Profile Image

قاسم

دع أطفالك على طبيعتهم!

ربما يُثير العنوان تساؤلات عديده في أذهان الأمهات والآباء، هل نترك الأطفال دون توجيه؟ ألا يحتاج الطفل نصائح وإرشادات ليتعلم كيف يتصرف بشكل صحيح؟! نعم، إنه عنوان يحاول أن يثير مثل هكذا استفسارات في أذهانكم، لتتمكنوا من معرفة المزيد عن طبيعة أطفالكم الكامنة بداخلهم من أجل الوصول إلى أعماق عقولهم وبالتالي الوصول إلى فهم أعمق وأوسع لنفسية طفلك وهذا ما يعمّق علاقتك مع طفلك وإذا تعمقت العلاقة ازداد التفاعل بين الأبوين والأطفال وهذا ما يجعل العلاقة الأسرية تسير بشكل صحيح. يتعلم الأطفال من أخطائهم اذا شعروا بالحرية والاستقلالية الذاتية! أي إنه عندما لا يتم انتقادهم والتهجم عليهم إذا أخطأوا فإنه سيشعر الأطفال بحرية في تعديل سلوكه السيء لأن هناك مساحة يتحرك بها ضمن طفولته وبراءته، وبالتالي سيتعلم الطفل من هذا الاحترام كيفية تعديل سلوكه غير المرغوب فيه من الأهل، فأسلوب الأهل التربوي الذي يقوم على أساس التوجيه الإيجابي يستطيع من خلاله الطفل أن يفهم ما الذي عليه فعله وما الذي عليه اجتنابه وتركه؟ كثيراً ما نلاحظ الأطفال وهم في عمر الثالثة والرابعة أو الخامسة والسابعة بل وحتى العاشرة، يتصرفون على طبيعتهم وسجيتهم فنشاهدهم يفعلون أشياء مضحكة تدل على براءتهم ونقاء أرواحهم فهم يتخذون من كل شيء وسيلة لإمتاع أنفسهم واللعب بشكل يجعلهم يشعرون بالسعادة والراحة النفسية فهم يتميزون بأشياء لا يمكن للكبار أن يتصفوا بها فهم لا يفكرون بالماضي ولا يخافون من المستقبل فتراهم يضحكون من أعماق قلوبهم ويفرحون بأوقاتهم، فالقلق بعيد عنهم والتوتر نادراً ما يقعون فيه، فهم يعيشون اللحظة بلحظتها وهذا ما يميزهم عن الكبار! يحتاج الأطفال إلى المساحة التي يشعرون من خلالها بالحرية: حرية التصرف، حرية اللعب، حرية الرأي ضمن نقاط محددة وواضحة في البيت وهذه النقاط يمكن أن يضعها الأبوان بشرط الاتفاق بينهما على مضمونها، على أن تكون هذه القوانين واضحة وبسيطة ومناسبة لأعمار الاطفال وتحدد لهم وقت اللعب ووقت القراءة وتضمن لهم حرية التعبير عن آرائهم وهذا ما يجعلهم يشعرون بالقيمة ومن خلال هذه الضوابط سيشعرون باستقلاليتهم وحريتهم التي تزيد من شعورهم بقيمتهم الذاتية. ربما يعترض البعض ويقول كيف نسمح لهم بحرية اللعب وحرية الرأي في ظل هذه القوانين المفروضة، أليس في الكلام تناقض؟ نقول: إن الحرية التي نقصدها هي تلك التي نسمح من خلالها للطفل باللعب وفق ما يرغب وما يحب بدون أن نتدخل. وحرية التصرف هي أن نترك لهم مجالاً في الوقوع في الخطأ لأن الأطفال يتعلمون من أخطائهم عادة، وتساعدهم في اكتشاف ذواتهم بشكل صحيح ومن خلالها يفهمون طبيعة شخصياتهم. الحرية التي نتكلم عنها هي تلك التي تجعل الأطفال يتصرفون على طبيعتهم ولا يشعرون أن هناك أحداً يراقبهم ويتربص بهم. هي الحرية التي تعلم الأطفال الاستقلالية . هي تلك الحرية التي يفهم من خلالها الطفل أنه عنصر مهم في الأسرة والمدرسة والشارع أي إن له قيمة وشخصية ، وهذا يتم عن طريق احترامه ومعاملته معاملة إنسانية قائمة على أساس أخلاقي وليس تلك المعاملة التي تشعره بالدونية وتجعله ينظر إلى نفسه بأنه إنسان من الدرجة الثانية وفاقداً لأبسط مقومات الحياة وهي الشعور بالتقدير. أن نترك الأطفال على طبيعتهم هو أن نبتعد عنهم قليلاً ولا نتدخل بكل تصرف يصدر منهم وكل فعل يفعلونه وكل سلوك يسلكونه، أن نترك لهم مجالاً في هذه الحياة لاكتشاف ذواتهم والتعلم من اخطائهم، إن تدخّلنا في كل الأعمال التي يعملها الطفل ما هو إلّا رسائل سلبية تجعله يشك بقدراته وثقته بنفسه مما يزيد من إحباطه اتجاه نفسه. يجب على الآباء والأمهات أن يقلّلوا من نصائحهم وتوجيهاتهم فإنها تسبب لهم الملل وتفقد قيمتها ورونقها عندهم إذا استمرت. يجب على الأهل أن تكون توجيههم باعتدال وبشكل مختصر وبأسلوب سهل أو على شكل تلميح وإشارة فالبعض من الأطفال يفهمون هذه اللغة جيداً والبعض منهم يحتاج إلى لغة أخرى وأسلوب آخر . مهما قلنا وتكلّمنا، فإن الأطفال مختلفون عن بعضهم البعض ولكل طفل أسلوب يؤثر فيه والواجب على الأهل اكتشافه وهذا يتم بمتابعة الأهل لكل ما هو جديد في أمور التربية النفسية وفق المسيرة الأخلاقية المحمدية التي اوضحها لنا رسول الإنسانية محمد المصطفى (صلى الله عليه واله) فقد اوصانا وقال: "من كان له صبي فليتصابا له" أي يجب ان ننزل الى مستواه العقلي ونلعب معه ونتركه على طبيعته البيولوجية ليتم اشباعها وفق الأسس المنطقية التي تشكل شخصية الطفل وتنمي وتطور من امكانياته الإبداعية والعقلية. ومن الله التوفيق قاسم المشرفاوي

اخرى
منذ 6 سنوات
4735

هل نربي أبناءنا ام أنفسنا؟!

يطرق أحدهم باب بيتك، تسأل نفسك من يكون على الباب يا ترى، يسارع ولدك ليرى من في الباب اذ تعترض طريقه وتوصيه بأنه إذا كان فلاناً في الباب فقل له: والدي غير موجود في البيت! يلتزم الطفل بوصايا والده ويفعل ذلك كما أمره الأب، ويقوم بإعادة هذا السلوك تلقائياً كلّما شاهد هذا الشخص يسأل عن والده ظنا منه بأنه غير مرغوب فيه. خلال هذه العملية التي تمت بين الوالد وولده يتعلم الطفل سلوك الكذب بأمر من والده الذي يتصف بهذه الصفة السيئة، ويقوم الأب بعملية برمجة سلبية من حيث لا يشعر لعقلية أبنائه من خلال سلوكه وتصرفاته. هذه البرمجة بشقيها السلبي والإيجابي تقوم بتشكيل سلوكيات الأبناء متأثرين بسلوكيات والديهم بالدرجة الأساس أضافة إلى السلوكيات التي يتأثرون بها في بيئة المدرسة والشارع. الأبناء يقلدون آباءهم وأمهاتهم ويقتبسون من سلوكياتهم كل حركة وكل فعل، لذلك يجب أن تكون سلوكيات الكبار محسوبة بشكل دقيق وأن يحذر الأهل من صدور تصرفات غير أخلاقية لأنهم يربون أبناءهم بشكل صامت. فليكن الأهل على مسؤولية عالية من الانضباط السلوكي والاخلاقي ليتمكنوا من التأثير في ارشاد أطفالهم، فالأطفال يتأثرون بالأفعال ولا يتأثرون بالأقوال إذا كانت مجرد اقوال تفتقر إلى التطبيق العملي! فالأهل الذين يصرخون باستمرار تفتقد بيوتهم الى السكينة والأمان وتكون ملجأ غير سعيد لأطفالهم. والأهل الذين يضربون ويقسون على أطفالهم لا يمكنهم أن يعلّموا أولادهم الاحترام والشعور بالقيمة الذاتية، فالطفل سيفقد شعوره بالرضا عن نفسه وينخفض تقديره لذاته ويصبح عدوانياً مع الآخرين وسيتصرف بنفس الطريقة العنيفة التي تلقاها في صغره عندما يكون أباً في المستقبل. نلاحظ أن كثيراً من الأهل يحاولون تغيير أبنائهم ولكنهم يفشلون ومع كثرة المحاولات التي يبذلها الأهل فأنهم يشعرون بالإحباط والحزن ويقولون لا يمكن أن نؤثر في أولادنا ولا نستطيع تغيير سلوكهم. ينسى الآباء والأمهات أن لسلوكهم التأثير الأكبر في تغيير سلوك الطفل، فالطفل كائن يتأثر بما يراه من سلوكيات واقعية تصدر من أمه وأبيه، فلا يمكن أن يتأثر بتلك الأم التي تقضي يومها تصرخ وتصرخ وتصرخ من أجل أن يلتزم أطفالها بما تريد! فهي تطالبهم بأن ينصاعوا لما تريده منهم مهما كان! دون الالتفات إلى أن طلباتها هل تقع ضمن الطلب المقبول أو الممكن تطبيقها أم لا؟! فهي تندب حظها كل يوم وتبكي بحرقة لأن أطفالها يريدون ان يلعبوا ويتحركوا باستمرار، ولا أعرف ماذا تريد بعض الأمهات بالضبط؟! هل تريد طفلاً خاملاً ومنزوياً وكئيباً أم تريد طفلاً اجتماعياً يتحرك ويلعب ويبتسم؟ حقيقة أن الوضع لدى بعض الأمهات والآباء وضع غريب جداً. فالبعض منهم لا يعجبه أي شيء ويريد الطفل يلتزم بما يقول حرفياً: اجلس يجلس انهض ينهض وهكذا... ولا يمكن الحصول على هذا الشيء، لأنه خارج الطبيعة الانسانية. نصيحتي للأخوة الآباء والأمهات أن يفهموا أنفسهم أولاً ويكونوا قدوة حسنة في سلوكياتهم أمام أبنائهم وأن يتصفوا بالصفات والأخلاق الفاضلة ليتعلم الأبناء كل ما هو جميل وإنساني من أهلهم، فالتربية بالقدوة من أفضل الأساليب التربوية. نسأل الله أن نكون قدوة حسنة لأبنائنا لنربيهم بهذا الاسلوب الصامت المتكلم فهو خير الاساليب وأحسنها. والله ولي التوفيق قاسم المشرفاوي

اخرى
منذ 6 سنوات
2946

فقدان الرغبة بالتعلم والمدرسة

يرغب الأهل بأن يشاهدوا أطفالهم متفوقين ومتميزين في الدراسة، ولكنهم يقعون في أخطاء كثيرة تؤدي إلى ابتعاد الطفل نفسياً عن المدرسة، ومن أجل أن ننهض بالواقع الدراسي للطفل توجّب علينا معرفة الأسباب التي تدفع بالطفل إلى فقدان الرغبة بالتعلم والانكفاء على الذات ومن هذه الأسباب: ١- إهمال الأبوين: يقع هذا الجانب في ثلاثة محاور: أ- عدم التواصل مع الطفل: إن التواصل المستمر مع الطفل يُعدّ من الأساسيات التي تدفع بالطفل إلى الاهتمام بدراسته وتجعله يرغب ويحب التعليم والتعلم لأن الطفل يشعر بالراحة النفسية إذا تواصل معه والداه وهذا التواصل له مظاهر عديدة منها الجلوس مع الطفل وسؤاله عن المدرسة والمعلمين وعن دروسه ومتعلقات المواد والبحث والمناقشة في مواضيع المواد المختلفة مما يجعل الطفل يشعر بأنه موضع تقدير وله مكانه في قلب الوالدين وهذا ما يدفعه إلى الاهتمام أكثر اتجاه دراسته. ب- عدم تشجيع الطفل: أي إن الطفل إذا حصل على علامات مقبولة مثلاً فإنه لا يحصل على التشجيع المناسب الذي يحفزه نحو الأفضل، والتشجيع له مظاهر أيضاً كالربت على الكتفين، والتقبيل، والاحتضان أو تقديم هدايا مادية كأصباغ التلوين أو لعبة جميلة... ج- عدم توفير المستلزمات المدرسية والاحتياجات الأخرى كالملابس اللائقة: فهذا الأمر يؤدي إلى شعور الطفل بأنه فاقد للقيمة في نفوس والديه ويسبب إحباطاً شديداً لديه، خصوصاً أنّ أغلب الأطفال يقارنون أنفسهم بأصدقائهم من النواحي المادية فهو ينظر إلى ما يرتديه أصدقاؤه من ملابس وهذا يؤثر أيضاً بتقدير الذات لدى الطفل، لذا يجب توفير هذه الاحتياجات قدر الاستطاعة من أجل رفع الدافعية لدى الابناء. 2- جفاف المنهج الدراسي: من الأسباب التي تدفع بالأطفال بجميع أعمارهم للابتعاد عن الجو الدراسي هو جفاف المنهج الدراسي وضخامته وعدم تناسبه مع عقلية الطفل، فكثرة المعلومات المطروحة في المواد الدراسية والتي تكون غالباً بعيدة عن الحياة المعاشة والواقعية تؤدي إلى عدم التفاعل معها مما تسبب الملل والإحباط في نفوسهم، فما فائدة كثرة التواريخ المذكورة في التاريخ مثلاً، يجب أن يكون هدف التعليم هو تعليم الطفل إلى اكتساب المهارات وضبط الذات في مراحله الأولى مما يطوّر لديه عملية التفكير، أما طريقة حفظ المعلومات وتكديسها فهي أحد أسباب الملل والاحباط الذي يشعر به غالبية التلاميذ! وللتخلص من جفاف المنهج يجب على المعلمين والتربويين اتخاذ ماي لي مادامت أغلب الحكومات مصرّة على عدم وضع منهج مناسب لتطوير عملية التفكير لدى التلاميذ، منها: أ- تلخيص المنهج والاقتصار على الأشياء المهمة والضرورية والابتعاد عن السرد الذي يسبّب الملل ويزيد شعور الطلاب بالإحباط. ب- أن نسمح للطفل بالتعبير عن الأفكار التي يفهمها من المنهج دون تقييده بالعبارات المذكورة بالمنهج ليشعر بالحرية في اختيار التعابير المناسبة والتي تعبّر عن نفس المفهوم المذكور في المنهج، وهذا ما يسهل عملية الحفظ ويزيد من رغبة الأطفال للدراسة. ج- تقليل الواجبات البيتية: كثرة اعطاء الطفل واجبات بيتية تزيد من الضغط النفسي لديه وتسبب له شعوراً بالاستياء مما يقلل الحافز والرغبة عنده اتجاه الدراسة. 3- أسلوب المعلمين والتربويين: ويعتبر من أهم الأشياء التي تدفع بالأطفال إلى الرغبة بالتعليم أو فقدانها والعزوف عنها ومن الاساليب الخاطئة والمنتشرة بكثرة في أغلب المدارس هي: عدم احترام الأطفال: ومن مظاهر ذلك هو استخدام التعنيف الجسدي واللفظي كالضرب واستخدام العبارات السلبية كالغبي والفاشل، والانتقاد والانتقاص والاستهزاء والتقريع، كل هذه الأساليب تؤدي الى فقدان الرغبة والابتعاد عن الدراسة، لأن مثل هكذا أساليب تسبب مشاعر سلبية للأطفال اتجاه الدراسة واتجاه أنفسهم مما يشعرهم بخيبة الأمل والإحباط لذلك تقل لديهم الدافعية مما يسبب في فشلهم الدراسي... 4- فقدان ثقة الطفل بنفسه: ويعتبر من العوامل الأساسية التي تؤدي إلى العزوف عن الدراسة والتعلم، وفقدان الثقة تؤدي إلى شعور الطفل بعدم قدرته على النجاح في الدراسة وهذه نتيجة طبيعية للأساليب الخاطئة المستخدمة معه فإذا كان كل ما يسمعه من أبويه أو معلميه هو كلمات سلبية (فاشل، غبي، فلان أفضل منك، توبيخ، صياح، ضرب) فإن مثل هكذا أساليب ستجعله يفقد الثقة بنفسه لأنه سيشكل تصوراً مشوهاً وسلبياً عن ذاته وهذا التصّور يحمل معاني عدم القدرة والاستطاعة في النجاح والاستمرار في الدراسة لذلك يفقد الحماس في مواصلة الدراسة نفسياً وذهنياً، وهذا ما يدفعه إلى الخمول وعدم الاهتمام بالتعليم، فالعامل الأول الذي يجعل أغلب الأطفال للاستمرار في عمل شيء ما هو الرغبة والحب، فإذا أحب الطفل شيئاً أو رغب فيه فإن ذلك يدفعه إلى إتقانه والنجاح فيه باستمرار، فإذا عملنا إلى إزالة كل العوائق والمسببات التي تقف في وجه الطفل فإننا نكون قد وفّرنا بذلك دافعاً إيجابياً يدفع الطفل إلى مواصلة مسيرته الدراسية بشكل إيجابي. بعد أن عرفنا قسماً من الأسباب الأساسية التي تقلل الرغبة في الدراسة، فإنه يجب على الأبوين وجميع التربويين أن يأخذوها بنظر الاعتبار من أجل النهوض بالواقع الدراسي للأبناء ومن أجل تحفيز الطفل نحو التعليم وترغيبه فيه. والله ولي التوفيق قاسم المشرفاوي

اخرى
منذ 6 سنوات
3970

التربية الفاشلة

يتداول الكثير من الناس وخصوصاً بعض التربويين من المدرسين والمعلمين مقولة ( العصا خرجّت أجيالاً من الأطباء والمهندسين واصحاب الشهادات العليا) ولا اعلم مصدر هذه المقولة، واتساءل هل هي آية قرآنية أو حديث نبوي شريف أو حديث من أئمة أهل البيت أو لتربوي ناجح لتكون منهاجاً ونبراساً للكثيرين من الذين نالهم العنف في أيام طفولتهم؟ نعم، هي مقولة تدل على أن من يتخذها منهجا وخطة لتعديل سلوك طفل هو شخص معنَّف في أيام طفولته، أي إنه تعرض إلى ضرب وقسوة وظلم لتتشكل شخصيته بهذا الشكل الذي تجعله إنساناً فاقداً لصفات الإنسانية الأساسية. واقعاً، إن لسان الكثير اليوم يقول: لقد نشأنا في بيئات قاسية بين احضان والدين لا يعرفون أساليب التربية الصحيحة سوى الضرب والقسوة وبين مدارس تتخذ من أسلوب القسوة والضرب والاستهزاء والنقد والتوبيخ منهجاً لتعديل سلوك الأطفال وتعليمهم. والأغلب من الآباء والأمهات لا يفقهون من أساليب التربية شيئاً، وقد تربوا بهذه الطريقة المعنّفة ويعكسونها الآن على أبنائهم وطلابهم، هذه هي الحقيقة المرة التي نشأنا وتربينا عليها، والمستغرب أنها متّبعة إلى وقتنا الحاضر رغم التطور والتقدم الذي تمر به الأمة، ولكن نأسف عّلى أمة لم تتبع وصايا خالقها ولم تنصع إلى توجيهات نبيها الكريم (صلى الله عليه واله وسلم). والآن إلى ماذا؟ الآن نعاني من ويلات كثيرة: فقدان للثقة، تردد في اتخاذ القرارات، مخاوف من المستقبل، وعيش في ماضي سلبي سحيق، وأبناء غير مسؤولين ولا يتحملون أدنى مسؤولية. هكذا تشكلت أغلب شخصياتنا بسبب التعنيف الاجتماعي الجماعي الذي يمارسه الجميع تقريباً إلا نسبة قليلة من المثقفين الواعين. نعم إنه التعنيف يا سادة! هذا ما يقصده البعض من أن العصا ربّت أجيالاً من الأطباء والمثقفين و... نعم.. أطباء فاقدون للمهنية والإنسانية ويتّفقون مع أصحاب الصيدليات والمختبرات الطبية من أجل سرقة مال الفقراء بشتى أنواع التحايل.. أبناء تمت تربيتهم على الخوف وحب المال دون العناية بغرس القيم التربوية والأخلاقية في نفوسهم فنشؤا بدون إنسانية.. إنها العصا يا سادة يا كرام! الله يقول! والنبي الأكرم يقول! ونحن نقول ونعترض على ما يقوله الخالق ونبينا الكريم (صلى الله عليه وآله)! نقول لهم: إن الله حرم الضرب وهو يستوجب الدية الشرعية على الضارب! يقولون: وإنْ! إننا نضرب ونضرب من أجل تعديل سلوك أبنائنا! نقول لهم: الله ورسوله أعرف بالمصلحة والحكمة! يقولون: كل وقت له قوانين! نعم نحن نأخذ ما ينفعنا وما يلبي رغباتنا وأهوائنا من الدين ونترك ما لا يتفق مع رغباتنا! نحن قوم مزاجيون ومتناقضون كثيراً! ويجب علينا تعديل سلوكنا أولاً لنتمكن من التأثير في أولادنا! يقول أحدهم: عندما أتعامل مع أولادي باللين والحب لا يستجيبون ولا يطيعون، وإذا كنت قاسياً معهم أو استخدمت الصياح والتهديد فأنني أرى استجابة سريعة لهم في إطاعتهم لما أريد وأرغب! ونقول: إن أساليب التربية تحتاج إلى وقت طويل لتعطي ثمار ناضجة وهذه الثمار سنقطفها في الوقت المناسب لأن البناء الصحيح سيكون قوياً ويتحمل صعوبات الحياة واختباراتها... أما ما يأتي بسرعة فأنه سيرحل بسرعة؛ لأنه بدون جذور وأساسه هش وخاوي. ممكن أن تأتي القسوة بنتائج سريعة في طاعة الأبناء وانقيادهم لرغباتنا وتوجهاتنا، ولكنها ستكون بدافع الخوف لا بدافع الإيمان والاعتقاد بما نقول وهذا ما يجعل تأثيرها بشكل وقتي لا يستمر إلى وقت طويل ويبقى هذا التأثير مادام عامل الخوف موجوداً أما إذا زال وتلاشى العامل المؤثر كوجود الأب مثلاً فإن تصرفات الأبناء ترجع إلى أصلها. والأطفال سيتعلمون الازدواجية في التعامل بسبب الخوف، فأمامنا يفعلون ما نريد وخلفنا يعملون شيئاً آخر، أي إننا نقوم بتربيتهم على أساس الخوف لا القناعة، وبالتالي ستكون تربية سلبية قائمة على أساس ضعيف ووقت قصير وسنقوم بإنشاء جيل يكذب ويناقض نفسه ويختلق الأعذار وغير مسؤول وهذا ما يدمر المجتمع... التربية السليمة هي تلك التربية التي تجعل أبناءنا يتصرفون أمامنا وفي غيابنا بوتيرة واحدة وقناعة تامة ناشئة من الاحترام المتبادل بين الأهل والأولاد وهذا ما أكد عليه الشارع المقدس وحث عليه النبي الاكرم وأهل بيته الكرام. قاسم المشرفاوي

اخرى
منذ 6 سنوات
2800

كيف تُهذب سلوك ولدك؟

يتساءل كثير من الإخوة والأخوات عن سلوكيات أبنائهم التي يعتبرونها سلوكيات مضطربة وخارجة عن المألوف، والبعض يشتكي ويتذمر من تصرفات أبنائه. لنضرب مثالاً على ذلك ولنأخذ (سلوك البكاء) ، فالكثير من الأطفال يستخدمون هذا الأسلوب وخصوصاً ما بين عمر (2-6) سنوات ، ولهذا السلوك احتمالان لا ثالث لهما: الاول: يشير إلى وجود معاناة طبيعية يشعر بها الطفل ويريد أن يعبر عنها بواسطة هذا التصرف كالألم الجسدي مثلاً أو أنه جائع بعمر سنة أو سنتين في أكثر الاحتمالات وهنا يجب على الأهل معرفة سبب البكاء لتتم معالجته بالشكل الطبيعي الذي لا يدفع بالطفل إلى استخدامه بشكل خاطئ الثاني: الطفل يستخدم أسلوب البكاء بكثرة ويكرر السلوك في العمر الذي ذكرناه ما بعد السنتين، وهنا يجب أن نقف ونفكر، كيف يمكن أن نتصرف مع مشاعر الطفل السلبية (كالبكاء أو الصراخ)؟ فهو يبكي من أجل الحصول على أشياء ورغبات أكثر وباستخدامه لهذا السلوك يحاول أن يضغط على أمه لترضخ لطلباته؟ في كثير من الأحيان تقف الأم حائرة أمام (الطلبات الملحة والكثيرة للطفل) فهي قد لبت رغباته مرة ولم يقتنع وهو يريد مرة أخرى، مثال على ذلك قامت بشراء (شيبس أو بسكويت) وهذا ما تفعله أغلب الأمهات، سكت الطفل برهة من الزمن وأعاد الكرّة مرة أخرى ليحصل على ما يريد باستخدام أسلوب البكاء! إنه يضغط نفسياً وعاطفياً بهذا الأسلوب، والأم تقع فريسة سهلة لطفلها المدلّل، فإنها تخضع له لأنها لا طاقة لها لتشاهد فلذة كبدها يبكي، فتشتري له مرة ومرتين وثلاث، وتستمر المعاناة! ما الحل في مثل هذه الحالة؟ الحل سهل جداً ، ولكنه يحتاج إلى أن تسيطر الأم على عاطفتها وتضبط نفسها أكثر وتتصرف بعقلانية من أجل عدم دعم (السلوك الخاطئ). فالاستجابة هنا تعني تدعيم سلوك البكاء والصراخ في ذهنية الطفل، وسيستمر الطفل بهذه السلوكيات كلما رغب في شيء وشاهده بعينه في السوق أو في الشارع وستكون الأم في موقف محرج أمام الناس، وستلبي طلباته بسرعة من أجل التخلص من الإحراج، لأنها لن تفكر بتلك اللحظة في إخماد السلوك وتهذيبه، بل ينصب تفكيرها في إرضائه وإسكاته. إذن يجب عليك عدم الاستجابة أثناء استخدام طفلك هذه السلوكيات لكي لا يعتاد عليها وتصبح لديه عادة وطبعاً يعتاد على استخدامها كل يوم. اتركيه يبكي وقولي له: باستطاعتك أن تبكي وأنا اتفهم ما تشعر به ولكنني لن استجيب لك ما دمت مستمراً على البكاء. كوني حازمة معه، هكذا ستقومين بتهذيب سلوكه وتجعلينه يضبط نفسه بشكل تدريجي وسيتعلم كيف يطلب الاشياء ومتى. وهكذا عليك أن تفعل أيها الأب. وتذكروا: كيفما تكونوا يكن أبناؤكم قاسم المشرفاوي

اخرى
منذ 6 سنوات
2102

كيف تُحفز ولدك على الدراسة؟

الحلقة الثالثة التركيز على النجاح بدل العلامات. يخطئ الكثير من الأهل والكثير من التربويين عندما يقيدون معنى النجاح بحصول الطالب على علامة مرتفعة ويعتبرون أن النجاح عبارة عن علامات ودرجات مرتفعة يحصل عليها التلميذ من خلال الاختبارات التي يمر بها. تقييد مفهوم النجاح بهذا المعنى يدفع بالطالب إلى التركيز على العلامة بدل التركيز على أدائه ومجهوده الذي بذله، إذا حصرنا مفهوم النجاح بهذا النمط فإننا نقوم بتحطيم قيمة التعليم لأننا اختزلنا العلم والتّعلم بعلامة ليس إلّا، وهذا ما يجعل مهمة القراءة والمتابعة تافهة في أذهان الكثير من التلاميذ لأنها تركّز على أشياء فرعية وليست أساسية. فالأساس هو أن ندفع بأطفالنا إلى عشق التعليم والانسجام معه لكي يقوموا بأداء واجباتهم من منطلق حب الاشياء واتقانها، فلو استطعنا تقليل الصعوبات وتذليلها للأطفال فإننا نقوم بوضعهم على الطريق الصحيح، لأننا بهذا العمل نقوم بتحفيزهم نحو الدراسة بشكل إيجابي وهذا ما يجعل الأطفال يتقدمون بالتعلم وتزداد لديهم سرعة الفهم والادراك للمواد الدراسية. فمن السلبيات التي يفعلها أغلب التدريسيين هي أنهم يركزون على العلامة التي يحصل عليها الطالب في الامتحان ويهملون المجهود الذي يبذله من أجل النجاح متناسين بهذا العمل عملية الإحباط التي يشعر بها باقي التلاميذ الذين بذلوا مجهوداً ولم يحصلوا على علامات مرتفعة، مما يسبب ارباكاً وتشويشاً لعقول الطلاب بشكل كبير، وهذا ما يسبب لدى هؤلاء التلاميذ شعوراً بالفشل والإخفاق، وهذا الشعور تم استشعاره عن طريق عدم دعمهم وتشجيعهم. إن التركيز على اصحاب العلامات المرتفعة واهمال التلاميذ أصحاب العلامات الأقل يؤدي إلى ظهور حالات إحباط لدى كثير من الأطفال اصحاب المستوى المتوسط، وترى ذلك واضحاً في أغلب المدارس من خلال مكافئة التلاميذ اصحاب العلامات المرتفعة وإهمال الباقين بحجة أن مثل هكذا مكافئات تدفع بالباقين إلى النهوض بأنفسهم من أجل اللحاق بمستوى أقرانهم الدراسي، ومن مظاهر التفرقة بين التلاميذ من خلال جعل العلامة هي المحور الثابت للنجاح هو وضع التلاميذ المتفوقين في اوائل الصف من ناحية جلوسهم على المقاعد في الصف وهذا ما يجعلهم يشعرون بالأفضلية على أقرانهم وبأن لهم الحق في كل شيء لأنهم يحصلون على علامات متقدمة. أما ما يشعر به باقي التلاميذ فغير مهم، فليس لهم الحق في الحصول على مكافئات لأنهم لم يحصلوا على درجة تمكنهم في الوقوف على منصة المكافئة وليس لهم الحق في الجلوس بأول مقعد في الصف فهم تلاميذ من الدرجة الثانية أو الثالثة وهذا ما يسبب لهم الشعور بالتعاسة لأنهم يشعرون بالرفض من معلميهم. ربما يسأل البعض ويقول: أليست مكافئة التلاميذ المتفوقين بصحيحة؟ وهنا نقول: نعم، إنها صحيحة وتدخل ضمن نطاق التحفيز ولكن الأسلوب خطأ، فممكن اعطاء باقي التلاميذ مكافئة أيضاً لحثهم على الدراسة وتحفيزهم عن طريق الدعم المعنوي. عندما أركز على العلامات فإنني أجعل الطفل يصاب بالقلق والتوتر إذا لم يحصل على علامة مرتفعة وهذا ما يجعله أبعد عن مفهوم النجاح الذي يشعره بالرضا عن الذات والشعور بالسعادة، فكل مجهود يقدمه التلميذ سعياً منه للتقدم الدراسي يعتبر نجاحاً، فإذا وسّعنا مفهوم النجاح في نظر الأطفال فإننا نجعلهم يرغبون بالدراسة ويحبونها أكثر. لا أريد أن أقول: إنه يجب على الأهل أن يثبطوا من همم أبنائهم في الحصول على علامات عالية، ولكن لا تجعلوا المحور والمدار هي الدرجة والعلامة التي يحصل عليها ولدكم. ادفعوا به إلى النجاح من أجل النجاح وليس من أجل العلامة فشتان ما بين أن أقرأ لأشعر بلذة النجاح، وبين أن أقرأ لأحصل على علامات مرتفعة… قاسم المشرفاوي

اخرى
منذ 6 سنوات
2176

لا تُلبِّ كلّ رغبات أبنائك!

إن تلبية كل ما يرغب به أطفالك يقع في خانة الحب المضطرب الذي يدل على عدم معرفة الأهل بأصول التعامل التربوية مع متطلبات الأطفال ورغباتهم! توجد حاجات وتوجد رغبات كثيرة يرغب الأطفال في نيلها والحصول عليها! لنضرب مثالاً على ذلك: لو كان أطفالك يمتلكون ملابس جديدة فلا داعي لشراء أخرى من باب العادة التي اعتاد عليها الكثير من الناس في كل مناسبة. نعم ادخال السرور والفرح على العيال من الأمور المستحسنة التي حث عليها الشرع وفيها أجر وثواب ولكن كثرة الشراء وتلبية كل رغبات الطفل من الأشياء السلبية التي يفعلها الكثير من الأهل بدافع الحب والوقوع في العادات التي يتبعها المجتمع! يمكن أن اشتري لمن يحتاج ملابس أو يحتاج أشياء ضرورية أخرى أراها مناسبة لسد رغبات الطفل من حين لآخر ولكن اتّباع عادات نمطية اجتماعية يكون دافعها العيب من الناس أو فعل الناس لها، هي من الأمور التي تدل على فقدان الثقة! يجب أن يفعل الأهل الاشياء التي يرونها مناسبة لهم ولأبنائهم، تعويد الطفل على شراء أشياء كثيرة فيه مشاكل وسلبيات عديدة، فكثرة توفير الاشياء تفقدها قيمتها وأهميتها ورونقها. يجب أن يعتاد الأبناء على سماع كلمة لا وكلمة نعم وفق ما تقتضيه المصلحة ليتعلموا الاتزان اليومي وليكونوا أكثر اتزانا في طلباتهم، وليتعلموا كيف ومتى يطلبون الأشياء. فلو اعتاد الأطفال على تلبية كل ما يطلبون، فانهم سيضاعفون الطلبات وسيقع الأهل في حرج مادي واجتماعي أيضاً، ولن يتعلم الأبناء التفكير بمشاعر أهاليهم، لأن صفة الانانية ستنمو في نفوسهم وتتجذر شيئاً فشيئاً وبذلك فإن جُلّ تفكير الأطفال سيكون برغباتهم دون التفكير بقدرة الأهل على توفير مثل تلك الطلبات! الحب لا يعني أن أعطي ولدي البالغ من العمر ٨ سنوات مصروفاً بقدر أكثر من الحاجة الفعلية له، إذ يمكن إعطاؤه مبلغاً متناسباً مع حاجته العمرية، ويمكن اعداد بعض الطعام له في البيت! إعطاء الطفل مبلغاً كبيراً نسبياً من المال له سلبيات عديدة تجعله يشعر بأن من حقه أن يحصل على هذا المال كل يوم، ولن يقدّر أتعاب والديه مستقبلاً إطلاقاً بل سيكون ولداً طائشاً لا يقدر قيمة الاشياء التي يحصل عليها دون عناء ودون جهد يذكر. فلا يمكن أن نجعل الطفل يشعر بأن الاشياء سهلة الحصول ومتوفرة في كل وقت! يجب أن نجعل الطفل يشعر بقيمة ما يحصل عليه وهذا يتم بأن نجعل الطفل يشعر ببعض المعاناة ليفهم ويشعر بقيمة الأشياء وأهميتها! في الحياة تحديات وصعوبات كثيرة وإذا قمنا بتوفير كل شيء بسهولة للأطفال فإننا لن نقوم بإعدادهم بشكل صحيح لمواجهة تحدياتها المختلفة، يجب أن نعدهم الاعداد القوي الذي يمكّنهم من الصمود أمام تقلبات الحياة وصعوباتها، وحرمان الأطفال من بعض الأشياء يجعلهم يشعرون بلذتها وقيمتها إذا قمنا بتوفيرها لهم بين الحين والآخر، ويجعلهم يفهمون الحياة أكثر ويدفعهم إلى التفكير المنطقي وتطور عملية التفكير بشكل إيجابي. يمكن أن تتغير احوالك المادية نحو الأسوأ، فلا يكون بمقدورك أن توفر له مصروفاً عالياً، لذلك فإعطاؤك مصروفاً مناسباً يعلّمه القناعة منذ الطفولة ويدفع به إلى حسن التصرف مع المال. ليس في الأمور المادية فقط، بل في تقديمنا المساعدات والإمكانيات لهم أيضاً، فإذا شاهدت ابنك وهو يسقط على الأرض فلا تبادر لمساعدته حتى وإن لجأ إلى البكاء والصراخ فهو يقول لك: تعال وساعدني إني بحاجة إليك. وأنت تقول له بتجاهلك لصراخه: باستطاعتك الاعتماد على نفسك فأنت لست بحاجة لي في هذا الموقف يا بني! بهذه الحركة البسيطة التي قام بها الأهل (سقوط الطفل على الأرض وتجاهله) فإن الطفل سيتعلم بأن بإمكانه النهوض لوحده والاعتماد على نفسه، وبهذا فإنه سيعتمد على نفسه عندما يسقط لاحقاً على الارض. وهذا الموضوع على بساطته فإن كثيرًا من الأهل يفشلون به لأنهم لا يمتلكون المعرفة في تحليله بالشكل الصحيح، لذلك فهم يهرولون مسرعين لمساعدة أبنائهم. الاشياء التي يستطيع الأطفال فعلها بأنفسهم من غير الصحيح أن نتدخل في مساعدتهم فيها، لأننا نقتل لديهم الدافعية ونضعّف من إمكانياتهم وقدرتهم على مواجهة صدمات الحياة، لذلك دع أطفالك يعانون بعض الشيء ليتعلّموا الاعتماد على أنفسهم، ولتُصقل شخصياتهم أكثر، ولتزداد قوتهم النفسية والروحية في كيفية مواجهة مصاعب الحياة منذ الصغر قاسم المشرفاوي

اخرى
منذ 6 سنوات
5970

كيف تُحفز طفلك على الدراسة؟

الحلقة الثانية يمر أغلب الأهل من الآباء والأمهات في دوامة من الصراع الذهني والنفسي مع الذات بسبب المعاناة التي يشعرون بها مع أبنائهم اثناء بداية العام الدراسي. وهذه المعاناة تتمثل في فقدان الرغبة في الدراسة والاستياء منها وظهور مشاعر سلبية لدى أغلب الأطفال اتجاه المدرسة والتعليم، وقد تكلمنا في منشور سابق عن بعض الأسباب التي تؤدي إلى ظهور الانزعاج والابتعاد عن الدراسة، وسنركز في هذا المقال على سبب رئيسي يسبب فقدان حب المدرسة والعزوف عنها. إن العامل الاساسي لشخصية الطفل هو الإيمان بالذات، وعن طريق هذا العامل يمكن أن ينجح الطفل في حياته أو يشعر بخيبة الأمل إذا تدنى مستوى ايمان الطفل بذاته. إذن ماذا يعني إيمان الطفل بالذات؟ وكيف يؤثر بشكل سلبي أو إيجابي على شخصيته بشكل عام وعلى تدنى مستواه الدراسي؟ وكيف يرتفع أو ينخفض تقدير الذات لدى الطفل؟ الإيمان بالذات: هو أن يثق الطفل بقدراته وامكاناته على النجاح والصمود أمام التحديات المختلفة كالنجاح في أداء الاختبارات المدرسية أو في الاعتماد على نفسه في أداء بعض المهام الموكلة به، وهذه المهام تكون مناسبة لعمره ويستطيع اقرانه أن يفعلوها بأنفسهم دون الحاجة إلى الاعتماد على الأهل، ولنأخذ مثالاً للتوضيح: إذا كان لديك طفل بعمر الثلاث سنوات، فباستطاعته أن يقوم بالأكل وغسل اليدين لوحده، وهو بهذا الفعل يحاول أن ينجح في مهمته ليشعر بالقدرة على أداء بعض أموره بنفسه، فالواجب هنا على الوالدين أن يفسحا المجال لطفلهما في ممارسة هذه الأعمال من أجل (إثبات الذات) وهذا الشعور يعطيه دفعة وجرعة قوية في (الإيمان بذاته) وهذا ما نريده نحن بالضبط. لنأخذ مثالاً آخر لتقريب الصورة أكثر: إذا كان ولدك البالغ من العمر ثمان سنوات يريد أن يحل مسألة رياضية مثلاً وجاءك وطلب مساعدة لحل هذه المسألة فلا أنصحك بأن تقوم بحلها نيابة عنه إطلاقاً، وإنما دعه يحاول معها مرة ومرتين ليمرّن عقله وينشط تفكيره، فالخطأ الذي يقوم به كثير من الأهل هو المسارعة لحل المسألة وهذا ما يضعف تعزيز إيمان الطفل بذاته ويدفعه لاستسهال ذلك الأمر والاعتماد على والديه في التفكير نيابةً عنه، ولا ننسى أن كل حركاتنا وتصرفاتنا تؤثر سلباً أو إيجاباً في تشكيل شخصية الطفل... وهنا يجب أن ينتبه الأهل إلى أن الطفل لا يمكنه أن يضبط هذه الأعمال من أول تجربة، فيمكن أن يقع بالخطأ أو يعمل الأعمال بشكل غير متقن، وهنا يأتي دور الأهل في مساعدته قدر الحاجة مع تشجيعه ودعمه ليشعر بالنجاح، فشعوره بالنجاح عند تأديته مهمة معينة يعطيه دافعاً للإيمان أكثر بذاته. أما لو حرمنا الطفل من هذه التجربة، فإننا نقوم بتحطيم إيمانه بذاته أولاً ونقوم بإعطائه رسالة مفادها: (أنك لا تستطيع) وبالتالي سنساهم في فقدان إيمان الطفل بذاته، فمنذ تلك اللحظات الأولى من سنواته الثلاث يبدأ الطفل بتشكيل (تصّور عن ذاته) وهذا التصّور يمكن أن يكون سلبياً أو إيجابياً اعتماداً على أسلوبنا في التعامل معه، فإذا تركنا له الحرية في التجربة والاعتماد على نفسه في فعل بعض الأشياء التي يستطيع عملها، أو كنّا نتعامل معه باحترام وتقدير، أو كنّا نستمع إلى آرائه وأفكاره ونقدرها ونحترمها، فإننا بهذا الأسلوب نجعله يشكل تصّوراً إيجابياً عن ذاته وهذا ما يجعله مؤمناً بذاته ومعتقداً بها. أما لو كنّا نتعامل معه باستهزاء ونستخفّ بمشاعره أو نقلّل من امكانيته كأن نقول له: إنك لا تستطيع أن تفعل ذاك الشيء، أو نطلق عليه الصفات السلبية كالغبي والفاشل، أو ننتقص من شكله الخارجي كأن نقول له: أنت قبيح المنظر، أو نقارنه بالآخرين من حيث القدرات والإمكانيات، فإننا بهذه السلوكيات نقوم (بتحطيم إيمان الطفل بذاته) مما يجعله ينظر لنفسه نظرة ازدراء واحتقار وأنه لا يستطيع دائما، فترى الطفل الذي يشعر بعدم تقدير الذات يكرر عبارة (لا استطيع) دائماً، أو (غير قادر) وينتقد ذاته باستمرار أو يندب حظه! فإذا لاحظت أيها الأب وأنت أيتها الأم، هذه المواصفات في أحد ابنائكما فعليكما مراجعة أسلوبكما معه، والتوقف عن مسببات ضعف الذات وتشجيع الطفل بالمديح المتزن حتى يسترجع إيمانه بذاته ويعيد حياته بأمل وتفاؤل. إن أغلب الأبناء الذين يفتقدون الإيمان الذات يحملون أفكاراً سلبية عن أنفسهم، فإذا كان الطفل يردد عبارة (لا أستطيع النجاح هذه السنة في المدرسة) فاعلم أن وراء هذه الجملة فكرة سلبية عن ذاته ويجب عليك أن تقلعها من جذورها وتستبدلها بعبارة: أنت تستطيع أن تنجح، وأنا مؤمن بك كثيراً. وخصوصاً إذا كان مستوى الطفل جيداً في العام السابق. لا أقول: إن هذا الموضوع سهل المنال، خصوصاً إذا أعتاد الطفل على تبنّي أفكار سلبية عن ذاته بسبب أسلوب التعامل غير الصحيح الذي تلقاه من أسرته ومدرسته وبيئته، ولكن بإمكان الأبوين الواعين أن يُعيدا الإيمان لطفلهما إذا قررا ذلك وادركوا خطأهما في الماضي. ومن الله التوفيق قاسم المشرفاوي

اخرى
منذ 6 سنوات
901

كيف تحفز ولدك على الدراسة

الحلقة الرابعة: اللعب. تعرضنا في الحلقات السابقة إلى محفزين للأطفال وهما: 1- الإيمان بالذات 2- التركيز على النجاح وليس العلامات والآن سنتناول اللعب كمحفز ثالث لحث الأطفال وترغيبهم بالمدرسة والتعليم بشكل عام. نرى ونشاهد ونسمع كثيراً من الآباء والأمهات وهم يسألون عن فوائد اللعب، وهذه التساؤلات تأتي أغلبها من عدم معرفتهم بأهمية اللعب وفوائده في ما يتعلق تشكيل شخصية الطفل الاجتماعية وتطوير مهاراته الابداعية وارتباط اللعب بحياته المدرسية وتحفيزه نحو الدراسة وترغيبه بها. يرغب الأطفال وخصوصاً أطفال المرحلة الابتدائية باللعب لأوقات طويلة من أجل الاستمتاع والترويح عن أنفسهم ليشعروا بالسعادة فاللعب حاجة بيولوجية طبيعية يشعر بها كل الأطفال. لذلك يجب على الأهل أن يهتموا بالجانب الترفيهي لأطفالهم لأنه ضروري جداً في عملية التوازن النفسي للطفل، فالطفل يقضي ساعات طويلة في المدرسة ويجب أن تتخلل هذه الساعات فترات استراحة أو دروس ترفيهية كدرس التربية الفنية والتربية الرياضية أو تخصيص وقت لقراءة القصص التربوية الهادفة، ولا يخفى على الجميع أن أغلب المدارس لا تهتم بهذا الجانب الترفيهي بل ان البعض منها يتبرع بالوقت ارخاص لهذه الدروس لمعلم القراءة والرياضيات من أجل اكمال المادة. وهذا ما يسبب نفور الكثير من الأطفال من المدرسة لإهمال الجانب الترفيهي الذي يشعرهم بالمتعة والسعادة ويدفعهم نحو التقدم والتطور. يمكن استخدام اللعب كأداة لتحفيز الأطفال في البيت لإكمال واجباتهم البيتية، فإعطاء الطفل فترة استراحة أثناء ممارسة الطفل لواجباته البيتية تدفعه إلى الرغبة وتحفزه نحو الدراسة لأنها تجعله أكثر استقراراً وهو يؤدي واجباته بدون ضغط نفسي. ويمكن أن يشارك الأب و الأم أولادهما اللعب بمختلف الأساليب كمشاهدة فيلماً تربوياً قصيراً يحثهم على الدراسة ويرغبهم فيها، أو قراءة قصة قصيرة تكون ذات احداث جذابة، أو الرسم معهم وعمل مسابقات في ذلك.. ووو، وينفع أيضاً استعمال الوسائل البسيطة التي تكون ذات أثر إيجابي على شخصية الطفل. لذلك يجب على الآباء والأمهات عدم الضغط على طفلهما في كتابة واجبه البيتي بشكل متواصل بل يجب اعطاءه فرصة للراحة بين الفينة والأخرى. لأن الضغط يسبب نفوراً ورابطاً سلبياً مع الدراسة، فالطفل يدرس ما يقارب (٤ ساعات) كل يوم ويرجع للبيت ويدرس (٤ ساعات) أو أكثر بين ما يكتب وما يقرأ مما يجعله يعيش حالة من القلق والتوتر والضغط النفسي تجعله يشعر بالتعب والإرهاق. هذا المنهج الذي وضعته وزارة التربية يعاني من ركاكة وهشاشة وضعف واضح من هذا الجانب، لأنه لم يراع نفسية الطفل ولم يحسب لها ادنى حساب. إن الاهتمام بالمدارس والمناهج والتعليم يجب أن يكون من اولويات الحكومات التي تنظر للأجيال على أنها أمل المستقبل، فبناء الأجيال هو بناء للأوطان. إننا نرى أن الدولة المتخلفة فكرياً والتي ابتعدت عن منهج آل محمد الكرام (صلوات الله عليهم أجمعين) لم تعر أي اهتمام لجانب البناء الفكري والنفسي للأطفال واليافعين ولم توفر لهم ادنى نشاطات فكرية او بدنية لسد الفراغ النفسي الذي يعانون منه مما دفع بالكثيرين منهم إلى الخروج عن جادة الصواب. دعوة من أعماق القلب إلى كل الأهل من الآباء والأمهات والمعلمين والمدرسين أن يأخذوا دورهم التربوي في انتشال الجيل من الضحالة الفكرية التي نعيشها اليوم في ظل إهمال واضح من الحكومات التي تخلت عن مسؤوليتها... قاسم المشرفاوي

اخرى
منذ 6 سنوات
1488

كيف تُحفز ولدك على الدراسة

الحلقة الخامسة: التفكير الإيجابي تطرقنا في سلسلة تحفيز الأطفال نحو الدراسة في الحلقات السابقة الى ثلاثة محفزات للأطفال هي: ١- الإيمان بالذات. ٢- التركيز على النجاح وليس العلامات. ٣- اللعب. واليوم نتطرق إلى المحفز الرابع والذي له أهمية بالغة في حياة الأطفال حيث يدفعهم نحو النجاح والشعور بالسعادة ويعلمهم كيف يتصرفون في المواقف الصعبة، وهو: التفكير الإيجابي. في البداية أقول: إن طريقة تفكير الأطفال ونوعية الأفكار التي يخزنها الطفل في عقله ويتعامل معها في مسيرة حياته، مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بطريقة تفكير الأهل، لذا يجب على الأبوين أن يراجعا مليّاً طريقة تفكيرهما، وأن يهتما بنوعية الأفكار التي يتعقدان بها، فإعادة تنظيم الأفكار تعتبر من الأمور الضرورية التي تنظم حياة الفرد وتدفع به نحو العيش بسعادة وبواقعية أكثر . إذن النقطة الأولى لدعم تفكير الطفل نحو الإيجابية هي: أن يكون تفكير الوالدين إيجابياً ويتسم بالواقعية والمنطقية، ليتأثر الطفل بطبيعة تفكير والديه، وهذا ما يؤسس لبناءٍ قوي لدى الطفل في كيفية مواجهة مختلف الظروف والتحديات. لنُقّرب الصورة أكثر بمثال: لو رأى الطفل أن أبويه مستاءان ومتذمران دوماً من المدرسة، وتصرفاتهما تدلان على انزعاجهما من الدراسة، فإن مشاعر الاستياء والانزعاج سرعان ما ستنتقل الى الأطفال وتؤثر على نفسيتهما بشكل كبير، مما تثير لديهم مشاعر سلبية اتجاه الدراسة، وهذا ما يقلّل الدافعية لديهم ويجعلهم يفقدون الرغبة في التعلم والدراسة، عكس أولئك الآباء الذين يقللون من مشاعر الاستياء لدى ابنائهم، فكلما لاحظ الأب الإيجابي مشاعر الملل والضجر والتوتر واضحة على ابنائه فان سرعان ما يخفف من وطأتها عليهم ببعض الافكار والكلمات الجميلة التي ترفع لديهم هرمون الدوبامين وتبعث بداخلهم الشعور بالراحة. إن تفكير الأطفال يعتمد بالدرجة الأساس على أسلوب والديهم في التعامل مع مواقف الحياة المختلفة، والمواقف ذات الصلة بالمدرسة والتعليم بشكل خاص، وأيضا البيئة العامة والوضع الاجتماعي الذي يفرض نفسه على الأسرة بشكل عام ،وأسلوب المدرسة، والكادر التدريسي. ولو أخذنا مثالا لتوضيح الصورة أكثر في أذهان الأهل فنقول: لو حصل الطالب على درجة سيئة في امتحان ما ، فإنه من الطبيعي أن ترافقه مشاعر سلبية واسئلة عديده: لماذا لم استطيع الحصول على علامة جيدة ؟ لقد قرات بشكل جيد ؟ ما السبب يا ترى؟ مثل هكذا تساؤلات يمكن ان تدفعه الى الوقوف على سبب الإخفاق الذي حصل في هذه المادة ، وعلماء النفس يعتبرون هذا التفكير ضمن التفكير الواقعي الذي يدفع بالإنسان الى تقويم حالته من اجل عدم الوقوع في الأخطاء المستقبلية، فهذا التفكير ليس سلبياً وانما يصب بالاتجاه الإيجابي الهادف. أما إذا أستمر التفكير لزمن طويل بحيث أثّر ذلك على الحالة الدراسية للطالب فانه سيكون تفكيراً سلبياً وغير واقعي، فالواجب علينا أن نعلّم أطفالنا كيف يمكنهم أن يفكروا بواقعية بعيداً عن السلبية والخيال. فيجب أن نوضح للأطفال أنه نأخذ من الماضي العبر ونتركه، لكي نتلافى أخطاءه في المستقبل ، فلا يمكن ان نترك اختباراً واحداً يؤثر على باقي الدروس والمواد ويمتد تأثيره لوقت طويل. أي أن نعلم الطفل كيف يفصل بين الماضي والحاضر، وكيف يتعامل مع الأشياء المستقبلية بشكل متوازن. ولا شك أن استخدام عبارات تشجيعية مع الأبناء من شأنه أن يرجعهم إلى الطريق الصحيح، فإذا لاحظنا مشاعر القلق والإحباط على الأبناء بعد أدائهم أحد الاختبارات المدرسية فإن بإمكان الاهل الواعين ان يتعاملوا بإيجابية مع هذا الأمر من خلال الجلوس مع الطفل والاستماع الى رأيه في الامتحان وتوجيه أسئلة منطقية له مثل: ماهي المعوقات؟ وكيف أستطيع مساعدتك؟ وتشجيعه ودعمه من خلال استخدام عبارات تؤكد ثقتكم به، مثل: نحن نثق بك، وباستطاعتك تقديم الأفضل، وقد عملتها سابقاً... مع المتابعة باستمرار. كل هذه السلوكيات التي يفعلها الأهل لها الأثر البالغ في إعادة ثقة الطفل بنفسه وجعله يتجاوز مرحلة الإحباط، والتفكير من جديد بشكل إيجابي، ندعو جميع الاهل والمربين الى الاهتمام بتقويم تفكير الاطفال من خلال استخدام الأساليب الصحيحة للسير نحو بناء جيل قادر على مواجهة التفكير السلبي واستبداله بتفكير منطقي إيجابي وهذا ما يؤسس قاعدة متينة لجيل واعٍ يستطيع أن يضع أجمل اللمسات لبناء بلده وحياته. ومن الله التوفيق قاسم المشرفاوي

اخرى
منذ 6 سنوات
1645

لماذا يكره بعض الأبناء آباءهم؟

أسباب عديدة تؤدي بالأبناء إلى الابتعاد النفسي عن آبائهم، وهذا الأمر له الأثر الخطير في القضاء على الأسر والبيوت، وله عواقب وخيمة جدا على تماسك المجتمع. ولو تتبعتا أسباب ابتعاد الابناء عن آبائهم لوجدنا منها: ١- استخدام القسوة في التعامل مع الأبناء مما يقلل من الجانب العاطفي والنفسي بينهم، وينشئ حاجز البعد بينهما، وهنا لا يشعر الابناء بمنزلتهم في نفوس آبائهم مما يزيد من حالة التوتر والضغط النفسي لديهم.. ٢- عدم اعطاء الاباء وقتاً لأبنائهم يشمل الاستماع الى آرائهم وحل مشكلاتهم وتلبية متطلباتهم، وهذا ما يُشعر الابناء بانهم غير مقبولين وغير مرحب بهم لدى آبائهم مما يزيد الجفاء بينهما ويقطع روابط المحبة والوئام .. ٣- التفكير الأناني لدى بعض الآباء ،حيث نشاهد في مجتمعنا بأن البعض من الآباء يوفرون لأنفسهم ما لذّ وطاب من الاكل والملبس ، والتنزه خارج البلد مع الأصدقاء دون تلبية متطلبات الأسرة والاولاد وهذا ما يثير مشاعر الكراهية في نفوس الأبناء، فمن حق الابناء على الآباء توفير وسائل الترفيه وإشعارهم بانهم جزء مهم من حياته ، والابتعاد عن التفكير الضيق الذي يسبب شرخا في الوسط العائلي. ٤- استخدام الضرب والقسوة ضد الزوجة وعدم احترامها والتنكيل بها أمام أبنائها من الاسباب التي تزيد الفجوة بين الاولاد وأبيهم . حيث نسمع أن البعض من الاباء وهو يقوم بضرب زوجته بأساليب وحشية تجعله يسقط في نظر أبنائه ، حيث يمقت اغلب الابناء هذا السلوك الهمجي لعدم انسجامه مع الفطرة السليمة وبالتالي سيؤدي إلى زيادة مشاعر الكراهية ضد الأب المتسلط. ٥- البخل على الأبناء وعدم الاهتمام باحتياجاتهم المادية رغم إمكانية الأب المادية فهذه الصفة من الصفات المقيتة التي تجعل الابناء يكرهون آباءهم ويبتعدون عنهم نفسيا وذهنيا وبدنيا. ٦- أساليب الاستهزاء والسخرية والتقليد والنقد الدائم والصياح المستمر والمقارنة ، كل هذه الأساليب تثير مشاعر الكراهية في نفوس الأبناء ضد آبائهم. ٧- ملاحظة الأبناء لسلوكيات غير أخلاقية في شخصية الأب كالكذب والتحايل والخداع والتجاوز على حقوق الآخرين أو التناقض بين أقواله وأفعاله. ٨- حرمان الأب أبناءه من التعليم وزجُّهم في العمل بوقت مبكر من أجل تحصيل الأموال وهذا ما نلاحظه في حياة الطفولة المسروقة، فالبعض من الأهل يتمتع بحالة مادية جيدة وترى أطفاله يمارسون العمل بعمر مبكر والمفروض انهم يتمتعون بطفولتهم حالهم حال بقية الأطفال. قاسم المشرفاوي

اخرى
منذ 6 سنوات
16989

الخوف لدى الأطفال

الخوف هو حالة انفعالية نفسية ناتجة عن الشعور بعدم الأمان، ويحدث الخوف نتيجة إفراز الجسم لهرمون الأدرينالين كردّة فعل على مشاهدة شيء ما يبعث في النفس الاضطراب والقلق. ويمكن تقسيم الخوف إلى نوعين رئيسين هما: 1- الخوف الطبيعي: وهذا النوع من الخوف يعتبر من النوع الإيجابي الذي يحافظ على الإنسان من الهلاك لأنه يبعث له برسائل تحذيرية من أجل الانتباه والتيقظ لعدم الوقوع في المخاطر وتجنبها، كالخوف من النار، والخوف من الحيوانات المفترسة، وإذا لم يخف الأطفال من الأشياء الخطرة كاللعب بالنار أو الوقوف أمام السيارة فإن ذلك يعد اضطراباً مَرَضياً يمكن أن يدخل في خانة مرض التوحّد إن اجتمعت معه بعض المظاهر الأخرى. 2- الخوف غير الطبيعي: وهذا النوع من الخوف يشمل أنواعًا عديدة منها: الخوف من الظلام والخوف من الحشرات، الخوف من الناس، الخوف من الذهاب الى المدرسة، الخوف من الركوب في المصاعد وغيرها من المخاوف التي تعتبر اضطراباً سلوكياً يمكن معالجة اسبابه. لو تحدثنا عن هذا النوع لوجدنا أن أغلب أسبابه أو بعضها تكون بسبب الأهل، فبعض الآباء والأمهات يثيرون المخاوف في نفوس أطفالهم بسبب عدم معرفتهم وجهلهم، فالبعض من الكبار يستخدم لغة التخويف مع أطفاله من أجل إخضاعهم للطاعة والالتزام بالأوامر والتوجيهات… فمثلا تلجأ بعض الأمهات لتخويف أطفالها من الحيوانات والعفاريت من أجل إجبارهم على النوم ليلاً، وبذلك فإن مشاعر الخوف تزداد أكثر ويبدأ الطفل بالتظاهر بأنه نائم وهو في حقيقة الأمر مستيقظ وخائف، بل إن هذا الأسلوب يفتح آفاق مخيلته بشكل كبير ويتخيل أشياء لها علاقة بأوهام الجن والعفاريت والحيوانات التي تأكل البشر وتفترسه، وبذلك فإن ذهن الطفل يبقى متيقظًا بسبب أثارة المخاوف بدل إطفائها. من الأقوال المشهورة والمنتشرة التي تستخدمها النساء بكثرة لتخويف أطفالها: (إذا لم تنم فسوف يأكلك الذئب أو سوف يسرقك الجن والعفريت)! وهذه اللغة من اللغات الهابطة جداً والتي تدل على تدني المستوى الثقافي للأم، فبدلًا من أن تكون الأم مثقفة وتستخدم أسلوب القصة التربوي الهادف لأطفالها ما قبل النوم، فإنها تقوم بتخويفهم، فشتان ما بين تلك الأم التربوية التي تقرأ القصة المفيدة لأطفالها قبل نومهم مما يثير في نفوسهم مشاعر البهجة والسعادة لأنها تنقل مخيلتهم إلى واقع وأحداث القصة، وبهذا فهي تجعلهم يشعرون بالمتعة والاستمتاع، وتعلمهم في نفس الوقت أشياءً أخلاقية بشكل غير مباشر، فالقصة الهادفة تحمل هدفاً تربوياً ورسالة تعليمية، وبين تلك الأم الجاهلة التي تزيد من آلام أطفالها وتسبب لهم التوتر والقلق والخوف. إذن، من أسباب الخوف لدى الأطفال: ١- تخويف الطفل من الحيوانات ومن الأشياء غير الحسية كالجن والعفاريت. ٢- الصياح على الطفل فالصوت العالي يسبب صدمة لدى الأطفال. ٣- النقد المبالغ فيه يسبب خوفًا لديهم مما يربك كل تصرفاتهم ويسبب لهم انسحاباً من الحياة، فالطفل يخاف من التصرف خوفاً من الوقوع في الخطأ، وهذا أمر خطير جداً يجب الانتباه إليه جيداً. ٤- المشاكل الزوجية من الأسباب الرئيسية التي تبعث الخوف في نفوس الأطفال. ٥- تخويف الطفل باستخدام الطبيب والحقنة مما يسبب له رابطاً سلبياً اتجاه هذه الأشياء الايجابية. ٦- مشاعر الخوف التي تظهر على الآباء والأمهات أمام أبنائهم مما تسبب في انتقال هذه المشاعر الى الأطفال. ٧- من أسباب الخوف أيضاً الاستماع إلى الاخبار العالمية والتي تنقل عمليات القتل والدمار والمعارك التي تحدث بين الدول. ٨- الغضب الشديد الذي يصيب الأهل ويفقدهم صوابهم مما يؤدي الى ظهور مخاوف في نفوس الأبناء. ٩- تعرض الأطفال الى حادث أو صدمة كفقدان الأب أو الأم أو شخص عزيز على الطفل. هذه أهم الأسباب التي تثير مخاوف الأطفال، وبإمكاننا تجنب هذه الأسباب من خلال عدم اثارة مخاوفهم. فمثلًا، كيف نتجنب الخوف من الحيوانات الأليفة؟ فبإمكان الأهل اللعب مع بعض الحيوانات الصغيرة أمام الطفل وتقريبه بشكل تدريجي لهذا الحيوان من أجل تبديد مخاوفه بالتدريج. ومثلًا: إذا كان الطفل يخاف من الظلام، وهي ظاهرة منتشرة بين الأطفال فيستطيع الأهل استخدام لعبة الاختباء وممارستها مع طفلهم بعد الاتفاق معه وشرح قواعد اللعبة له فيتم اطفاء الإضاءة ويبحث الأب عن الطفل المختبئ وبعدها يختبئ الأب ويأخذ الطفل دور الأب ويتقمص دوره، فهذا الأسلوب يجعل الخوف يتبدد ويتلاشى شيئًا فشيئًا، لأنه يجعل الطفل في مواجهة مع الظلام بأسلوب شيق وجميل، فجعل الظلام جزءاً من اللعبة يجعله جزءً من حياة الطفل. وهنا نود أن نلفت انتباه الأهل الى: الابتعاد عن الأساليب التي تثير المخاوف في نفوس الأبناء ليتم بناء شخصية الأطفال بناءً صحيحاً بعيداً عن التوترات والانفعالات والاضطرابات التي تنغص حياة الأطفال وتدفعهم الى العيش تحت الضغط النفسي... والله ولي التوفيق قاسم المشرفاوي

اخرى
منذ 6 سنوات
3216