...... سيدتي ! بل يا سيدة الوجود! و محور العالم ..! يا ملحمة فصول تصطّف أوراقها بكل شموخ، يتصدرها أبوك خاتم الأنبياء ويختمها ولدك خاتم الأصفياء... ............ سيدتي! يا سِفـرَ الرحيل الذي يرتله عليٌّ بصوته المثخن بشرحجاتِ الحنين الى ذكريات الماضي... بكل ألمها وأملها.. يرتله لتسمعه بل وتَعيه هذهِ الدنيا الخائنة التي ما زالت تظم أولئك النفر! ........ سيدتي! يا من وجود الكون لولاكِ استحال! ْعجيبٌ... أن أبحث لكِ عن قبر! وهل الملاحم تـُقبر؟! وعجيب أن أبحثَ عن قبر يظمك يا واحدةَ أبيكِ! و أنتِ من يبثُ الحياةَ في تلكَ القبور! والأعجب أن أبحثَ فلا أجد لكِ قبراً ولا حتى حجراً يدل عليه! وأنت سليلة المجد التليدْ..!!! ......... سيدتي! كيفَ أمسيتِ جسماً عليلاً تحت شفير تراب الأرض؟! كيفَ أمسيتِ وذاك عليٌّ جالسٌ على قبركِ يخطُ الأرضَ بيدهِ ويُرددكِ فاتحةً لوحدته! بل كيفَ أمسيتِ وتلك زينبُ الطُهر تصحو من منامها حائرةََ مذهولةً تبحث بكلتا عينيها في أطراف الدار علها تجدكِ!!! ....ولم ولن تجدك بعد! كيف بها وحيدة في الدارِ تسأل نفسها: أين تكون قد ذهبت أمي؟! هل رحلتْ وتركتْني بدون وداع حتى؟! هل رحلتْ وتركتْني الوريثةَ الوحيدةَ لمصائبها؟! هل رحلتْ....؟! وإذا بـعليّ يدفعُ ذلكَ الباب -الحزين-بكلِ هُدوء! لِــيرى تلكَ الطفلة اليتيمة، أقبلتْ هائمةً بينَ يديه، تُحدقُ النظرَ في فمهِ، علّهُ جاءها بخبر عن أمها! لتتفاجئ به وهو يمسحُ على رأسها إشعاراً لها برحيل أمها! كيفَ بها في جوف الليل، وتلك دموعها تتهادرُ على خديها كــالؤلؤ حرقـةً وألماً؟!.. آهٍ سيدتي ما زالت صغيرةً على ذلك! فأمامها الكثير في طفِ كربلاء...! .............. سيدتي! مـا لَهم؟! أولئك! لا سامحهم الله! ...أليسو أولئكَ هم صعاليكُ المصاهرة؟! تقدموا لمصاهرةِ أبيكِ منكِ أيتها الطُهر الطاهر،طمعاً في خلافته! فأتاهم زَجرُ السماء لِـيوقفهم عندَ حُدودِ الأدبْ! ولِـيكفوا عَن تَحديْ مقاماتِ السادةِ الأصفياءْ!! أليـسوا هُم بالأمسِ خفافيشُ العقبة يتسابقون لاغتيالِ أبيكِ ففضحهم الله؟! وذاك سُليمٌ يشهد بها عن أبان عن عليًّ عن أبيكِ؟! وها هم اليوم أمسَوا خفافيش السقيفة يتدافعون لِـسلبكم ما آتَاكُم الله من فضله! أجل، هم أنفسهم كما أخبرَ والدكِ هم: فلان وفلان وفلان!! ...ها هي جهنم تتوعدهم.. وذلكَ تابوتهم فوقَ صخرةٍ في قعرِ جهنمْ يُـناديهم، ليُعذّبوا فيه إلى أبد الآبدين! جزاءً بما كانوا يفعلون!! ............ سيدتي! كيف بهم يومَ يُناديهم نبيهم: كيفَ أخلفتموني في أَهْلِ بيتي؟! هل أكبرتموهم وعَزرتُـموهم؟أم أهنتموهم وأقصيتموهم؟!! ماذا عن وصيي؟! هل شيعتموه إلى مقرِ خلافته ليكون خليفتي عليكم ؟ أم أخذتموه جراً وغصباً لِـيبايعكُم بدلاً منه؟! هل حفظتم وصيتي في شأنِ تلك الدار؟ التي كنتُ أُنادي أمامها كل يومٍ آيةَ التطهيرْ؟ أم روعتم اَهلها بـِمقدارِ تلكَ الضغائن المحبوسة في صدوركم؟! هل استأذنتم عند وقوفكم على باب دار الوحي كما كنتُ أفعل ذلك بالرغمِ هو بيت ابنتي؟ أم أشعلتم نارَ أحقادكم الدفينة فيه؟! هل حفظتموني في ذريتي (والمرء يُحفظ في ولده)؟! ام سبيتموهم وأقصيتموهم ولم تَـرعوا لهم في الله حرمة؟!! وَهل؟! ولِـمهديكِ الثأر أينَ الطالبُ بــذحولِ الأنبياء وأبناء الأنبياء؟! (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً(27)) سورة الفرقان إن موعدهم الصبح! أليس الصبح بقريب؟! ليلة ١٠ جمادى الاول سنة أربعمائة وتسع وثلاثون بعد الألف
اخرى