Profile Image

Sabah Albadry

أنتَ سرُّ الإله ورمزه

بقلم: صباح البدري سيدي أيُّها المُستثنى من كلِّ البشرِ بعد محمدٍ (صلى الله عليه وآله)، نحنُ في أوجِّ الاحتياج إليك، الإسلامُ يشتاقُ لعدلِك السماويّ، يغفو على حُلُمِ سيفِك البتّارِ لكلِّ الظُلام والأشرار، ينزفُ ألمًا مع كلِّ زفيرٍ لفقيرٍ، وأنين لمريضٍ، لم يَجِدوا عليًّا ينتشلُ أرواحَهم وهي على قيدِ الموتِ اليوميّ. نبحثُ عنك بين أبنيةِ التاريخ... شاهقٌ أنتَ تبدو كعمودٍ عملاقٍ، تستندُ على كتفيك خطوط الحضارة، ليسَ لكَ من مُنازعٍ، كلُّ مَن قبلِك ومَن بعدِك ــ خلا الخاتم (صلى الله عليه وآله) واولادك الطاهرين - تبتلِعُهم الضآلةُ، ويضيعون في دُجى منافستك. باتتِ الحياةُ من بعدِك مظلمةً سيّدي، لا نجِدُ فيها رونقًا، ويقودُنا الأملُ إلى شمسٍ خلفَ السُحُب، نترقَّبُ دِفأها، ويتآكلُنا الزمهريرُ، نلتمسُ عطفَها ويقتُلُنا الفراقُ، نطلبُ مجيئها والفرجُ لم يَحن! تعبْنا، ظُلِمْنا، وسُلبت حقوقُنا، هل من مجيء؟ كمْ مِن الليالي بعدَك ننتظِر، لم أقُلْ: أيامٌ، هي فقط، ليالٍ وحالكةٌ أيضًا! عفوًا أنتم النورُ ومِن بعدِكم لا أثرَ لضياءٍ فينا. أخافُ أنْ يُصيبَنا اليأسُ الملعون. باللهِ عليكَ يا أسطورةَ الكونِ، اسكبْ ماءَ لُطفِكَ على قلوبِنا المُتفطِّرة من جَورِ الزمان وفِتَنِه الشائكة، علّها تُشفى، عّلها تحيا حياةً لا يضرُّ معها أذى وألم.

اخرى
منذ 4 سنوات
329