات، يختلف عن الوقت الذي يبذله مع مادة الاجتماعيات، والأسلوب المتبع للقراءة يختلف مع كليهما. وتتضمن الاستراتيجية المتبعة مقدار وقت الراحة والاستمتاع واللعب الذي يخصصه الطفل للترفيه عن نفسه من أجل إعادة شحن طاقته بشكل إيجابي من جديد... قاسم المشرفاوي
اخرىبقلم: قاسم المشرفاوي ماذا لو استخدم الأهل اسلوب القصة التربوي في توجيه أبنائهم! أليس ذلك أيسر وأفضل! ماذا لو كنا آباء وأمهات جيدين أمام أبنائنا! أليس ذلك أبلغ في التأثير عليهم؟ وماذا لو كان كلامنا مغايرًا لأفعالنا، هل يتأثر أبناؤنا بتوجيهاتنا وارشاداتنا بعد؟ الأبناء يتأثرون بالأفعال ويقلدون الأعمال التي نقوم بها أمامهم ويرددون كلماتنا وعباراتنا فهم يقتبسون كلامنا وأفعالنا، أما توجيهاتنا المملة الموجهة إليهم فهم يغضون الطرف عنها ولا يقيمون لها وزنًا إذا كانت لا تتطابق مع أفعالنا، لذلك يجب علينا أن نكون حذرين في تصرفاتنا أمامهم، فكل فعل محسوب علينا بشكل دقيق... الحياة في تطور مستمر وتختلف عن الماضي، فكل شيء فيها مختلف، والاغراءات والمثيرات كثيرة جدًا لذلك وجب علينا أن نطور من مهاراتنا وأساليبنا التربوية لنكون على استعداد لمواجهة هذه المخاطر التي تعصف بنا من كل جانب. إن النفوس تمل وتكل من التوجيهات الكثيرة والطويلة التي تبعث النفور والملل في نفوس الأطفال ولا تراعي مستواهم وطفولتهم، فالتربية ليست بالتوجيهات الكثيرة ولا بالنصائح الرنانة وإنما تكمن بالأفعال الصادقة التي يشاهدها الأطفال متجسدة في سلوكيات آبائهم وأمهاتهم. فلو شاهدك طفلك وأنت تقدم مساعدة ومعونة لشخص محتاج، فإن ذلك الفعل أبلغ من مئات النصائح والتوجيهات، فالسلوك أبلغ الكلام في التأثير على المقابل، ولو شاهدك ولدك وأنت مواظب على صلاتك فإن ذلك سيدفع بطفلك إلى تعلم الصلاة والمواظبة عليها، فالأساليب الصامتة والتي تحكي في داخلها عن الصدق كفيلة بغرس القيم في نفوس الأبناء، فأسلوب القدوة الصالحة والأسلوب القصصي أكثر تأثيرًا في مخاطبة عقول الأطفال، لأن هذين الأسلوبين يعطيان حرية أكثر للطفل في الفهم والاختيار والاقناع، فلا يشعر الطفل بالضيق والتقيد كما في الأوامر المباشرة التي تعبر عن مدى رغبة الأهل في السيطرة والتحكم وإلغاء الآخر. إن الأطفال يرفضون أسلوب الوعظ المباشر لأنه يشعرهم برغبة الأهل في السيطرة والتحكم وإلغاء دورهم في الاختيار الذي يعبر عن رغبتهم، وخصوصًا إذا كانت التوجيهات بأسلوب الانتقاص والنقد والتوبيخ وتفتقد إلى شروط النصح الصحيح. لذلك فمن الأساليب التربوية الناجحة هو أسلوب القصة التربوي والذي يتميز بمميزات عديدة تجعله مؤثرًا وناجحًا في ترسيخ القيم التربوية في نفوس الأبناء وتغيير السلوك المزعج والسيء، ويجب أن نعرف بعض الضوابط المهمة عند استخدامنا للقصة ومنها: ١- أن تكون القصة ذات هدف تربوي يمكن أن يتعلمه الطفل كالصدق والتعاون وحب الآخرين. ٢- أن تكون القصة قريبة من الواقع وبعيدة عن الخيال المتطرف كقصص الأميرات والتي تحمل أحداثًا وأحلامًا لا يمكن تطبيقها وليس لها وجود مما تؤثر سلبًا على الفتيات خصوصًا، لأنها تدفعهن إلى تكوين حياة مستقبلية شبيهة بهذه القصص وبالتالي تصطدم الفتيات مستقبلاً بالواقع والذي يختلف عن أحداث القصص. ٣- أن تكون القصة مناسبة لعمر الطفل وإمكانية فهمه للأحداث الواردة فيها. ومن إيجابيات التربية بالقصة ما يلي: 1/يعتبر الأسلوب القصصي من الأساليب المشوقة والجذابة التي تسترعي انتباه الأطفال وبذلك فإننا نستطيع أن نمرر عدة رسائل تربوية من خلال أحداث القصة، فمثلاً يمكن اختيار قصة تحمل هدفًا لترسيخ صفة الصدق والتعاون وحب الآخرين. 2/يعشق الأطفال الأسلوب القصصي لأنه يحاكي مستواهم العقلي وفيه تشويق ومادة جذب من خلال المغامرات والأحداث الكثيرة التي تشرحها القصة والتي تكون نتيجتها في نهاية المطاف هو ترسيخ قيمة تربوية أو تعديل سلوك. 3/الأسلوب القصصي أسلوب غير مباشر فلا يعتبره الأطفال انتهاكا لذواتهم كما في التوجيهات المباشرة التي تجعلهم يشعرون بالأسى والحزن، لذلك فتأثير القصة يكون أبلغ وأسرع. 4/من خلال استخدام قصص متنوعة ذات طابع تربوي يمكننا أن نبني شخصية الأطفال بناءً نفسيًا وعاطفيًا منسجمًا مع القيم التربوية والأخلاقية التي جاء بها القران الكريم فالله تعالى بعث رسوله الكريم (صلى الله عليه وآله) ليتمم مكارم الاخلاق.. والله المستعان
اخرىيشكو كثير من الآباء والأمهات من عدم استجابة أبنائهم إلى توجيهاتهم ونصائحهم، مما يصيبهم بحالة من الإحباط واليأس والشعور بالانزعاج، ونود أن نقول هنا: إنه يجب على الأهل وجميع المربين أن يتصفوا بصفة الصبر وطول البال من أجل الحصول على نتائج إيجابية ومثمرة من تربيتهم لأبنائهم ولا يستعجلوا النتائج وهم في بداية الطريق. ومن أجل أن يكون الآباء والأمهات أصحاب سيطرة وتحكّم في المواقف التربوية، يجب عليهم أن يسعوا ليتعلموا بعض المهارات التربوية اللازمة، فقراءة كتاب تربوي أو الاستماع إلى محاضرات تنموية من شأنها تطوير إمكانية الوالدين التربوية، ومن هذه المهارات الضرورية التي يجب أن يتقنها الأهل مع أولادهم هي: مهارة: اسألْ: أو توجيه أسئلة للطفل من شأنها تعليم (إدراك الذات) وإعادة توجيه السلوك بالاتجاه الصحيح، وهذه المهارة من المهارات والاساليب التربوية التي تنمي عملية التفكير المنطقي وتقوم بتوجيه تركيز الطفل إلى ما يفعله، فتوجيه سؤال لطفلك مثل: عفواً يا بني! ماذا تفعل؟ يجعله ينتبه لما يفعل ويفكر به ويراجع سلوكه جيداً. فلنأخذ مثالاً لتوضيح الصورة أكثر: لو كان ولدك البالغ من العمر عشر سنوات يدور ويركض ذهاباً وإياباً أمام أخيه الذي يدرس ويحل واجباته المدرسية بحيث يسبّب إزعاجًا وتشتيتًا لانتباه أخيه ، فإن توجيه أسئلة منطقية للطفل تجعله يتوقف عن سلوكه ويفكر بعمله، فإذا قال الأب لولده: عفواً ماذا تفعل يا ولدي؟ أو ما هو شعورك إذا كان أخوك يدور حولك بهذا الشكل؟ هل تستطيع التركيز في دراستك؟ فذلك يدفع بالطفل إلى التفكير والاستجابة في نفس الوقت مع ملاحظة أن تكون الاسئلة خالية من نبرة السخرية أو الاستهزاء بالطفل حتى يستطيع التركيز على سلوكه والانتباه له وتعلمه المسؤولية الذاتية وضبط الذات والسيطرة على سلوكياته وتدفع به للتفكير بشكل سليم. ربما يقول البعض: عن ماذا تتكلم! وهل يتوقف الأطفال عن سلوكهم السيء بهذه الطريقة؟ نقول لهم: وهل جربتم هذا الأسلوب بشكل منظّم حتى حكمتم عليه بأنه غير مؤثر ولا يمكن أن يعدل سلوك الطفل نحو الأحسن؟! يحتاج الطفل أن يعرف القواعد وما يجب عليه فعله، وهذا لا يكفي أيضاً، وإنما يحتاج إلى التدريب ليكتسب الطفل العادة الحسنة ويعتاد عليها. باستخدام أسلوب إثارة الأسئلة فإننا نساعد الطفل على تفعيل الرقابة الداخلية بدل الرقابة والسيطرة الخارجية التي تجعله يفقد زمام السيطرة والتحكّم بأموره، فنحن نريد أن نعلمه كيف يسيطر على انفعالاته النفسية ليكون قادراً على التحكّم بنفسه وإدراكها بشكل مناسب في مختلف المواقف التي يتعرض لها في حياته. وهنا نقول: إن الطفل يحتاج أيضاً الى التوجيهات الخارجية أو السلطة الأبوية التي توجهه وتسانده بل تحميه وتحرسه في أوقات كثيرة من الوقوع في الأخطار ولكن يجب أن يكون تدخلنا بأوقات مناسبة حسب الحاجة، فالطفل يحتاج إلى الرقابة الخارجية وأن نقوم بتفعيل الرقابة الداخلية للطفل لنترك له المجال أحياناً ونتدخل أحياناً أخرى لكي نطور من شعور الطفل بالشعور بالمسؤولية الذاتية وادراك الذات... قاسم المشرفاوي
اخرىبقلم: قاسم المشرفاوي يحتاج الطفل الى رعاية واهتمام بالجانب المادي والروحي ليتم بناء شخصيته بشكل سليم، فالطفل لا يحتاج الى الغذاء والشراب فقط، وإنما يحتاج إلى حاجات نفسية لكي ينمو عاطفياً ونفسياً ويتناسب هذا النمو مع بناء جسده مادياً، فلا يمكن الاقتصار على تقديم الحاجات المادية للطفل واهمال الجانب الروحي كما يفعل بعض الآباء والأمهات، فشخصية الطفل يتم بناؤها منذ اللحظة الأولى لانعقاد النطفة مع البيضة، فالجنين يتأثر بكل الظروف التي تمر بها الأم، فيشعر بما تشعر به أمه من فرح وسرور وألم وحزن. فالطفل تنتقل له بعض الصفات الوراثية عن طريق العوامل الجينية بواسطة الكروموسومات كما ذكر ذلك العلم الحديث وأكدته الروايات الشريفة منذ وقت بعيد، فالصفات الخلقية والأخلاقية ممكن أن تنتقل إلى الأبناء، فالكرم والشجاعة والجبن والبخل والسخاء صفات ممكن أن ينتقل بعضها إلى الأبناء، وقد ذكر ذلك الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) في أكثر من حديث حيث قال: "لا تسترضعوا الحمقاء…" وقال أيضاً: تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس... فهذا دليل واضح على إمكانية انتقال الصفات النفسية إلى الأبناء عن طريق الوراثية ولكن ذلك لا يعني أنه لا يمكن تعديل الصفات السيئة التي ورثها الأبناء، وإنما يمكن تعديلها وعدم السماح لها بالظهور إذا استخدم الأبوان الطرق الإيجابية في تربية الأبناء منذ اللحظات والسنوات الأولى، فالبيئة التي يعيش فيها الطفل وأسلوب الأبوين كفيلان بتعديل سلوك الطفل وتهذيبه نحو الأحسن. فطبيعة تفكير الوالدين وأفكارهما تنتقلان إلى الأبناء تلقائياً عن طريق التأثر البيئي، فالطفل يعيش في البيت ويتأثر بأفعال أبويه ومن يعيش معه من إخوانه، لذلك فإن الأسرة لها الدور الأول في صناعة شخصية الطفل وبلورتها. إن الأطفال في السنوات الأولى يحتاجون الى حاجات عديدة ليشعروا بالحب والأمان ،وحب الأهل لأبنائهم يجب ان تكون له مظاهر على ارض الواقع ليشعر الابناء بذلك ومن هذه المظاهر : 1/التقبيل: وهذا الأمر والتصرف مهم جداً ليشعر الابناء بأن لهم منزلة وحب في قلوب آبائهم وأمهاتهم فلا يكفي ان نقول لأبنائنا اننا نحبهم بدون ان نقبلهم ،فعن الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) حيث قال: من قبّل ولده كتب الله له حسنة. وقال: أكثروا من قُبلة أولادكم فان لكم بكل قبلة درجة في الجنة مسيرة خمسمائة عام . 2/اللعب: وهو من الحاجات النفسية الضرورية التي تجعل الطفل يشعر بالراحة والاستقرار لأنها حاجة بيولوجية تساعد في توازن نمو الطفل العاطفي والنفسي، لذلك أمرنا النبي الكريم باللعب مع الأطفال والتصابي لهم حيث قال: من كان له صبي فليتصاب له. 3/ الاحتضان: فاحتضان الأطفال يجعلهم يشعرون بأن لهم مكانة وقيمة في نفوس آبائهم ويشعرهم بالاستقرار والتوازن العاطفي كما أنه يزيد من سعادتهم فالعلم الحديث أثبت افراز الجسم لهرمون الدوبامين اثناء عملية الاحتضان. 4/ الاحترام والتقدير: فالطفل تزداد ثقته بنفسه إذا شعر باحترام الكبير له، مما يزيد من تقدير الذات لديه وهذا ما يجعله يثق بقدراته وامكانياته أكثر، وهذا ما يجب على الآباء والامهات ان يفعلونه مع أبنائهم ،ومن مظاهر احترام الاهل لأبنائهم هو: - عدم مقاطعتهم اثناء الحديث وترك المجال لهم بإبداء آرائهم مهما كانت بسيطة.. - الاستماع والإنصات إليهم بشكل جيد عن طريق النظر في عيونهم والتواصل بإيماءات الوجه... - مناقشة أفكارهم بأسلوب يطور من قابليتهم على التحليل لتطوير قابليتهم على صياغة افكارهم بأسلوب أكثر نضوجاً... كل هذه الأشياء تساهم في بناء شخصية الطفل بشكل لائق يناسب البيئة والعصر الذي يعيشه مما يجعله يطور من قابلية التأقلم مع مختلف الظروف والتحديات العصرية التي تعصف بالمجتمعات بشكل سريع.
اخرىبقلم: قاسم المشرفاوي سؤال يطرحه الكثير من الآباء والأمهات لشعورهم بالعجز والإحباط في ظل كثرة الفتن والمثيرات، وفي ظل التجاذبات العديدة التي نعاني منها هذه الأيام، فعالم الإنترنت يغزو بيوتنا ويدخل بأوسع أبوابه وتأثيراته السلبية العديدة والكثيرة جداً، فماذا يستطيع الأهل فعله أمام هذه الصعوبات؟ ففي يومنا الحاضر أصبحت التربية من أصعب الأعمال الشاقة التي تدفع بالأهل للتفكير بجدية أكثر من أجل وضع المعالجات الناجعة والمناسبة قبل حدوث الكارثة والمصيبة. قلنا في مقالات سابقة: إنه يجب على الأهل الاستعداد التام والتخطيط المسبق قبل التفكير بالإنجاب، فوضع الخطط المسبقة لإدارة أمور التربية الأسرية من الأشياء التي تقلّل الأخطاء التي يقع فيها الأبناء، فلو كان الأبوان مطلعينِ على أساليب التربية الحديثة والتي ذكرها الله تعالى على لسان رسوله الكريم (محمد صلى الله عليه واله) لكانت لديهم حصانة ومعرفة في التعامل مع المراحل المختلفة التي يمر بها الأطفال، ولأعطوا كل مرحلة عمرية حقها، وبهذا فهم يقومون ببناء شخصية طفلهم بناءً صحيحًا وقويًا يناسب الظروف وحداثتها. ولم يغفل الشارع المقدس عن تقديم الأسلوب الأمثل في التعامل مع مختلف المراحل العمرية حيث قال النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وآله): الولد سيد سبع سنين، وعبد سبع سنين، ووزير سبع سنين ،فان رضيت خلائقه لإحدى وعشرين سنة، وإلّا ضُرب على جنبيه فقد أعذرت إلى الله تعالى. فالحديث الشريف يعتبر قاعدة تربوية يجب علينا كآباء وأمهات أن نفهمها ونطبقها بشكل صحيح لتؤتي ثمارها، فالحديث تكلم عن ثلاث مراحل عمرية مختلفة يمر بها الطفل، وكل مرحلة أعطاها خصائصها المهمة والمناسبة… حيث وُصفت مرحلة السبع الأولى، بالملك والسيد في عبارة الولد سيد سبع سنين. ووصفت مرحلة السبع الثانية، بالعبد. ووصفت مرحلة السبع الثالثة، بالوزير . لقد أعطى الإسلام للطفل في مرحلة السبع سنوات الأولى حقه في ممارسة طفولته والاستمتاع بها، وأطلق عليه وصف السيد والملك، وهو الذي يأمر ويطلب ما يريد وما يرغب، فالطفل يرى أن والديه يرزقانه، فهو لا يفكر من أين يأتي والده بالمال، وإنما يريد أن يستمتع بوقته، فهو يحتاج إلى الألعاب ليلعب ويمرح، وينطلق في هذه المرحلة، فعلى والديه أن يوفرا له كل ما يريد قدر المستطاع لينمو بشكل متزن وتكون شخصية قوية ومنضبطة بسبب اشباع حاجاته الجسدية والنفسية، كالحب والأمان والتقدير والاحترام، ليكتمل نموه العاطفي والنفسي بالتدريج، مع باقي المراحل الأخرى. فالطفل في سنواته السبع الأولى يحتاج إلى الاحتضان واللعب وتخصيص وقت للاستماع إليه ليشعر بأنه السيد والملك كما وصفه الحديث الشريف وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتعامل مع الأطفال بهذه الروحية العالية ويصرح بها: أولادنا أكبادنا، صغراؤهم أمراؤنا... وقد تبين من خلال الدراسات النفسية العديدة: أن الطفل في مرحلة السبع الأولى غير مهيأ سيكولوجياً لتلقّي التأديب والتعليم، وخصوصًا في سنواته الخمس الأولى، لأن مرحلة التأديب تحتاج إلى نفسية قوية تستقبل هذا التطور، وبدون أن يأخذ الطفل طفولته ويستمتع بها في مرحلة السبع الأولى فإنه سوف يبقى يحن إلى اللعب والنشاط إلى آخر أيام حياته. ومن الخطأ الإسراع بالطفل إلى الروضات التي تمارس الانضباط في الدرس والتعليم وهو في عمر الرابعة والخامسة، حيث إن شخصية الطفل تفقد التوازن مستقبلاً، فهي أما تكون جادة أو ميالة إلى الهزل واللعب وعدم الجدية، لأن الطفل إذا حُرم من اللعب والذي يُعد حاجة نفسية تساهم في توازنه النفسي والعاطفي في سنواته الأولى فإنه يكون أما شخصية مثالية غير اجتماعية، وأما شخصية لا أبالية وهزلية وتهتم باللعب وعدم المسؤولية بسبب شعوره بالنقص وعدم الإشباع من الطفولة. ويمكن تعليم الطفل في هذه المرحلة بالتدريج بعض الأشياء الضرورية والمهمة، كاحترام الكبير وتوقيره وبعض الأدبيات والذوقيات بشكل مبسط وجذاب ويا حبذا استخدام أسلوب القصة التربوي فهو أسلوب جذاب ومثير للأطفال. لو طبّقنا الشطر الأول من الحديث بأسلوب صحيح، فإننا سنحصل على عبودية الطفل وامتثاله للأوامر الأبوية ببساطة وبدون عناد، فهو سيد سبع سنين، وعبد سبع سنين فإذا اعطيناه السيادة والملوكية في سنواته السبع الأولى سيكون عبدًا مطيعًا لنا في سنواته السبع الثانية بما يخدم مصلحته، وبهذا استطعنا أن نسير وفق برنامج محصن ورصين منذ الأيام الأولى. فالمرحلة الثانية هي المخصصة للتربية الإيجابية والتي يجب على المربي الشاطر أن يستغلها بشكل إيجابي ليؤسس قواعد تربوية في ذهن الطفل، ففي هذه المرحلة: ١: يمتاز بالجدية والطاعة للأبوين إكمالاً للمرحلة الأولى التي أمتاز بها الطفل بالسيادة، فالطفل كان يأمر ويطلب، والآن يُطلب منه الطاعة، فهي عملية امتداد واستمرار من أجل غرس القيم الصحيحة.. ٢: يكون الطفل في هذه المرحلة تحت نظر وعناية والديه فيجب اعطاؤه الوقت الكافي بالمصاحبة والمراقبة التامة. ٣: أن نستخدم الحزم مع الطفل لتعليمه الأخلاق، فهو عبد سبع سنين، فالطفل يحتاج في هذه المرحلة إلى الشدة والضبط ليتعلم من والديه كل ما هو مفيد ونافع. وقد روي أن النبي الكريم (صلى الله عليه وآله) نظر إلى بعض الأطفال وقال: ويل لأولاد آخر الزمان من آبائهم، فقيل: يا رسول الله! من آبائهم المشركين؟ فقال: لا من آبائهم المؤمنين، لا يعلمونهم شيئًا من الفرائض وإذا تعلموا –يعني أولادهم- منعوهم ورضوا عنهم بعرض يسير من الدنيا فأنا منهم بريء وهم مني بُراء. والمرحلة الثالثة التي ذكرها الحديث وهي مرحلة تمتد من عمر (١٤_ ٢١) عامًا، وهي آخر مراحل التربية، حيث يمر الطفل بمرحلة البلوغ والتغيرات الجسمية، وحيث تختلف هذه المرحلة عن سابقتها، لدخول الطفل مرحلة الشباب والمراهقة وتتميز هذه المرحلة: ١: بروز علامات الرجولة بالنسبة للذكوز، وبروز مظاهر النساء بالنسبة للإناث، وهذا التغير الجسمي يؤثر في نظر الولد والبنت اتجاه نفسيهما حيث يعتبر نفسه بأنه انتقل الى مرحلة متقدمة. ٢: هذا البلوغ يؤثر في الحالة النفسية بسبب التغيرات الهرمونية التي تطرأ على هذه المرحلة. ٣: انتقال الولد إلى مرحلة التكليف الشرعي، ويجب هنا أن يكون مهيأً قبل سن بلوغه من الناحية النفسية والعاطفية من قبل أبويه، ويتم ذلك بشرح الواجبات الشرعية بشكل مبسط وتحبيب الدين إليه بأسلوب مثير يجعله ينجذب إليه ولا ينفر منه. وهنا يجب على الأب والأم أن يتعاملوا مع هذه المرحلة: -يجب التعامل باحترام شديد ليشعر الولد والبنت بأن لهم مكانة مرموقة لدى آبائهم وأمهاتهم، فقد ذكر الحديث (ووزير سبع سنين) وهنا يجب على الأهل الاستماع إلى ابنائهم ومشاركتهم في الرأي فالوزارة تقتضى ذلك.. -يجب أن يكون الولد إلى جنب أبيه، فهذه المرحلة يجب أن يتعلم فيها الابن كيف يساند أباه ويساعده ليشعر بالمسؤولية بشكل يشكل لديه تصور صحيح للمستقبل. - يجب أن يصادق الأب ابنه ويقربه إليه، وكذلك الأم يجب عليها مصاحبة ومصادقة ابنتها، فالعلاقة يجب أن تكون قوية ورصينة.. -وهذه المرحلة تقتضى على الأبوين اشعار أبنائهم بأنهم موضع ثقتهم ولهم أهمية ودور في الأسرة، وهذا يتم من خلال تحميلهم مسؤوليات مناسبة لمرحلتهم العمرية، فالولد يجب عليه أن يساعد والده في بعض الأعمال المناسبة، والفتاة يجب عليها مساعدة والدتها في أمور البيت؛ لتتعلم كيف تتعامل مع حياتها المستقبلية، فالأبوان هما المصدر الأول لتعليم الأولاد وتطويرهم..
اخرىبقلم: قاسم المشرفاوي سنوات تمضي، تمضي معها الأيام بحلوها ومرها وبفرحها وحزنها، سرعان ما ترحل تلك الأيام تاركة وراءها الذكريات بشقيها الجميلة والمؤلمة، تتذكر كل مواقفك التي كانت مع زوجتك، أولادك، بناتك، جيرانك، وأهلك وأقربائك وكل من تحدثت معه وترك أثرًا جميلًا فيك، سنوات رحلت بسرعة وسنوات نعيشها الآن تحمل بين طياتها أشياءً نجهلها ولكن نسعى فيها طالبين التوفيق من الله تعالى، بين الماضي البسيط والحاضر المختلف في تركيبه تمامًا، فقديمًا كانت الحياة تحمل جمالًا ورونقًا يتمثل ببساطتها بكل جوانبها واتجاهاتها. في الماضي كان الآباء والأمهات يتعاملون مع أبنائهم بمعرفتهم البسيطة، فالزمن في الماضي يخلو من التعقيد والتشابك الذي نشهده اليوم، فالماضي يخلو من مثيرات اليوم ومغرياته... التربية اليوم لا تخلو من الصعوبة والمشقة بسبب كثيرة الفتن والانفلات الاجتماعي الذي حدث بسبب الاستخدام الخاطئ للتكنلوجيا وسوء إدارة الاسرة وإهمالها من قبل الأبوين، فالدور الذي يقوم به الكثير من الآباء هو دور ضعيف يقتصر على توفير الخدمات الفندقية فقط دون العناية بالجانب الروحي للطفل، وهذا ما يسبب تفكّك الروابط الأسرية بسبب غياب الترابط الروحي والنفسي بين الأبوين والأبناء. قديمًا كان الأطفال يمارسون اللعب بكرة القدم أو يمارسون السباحة أو بعض الألعاب البسيطة التي كانت سائدة في تلك الفترة، فلا وجود لعالم معقد يحتوي الحسن والسيء كما نشاهده الآن في الانترنت، فوجود فرص تساعد على انحراف الأبناء قليلة لقلة وسائل الفساد كالتلفاز والانترنت وما يحتويه من أساليب شيطانية كثيرة تتطلب الوعي والمعرفة من الكبار قبل الصغار. وبعد اطلاع الشباب المسلم على معتقدات الغرب تأثر بشكل كبير في ظواهره السلبية كالميوعة والدلع لدى الفتيان والذي يعد شذوذا على الطبيعة البشرية، إذ نرى البعض من الشباب يحاول تقليد الفتيات في لبسها ومشيتها وتسريحة شعرها! وما هذا إلّا ردة فعل للتحول والتجديد الذي أثارته بعض الدول في جواز اعتناق ما تؤمن به ولو كان مخالفًا للذوق العام. لذلك تطلّب من الأهل بذل مزيد من الجهود في تربية الأبناء من أجل المحافظة عليهم وبناء القيم الأخلاقية وغرسها في نفوسهم منذ الصغر. يحتاج الآباء والأمهات إلى التعاون والتكاتف والتعاضد من أجل النهوض بالأسرة إلى بر الأمان، فالفتن كثيرة جدًا وعلى الأهل الانتباه والحذر الشديد من أجل تحصين أبنائهم وصيانتهم من الانزلاق نحو الهاوية. وقد نُسب إلى مولانا الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) حديث تربوي يتناسب مع هذا الشأن حيث قال: "لا تقصروا أبناءكم على آدابكم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم" فالآداب يمكن أن تتغير من زمن لآخر، فالملابس وأسلوب الأكل اختلف عن السابق، فلا يمكن أن أمنع ابني من لبس البنطلون الآن أو أمنعه من الأكل بملعقة مادامت هذه الآداب تتماشي مع الشريعة، فالوضع يتطلب أن أسير مع التطور الحاصل مع مراعاة الحفاظ على هويتنا الإسلامية. ويمكن أن نلخص ما يلزم على الأبوين في زمننا الحاضر أن يفعلوه: ١- أن يطوروا من مهاراتهم التربوية وفقًا لتطور الوضع وتقدم التكنلوجيا. ٢- أن يضعوا قوانين واضحة ومحددة ومختصرة للبيت يمكن تطبيقها من قبل الأولاد، على أن يتم تعليقها في مكان يكون أمام نواظرهم لكي لا يتم نسيانها وأن تتم المعاملة مع الموضوع بحزم وبدون تراخي. ٣- أن يلتزم الوالدان بتلك القوانين أولًا، فلا يمكن أن نطالب الطفل بالالتزام بها ونحن الكبار لا نلتزم بها، فالطفل يتأثر بأفعال الوالدين قبل كلامهم. ٤- أن تكون هنالك مرونة في التعامل مع الأبناء يُسمح بها في الأخطاء البسيطة لكي نعلم الأطفال التسامح. ٥- بخصوص الإنترنت والشبكة العنكبوتية فيجب أن نضع جدولًا محددًا للاستخدام وأن يتم أطفاء الشبكة قبل النوم وفي وقت محدد ومناسب وبدون تراخي ولا يسمح للاستخدام اطلاقًا بعد هذه الساعة. ٦- أن تكون علاقتنا مع أبنائنا وفق الاحترام المتبادل وأن نعلمهم بعض الذوقيات التي أمرنا بها ديننا الحنيف كآداب الطعام وآداب الحديث وآداب المشي وآداب اللبس وغيرها من الذوقيات الاجتماعية.
اخرىبقلم: قاسم المشرفاوي كنت ولا زلت ابحث عن حلول منذ فترة من الزمن لمشاكل تحدث داخل الأسرة بسبب تعارضي مع زوجي في تربية الاولاد، تحدثت كثيرًا مع زوجي عن ذلك ولكنه لا يصغي لي عندما أبد بالحوار معه بهذا الشأن، فهو يعاكسني في كل الأشياء التي افعلها معهم، فإذا منعتهم من شيء ما، فهو يلبي كل رغباتهم وطلباتهم أيّا كانت! تساءلت مع نفسي وقلت: ما السبب الذي يجعل زوجي يصر على موقفه؟ هل هو مقتنع ومعتقد به أو إنه مجرد العناد؟ أو إن الخلل في اسلوبي المتبع معه في الحوار؟ فكرت كثيرا مع نفسي لعلي أقع على السبب وراء ذلك؟ بدأت بمراجعة محاوراتي معه لعلني أجد ضالتي وأستطيع أن أضع حلًا للموضوع الذي بدأ يربك حياتنا كأسرة واحدة، بل ويهدد كيانها. بعد مراجعتي لأغلب أساليب الحوار التي كنت اديرها وأبدأ بها مع زوجي، وجدت أنني في أغلب حواراتي معه أتهجم وأنتقد طريقته في التربية، وكأنني أتهمه بعدم الفهم وعدم الدراية والمعرفة فيما يفعل، وما يفهمه من أسلوبي هو أنني الأعلم بأساليب التربية وفنونها، وهذا ما جعل أسلوب الحوار عقيمًا بل بلا ثمرة في اغلب الأحيان. الآن بعد أن شخصت الخلل استطيع أن أبدأ والنهاية في ذهني... أغلب الحوارات التي تدور بين الزوجين إذا كانت لا تخضع للاحترام المتبادل للآراء فإنها ستبوء بالفشل، وستكون بلا نتيجة ايجابية، فالزوج الذي يتعرض للانتقاد المستمر لأسلوبه التربوي، فإن ردة فعله ستكون متناسبة مع إثبات ذاته، ولو بأن يمتنع عن سماع النصيحة والتوجيه، فهو لا يقبل بأن تقول له زوجته: إن أسلوبك خاطئ وغير تربوي، والمفروض أنه يجب عليك أن تفعل كذا وكذا... وكذلك الزوجة، فهي لا تقبل بالانتقاد بنفس الطريقة التهجمية. المطلوب إذن أن تكون جلسة حوارية هادئة تستند على أسس الاحترام والثقة، وإن كان هناك خطأ ما من أحد الجانبين فإنه يجب أن تتم المعالجة بروية وبكل حكمة. إن كيل الاتهامات للطرف الآخر -بأنه لا يفهم ولو بشكل غير مباشر- يصنع حائطًا ومانعًا عن التفاهم في حل التناقض والتعارض بين الزوجين. لذلك بعد أن راجعت نفسي ووجدت مكمن الخلل، فإني قررت أن أغير طريقتي في الحوار مع زوجي، فبدأت في الحوار بطريقة جديدة وقلت له: إنّ التعارض بيننا يعطي قوة لأطفالنا وضعفًا في موقفنا اتجاههم! قال: إنهم أطفال وضعفاء ويجب علينا مراعاتهم؟ قلت له: نعم يجب مراعاتهم فهذا ما لا نختلف عليه أبدًا، ولكن يجب تلبية رغباتهم باتزان وعدم اعطائهم كل ما يطلبون. قال: لماذا نمنعهم من ذلك ونحن نستطيع توفير متطلباتهم؟ قلت له: زوجي العزيز، الموضوع ليس كما تظن، فالمنع ليس مرتبطًا بقدرتنا أو عدممها، وإنما مرتبط ببناء وتهيئة الأطفال وتربيتهم بشكل صحيح ومتزن ومنسجم مع متطلبات الحياة وصعوباتها. قال: إذن، ما الذي يجب علينا فعله بحيث لا يؤثر سلبًا على تربيتهم؟ عندما وصل الكلام بيننا إلى هذا الشكل، أيقنت أن الحوار اتخذ وضعًا إيجابيًا جديدًا. والسبب هو إنني غيرت من أسلوبي الانتقادي مع زوجي، فبدلًا من أن اُهاجمه وانتقد طريقته في التربية، استخدمت أسلوب الحوار الهادئ البنّاء مع ابتسامة دائمية على محياي، لكي أمتص كل ردود أفعاله السلبية وأشعره بأهميته، بادرت بإجابته بكل هدوء: ما هو رأي جنابك الكريم؟ ماذا تقول أنت؟ قال لي زوجي: انتظر اقتراحك! قلت له: يجب علينا كزوجين نعيش تحت سقف واحد: ١- أن نحترم بعضنا بعضًا، فالاحترام المتبادل بين الزوجين أساس الاستقرار الأسري. ٢- أن يعرف كل واحد منا حقوق الآخر، لتكون حقوق الزوجين محفوظة من الطرفين. ٣- أن تكون علاقتنا مبنية على أساس المودة والرحمة، فإذا صدر من أحدنا خطأ في حق الآخر فيلزمنا تجاوزه وعلينا أن لا نتربص لأخطاء بعضنا البعض، لتستمر سفينة الأسرة بالإبحار نحو شاطئ الأمان. ٤- إذا كانت العلاقة الزوجية بهذه المتانة والانسجام فعندئذ نكون قد أسسنا لأساس قوي وعائلة رصينة، فالأبناء يتأثرون ويتعلمون بالقدوة من الوالدين، فكلما كان الأبوان منسجمين عاطفيًا وفكريًا كلما كان الأبناء مستقرين نفسيًا وذوي شخصيات متزنة وقوية. ٥- وهنا يجب علينا أن لا نتعارض في توجيهات أبنائنا، بل يجب أن تكون توجيهاتنا موحدة وغير متناقضة، فالتناقض بيننا يجعل الأسرة مهددة للتفكك والضياع، فليس من الأدب أن أعارض توجيهاتك وليس من المقبول أن تعاكس نصائحي لأبنائي وتدعوهم إلى عدم الأخذ بنصائح الأم، فتوحيد الرؤى الفكرية لدى الأبوين يعتبر من اساسيات نجاح الأسرة واستقرارها. ٦- وما يتوجب علينا كمربين وكوالدين أن تكون توجيهاتنا مختصرة وواضحة ومفهومة لأطفالنا وأن نتعامل وفقها، فسن قوانين مختصرة للأطفال تناسب عقولهم وأعمارهم والدعوة إلى الالتزام بها هو السبيل إلى العيش السعيد. عند هذا الحد انهيت كلامي مع زوجي وهو منصت كل هذه الفترة بكل قوة ومبتسم أيضًا، فبادر قائلًا بابتسامة هادئة/ ما أجمل كلامك يا زوجتي العزيزة، كنت أجهل هذا الكلام وأتعامل معه بشكل لا اُبالي، سأعمل على تطوير معلوماتي التربوية إن شاء الله تعالى من أجل الانسجام معك فكريًا ونفسيًا وعاطفيًا ومن أجل بناء أسرتنا بطريقة سليمة، شكرًا لك لهذا الطرح الجميل يا زوجتي. فقلت له: هنا أنّا أشكرك جدًا وأشكر تفهمك كثيرًا واعتذر عما بدر مني سابقًا من حوار جاف وغير مرن معك، وسأعمل على الانسجام معك أكثر لتفادي حالات التناقض التي تحصل بيننا وسأعمل على تبديد كل المصاعب مستقبلًا.
اخرىبقلم: قاسم المشرفاوي ربما يرجع أبناؤنا من المدارس وهم في حالة نفسية سيئة، نلتفت إليهم ونسألهم ماذا بكم، يترددون قبل الإجابة على سؤالنا، وربما البعض من الأطفال لا يُجيب أهله ويشعر بالخوف إذا نقل مشاعره السلبية وقال بأن هنالك من يضايقه ويعتدي عليه لفظيًا أو جسديًا، لأن غالبية الآباء والأمهات يوبخون ويضربون أبناءهم ويعتبرون أن ضعفهم هو السبب في تنمر الأطفال الآخرين عليهم. أسلوب الأهل هذا يدفع بالأطفال إلى الانكفاء على الذات وعدم قول الحقيقة بما يشعرون لكي يتخلصوا من عقاب ذويهم، وبالتالي زيادة حالة التنمر ضدهم وعدم التوصل إلى حلول، لأن الأهل يجهلون الحل ويقتصرون على إثارة مشاعر الكراهية والعدائية في نفوس أبنائهم من أجل الانتقام والثأر، وهذا ما يزيد الأمر تعقيدًا ولا يحله. التنّمر هو مضايقة الآخرين والاعتداء عليهم لفظيًا وجسديًا والتنكيل بهم سبًّا أو ضربًا لإرضاء نوازع نفسية وذاتية في شخصية المتنّمر، وتكثر حالات التنمر لدى الطلاب في المدارس وخصوصًا إذا لم تكن المدرسة قد وضعت حلًا لمثل هذه المشكلة المنتشرة بكثرة. ولو بحثنا عن أسباب التنمر المنتشرة لدى الأطفال لوجدنا من أسبابها ما يلي: 1- تنّمر الزوج على زوجته والإساءة إليها عن طريق السب والشتم والضرب والمضايقة بكافة أشكالها كالاستهزاء بشكلها أو بطبخها أو بأسلوبها، مما يسبب ردة فعل لدى الأبناء حيث يتم عكس طريقة آبائهم على الآخرين من الأطفال من أجل التنفيس عن طاقتهم المكبوتة لإرضاء ذواتهم. 2- تكثر حالات التنُمر لدى الأطفال الذين يكون مستواهم الدراسي منخفضًا وسيئًا، حيث يسيء الأهل والمعلمون إلى هؤلاء الأطفال بالتقليل من شأنهم ومناداتهم بالفاشلين والأغبياء أو باستخدامهم للمقارنة مع أصدقائهم الأذكياء، لذلك نرى أن أغلبهم يتنمر على من هو أعلى منه بالمستوى الدراسي، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على خطأ أسلوب المقارنة الذي يستخدمه بعض المعلمين ظنًّا منهم بأنه أسلوب تحفيزي. فالتنمر سلوك ينتج عن شعور بالنقص، والطفل الذي لا يستطيع النجاح في الدراسة فإنه يصب سلوكه المتنمر على أصدقائه الذين استطاعوا أن يحققوا النجاح، فهو يعتدي عليهم وكأنهم السبب في فشله ورسوبه! 3- حالات الطلاق أحد أسباب التنمر، لأن الطفل يفقد الاهتمام المادي والنفسي وتصيبه آفات نفسية عديدة كالتوتر والقلق والذي من الممكن أن يعوض هذا الانكسار الداخلي بالاعتداء على الأطفال الآخرين ومضايقتهم والتنكيل بهم. 4- التفرقة في معاملة الأبناء وعدم العدل بينهم من الأسباب التي تدفع بأحدهم لمضايقة إخوته والاعتداء عليهم، لأن يشعر بأنهم أفضل منهم. أما لو تطرقنا إلى علاج التنّمر فمن الممكن أن يكون من خلال التالي: أ- الابتعاد عن المشاكل الأسرية التي غالبًا ما تحدث بين الزوجين. ب- استخدام الأساليب التربوية التي حث عليها الشرع المقدس وعلم النفس الإيجابي الذي ركز على توفير الحاجات النفسية للطفل من القبول والاحترام والحب وتنمية الضمير لدى الطفل منذ السنوات الأولى عن طريق غرس القيم التربوية كالتسامح واحترام الكبير وتوقيره واحترام حقوق الآخرين. ج- الابتعاد عن أساليب التحقير والاستهزاء والسخرية والانتقاد السلبي لشخصية الطفل، والعمل على رفع الروح الإيجابية لديه إذا أخفق من أجل إرجاعه إلى الطريق الصحيح ليشعر بأهميته ومكانته بين زملائه. د- محاربة التنمر واجب يقع على عاتق الأبوين أولًا وعاتق المدرسة، ويجب التنسيق بينهما من أجل القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة التي تفتك بالمجتمع. و- يمكن عمل ورشات للطفل المتنمر من أجل معالجته نفسيًّا بالتنسيق مع الوالدين، وحبذا لو يكون الأمر من قبل المرشد النفسي الخاص بالمدرسة إن وجد. علمًا أن كثيرًا من أطفال المدارس تركوا المدرسة بسبب تعرضهم للتنمر من زملائهم، لأن التنمر يسبب انخفاض تقدير الذات وبالتالي فقدان الثقة بالنفس، فالطفل الذي يتعرض للاستهزاء من زملائه باستمرار ستتحطم صورته الذاتية ويكره المجيء إلى المدرسة لأنها المكان الذي يشعر بالانتقاص فيه، لذا يجب على المجتمع بشكل عام محاربة ظاهرة التنمر والقضاء عليها من أجل زرع بذور المحبة في نفوس الأطفال. والله المستعان…
اخرىبقلم: قاسم المشرفاوي من أكثر الظواهر التي تقصم ظهر المجتمعات، والتي تتسبب بتفكك الأسرة وتمزيق كيانها والقضاء على رونقها هو العنف الجسدي واللفظي الذي يمارسه أغلب الرجال ضد زوجاتهم وأبنائهم، ولو بحثنا عن الأسباب التي تدفع بالرجل إلى ممارسة دور المتسلط ضد أسرته لوجدنا من أهمها : أن البيئة التي عاشها الرجل وطريقة الأسلوب الذي تم التعامل معه في أيام طفولته وشبابه أدى إلى تكوين شخصيته وبلورتها بشكل عدواني، إذ العنف ظاهرة امتدادية تنتقل عبر الأجيال، فالأب الذي تعرض للتعنيف بكافة أشكاله في أيام طفولته، يمكن أن يمارس نفس الطريقة التي تلقاها ضد زوجته وأطفاله بشكل غير واعي، فالعقل الباطن يحتفظ بجميع الصور القديمة التي تشكلت نتيجة السلوك والآن يتم ترجمتها على شكل سلوك وأفعال مع الآخرين، فإذا تلقى الإنسان تعاملًا جيدًا من قبل أبويه والمحيطين به، فإنه سيعكس هذا التعامل وهذا الأسلوب مع أسرته ومع الناس، وأيضًا قد يعكس الصورة السيئة اللا واعية أيضًا ضد أسرته وأولاده، فهو يقوم بعملية تفريغ ما يكبته من مشاعر وأحاسيس، أما سلبية وأما إيجابية. وللعنف تأثيرات سلبية عديدة على الأسرة والأولاد منها: ١- ضرب الزوجة يؤدي في كثير من الأحيان إلى انتشار ظاهرة الطلاق في المجتمع مما يسبب في فقدان عامل الأمان النفسي للأبناء الذين سيعيشون في حالة من الانقسام والفوضى بين الأم والأب مما يسبب في تحطيم معنوياتهم وذهاب سعادتهم والتسبب في معاناتهم وزيادة آلامهم. ٢- ولو وصبرت الزوجة على ذلك من أجل الحفاظ على أسرتها وأولادها، فإن العلاقة الزوجية ستكون خاوية وخالية من معاني الحب والوئام والألفة التي تعتبر الركائز الأساسية في استقرار الأسرة. ٣- أمّا فيما يخص نظرة الأبناء اتجاه والدهم، فإنهم سيعتبرونه مصدر ازعاج وقلق يهدد سعادتهم ومستقبلهم، أو أنهم سيتأثرون بشخصية والدهم، أو يميلون إلى أمهم باعتبارها الطرف الضعيف في المعادلة. ٤- ممكن أن تمارس الأم العنف الذي يقع عليها ضد أولادها بشكل لا واعي، فهم الحلقة الأضعف بالموضوع وبالتالي هم ضحية أسلوب العنف، فشعور الزوجة بالقهر والظلم يجعلها متوترة وتعيش تحت الضغط النفسي، مما تفقد أعصابها في كثير من الأحيان بشكل لا أرادي. ٥- مظاهر العنف الموجودة في البيت ممكن أن يمارسها الأبناء ضد بعضهم البعض استنادًا إلى الاختلاف في القوة البدنية، فمظاهر العدوانية تنتشر وتتمدد ، فالكل يتأثر بالعنف من خلال البيئة التي يعيشها والتي تكثر فيها أساليب العنف. ٦- ضرب الزوجة يحطم شخصيتها ويحطم شعورها المعنوي كأم وكمربية مما يجعلها تفشل في تربية أولادها بسبب فقدان مكانتها وتقديرها عند أولادها. ومن أساليب العنف الأخرى المنتشرة في أغلب البيوت هو الصراخ، ومن آثاره السلبية: 1- أنه يبعث بالقلق والخوف في نفوس الأطفال، مما يربك عملية النمو النفسي والعاطفي والجسدي، فهو يدفع بالجسم إلى زيادة إفراز هرمون الضغط النفسي الذي يسبب الشدّ العصبي وأمراض بدنية كارتفاع ضغط الدم والسكري حسب الدراسات الطبية الحديثة. 2- يقلل من إفراز الجسم لهرمون السعادة (الدوبامين) حسب الدراسات النفسية التي أكدت ذلك. 3- ظهور مشاكل عديدة لدى الأطفال كالتبول اللا إرادي، وقضم الأظافر، ومص الأصابع، وهذه المظاهر تدل على عدم الشعور بالأمان والاطمئنان. 4- تقمص الأطفال لسلوك الصراخ يصبح عادة من عاداتهم السيئة في أيام طفولتهم، ومظهرًا من مظاهر التعامل الاجتماعي لهم. ومن مظاهر العنف الأخرى هو السخرية والاستهزاء والانتقاص من الزوجة، ومن سلبيات ذلك: 1- انعدام رغبة الزوجة في تقديم الخدمات لأسرتها، فهي تشعر بعدم التقدير والاحترام من زوجها. 2- التقليد الدائم على شكل الزوجة، أو طبخها، يتسبب بتجريح مشاعرها وعدم تقدير أتعابها، والواجب على الزوج الابتعاد عن هذه الأساليب غير الأخلاقية، لترسيخ مبدأ الحب في نفسية الزوجة، فالزوجة تحتاج إلى كلمة حانية تشعرها بقيمتها وأهميتها. 3- يقع الزوج في خطأ فظيع وهو يظن أن السخرية من زوجته يدفعها إلى الاهتمام بشكلها أو طبخها، فيستخدم مع السخرية طريقة المقارنة من أجل تحفيزها ودفعها إلى فعل الأفضل والأجمل، فيقول لها: فلانة أجمل منك، أو فلانة تطبخ أفضل منك، وهذا الأسلوب يدل على الجهل وعدم المعرفة بطبيعة المرأة. ولو تطرقنا إلى الحلول الممكنة، لوجدنا أن أغلبها تعتمد على استعداد الطرفين للوصول إلى حلحلة المشكلة والوقوع على أسبابها، فممكن أن تستخدم الزوجة أسلوب اللين مع الزوج من أجل تغيير قناعاته بأسلوب غير مباشر، فأغلب الرجال لا يتقبلون النقد المباشر، لذلك يجب على الزوجة استخدام أسلوب مؤثر في تغيير طبيعة تفكير الرجل من أجل ترك سلوكياته الخاطئة. ويمكن عقد جلسات -إن تعقدت الأمور- بمشاركة أطراف من أهلها وأهله ممن لديه خبرة وحكمة في التعامل مع هكذا مشاكل. ولا ننس الدعاء في صلواتنا من أجل تغيير الطرف المقابل، فالدعاء من الأساليب المؤثرة بإذن الله تعالى. والله الموفق والمستعان…
اخرىبقلم: قاسم المشرفاوي هل تبحث عن حلول سحرية؟ أو وصفة طبية يمكن أن تتناولها وينتهي كل شيء وتصبح هادئاً؟ هل تفكر هكذا الآن وتنتظر منا أن نعطيك حلولًا أسرع من البرق؟ أو أننا نمتلك عصا موسى ونغير من طبيعتك وسلوكك؟ أنا أقول لكما أختي وأخي الكريم، لا توجد حلول سريعة ولا وصفة طبية يمكن أن تجعلنا هادئين، لأن الموضوع متشعب وفيه تفاصيل كثيرة. إذن ما الحل يا ترى؟ الكل يبحث عن حلول، ولكن البعض يريدها سريعة وفورية، ولا توجد هكذا حلول على أرض الواقع، وما نكتبه يمكن أن يفيد بعضكم ولا يفيد الآخر! لماذا ؟ لأن موضوع التغيير يعتمد أولًا وبالذات على قدرتك واستعدادك الداخلي للتغيير، فالله تعالى يقول (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) [الرعد ١١] أنا أستطيع أن أتحكم بأفكارك أو أن أُغير من طبيعة حياتك، فهذه الأشياء تخصك أنت. إنما الحل يكمن بداخلك. نعم بداخلك. وأكررها وأُعيدها وأتمنى أن تفهمها وتستوعبها وتهضمها جيدًا: بداخلك أنت. كل شخص لديه ظروف مختلفة عن الآخر، فمن الممكن أن يكون هناك سبب يجعلني أن أتعصب وأصبح عصبيًا ولا يدفعك أنت للعصبية؟ إن التأثيرات مختلفة، وهي تختلف وفقًا لفكرك ومنهجك في الحياة. إذن أسلوب العصبية وإن كانت نتيجته واحدة -وهي كونك عصبي المزاج- ولكن أسبابه متعددة وكثيرة، وعلينا أن نفهمها ونعرفها لكي نتجنبها ونعمل على تركها. فهذا هو الحل يا إخوتي الكرام. لو سألت نفسك، ما هو الشيء الذي يثيرني ويستفزني ويجعلني عصبيًا ومتوترًا؟ طفلي عنيد، لا يسمع الكلام، لا يقرأ، غير منظم، يتحرك كثيرًا، يركض ويتشاجر مع إخوته، لا يهتم لدراسته، يشاكس الأطفال، لا يقبل أن يتناول طعامه، ولا ينام بوقته، دائمًا أركضُ وراءه من أجل فعل واجباته المدرسية! أليس هذه الأشياء هي ما تثيركم وتستفزكم؟ يا إلهي! نسيت شيئاً مهمًا وهو: أن زوجي لا يشاركني في كل هذه الأشياء، فهو لا يبالي بما يدور في البيت لا من قريب ولا من بعيد! وبعد، هل توجد مثيرات أخرى؟ إنها أم زوجي ووالده، يوفرّان كل شيء لأطفالي مما يسبب تعارض آرائهم مع وجهات نظري في التربية! نعم، وبعد هل يوجد من المثيرات شيء آخر؟ البيئة الخارجية والظروف وصعوبة الحياة، كل ذلك سبب رئيسي يزيد من عصبية الأمهات ويرفع من توترهن وقلقهن! كل الأشياء التي ذكرتها هي أسباب رئيسية ترفع معدل العصبية لدى الأمهات والأخوات. ولكن، هل يكمن الحل بأن نتعصب ونصرخ ونضرب؟ بالتأكيد لا، هل تحاول التنفيس عن غضبك بهذه الطرق الخاطئة (الضرب، الصياح، العصبية)؟ نعم، أغلب الأمهات تستخدم هذه الأساليب لتفريغ توترها ولتغطي في الحقيقة على عدم قدرتها على مواجهة مشاكلها وحلها! إذن يجب أن تفكر بطريقة منطقية تجعلك تتوقف عن هذا السلوك البغيض والمزعج لك ولأولادك. أغلب الأمهات تعزو سبب عصبيتها إلى سلوك وتصرف أطفالها، وتلقي باللائمة عليهم. وأنا أقول: إن طفلك ليست له مدخلية في ذلك إطلاقًا! ذلك لأنه طفل، هل تعقلان هذه الكلمة يا أخي ويا أختي الكريمة؟! إنه طفل، ويريد أن يعيش طفولته، وإدراكه غير مكتمل وغير ناضج بعد. فلماذا تتعامل معه على أنه كبير ويدرك ويفهم كل شيء؟ هو يدرك ويفهم بشكل يتناسب مع مستوى فهمه و (دماغه). فكيف تطلب منه أشياءً أنت لا تستطيع فعلها؟! كيف يستطيع الطفل أن يسيطر على انفعالاته ويتحكم بأموره وأنت تفقد أعصابك على أمور تافهة وبسيطة؟ هل من الممكن أن يتعلم الطفل بسهولة، أو أنه يحتاج وقتًا وجهدًا لكي يتم بناء شخصيته بشكل صحيح؟ إذا كنت عصبيًا، وكان طفلك عصبيًا، هل تستطيع أن تغير عصبية طفلك وأنت عصبي المزاج وتقول: ابني عصبي ماذا أفعل؟ لا يمكن ذلك إطلاقًا. تخلَّ عن عصبيتك أولًا، وسيطر على أعصابك، بعدها سيتعلم ابنك منك كيف تتعامل مع الأمور. بإمكانك أن تفعل ذلك بشرط: ١- أن يكون لك هدف واضح يكمن في تعديل سلوكك الخاطئ، وهذا يتضمن إيمانك بنفسك. ٢- أن تقرر وتعتزم على التغيير والخلاص من أسلوب العصبية، وتبتعد عن إلقاء اللوم على الأطفال وتقول: عصبيتي من أطفالي، فأنت الكبير وهو الصغير. وهو يقلدك في كل شيء. ٣- بعض العصبية يُعزى سببها إلى صفة متجذرة في النفس منذ أيام الطفولة، فالأب الذي تعرض إلى التعنيف والضرب في أيام طفولته يمكن أن يعكس ذلك الآن بشكل لا واعي، فيتصرف بأسلوب عدواني استفراغًا لرسائل سلبية قديمة تستفز ذاكرته من حيث لا يشعر. والأم في ذلك مع الأب سواء. على أنه: إذا كانت صفة العصبية متوارثة منذ الطفولة فباستطاعتك التخلص منها إذا عزمت بصدق على ذلك، فالأمر منوط بإيمانك فالتغيير يبدأ من داخلك. 4- أحد أسباب العصبية والتوتر والاكتئاب هو نقص عنصر المغنسيوم والزنك في الجسم، مما يجعل هرمون السيروتونين منخفضًا، فالنواقل العصبية هي من تسيطر على ذلك. 5- باستطاعتك تنظيم وقتك في البيت وتخصيص وقت لنفسك، يمكن من خلاله أن تسترخي بعملية التأمل الذي يجعل أعضاءك تأخذ تمددها بشكل انسيابي من أجل الشعور بالراحة الداخلية. 6- الاستماع إلى القران الكريم من الحلول التي تجعلك مستقرًا نفسيًا.. 7- كلما شعرت بأنك ستصبح عصبيًا، حاول أن تردد: (استغفر الله ربي وأتوب إليه) وكرره كثيرًا، إلى أن تشعر بالاستقرار. 8- أخذ قسطٍ كافٍ من النوم، ولعب الرياضة، من الأسباب التي تجعلك هادئاً، لأنها ترفع من معدل السيروتونين في الجسم... 9- الابتعاد عن الهاتف النقّال وذلك بقفل النت في البيت وخصوصًا إذا كنت تقوم بتدريس أطفالك، فالأنترنت أحد أسباب التوتر في البيت... 10- الابتعاد عن الخلافات الزوجية وحلها بأسلوب هادى بعيدًا عن التوتر والصياح... 11- تناول المكسرات وخصوصًا اللوز؛ لأنه يرفع من معدل السيروتونين في الجسم... 12- المواظبة على الصلاة في أول أوقاتها يجعلك تشعر بالراحة والاستقرار. 13- زيادة المعرفة بفنون التربية النفسية والدينية للطفل لأنها تجعلكم تميزون بين الطبيعي وغير الطبيعي من سلوك أبنائكم. 14- قراءة كتب تتحدث عن كيفية التخلص من العصبية ومعرفة أسبابها ومتابعة برامج تخص هذا الأمر... 15- لا ننسى أن الإنسان الذي اعتاد على صفة العصبية والصراخ منذ سنوات، فإن هذه الصفة قد تجذرت وترسخت في شخصيته وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من أسلوبه في الحياة، فالخلاص منها يحتاج إلى جهد جهيد ومستمر في مراقبة النفس ومحاسبتها باستمرار، وإعادة برمجتها بشكل إيجابي للتخلص من برمجتها السلبية السابقة، وبالتالي تتغير أفكارنا وطريقة تفكيرنا، وهذا التغيير يحتاج إلى خطوات عديدة بعضها ذكرناها في المنشور والبعض الآخر لا يسعنا ذكرها هنا. وأُذكركم: أنه لا يوجد شيء صعب في الحياة ما دامت الإرادة موجودة. وأخيرًا... فإن كل ما ذكرناه يمكن أن يساعدكم للتخلص من عصبيتكم المفرطة بشرط أن يكون لديكم الاستعداد لذلك...
اخرى