Profile Image

أم قنوت

تشبّع إلى حد الإفلاس!

بقلم: أم قنوت قد يبدو أحيانًا أنَّ الملحد أو المجادل المعاند للقوانين الإلهية هو الأكثر مقاومةً للتعاليم الدينية، إلّا أنَّ نظرةً مُتفحّصةً قادرةً على التشخيص الدقيق تستطيع أنْ تُثبتَ أنَّ المُتدين قد يكون هو الأكثرُ مقاومةً لها! فالمُلحد والمُعاند قد كوّنا رأيًا عن طريق أفكارهما المُسبقة المُمتزِجة مع عمى القلوب الذي في الصدور، أما المُتدين الحقيقي فقد تعمّق في معرفة دينه وتزوّد منه، إلّا أنَّ التعرّض الدائم للمواضيع الدينية عن طريق الدراسة أو القراءة والتوغّل المستمر في بواطنها يجعل من الشخص أكثر عُرضةً للتشبّع، وذلك قانون علمي مُثبَت، ومن أمثلته: 1ـ المُقاومة للمُضادات الحيوية: فكثرة استخدام المُضادات الحيوية تؤدي إلى اكتساب البكتريا لخواصٍ جديدة قادرة على النجاة منها بحيث تُصبح مُقاوِمةً للمُضادات، واسمها البكتريا الخارقة.١ ٢- مُقاومة الانسولين: فزيادة الانسولين كنتيجةٍ لزيادة نسبة السكر (الجلوكوز) في الدم لعدم قدرته على دخول الخلايا مما يؤدي الى إفراز كمياتٍ من الانسولين أكثر من الطبيعي فتحدث المُقاومة.٢ ٣- زيادة نسبة الكحول عند المُدمنين عليه لكسر حالة المقاومة الحاصلة بسبب الجُرعات الكثيرة المستمرة. إنَّ السلوكَ الإنساني يتبع نفس النمط؛ كلّما تعرّض للمؤثرات الخارجية أكثر كُلّما زادت لديه المُقاومة واحتاج إلى جُرعةٍ أكبر لكسر المُقاومة، فالطفل الذي لا يستجيب إلى والديه إلا بعد نوبةِ غضبٍ صادرة منهما، سيصل حال المُقاومة يومًا ما وسيحتاج إلى جرعةٍ أكبر من الغضب ليستجيب، والطفل النائم وسط الضوضاء لا يتأثر نومه إلّا بعد أنْ ينكسر حاجز المُقاومة عن طريق صوتٍ أعلى يوقظه. إنَّ التعرّض الدائم لتعاليم الدين ليس بمعزلٍ عن هذا القانون، والأمثلة أكثر من أنْ تُحصى، فكم من متدينٍ يُرشدُ الناس إلى صلاحهم بينما يكون ابتلاؤه في نفس الموضوع! يقرأ يوميًا عن حرام الله وحلاله إلى أنْ يتشبّع؛ حيث إنَّ الركون والاطمئنان للعلم الديني يجعل من الشخص المتدين واثقًا بعدم الوقوع في الحرام، مثلما كثرة التعرّض له قد تُكسِبْه مقاومةً له، حيث إنه مهما سمع أو قرأ عن أمور الدين لا يتأثر إلّا إذا كانت المعلومة المطروحة جديدة أو مُختلفة عمّا تعرّض له، وما ذلك إلّا لأنه لم يُقرن المعرفة الدينية بالعمل، كما أنّه لم يُفعّل خاصية المُراقبة والمُحاسبة، وقد روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله: "علمٌ بلا عمل حجةٌ لله على العبد"٣. لا بُدَّ إذاً أنْ ينتبه الشخص المُتدين لثغرة التشبّع، وأنْ يُحاسب نفسه بحيث يُقدّم لها ما يُصلحها وما يكسر حاجز المقاومة بين الحين والآخر، حيث إنَّ بعض المتدينين يُمارسون الطقوس الدينية على هيأة عادة، وما أصعب تغيير العادة لولا المجاهدة! وبهذا تصبح المُقاومة الدينية -إنْ صحَّ التعبير- من أخطر أنواع المُقاومات التي تؤدي إلى هلاك الإنسان، حيث يتشبّع الشخص حتى يصل إلى مرحلة الإفلاس أحيانًا! ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‏١-https://www.nhs.uk/conditions/antibiotics/antibiotic-antimicrobial-resistance/?gclid=CK7D-aOylOcCFfVBHQkdIa4JGQ ‏٢-https://www.niddk.nih.gov/health-information/diabetes/overview/what-is-diabetes/prediabetes-insulin-resistance ٣-ميزان الحكمة، المجلد الثالث، محمد الريشهري.

اخرى
منذ 4 سنوات
342

حزن الحروف

بقلم: أم قنوت قد كان وما زال يهوى قلمي خطَّ الحروف الحزينة، يرتدي مداده ثوب السواد على الدوام، يأبى أن يكتبَ يومًا ما قصة تنتهي نهاية سعيدة، لكنني تجرأت اليوم على سؤاله: ماذا دهاك لا تكتب إلّا أحرف الأسى؟ هل عاهدتَ نفسك أن لا تخط ما يوحي بالفرح؟! أجابني مهمومًا مكروبًا: أتطلبين مني جرّة قلم تدعو للتفاؤل والأمل وأن يُمحى ما جرى في يومٍ أو يومين! فقد قبع الوجع في أعماقي يمزّق أحشائي... أتساءل: إلى متى؟! كيف ولمَ؟! لم تسعفني إجابات اللسان، فالحقيقة مرّة، واضحة وضوح النور المتسلل عبر السماء إلى الأرض... أسمع قهقهات تتبجّح كغصةٍ حفرت أخاديد مياه آسنة في قعر الصدور القاسية... أما الدموع فمسكنها كان قد خوى كأنه كوخ قد هُجر، باتت الآماق ذابلة لا تروي ولا تُروى. أهي سطورٌ حزينة، أم آهات قابعة في أعماق الروح لكنها بلا مأوى؟! هي تنهدّات صدر حزين لا يقتلع جذورها إلّا فارس مغوار بكفّين قطيعين لم يتركا مظلومًا إلّا وانتصرتا له! ما إن يسمع النداء: يا أبا الفضل أدركني... إلّا ولبّى.

اخرى
منذ 4 سنوات
405

ليلـــةٌ مباركـــة

بقلم: أم قنوت ليلةٌ مباركةٌ يُقضى فيها كلُّ أمرٍ حكيم، هكذا وصفها الرحمن (جلَّ وعلا) في كتابه الكريم حين قال: "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ"[الدخان ٤،٣] هي قلبُ شهر رمضان المبارك، نزلَ فيها الثقل الأول على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لتبقى إلى قيام الساعة مهبط الملائكة والروح على الثقل الثاني (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين). اصطفاها الله (تعالى) وخيّرها على ألف شهرٍ خالٍ منها، كما اصطفى آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) بِعِلْمِهِ، وَارْتَضاهم لِغَيْبِهِ، وَاخْتارَهم لِسِرِّهِ... ليلةُ السرِّ المخفيّة بين ثلاث ليالٍ، ما أشبه خفاءها بخفاءِ مكان الحجّة بن الحسن (عجّل الله فرجه)، وغموض مكان قبر جدتّه الصديقة الزهراء (عليها السلام)! هي السلام المتواصل إلى مطلع الفجر، وكأنَّ من يحييها قد دخل تحت الكساء اليماني مع الخمسة الأنوار (عليهم السلام) تشاركهم ملائكة السماء همهمتهم، قيامهم وقعودهم، تسبيحهم ودموعهم، تصعد بالدعاء وتهبط بالسكينة والرحمة... ليلةٌ توثّق صلة المخلوق بخالقه ومخلوقاته، يتهيأ فيها العابد لإحيائها منذ بداية الشهر الكريم، لا بل على مرِّ الأيام والشهور السابقة له، ليحظى بليلةٍ يكون فيها أمام ربه في أحسن حالٍ يحب أنْ يراه الله (تعالى) عليه... فضلُ إحيائها يستحقُ العناء، فالعبادات فيها مضاعفةُ الأجرِ والثواب، والإقبالُ على العبادة فيها يكونُ في أوجه؛ لذا يحتاجُ المؤمن أنْ يستعد لتطهير نفسه على جميع الأصعدة، الشخصي منها والاجتماعي، فيلتفت إلى ما ضيّع وفوّت وقصّر، ليجبر وينهض ويربح، ليصبح عتيقًا من جهنم، طليقًا من نارها. تجمع عبادات ليلة القدر بين عدّةِ أعمالٍ، بعضها مشترك، وبعضها يختلف باختلاف المناسبة، تبدأ بالغسل وهو وإنْ كان على هيئة أعمال حركية بحتة إلا أنَّ الالتفات أثناءه إلى تطهير الباطن يُعد من أساسياته المطلوبة لإحياء هذه الليلة العظيمة، حيثُ يجعل المؤمن من فترة الغُسل فرصةً لمراجعةِ ذنوبه وأعماله بهدف التعرف عليها كاملةً والتهيؤ للتوبة منها. التوبةُ محور وباطن هذه الليلة، فالذنوبُ المتراكمةُ حجبٌ تمنع صاحبها من التكامل الإيماني والأخلاقي، وهي أيضًا المفتاح للبدايات الجديدة، وما ليلة القدر إلا ولادة لروحٍ أثقلتها الذنوب وتمرغّت في وحلِ المعاصي... أما رفعُ المصاحف فهو عهدٌ إلى النفس بالولاية لآل محمد (صلى الله عليه وآله) وكأنَّ لسان الحال يقرُّ بالتمسك بأصول الدين كلها لله (سبحان وتعالى). وما بعد التوبة والعهد يتدرّع المؤمن ويُحصّن نفسه بدعاء الجوشن الكبير مرددًا: سبحانك يا لا إله إلا أنت الغوث الغوث الغوث خلصنّا من النار يارب مائة مرة. ثم يتلو سلامًا على الحسين وأولاده وأصحابه مائة مرة ليختم ليلته بسجدةِ النصر على الغفلة يعقبها عهدًا لنصرةِ إمام زمانه (عجّل الله فرجه). سلامٌ هي حتى مطلع الفجر.

اخرى
منذ 3 سنوات
240

الصيام الطوعي... صحة للأبدان

بقلم: أم قنوت تتضمّن المنظومة الصحية الدينية المرويّة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في قوله: "صوموا تصحوا" (١) فوائدَ صحية جسمانية ليست بأقل أهمية من ثمرات الصحة الروحية للإنسان المتوازية تارة، المتقاطعة تارةً أخرى في ما بينهما، خاصةً مع استمرار العلم بالإفصاح يومًا بعد يوم عن عوائد صحية جديدة للصيام، آخرها ما كان في دراسة توصّل العلماء فيها إلى قدرته على إعادة برمجة الاستجابات الخلوية على المستوى الجيني داخل الجسم، مما يحسّن وظائف الخلايا، حاميًا الجسم من الأمراض المرتبطة بتقدّم العمر، خاصة إذا كان الشخص نفسه من يتحكّم في أوقاته (٢) مطبقًا ما يُعرف بالصيام الطوعي المتقطع. أحد أهم العوائد الصحية لنظام الصيام المتقطع التخلّص من الوزن الزائد بفعالية؛ كونها حمية صيام طوعي يختار الشخص أثناء تطبيقها الامتناع عن الطعام لفترة محسوبة من الزمن، مثلما يستطيع أن يحتسي مشروباته الصحية بحريّة تامة. يعتبر الصيام الطوعي المتقطع واحدًا من أفضل الطرق المثبطة لمستويات الانسولين داخل الجسم، الأمر المؤدي إلى توازن مستوى الغلوكوز (السكر) داخل الجسم الذي يتجه بدوره الى حرق الدهون كبديل، الآلية التي اُشتقت من معرفة أن الدهون والسكر كليهما مصدر لتزويد الجسم بالطاقة، وبذلك عندما يقل مستوى السكر داخله سيعتمد بدوره على الدهون من أجل الطاقة المطلوبة لأداء وظائفه الحيوية. يبدأ الصيام الطوعي عن طريق اختيار الساعة المناسبة للشخص نفسه ويستمر لمدة لا تقل عن ست عشرة ساعة متواصلة بضمنها ساعات النوم، كما من الممكن خفض عدد الساعات الى أربع عشرة ساعة فقط إذا ما كان الصيام ممتدًا لأيام، يستطيع الصائم أن يتناول الماء والشاي بجميع أنواعه ساخنًا كان أو باردًا، وكذا القهوة، كما يمكن إضافة كمية صغيرة من الحليب، أما حساء عظام اللحم، الدجاج أو الخضروات فهو خيار جيد اذا ما طالت فترات الصيام لأكثر من ست عشرة ساعة، بينما يجب على الشخص أثناء فترات الأكل الممتدة لثمان ساعات أن ينتقي المدروس من الوجبات والصحي منها ليضمن نزولًا صحيًا مستمرًا غير بطيء، وباعتياده على نظامه الجديد ستخف موجات الجوع التي تعتريه، ويبدأ الجسم بحرق خزين الدهون المتراكمة لأنتاج الطاقة. لكن! هل من سيئات لهذا النظام؟ نعم! لا يخلو من مضار؛ كالجوع الشديد، الجفاف، التعب، وبعض التوتر لقلّة الأكل، لذا من المهم أن يتم شرب ما لا يقل عن لترين من السوائل يوميًا والصبر لمدة لا تقل عن ثلاثة أيام ليتكيّف الجسم مع تغيير النظام الجديد. أبحاثٌ علمية لا تزال في طور الحبو حالياً لا بد لها أن تُظهر يومًا ما في المستقبل القريب أو البعيد الكثير مما خُفي عن فوائد الصيام بشكل عام، الطوعي المتقطّع على وجه الخصوص، الأمر الذي سيسهم في إثراء ساحة الحميات الغذائية بأكثرهنّ فعالية ونجاحاً، ويساعد الراغبين بالتخلص من الوزن الزائد على تحقيق حلم الرشاقة. _________________________ ١- بحار الأنوار، الجزء ٥٩. 2-Intermittent fasting boosts health by strengthening daily rhythms Published Fri 18 Jan 2019 By Tim Newman Fact checked by Jasmin Collier https://www.medicalnewstoday.com/articles/324207.php ٣- كتاب شيفرة البدانة الكشف عن أسرار أنقاص الوزن، د. جايسون فانغ.

اخرى
منذ 3 سنوات
324

حالُ المرأةِ المُعاصرة بين حرفي "الفاء"

بقلم: أم قنوت ظهرَتِ الحركة النسوية (فيمينزم) عبر العصور بصورٍ وأشكالٍ شتّى مطالِبةً بحقوق المرأة وبمساواتها مع الذكور، واتخذَّتْ طرقًا متعددةً لتحقيق أهدافها حتى وصلَت المرأة إلى ما هي عليه الآن من مشاركةٍ واسعةٍ في جميع جوانب الحياة تقريبًا جنبًا إلى جنب مع الرجل. على أنَّ تلك المشاركة وجدَت لها الأرضية الخصبة لتحقق أهدافها الإيجابية خارج نطاق بلادنا العربية؛ حيثُ إنَّ بعض نسائنا لم تستوعب إلّا المفهوم السطحي للمطالبة بالحقوق؛ فأصبحن يُرددن شعاراتِ الحرية والمساواة بلا فهمٍ لحقيقة ومعاني تلك المفردات، إلى أن أطلَّ عصرٌ جديد لظاهرة حديثة اسمها "الفاشينيستا"؛ ليجمع بعض النساء ما بين الفهم المغلوط للحرية وبين عرض السلع، حتى وإنْ كان المُنتج الذي تقوم بترويجه هو نفسها! قلدْنها خاويات الفكر من المراهقات والكبار فأفرطنَ في التجميل حتى باتت إحداهن كلُعبةٍ مصنوعةٍ من البلاستك نكاد لا نفرق بينها وبين الدُمى... ما هذا الحال المُخزي الذي وصلت إليه بعض نسائنا؟! أتُلامُ الحداثة والعولمة، أم يُلام الجهل واللاوعي؟! فما نراه على أرض الواقع هو حال التخبّط والانحلال وفتح المجال لكلِّ مَن هبّت ودبّت أنْ تقول ما يحلو لها، وأنْ تشرح تجربتها الشخصية كأنّها قدوةٌ وعلى كلِّ النساء أنْ يتبعنها، تُطالب بمساواتها بالرجل في جميع الحقوق وكأن تركيبتها الفسيولوجية قد تطورّت وتحورّت لتناسب مهامه! فتُناظر وتجادل في آيات القرآن الكريم وتصفُ دينها بغير العادل، لديها الاستعداد التام لعرض شريط مصور لأحداث حياتها الخاصة والعامة من أجلِ زيادة عدد المتابعين الذي يجلب لها أموالًا طائلة... تُرى ما هو حال المرأة الواعية المؤمنة بين حركة الفيمينيزم وظاهرة الفاشينيستا؟ على كلِّ النساء أنْ يتخذن موقفًا صارمًا تجاه الحركات المُستحدثة، بحيث ينظرن لأي حركةٍ منها بعين التنقيب والتفتيش، يُسجلن ملاحظاتهن السلبية قبل الإيجابية ليتعرّفن إنْ كانت تناسب مبادئهن وغاياتهن النهائية كنساءٍ مسلماتٍ في مجتمعٍ محافظ له عاداته وتقاليده الخاصة به؛ فإنَّ هذه الحركات أصبحت واقعًا مؤلمًا وعليهنّ أنْ يتعلمْن منه الشيء المفيد وينبذن كلَّ ما من شأنه أنْ يتعارض مع الثوابت الدينية... على كل النساء أنْ ينتبهن أنّ عاملًا مشتركًا ساهم في نجاح الحركة النسوية وظاهرة الفاشينستا؛ وهو الإصرار والاستمرارية بالرغم من مواجهة الصعاب والتحديات، فكلاهما لم ينجح لولا الإلحاح والثبات من أجل تحقيق الهدف، نعم قد يكون الثمن المدفوع من قبلهن باهضًا ولكنهن بالنتيجة ثابرن من أجل أهدافهن، مما قد يحفّز المرأة الواعية لئن تنهض بمهامها ومهاراتها وموهبتها متخذّةً من سلاح الإصرار درعًا تواجه به المصاعب والتحديات. إنَّ المراقب لواقع المرأة المعاصرة يستطيعُ أنْ يلتفت لحقيقة أنّها تدور في مدارٍ عَسِر بين حرفي "فاء"؛ فاء الفيمنزم، وفاء الفاشنيستا، فعلى النساء الانتباه إذن لكلِّ ما هو مستوردٌ من مفاهيمَ دخيلة، وغربلتها من أجلِ الموازنة بين ما يفرضه العصر من متطلبات جديدة وبين التزامها بالتعاليم الدينية وقيم المجتمع.

اخرى
منذ 3 سنوات
245

خطوات التعلّم الذاتي (١)

بقلم: أم قنوت في أي مكان في العالم، وتحت أي ظرفٍ كان، في أي عمر، وفي كل زمان، أنا وأنت نستطيع ونستحق أن يولَدَ داخلنا الأمل... والعلم. والعلم على تعدد أنواعه إلّا أن التقنية قد سهلت الحصول على أكثره، لذا سيفصّل هذا المقال بعض من الخطوات للبدء به. المحاور التي سنتطرق لها هي: ١- مفهوم التعلم الذاتي. ٢- العقبات التي تقف في طريق التعلّم الذاتي. ٣- بعض الطرق التي تساعد على التغلب على العقبات أعلاه. ٤- تقسيم العلوم. ٥- نقطة البداية. ٦- التمرين. التعلّم الذاتي: هي عملية أخذ المعلومات، ومعالجتها وفَهمها، والاحتفاظ بها، ثم المداومة عليها دون الحاجة إلى شخص يقوم هو بمعالجتها عوضًا عنك وشرحها إليك (١). ما هي المعوقات أو المشاكل التي ستمنعك من البدء؟ يسوّف الإنسان عادة متخذًا الأعذار الواهية ذريعة، ومنها على سبيل المثال: ١- ضيق الوقت. ٢- تواجد الزوج الدائم في البيت. ٣- الزوج ذو المزاج الصعب. ٤- برودة/ حر الجو. ٥- ضيق ذات اليد. ٦- عدم توفر المكان المناسب للتعلم داخل البيت. ٧- المرض. ٨- الانشغال. ٩- كثرة المواعيد. ١٠- سيطرة الزوج. وغيرها من الأعذار. كل الأعذار السابقة هي عبارة عن فقاعات فارغة حبسنا أنفسنا داخلها، فكلنا يعيش نفس الظروف في أوقات مختلفة، ولكن المرونة في التعامل مع الظرف شيء جدًا مهم، وإذا استمررنا بالتسويف والانتظار فلن نبدأ في أي يوم لأن الظروف الصعبة قد تنتهي ويأتي غيرها. يستطيع الشخص البدء براحة عند قيامه بترتيب الأولويات، فكل الناجحين يمتلكون دفترًا وقلمًا، لذا اكتب مسبقًا: غَدًا جدولي كالآتي... ستجد أنّ الحمل زاح وأصبحت أكثر وعيًا لتقبّل أفكارًا جديدة. إذا كان الزوج صعب المزاج ويحاسب زوجته بشكل دائم بحيث لا توجد للزوجة فرصة للتطوير، لا يُعقل أنها لا تستطيع حمل الهاتف ولو لعشر دقائق تقرأ فيها موضوعًا، وهذا في البداية يكون كافيًا جدًا، ستتعود لاحقًا على زيادة الوقت بشكل تدريجي، أما إذا كان الزوج شديد السيطرة على زوجته بحيث لا تنفعها المحاضرات والقراءات ولم تغير في واقعها شيئاً، فلتستثمر إذًا في نفسها وصحتها، بحيث تستشير مختصًا اجتماعيًا أو نفسيًا، تدريجيًا ستقل الضغوط عليها وستتعلم كيف تتعامل معها. ما هو الحل لأتغلب على المصاعب التي تقف في طريق تعلمي؟ ١- تقوية الجانب الإيماني، حيث إنّ التوكل على الله تعالى والتسليم المطلق لإرادته سيجعلك أكثر توازنًا وراحة وهذا هو المطلوب. ٢- حضور محاضرات عبر شبكة الانترنت تعلمك كيفية الحصول على حالة التوازن والسيطرة على المشاعر المختلفة التي تعيشها، وهذه بحد ذاتها تكون اولى المهارات المُتعلَّمة عن طريق التعلم الذاتي. نحن كتلة من المشاعر، ضبطها ومعرفة كيفية التعامل معها والوصول لحالة التوازن خاصة بوجود النقطة السابقة سيجعلك أكثر تقبّلًا لأي أفكار جديدة، وأكثر مرونة. ٣- التركيز على نفسك فقط، وهنا نضع عشرات الخطوط تحت كلمة فقط، أبدًا لا تقارن نفسك بغيرك، فلا الظروف التي يعيشها الغير نفس ظروفك، ولا البيئة نفس البيئة، لا ماضيه ولا حاضره ولا مستقبله كماضيك أو حاضرك أو مستقبلك. قارن نفسك بنفسك فقط ولا تنبهر بالمقابل فالصورة ليست كاملة، أنت لا تعلم كم المعاناة التي يعانيها مثلًا، ولا تعرف عن مشاعره ولا ما يدور داخل بيته لذلك ركز على نفسك فقط. ٤- استغل الفرصة فهي تمر مر السحاب، فإن صادفك مثلًا اعلان عن دورة في مجال معين أو دعوة لقراءة كتاب، أو حضور محاضرة عبر الهاتف وغيرها من الفرص المخفيّة التي تبدو تافهة المحتوى ولكن قد تكون شرارة انطلاق علم أو مهارة جديدة، فاشترك بها ولا تتردد. ٥- نظّم أولوياتك، فتنظيم الأولويات يسمح بالتعرف على الوقت الضائع غير المُستغَّل. ترتيب الأولويات ذو القوانين الأربعة (٢): ١- قانون الأحجار الكبيرة: يعني البدء بالمهام الكبيرة وإعطاءها أولوية، ولهذا عندما نتعرض لعديد من المهام يجب أن لا ننسى صعيد حياتنا الأُسرية والاجتماعية، وأن لا ننسى صعيد صحتنا وصعيد تحصيلنا الدراسي أو الديني ودائمًا لا بد أن نضع الأهم في البداية ثم نتدرج بالتالي. ٢- قانون لا: قُلْ لا! فليس كل الأشياء تستحق وقتًا، وليس كل الأشخاص يستحقون وقتًا. لا: حرفان لا أكثر ولكنها تعني الكثير؛ كلمة "لا" تعني أن هنالك مجموعة من المهام تُوكل إلينا من قبل الآخرين الذين نخجل منهم أو ربما نتحرج أن نقول لهم "لا"، فنسايرهم على هذا الأمر بحيث تُسرق منا فرص كثيرة وساعات على إزاء ذلك الحرج الذي يصيبنا لأننا لا نستطيع النطق بكلمة لا في وجوههم. ٣- قانون استبق: استبق: أي خطّطْ، أنجزْ المهام بالشكل المطلوب. استبق؛ الوقت يمضي أسرع مما تظن، بادر بالمهام قبل حلول وقتها، وذلك عن طريق وضع الأولويات والاهتمام وترتيبها في الذهن. ٤- قانون الموعد المخصص "م.م": ضع موعدًا نهائيًا لإنجاز العمل، فالجدول الزمني المفتوح يخسرك الكثير. لنتصور الوقت المحدد كجرس الإنذار كلما رن يجب أن نواصل العمل ونستمر وهكذا وكأن شيئاً ينبهنا لإتمام هذا العمل. _____________________ ١- https://www.sasapost.com/self-learning/ ٢- القوانين الأربعة مقتبسة من ملف ورشة ترتيب الأولويات للأستاذة منتهى محسن، احدى ورشات مدونة الكفيل.

اخرى
منذ 3 سنوات
415

خطوات التعلم الذاتي (٢)

بقلم: أم قنوت بعد أن تعرفنا في الحلقة السابقة على معنى التعلم الذاتي وناقشنا بعض الأعذار التي تقف حائلًا بينه وبين البدء بالتعلّم وطرحنا بعض الحلول للمصاعب التي تقف في وجه المتعلم، نبدأ بتقسيم العلوم إلى قسمين: ١- العلوم الدينية. ٢- باقي العلوم. ١- العلوم الدينية: أ- أصول الدين: التوحيد، العدل، النبوة، الإمامة، المعاد. وهذه كلها عقائد ولكل منها تفاصيلها ونحن بأمس الحاجة لتعلمها لمواجهة موجات الإلحاد والارتداد والغزو الثقافي الذي يتعرض له مجتمعنا. ب- فروع الدين: الصلاة، الصيام،... وهذه عبادات لها أحكامها الخاصة، فهل نعرف المقدار الكافي منها؟ ج-القرآن الكريم: هل قراءتنا مضبوطة وكل مخارج الحروف والتشكيل صحيح؟ هل نعرف بعض معاني كلماته؟ هل نطلّع على تفسيره بين الفترة والأُخرى؟ ... وهكذا. د-سيرة أهل البيت (عليهم السلام): ماذا نعرف عنهم؟ هل نقرأ عن سيرتهم أم نعتمد على تلقي المعلومات المُتاحة فقط. هنا يُنصَح الشخص أن يبدأ بالقراءة عن سيرة الأئمة (عليهم السلام) خصوصاً آخرهم الحجة المنتظر (عجل الله فرجه) فهو وارث الأنبياء (عليهم السلام)، ومعرفته ستؤدي إلى معرفة مَن قبله. هـ- علم الاخلاق: ضج َّالعالم بكتب التنمية البشرية وكأنه علم جديد طرأ على البشرية بينما هو مبثوث في كتب الأخلاق المُستنبطة من القرآن الكريم ومن أقوال الرسول وأهل بيته (صلوات الله عليهم). اقرأ في كتب الأخلاق عن القوى العقلية والغضبية والشهوية، ماذا تعرف عن الإفراط والتفريط في كل قوة منها؟ بعد التركيز على كل نقطة من النقاط السابقة على حدة نصل إلى حقيقة جهلنا بالعلوم الدينية على أهميتها. ٢- باقي العلوم: شاء الله تعالى أن يودعنا بعض المواهب والمهارات التي تختلف من شخصٍ لآخر، ونحن وإن كُنّا قد وصلنا في تعليمنا إلى ما شاء الله تعالى، إلّا أنّ شغفنا وحبنا لمجالات معينة مختلفة عمّا درسناه هو الملاذ الذي نهرب إليه من ضغوطات الحياة، وقد يكون أحيانًا مجالًا نبدع فيه أكثر من مهنتنا الأصلية، مهما كان ذلك الشغف قد يبدو بسيطًا، نستطيع أن نطور منه ونستخدمه استخدامًا مفيدًا، لذا تعرّف على شغفك واتبعه ونمّه. بالعودة الى تقسيمنا للعلوم: أ- تخصصات: لا نستطيع أن نطبق عملية التعلم الذاتي من داخل البيت على أكثرها لضرورة وجود الجانب العملي، مثال: الصيدلة، والطب، والهندسة، هذا بالإضافة إلى احتياج التخصصات إلى لغة ومقدمات ووقت وإرادة للدخول إليها، لذا سنركز أكثر على: ب- مهارة/ هواية/ موهبة: امثلة: الطبخ، الرسم على الشموع، الكتابة، الخياطة، تربية الأطفال... هنا يجب أن تُحدد الهدف الأخير من التعلّم: هل هو للرزق؟ هل هو لتطوير الذات؟ أم للتباهي؟ أم كلهم جميعًا؟ نعم هناك فئة من البشر تتعلم لتتباهى وتكون محطًا للأنظار! تحديد الهدف النهائي سيحدد الطريق، ففي حال كان الهدف النهائي هو تحصيل الرزق فهنا عامل الوقت له اهمية وهناك مقدمات يجب أن تُضبط قبل البدء، أحيانًا نحتاج رأس المال وأحيانًا لا، فإذا كان المال متوفرًا فهنا البدء بالدراسة الالكترونية مباشرة هو الحل، أمّا إذا كان غير متوفر فالأفضل أن تتعلم كل ما تحتاجه لمشروعك وفي ذات الوقت تحاول الادخار من مالك أو تتعلم طريقة للحصول عليه، لتكون جاهزًا للخطوة القادمة. في حال كان الهدف النهائي هو تطوير الذات الذي قد يكون أهم من الهدف الأول لأنه يؤدي بلا شك يومًا ما إلى فتح باب للرزق، هنا لدينا المرونة في الوقت وفي الطريقة المستخدمة للتعلم. مهما كانت موهبتك في نظرك بسيطة أو مكررة لا تلتفت إلى حديث النفس الداخلي المثبط للهمم، تذكّر: ركّز على نفسك فقط والموهبة جزء من نفسك. من أين أبدأ؟ بعد أن تكون قد حددت الهدف من التعلّم: ١- تعرّف على نوع ذاكرتك هل هي بصرية أو سمعية او كلاهما؟ لا بأس أن تبدأ بنوع الذاكرة الذي تمتلك ولكن حاول أن تطور من الأنواع الأخرى لاحقًا. ٢- أقرأ كتابًا على هيئة درس، واستخدم كتب الخطوة خطوة (كتب المساعدة الذاتية) فقد ازداد طبعها في السنوات الأخيرة، توقف عند الفقرات الأساسية للكتاب، نزّلها على الورق، علّق عليها أو حللّها. أدرس الكتاب بحيث تكون أنت المعلم والتلميذ في آن واحد. ٣- استمع إلى محاضرة وناقش المتكلم داخل عقلك، لا تأخذ كلامه كمُسلَّمات بل تحدَّ ما يقوله بينك وبين نفسك، هذه الطريقة توقظ الذهن وتقوي ذاكرتك. ٤- لخص المحاضرات التي تقرأها. ٥- استخدم الهاتف والجهاز اللوحي والحاسوب، وإذا كنت ضعيفًا في التقنية فهذا أول ما يجب أن تتعلمه، فاللغة الانجليزية والتقنية أصبحتا لغة العصر، أبدأ من هنا ولا تتردد أبدًا. ٦- الزمكان: اختر الزمان والمكان المناسبين، حتى لو كان ١٠ دقائق على فراشك قبل النوم كبداية. ٧- احضر دورات مجانية أو مدفوعة. ٨- استخدم منصات التعليم المجانية والمدفوعة، ابحث عنها عبر هاتفك وفتّش محتواها. أمّا العلوم الدينية فاستفسر من أهل العلم الموثوقين عن أفضل الكتب والبرامج عبر الهاتف، أبدأ بنية التعلم وسيرشدك الله تعالى إلى الطريق الصحيح. ٩-طبّق هذا التمرين: - اختر الوقت والمكان المناسبين لك. - احضر دفترًا وقلمًا. - بهدوء المكان ولكن بعاصفة الذهن، اكتب كل ما تود أن تتعلمه حتى وإن وصل إلى ١٠٠ موضوع. - بعد الانتهاء أترك المكان ثم عد له لاحقًا في وقت لا يشغلك فيه شاغل، راجع ما كتبت بهدوء ثم اختر أهم ثلاثة مواضيع تود أن تتعلمها، حدد وقتًا واقعيًا، لا مثاليات ولا كمال، كن مرنًا اثناء التطبيق؛ انشغلت يومًا ما أو اسبوعًا كاملًا، لا مشكلة، كن مرنًا. - بعد الانتهاء من هذه الثلاثة أمور التي تود أن تتعلمها ارجع إلى دفترك مرة أُخرى واختر غيرها.

اخرى
منذ 3 سنوات
266

حِصنُ المؤمن

بقلم: أم قنوت إنَّ علاقة العبد بربه أثناء الامتحان الإلهي علاقةٌ ثنائيةُ الجانب؛ ففي الامتحان يختبرُ الله (تعالى) صبر وإيمان ووقار العبد عند الهزاهز مثلما يتحصّن الشخص المُمتحَن أثناء البلاء خلف العديد من السواتر المُنجية من الجزع واتهام قضاء الله (سبحانه وتعالى) والتي منها: ١- الدعاء: مخُّ العبادة، وسلاحُ الأنبياء، مثلما ورد في أقوال أهل بيت الرسول (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين). ٢-الإخوة والأخوات: ألم تقرؤوا قول الله (تعالى): "سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ"؟[القصص ٣٥] ألم يقل الإمام الحسين (عليه السلام): (الآن انكسر ظهري) عند استشهاد أخيه العباس (عليهما السلام) في واقعة الطف؟ ولا ننسى أن الأصدقاء المُخلصين مصداق قول الإمام علي (عليه السلام): "رُبَّ أخٍ لم تلده أمك"١. ٣- المعرفةُ والمهارات: هما فيتامينات تقوية الصبر، يتخذهم الشخص أداةً يقوى بها على ضعفه ويتغلب بهما على مشاعره السلبية. ٤- الرزق: كلُّ الرزق؛ سواء كان مالًا أو صحةً، صديقًا أم مواهبَ، كُلّها أرزاق الله (تعالى) ودعامة للإنسان يستندُ عليها وقت الشدائد. 5-الكتاب: أفضلُ الأصدقاءِ عند الضيق، ينقل القارئ إلى أمكنةٍ وأزمنةٍ خارج إطار واقعه ويشغله عن التفكير في مصيبته. ٦-الصبر والصلاة: فقد أرشدنا الله (سبحانه وتعالى) لهما بقوله: "وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ"[البقرة ٤٥] والعونُ لغةً يعني السند والمساعدة، فهما-أي الصبر والصلاة- يكوّنان فريقًا مع الشخص نفسه يعبر بهما فترة الانتظار الصعبة. ٧-الثقةُ بكرم الله تعالى: "وَضَرَبَ الله مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ"[التحريم ١١]، فثقة امرأة فرعون بكرم الله (تبارك وتعالى) جعلها تطلب منه بيتًا لها في الجنة عوضًا عن صبرها على ما لاقته من فرعون وعمله. 8- التسليمُ المُطلقُ لقضاءِ الله (تعالى) واليقينُ بالعوض: "فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ"[القصص ٧]. ها هي أم نبي الله موسى (عليه السلام) تُلقي ابنها في اليم مُسلِّمةً لإرادة الله (جل وعلا) ومتيقنةً بالعوض، عندئذٍ لم يردّه الله (تعالى) إليها فقط، بل وجعله من المُرسلين. هذه وغيرها من الأسلحة يشهرها المؤمن في وجه الابتلاء ليعبره بيُسرٍ وبرضا عليه من الله (تعالى) حيث يتحصّن بكلِّ نعم الله (تعالى) عليه صابرًا مُحتسبًا موقنًا بحسنِ قضاءِ الله ولطفه. _____________ ١-ميزان الحكمة، محمد الريشهري.

اخرى
منذ 3 سنوات
253