يذهب عام ويأتي عام جديد ويبدأ القلق من جديد من الأهل، فهم يشعرون بالخوف من نواحي عديدة: الخوف من إخفاق أبنائهم في المدرسة، الخوف من الحوادث، الخوف من المشاجرات التي غالباً ما تحدث بين الاطفال، الخوف من المجهول، هذه المشاعر والانفعالات تراود أغلب الأهل عند بداية العام الدراسي. فكيف يجب أن يتعامل الأهل مع مخاوفهم؟ وهل تؤثر هذه المخاوف وتنتقل إلى أبنائهم؟ ومن جانب اخر كيف يمكن ان يتعامل الاهل مع طفلهم الاول؟ هذا ما سوف نركز عليه في هذا المقال ونوضحه من جميع جوانبه ان شاء الله تعالى. يجب أن يتعامل الأهل في بداية كل عام دراسي باتزان واعتدال، فالأهل الذين يشعرون بالمخاوف بشكل كبير يسببون الأذى لأنفسهم ولأطفالهم، فالتفكير السلبي والقلق الذي يصاحب الأهل يجعلهم يشعرون بإحباط مع أحداث المدرسة وتفرعاتها مما يظهر انزعاجهم من الدراسة والتعليم، وهذا ما يسبب فقدان الرغبة للدراسة، فالكلام السيء عن المدرسة والانزعاج من تحضيراتها يرسل رسالة سلبية للأبناء مفادها أن الدراسة مصدر إزعاج وألم وتوتر، مما يزيد من ابتعاد الأطفال نفسياً عن العلم والتعليم، لذلك يجب على الاهل أن يتعاملوا بنفسية منشرحة مع تحضيرات الدراسة حفاظاً على إعطاء الأبناء شحنة إيجابية تدفعهم نحو الرغبة بالتعليم والدراسة، فكل ما يصدر من الأهل يتأثر به الأبناء سلبياً كان أم إيجابياً. لذلك لابد من الحذر من إظهار انزعاجنا من قدوم المدرسة، بل يجب أن نظهر الفرح والسرور والاهتمام حتى يفهم الأطفال بأن العلم مهم ومقدس بالنسبة لأهلهم وذويهم وبهذا تزداد رغبة الأطفال بالدراسة. ونود أن نلفت انتباه الأخوة الآباء والأمهات إلى أنه يجب أن تتم السيطرة على طريقة تعاملهم مع مخاوفهم وقلقهم، وهذا يتم عن طريق رفض الأفكار السلبية المسببة للقلق والتوتر وعدم السماح لها بالولوج إلى عقلنا الباطن، والسيطرة عليها تتم عن طريق العقل الواعي الذي هو بمثابة السيطرة الرئيسية التي تسمح أوتمنع الافكار من الدخول أو عدمه، ويجب ان تكون هذه السيطرة محكمة ودقيقة في التعامل مع نوعية الافكار المسموح لها بالمرور الى العقل الباطن. ونضيف أيضاً أنه يجب على الأهل أن يتعاملوا بشكل آني وحاضر دون التفكير بالمستقبل كثيراً، فإذا فكّر الإنسان بيومه استطاع أن يعيش اللحظة بلحظتها دون التفكير بشكل سلبي في المستقبل. فعندما نكون أقوياء أمام أبنائنا في التعامل مع مختلف الظروف والتحديات فإننا نعطي قوة إلى أبنائنا تضيء لهم الطريق وتعبده بشكل يصلح للسير عليه وبهذا فإن الدعم الذي نقدمه لأبنائنا ينطلق من إيماننا واعتقادنا بذواتنا، فكلما كنا أكثر تقبلاً لذواتنا، استطاع أطفالنا أن يكونوا أقوياء واصحاب إرادة وعزيمة، فهم يستمدون ذلك منا، فلنختر طريقة في تعاملنا مع أبنائنا تشعرهم بقوتهم وتعطيهم الدافع والحافز في التغلب على صعوبات الحياة، فكما نكون، يكون أبناؤنا. قاسم المشرفاوي
اخرىالدول المتقدمة التي تهتم بثقافة شعوبها تجدها تعطي أولوية لمسألة التعليم، فالتعليم يُعتبر السلاح الأكثر قوة في محاربة الجهل والتخلف، إذ التخلف والجهل أحد الأمراض الخطيرة التي تسبب تأخر الشعوب فكرياً واقتصادياً وصحياً. ومن هنا، تجد الشعوب النامية تسخر كل امكانياتها في سبيل نشر العلم بأسلوب سهل. يسهل استيعابه والانسجام معه منذ المراحل الاولى للدراسة، فأهم نقطة هنا تكمن في انسجام المنهج الدراسي نظرياً وعملياً مع الواقع المعاش، فلو كان هناك انسجام وتطابق بين المنهج الدراسي والواقع المعاش، فإن التعليم سيكون مصيره النجاح، وهذا يعكس انتشار الوعي الاجتماعي وتقليص مستوى ظاهرة الجهل والتخلف والخرافة. وما نشاهده الآن من كون التعليم مجرد عملية تلقين وسرد للمعلومات والمطالبة بحفظها ما هو إلا عملية تساعد على تأخر الوعي والثقافة وتضعف من عملية تطوير التفكير، وهذا يساعد على فقدان الرغبة بالتعلم والدراسة، وهو أحد اسباب عزوف الكثيرين من الأطفال عن الالتحاق بالتعليم. لذلك نجد أن سلوك الأطفال والشباب يناقض ماي تعلمونه في المدارس فلا أثر لما يدرسونه في نفوسهم وسلوكهم، فالمناهج تخلو من تدريس الأخلاق، والمنهج عقيم وممل، ولا يعدو كونه مجرد معلومات تاريخية وأرقام يطالب التلميذ بحفظها، وهذا ما يجعل الحياة اليومية بعيدة عن المادة التي تتناولها الكتب المدرسية، رغم أن المفروض هو أن يكون هنالك نسبة اتصال وانسجام وتفاعل بين البيئة الاجتماعية والبيئة الدراسية. لعملية انتشار الخرافة والجهل والتخلف اسباب عديدة نذكر البعض منها : 1- عدم محاسبة الاباء الذين لا يهتمون بتسجيل أبنائهم في المدارس، مما يؤدي الى انتشار ظاهرة الامية في الاوساط الاجتماعية وخصوصا القرى والارياف .. 2- عدم تطابق المنهج الدراسي مع الواقع الاجتماعي مما يشكل ضعفا في التطبيق العملي لهذه النظريات والدراسات والتي لا تعدو كونها مجرد معلومات يطالب التلميذ بحفظها . 3- الفكر الخُرافي الذي يحمله البعض من الاباء والامهات والمعلمين والذي يؤثر بشكل مباشر على الابناء فما يعتقد به الاهل يؤمن به الابناء عن طريق تأثير العقل الجمعي 4- الإكثار من سرد القصص الإعجازية والامور الخارقة للعادة للأطفال وهم في عمر غير مناسب لفهم هذه الظواهر ! مما يؤثر سلبا على قدرتهم التحليلية للأحداث التي تقع امامهم ، فكثرة الحديث عن هذا الموضوع من قبل الامهات والتي تكون غالبا متأثرة اكثر من الرجل لقوة عاطفتها بهذه الخوارق غير الطبيعية والتي تتناقلها الالسن منذ سنوات يشكل تصوراً خُرافياً في عقلية الطفل مما يدفعه إلى الاعتقاد بها وتصديقها والابتعاد عن استخدام العقل التحليلي للأحداث ، مما يزيد من انتشار ظاهرة التخلف الاجتماعي بين أوساط المجتمع . 5- البعض من الناس والذي يصاب بالفشل والإحباط يُرجع سبب فشله وضعفه والقهر الذي يعانيه إلى ( الجن والسحر والعين .وووو...ووو) فهو يريد ان يتخلص من شعوره بالإخفاق والفشل لذلك يريد أن يتخلى من مسؤوليته فيبحث عن مبررات لمواجهة اهتزازه بثقته بنفسه، وهذا ما يؤثر بشكل سلبي على الاطفال الذين يعيشون معه ويستمدون من طاقته! وبعبارة أخرى: إن من أسباب ذلك هي البيئة الملوثة فكرياً، التي ينشأ بها بعض الاطفال، ( ونقصد هنا المنهج الذي يتبناه الوالدان في حياتهما) حيث نجد ان كثيرا من الاباء والامهات متأثرون بالأمور الخرافية واغلب حديثهم يدور عن الغيبيات التي تشكل ذهنية خرافية يعيشها اطفالهم ، فاذا حدث خطب ما في البيت كمرض احد الاطفال او تعرض احدهم لحادثة معينة كخسرانه تجارته مثلا او ان احد الاطفال انكسرت رجله مثلا ، فان مثل هذه الحوادث يتم ارجاع اسبابها الى (الجن والعين والسحر) دون الرجوع الى الاسباب والمسببات الطبيعية التي كانت مقدمة لحصول الحادث ، وهذا ما يربك عملية التفكير المنطقية لدى الاطفال ويشوش اذهانهم. لذلك يجب على الاهل والمربين السعي نحو اصلاح المجتمع بنبذ مثل هذه المعتقدات المضللة، والايمان بالله تعالى والسعي نحو العمل الصالح، وهذا يتم عن طريق الايمان بالذات والذي يؤدي الى زيادة سعي الانسان لتحصيل كل ما هو مفيد له ولمجتمعه ... ومن الله التوفيق قاسم المشرفاوي
اخرىأوصانا الله تعالى بالعدل والإحسان في التعامل مع ابنائنا ، لإشاعة روح المحبة بين أفراد الأسرة الواحدة ، فالانحياز الى جانب الذكور من الناحية النفسية والعاطفية والمادية له آثار سلبية وخيمة تظهر نتائجها في تفكيك روابط الأسرة وبالتالي إفساد المجتمع. فتلك الفتاة التي لا تهتم بنفسيتها ستكون أماً في المستقبل! وهي ركن اساسي من اركان المجتمع ، لذلك يجب اشباع حاجاتها النفسية والعاطفية من القبول ، والاحترام ، والحب ، والتقدير ، والاحسان في معاملتها ، وعدم إشعارها بانها شخص من الدرجة الثانية كونها أنثى! فهذا الشعور يؤدي الى انكسارها ويسبب لها انخفاضا بتقدير الذات وله تبعات خطيرة جدا على تشكيل شخصية مهزوزة غير واثقة من نفسها وتنظر الى نفسها نظرة دونية. يجب هنا معرفة الاسباب التي تدفع بالأهل الى تفضيل الذكور، ونذكر منها: ١: عدم امتلاك الاهل للثقافة الدينية ،فالرجوع الى الله تعالى هو سبب سعادة الفرد لقبول الانسان بما يقدره الله تعالى له .. ٢: بعض الزوجات (تشعر بعدم القبول ) اذا أنجبت فتاة وخصوصا اذا تكررت عملية انجاب البنات لأكثر مرة وبشكل مترادف ، مما يشعرها بالضعف أمام زوجها واهله، ويزداد هذا الامر سوءا أذا كان الزوج ممن يفضل الذكور على الاناث. لذلك فعملية أنجاب الولد بعد اربع بنات تسبب في إفراط الاهل في التعامل معه بسبب اشتياقهم لانجاب الذكر مما يدفعهم إلى توفير كل شيء له وعدم رفض اي من طلباته فيتمرد عليهم ويشعر بأفضليته على اخواته. هنا يجب ان يتعامل الاباء والامهات مع هذا الامر بحذر وعدم الانجرار وراء دوافعهم العاطفية غير المدروسة لكي لا يكونوا سببا في تدمير ولدهم من حيث لا يعلمون ظنا منهم بان هذا التدليل هو حب. ٣: بعض الاباء يشعر بالضعف امام اخوته وعشيرته بسبب عدم وجود الاولاد لديه ، فهو ينظر الى الذكور كمصدر قوة له بين الناس ، وعليه يجب علينا ان نرضى بما قسمه الله لنا فهو العارف بالمصلحة لنا . أما لو تطرقنا الى الآثار السلبية المترتبة على عملية التمييز بين الذكور والاناث فنذكر منها : 1/القضاء على روح المحبة بين الاخوان والاخوات، مما يزيد من مشاعر الكراهية والحقد بينهما ويؤسس لمجتمع تسلطي ينظر للمرأة بدونية 2/شعور الفتاة بانها من الدرجة الثانية وهذا ما يسبب لها الألم النفسي والعاطفي ، وهذا ما يبعدها عن أجواء البيت فهي لا تشعر بالأمان مع إخوتها لذلك تلجأ الى إقامة علاقات محرمة مع الشباب للحصول على العاطفة ولتشعر بالقبول، فهي لا تشعر بالاحترام والتقدير من اهلها ، بل انها مجرد خادمة وطباخة ،يجب عليها ان تخدم اخوانها الذكور لانهم ذكورا. فالكل يريد منها خدمة بالمجان دون حصولها على مشاعر الامتنان والتقدير من اهلها. لو فكرنا في إيجاد حلول جذرية لتلك المشكلة الاجتماعية القديمة فإننا لا نجد حلاً مناسباً غير الرجوع الى ما أمرنا به الله تعالى وحثنا عليه رسولنا الكريم ( صلى الله عليه واله) وائمة اهل البيت عليهم السلام في التعامل بمساواة وإحسان مع الذكور والاناث على حد سواء فلا فرق بينهما الا بالإيمان والتقوى . قاسم المشرفاوي
اخرىبقلم: قاسم المشرفاوي كثيرٌ من الأهل يرغبون بأطفالٍ مُطيعين ومنقادين لهم في كلِّ شيء، ولكن الأطفال من هذا النوع سوف يتميزون بشخصية ضعيفة؛ يمكن استغفالهم والتلاعب بهم من قبل الآخرين بسهولة. وهذا الأمر مما لا شكَّ فيه لا يُحبِّذه أغلب الآباء والأمهات، إن كانوا عارفين بسلبيات الشخصية الضعيفة؛ لذلك يجب أنْ نفهم أسباب مقاومة الأطفال لنتمكن من وضع الحلول المناسبة لذلك. إن عدم السماح للأطفال بالتعبير عن آرائهم وعدم الاستماع إليهم وزجرهم أثناء محاولتهم الحديث يدفعهم للمقاومة أكثر! ويُشكِّل لديهم حالةً من الإحباط الداخلي، مفادها أنَّ والديهم غير قادرين على فهمهم والتواصل معهم، مما يزيد المشهد تعقيدًا. فلنأخذ مثالًا عن مقاومة أحمد ذي الخمس سنوات والحوار الذي دار بينه وبين أمه حين جاء لأمه يطلبُ منها أنْ تُعطيه قطعةً من الكعكة التي صنعتها. ــ أريدُ قطعةً من الكعكةِ يا أمي ــ سأعطيك إيّاها بعد العشاء يا ولدي. أحمد يرجع ويقول لأمه وهو حزين: ــ ولكنني أريدُها الآن. ويجهش بالبكاء تتركه الأمُّ قليلًا لتُكمل تجهيز العشاء وتقول له: ــ أنا افهمك وسـأعطيك إيّاها بعد أنْ نتناول عشاءنا. يقاومُ الطفل أمّه بأنْ يكرر عليها ما يرغب به ويريده، وهنا تنزل الأمُّ لمستوى طفلها وتقول له: ــ قلتُ لك: أنا أفهمك جيدًا، وسأعطيك ما تطلبه، ولكن ليس الآن؛ لأنه وقت العشاء. وتعانقه، ثم تكمل عملها. ما نريد أنْ نوضحه هنا من هذه المحادثة التي حدثت بين الأم وطفلها البالغ خمس سنوات هي المقاومة التي اصطحبت طلب الطفل! وكيف تصرفت الأم اتجاهها، وهل نجحت في ذلك أو لا؟ أقول: إنَّ مقاومة الأطفال تحمل الكثير من الرسائل التي يُريد الطفل إيصالها إلى والديه: فقد تعني في كثيرٍ من الأحيان أنَّه يُريد شيئًا آخر، أو يُريد اهتمامًا أكثر، أو أنَّكم تهملونني ، أو أريدكم بقربي، أو إنَّكم لا تفهمونني. وفي هذا المثال، فإنَّ الصغير أحمد شعر بالحزن أولًا عندما قوبل طلبه بالتأجيل، فقاوم مكررًا طلبه؛ لشعوره بالخوف بأنَّ والدته رُبّما لم تفهمه، أو تهمل طلبه لاحقًا؛ ولكن بعد أنْ تكلّمت معه أمه عرف بأنَّ أمّه فهمت ما يطلبه منها، ولكنَّه رغم ذلك أصرَّ على ما يُريد، وحاول أنْ يقاوم مجددًا، ومُقاومته استمرت ولكنها قلّت وضَعُفَت بعد شعوره وقناعته بأنَّ والدته تفهم احتياجاته، فلا مجال للمقاومة سوى الانتظار. من الواجب على المربين أنْ يُفهموا الأطفال أنْ ليس كلّ ما يطلبونه يجب أن يتحقق؛ فبعض الأشياء من الممكن رفضها؛ لكي لا يتوهم الطفل بأنَّ كلَّ شيءٍ مُباحٌ له، وأنَّ طلباته أوامر. هذا مثالٌ بسيطٌ لبعضِ المقاومة التي يُبديها بعض الأطفال أثناء طلباتهم، فالطفل يحتاج إلى أنْ يشعر بأننا نفهمه جيدًا، ونفهم مشاعره، وهذا ما يجب على الوالدين فعله مع أبنائهم؛ لكي يشعروا بالاطمئنان والسكينة، فالطفل إذا شعر بالخوف أصبح متوترًا وقلقًا وصاحبَ ذلك التوتر البكاء والصياح والعويل؛ من أجل أنْ يضغط على والديه، ويحرجهما أمام الآخرين؛ لذلك كُلَّما كان الوالدان ذوي خبرةٍ في أمورِ التربية استطاعا أنْ يوجها مقاومة أبنائهما بالاتجاه الصحيح. والله ولي التوفيق
اخرى