تشغيل الوضع الليلي
نشاطاتٌ رمضانية للمرأة الشيعية (٩)
منذ 4 سنوات عدد المشاهدات : 467
بقلم: علوية الحسيني
الصحة
ركنٌ أساسيٌ آخر قد تغفل عنه بعض النساء في شهر رمضان خصوصًا, وفي الأشهر الأخرى عمومًا, وهي (الـصحة), التي هي عماد الإنسان المعين له على ممارسة كافة نشاطاته.
فينبغي أن تجعل له جانبًا من الأهمية, دفعًا للضرر الذي يصيب الجسم نتيجة اهمال الصحة, وانحدارها بالأمراض.
وانطلاقًا من حديث نبوي شريف ينبغي أن تلتفت المرأة إلى أنّها مسؤولة عمن ترعاهم, أو تكون بحكم الراعية لهم، روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، ...والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم" (1).
ورعاية المرأة -زوجةً كانت أو بنتًا أو أختًا- يجب أن تُفعّل, إذ الإسلام فرض عليها تفعيل دورها من عدّة نواحي, ومنها ناحية الرعاية, إذًا يتحتم عليها أن ترعى الأبناء والزوج, والوالدين, والأسرة.
وبما أنّ الرعاية مفهوم عام, فسوف يتم تسليط الضوء على أحد مصاديقها, وهي (الرعاية الصحية).
فيا أختاه! بإمكانك أن تفعّلي تلك الرعاية من خلال إعدادكِ للطعام في شهر رمضان خصوصًا, وفي الأشهر الأخرى عمومًا.
وحيث إنّ الصائم لا بد له من رعايةٍ صحيةٍ خاصة, فينبغي لكِ أن تراعي القواعد الصحية في طهي الطعام, وطرق تقديمه, وتقديم الأنفع على النافع منه.
ومن هنا ينبغي عليكِ أن تكوني كالخبير الصحي في الأطعمة؛ حتى تؤدي رعايتكِ الصحية حق الأداء, بالرجوع إلى ما اعتمد عليه خبراء التغذية مباشرةً, أو اتباع ارشاداتهم.
فبإمكانكِ أختاه قبل تقديم أيّ وجبة طعام أن تُراعي القواعد الصحية من حيث الفيتامينات, والتقديم والتأخير, وإمكان قرن أكلتين معًا, مع مراعاة التركيز على النقاط التالية:
1- بالنسبة لفوائد الأطعمة بإمكانكِ معرفتها من خلال الموروث الروائي الصادر عن أهل البيت (عليهم السلام), المجموع في كتاب اسمه "(الكافي), وذلك في جزئه الثالث تحديدًا" (2).
2- بالنسبة لوجبة الإفطار ينبغي مراعاة تقديم الطعام أوّلًا, ثم الأشربة -كالعصائر أو الشاي-؛ تطبيقًا لقاعدةٍ قرآنيةٍ صحيةٍ غذائية تقول: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَض} (3).
3- ضرورة طبخ الطعام الجيّد, والابتعاد عمّا يضر بصحة عائلتكِ, روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): "اعمل طعامًا، وتنوّق فيه" (4), والتنوّق هو المبالغة في الجودة.
ويدخل ضمن مراعاة جودة الطعام الصحي: التقليل من الدهون والأملاح التي تسبب أمراضًا لا تحمد عقباها, فينبغي عدم التفريط في الصحة ولو بأكلةٍ واحدة؛ يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): "كَمْ مِنْ أَكْلَة مَنَعَتْ أَكَلاَت" (5).
4- قد تحتمل الضرر أسرتكِ من أكلها بعض الطعام, رغم احتوائه على فوائد عظيمة, فهنا بإمكانكِ تعليمها الدعاء المروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في دفع احتمال الضرر من بعض الطعام؛ فيروى "أنّ الأصبغ بن نباتة دخل على أمير المؤمنين (عليه السلام) وقدّامه شواء, فقال له الإمام: ادن فكل, فقلت: يا أمير المؤمنين هذا لي ضارّ, فقال: ادن اُعلّمك كلمات لا يضرّك معهنّ شيء ممّا تخاف، قل: "بسم الله خير الأسماء ، بسم الله ملء الأرض والسماء ، الرحمن الرحيم ، الذي لا يضرُّ مع اسمه شيء ولا داء" (6).
5- لا تقدّمي الطعام الساخن جدًا؛ لزوال البركة منه, ومشاركة الشيطان فيه؛ حيث روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: "إنَّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) أُتي بطعام حارّ جدّاً ، فقال: ما كان الله ليطعمنا النار، أقرّوه حتّى يبرد ويمكن، فإنّه طعام ممحوق البركة، وللشيطان فيه نصيب" (7).
6- ذكّري أسرتكِ ببلوغ الصحة نصابها إذا تم الالتزام بمقدمات الطعام, كغسل اليدين قبل الطعام, والمضغ الجيد, وتصغير اللقمة, والأكل باليمين, وهذه, والمزيد غيرها كلّها سنن نبوية" (8).
7- ترك وجبة السحور قد تسبب خللاً في صحة الصائم, لذا حثّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على عدم تركها؛ روي عن علي (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: "تسحروا ولو على شربة ماء ...وقال (صلى الله عليه وآله) السحور بركة ولله ملائكة يصلون على المستغفرين بالأسحار وعلى المتسحرين" (9).
8- عليكِ مراعاة الاستنان بسنة النبي وآله (صلوات الله عليهم) في نوع الطعام عند الإفطار, ففعلهم ليس عبثًا, وبالتالي تشخيصهم لغذاء معيّن هو أكثر صحة؛ روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): "كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا افطر بدأ بحلواء يفطر عليها فان لم يجد فسكرة أو تمرات فإذا أعوز ذلك كله فماء فاتر وكان يقول ينقى المعدة والكبد ويطيب النكهة والفم ويقوى الأضراس ويقوى الحدق ويحد (يجلو - خ) الناظر ويغسل الذنوب غسلا ويسكن العروق الهايجة والمرة الغالبة ويقطع البلغم ويطفى الحرارة عن المعدة ويذهب بالصداع المقنعة" (10).
____________________
(1) بحار الأنوار: للعلامة المجلسي, ج72, ص38.
(2) الكافي: للشيخ الكليني, ج3, باب الأطعمة والأشربة.
(3) سورة البقرة: 187.
(4) وسائل الشيعة: للحر العاملي, ج24, باب استحباب اتخاذ الطعام ، وإجادته, ح1.
(5) نهج البلاغة, ج4, ص42.
(6) ظ: وسائل الشيعة: للحر العاملي, ج24, باب ما يستحبّ الدعاء به عند أكل الطعام الذي يخاف ضرره, ح1.
(7)المصدر نفسه, باب كراهة أكل الطعام الحار جداً ، واستحباب تركه حتى يبرد أو يمكّن ، وتذكر النار عنده, ح5.
(8) ظ: سنن النبي (صلى الله عليه وآله): للعلاّمة الطباطبائي, ب9, ص211.
(9) جامع أحاديث الشيعة: للمحقق البروجردي, ج9, ص253.
(10) المصدر نفسه, ص258.
اللهم أدم عافيتك علينا, ولا تبتلنا بما يقعسنا عن تكليفنا.
اخترنا لكم
اعترافٌ عابر!
احذرْ... لا تقتربْ.. لا تُحِكْ مكرك.... ستكسر قلبي... ولأنّي لن أبيعه بثمنٍ بخسٍ سأجلسُ على قارعة الانتظار التحفُ الأمل.. وانتظرُ.. سأصمدُ... ولن أكونَ ريشةً في مهبِّ الفتن
اخرىأمنياتٌ أم أهداف؟!
بقلم: رضا الله غايتي قلوبٌ تنبض بالكثير الكثير من الأمنيات، ونفوسٌ عطشى لتُحقق ما حلمت به من لحظات، وأرواحٌ تترقب برجاءٍ تارةً وقلقٍ وخوفٍ تارةً أخرى لما هو آتٍ، وعيونٌ أضناها الواقع الأليم وأرّقها الحزن المقيم لما تعانيه من حوادثٍ وأزمات، فسارع بعضها لتطالع وبكل شوقٍ ما قد ينشره المنجمون في مختلف المواقع والصفحات. مشاهدٌ مؤلمةٌ حقاً، لكني توقفت لأتأمل قليلاً، تُرى أيهما أشد أيلاماً، هل ما يعانيه معظم الناس من آلامٍ ومعاناة؟ أو السبل التي يلتجأ إليها بعضهم لحل مشاكلهم وتحقيق ما تراودهم من أمنيات؟ وجدتُ نفسي وإن أقررتُ بمرارة ألم المحزونين وقساوة ما يكابدونه من الأسى في هذه الحياة، أكاد بل أجزم أن سبل الحل التي يهرع إليها البعض لتغيير واقعهم نحو الأفضل لهي أعظم المأساة.. تُرى هل خُلِق الإنسان مسيّراً ليقف مكتوف اليدين لا يبذل من الجهد سوى التمني والتألم والحسرات؟ أو هل كان قاصراً ليُنصِّب النجوم وصيةً عليه يأتمر بأمرها وينتهي بنهيها في تسيير مختلف شؤونه في الحياة؟ أو هل كان زمام تغيير أحواله بيد سواه ليتظلم ويتألم مجسداً دور الضحية في مختلف السلوكيات؟ لا، وألف لا، وهيهات أن يكون ذلك المخلوق الدنيّ صنع الخالق العظيم القويّ، بل هو أكرم مخلوق لأعظم خالق، ما خلقه ليخوض غمار هذه الحياة إلا بعد أن بيّن له خارطة الطريق وزوّده بأذكى وأرقى الأدوات. فبالعقل الذي مكّن الإنسان أن يبتكر ما شاء الله من أدق الأجهزة وأعقد الآلات، يمكن أن يُحقَق به ما قد يُتصور أنه من المحال أو المعجزات، ولكن ليس بالسلبية والاقتصار على أحلام اليقظة وإطلاق الأمنيات، بل بتحويلها إلى أهداف والعمل الجاد على تحقيقها من خلال وضع ما يناسبها من برامج ومخططات. فالأمنية والهدف كلاهما أمرٌ مرغوبٌ به من قبل الانسان، إلا أن بينهما بونًا شاسعًا ربما كالفرق بين العدم والوجود. فالأمنية لا تعدو أن تكون مجرد رغبة تعيش في قلب الانسان وتحيا في مخيلته، وربما تتردد على لسانه، أو تقض مضجعه، لكن لا أثر لوجودها في الخارج، ولا سعي لتحصيلها على أرض الواقع. وأما الهدف فهو وإن كان رغبة كما الأمنية إلا أن له انعكاسات في الخارج تزداد شيئاً فشيئاً حتى يكلل بالتحقيق التام إن شاء مسبب الأسباب. ولكي يتحقق أي هدف من الأهداف على الوجه الأمثل مهما بدا لنا أنه هدفٌ يسير ــ كالدراسة اليومية مثلاً بالنسبة للطلبةــ لا بد أن تتوفر فيه شروط أهمها: أولاً: أن يكون الهدف مرتبطاً بالمرحلة التي يعيشها الانسان الهادف، فلا يصح مثلاً أن يكون هدف طالب الإعدادية هي دراسة علم الفلك؛ لأن ما يناسب مرحلته من أهداف هي دراسة مواده الدراسية والتمكن منها أولاً. ثانياً: أن يكون الهدف قابلاً للتحقيق: إذ من المحال أن يكون الهدف دراسة جميع المواد الدراسية في يوم واحد فقط. ثالثاً: أن يكون الهدف محدداً: ويتحدد في الدراسة مثلاً بتحديد المادة فيكون دراسة مادة الكيمياء مثلاً. رابعاً: أن يكون قابلاً للقياس: للتعرف إلى نسبة تحقيقه، فيكون الهدف: أن أدرس مادة الكيمياء الفصل الثاني الذي هو عبارة عن عشرين ورقة مثلاً. خامساً: أن يكون محدودًا بوقت؛ لأن الأهداف التي لا تحدد بوقت غالباً ما يؤجل تنفيذها مرة بعد أخرى حتى ينتهي الأمر بالفشل في تحقيقه، فيكون الهدف في مثالنا: ان أدرس الفصل الثاني من مادة الكيمياء من الساعة التاسعة وحتى الحادية عشرة صباحاً. وتختلف الأهداف في المدة الزمنية التي ينبغي رصدها لأجل تحقيقها، ولذا فهي على أقسام ثلاث: فمنها أهداف يستلزم تحقيقها زمنًا طويلًا، وجهدًا وفيرًا، وهي أهداف طويلة المدى تمتد لعشرين سنة أو أكثر. ومنها أهداف متوسطة المدى وتمتد لخمس سنوات، ويمكن للإنسان الهادف أن يستعين بهذه الأهداف كمقدمات أو مراحل لتحقيق الأهداف طويلة المدى. وبما أن هذه الأهداف هي الأخرى تقتضي مدة زمنية ليست بالقليلة لذا يمكن الاستعانة بالأهداف قصيرة المدى وهي أهداف سنوية. ومن الجدير بالذكر أن هناك عوامل مهمة لتحقيق الأهداف أهمها: الصبر والإصرار وتكرار المحاولة مع تحري الطرق المختلفة والسبل المتنوعة في كل مرة حتى تحقيق الهدف، فقد نُقل أن أديسون حاول مائتين وواحدًا ستين محاولة (بل قيل: 999 محاولة) حتى نجح في ابتكار المصباح، وكل محاولة كان يأتي بها بشكل مغاير عن المحاولات السابقة. وبما أن أرقى الأمنيات هي أمنيات المؤمنين، فكم هو جميل أن ينقلوا تلك الأمنيات السامية إلى عالم الأهداف، فتتحد الأيادي البيضاء، وتسرع النفوس في سبيل التزكية، وتتنافس الهمم العالية، وتتسابق العزائم نحو الكرائم، ، وتستبق القلوب نحو الخيرات. وتنطلق الأرواح للرقي في الدرجات، عندئذٍ يحصدون كل خير. هذا وقد ذكرت بعض الروايات بعضًا من جوانبه منها ما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): "يا ابن جندب لو أن شيعتنا استقاموا لصافحتهم الملائكة ولأظلهم الغمام و لأشرقوا نهارا و لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ولما سألوا الله شيئا إلا أعطاهم"(1). كما ورد في توقيع له (عجل الله فرجه):" ولو أن أشياعنا وفقهم الله لطاعته على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا. و لتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق المعرفة وصدقها منهم بنا ، فما يحبسنا عنهم إلا ما يتصل بنا مما نكرهه ولا نؤثره منهم"(2). ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) تحف العقول ص303 (2) معجم أحاديث المهدي ج5 ص463و464
اخرىأختي الزينبية: حجابُكِ تجسيدٌ لولائكِ...
ملاحظات حول الحجاب السلوكي أولاً: ملاحظات حول المشي: للاعتقاد الأثر البالغ في السلوك بقطع النظر عن مدى إيجابيته من عدمها، ولو تأملنا في الاعتقادات الاسلامية قليلاً لوجدناها كلها تدفع بالإنسان نحو السلوك الحسن والتصرف الإيجابي والأفعال الحميدة والأعمال الصالحة، أبرزها الاعتقاد أننا أينما كنا وأينما حللنا وفي أي وقتٍ كنا وعلى أيِّ حال صرنا فإننا في حضرة الله (تبارك وتعالى)، ولو وضعنا آيةً واحدة فقط مكوّنة من خمس كلماتٍ فقط نصب أعيننا لكان الاعتقاد بها كفيلاً بتصحيح سلوكنا طيلة حياتنا وهي قوله (تعالى): أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) العلق 14 فيا عزيزتي الغالية، وأنت تخطين خطواتكِ المباركة لزيارة السبط الشهيد (عليه السلام)، دعي قلبكِ يستنير بهذا الشعور الجميل، الشعور بأنكِ بحضرة الله (تبارك وتعالى)؛ لينعكس نوره على حركاتك وسكناتك، فلا تتحركين إلا بما يُرضي الشرع ولا تسكنين إلا طاعةً لرب العالمين.. ومن المعلوم أن زيارة الامام (عليه السلام) مشياً على الأقدام لا تكون إلا في الطرقات العامة، أي تكون المرأة طيلة مشيها ذلك في مرأى من الأجانب، وعليه أختي الزائرة لابد من أن تحجِّبي سلوككِ، أي تمتنعين عن كل ما يثير الافتتان بكِ مهما كان يسيراً في نظركِ، وإن كانت نيتكِ سليمة أو لم تكوني تقصدين بالإتيان به إثارة غيركِ أو لفت أنظاره.. فإذا مشيتِ أختي العزيزة فحاولي أن تمشي ضمن مثيلاتكِ في الطريق الذي يخلو من الرجال أو يقل تواجدهم فيه نسبياً، ولتكن مشيتكِ بسكينةٍ ووقار وكأنكِ تنظرين السيدة الزهراء (سلام الله عليها ) أمام ناظريكِ وتقلدينها في مشيتها، وقد ترين وأنتِ في طريقكِ من تحشر نفسها بين الرجال الأجانب، فهذه فرصتكِ أختاه المؤمنة لتنبيهها بلطفٍ ولباقة بأن هذا الوضع لا يليق بالمؤمنات العفيفات، واحرصي على أن تقدِّمي لها البديل كأن توجهي إليها دعوة بالانضمام اليكِ أو تدلّيها على طريقٍ آخر، أو توضحي لها أن التأخر في الوصول الى الامام الحسين (عليه السلام) أو عدم قطع كل المسافة لهو الخيار الأصوب؛ لأنه يحافظ على واجب شرعي وهو (حجابكِ)، كما يحافظ على ثواب المستحب الذي تعبتِ من أجله وهو (زيارتك)، بخلاف خيار التدافع مع الرجال الذي يفقدكِ ثواب المستحب، بل ويحملِّكِ وزر التهاون في أداء الواجب. ومما لاشك فيه ــ أختي المؤمنة ــ أنكِ لحريصة على ستركِ وحجابكِ، ولذا تتمسكين بعباءتكِ خشيةَ أن تنفتح أثناء المسير، ولكن حماكِ الله وأيّدكِ قد تجدين من فاتها هذا الأمر أو تهاونت به لسببٍ أو لآخر، فحاولي توجيهها بكل رفق ولين، وإياكِ أن تكوني سبباً في نفور إحداهن من الدين.. ومن اللطيف أن تحملي معكِ أختي الموالية بعضاً من الدبابيس والخيوط والإبر لتعيني أخواتكِ على إحكام غلق عباءاتهن بواسطة تلك الوسائل البسيطة وبلا شك ستنالين الثواب الجزيل من الله الكريم والمكانة الرفيعة عند سيدتك العقيلة.. وأنتِ أختي الحبيبة كان الله في عونكِ فلكَمْ تعبتِ في قطع هذا الطريق حباً وتقرّباً لسيدكِ ومولاكِ أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، أفيُعقل أن ترضي بأن تؤذي قلب سيدكِ وأنتِ التي ذرفتِ الدموع تلو الدموع حزناً عليه؟! أم هل تتقبلين أن يُعرض بوجهه الكريم عنكِ وأنتِ التي لتراب قبره كم تمنيتِ لو تقبلين؟! فلا تدعي من تهاونكِ في التمسك بطرفي عباءتكِ وإهمال إحكام حجابكِ أن يقف سداً منيعاً بينك وبين إمامكِ وشفيعكِ.. وإن كان هذا الأمر يصعب عليكِ فمن المستحسن أن تستعيني بالدبابيس أو (الطباقيات) على ذلك، وحينها تضمنين أن العباءة ستكون ساترة لتمام بدنكِ إن شاء الله.. وأثناء مسيركِ المبارك أختي المصونة قد يسقط من يديكِ شيئ ما فتضطرين إلى حمله، فحاولي أن تستعيني بمن معكِ من الصغار لأجل ذلك، وإن لم يكن معكِ من الصغار أحد فحاولي أن لا تنحني عليه بل اجلسي لترفعيه من الأرض، فإن ذلك أقرب إلى الستر والحجاب.. وأما بعد إكمالكِ الزيارة ــ وفقكِ الله أختي المؤمنة وتقبل منكِ ــ فالمرجو منكِ أن تتريثي قليلاً ولا تستعجلي في العودة إلى منزلكِ لئلا تقعي في إشكالية الاختلاط مع الرجال ومحذور احتمال وقوع المنافيات الشرعية ــ لا سمح الله ــ حتى تجدي وسيلة نقلٍ تأمنين فيه على حجابكِ وتحفظين فيها كرامتكِ ... ثانياً: ملاحظات حول الصوت والكلام تميّز الامامية بإحياء مناسبات أئمتهم في الأفراح والأحزان، ولا يقتصر إحياؤهم لتلك المناسبات على مشاركتهم لأئمتهم في فرحهم ومواساتهم في حزنهم وحسب، بل هي بمنزلة تجديد العهد والولاء بالتمسك بمنهجهم المبارك (عليهم السلام) والاقتداء بسيرتهم العطرة أيضاً، وزيارة الأربعين للإمام الحسين (عليه السلام) ــ أختي العزيزة ــ كواحدةٍ من تلك المناسبات الدينية لا بدَّ أن تأخذي بنظر الاعتبار فيها كلا الأمرين ، فتواسين أهل البيت (عليهم السلام) بهذه الفاجعة المؤلمة أولاً، وتعاهدينهم على التمسك بمنهجهم الحق ثانياً، وكلا الأمرين باطني ولكن لابد أن ينعكسا على الظاهر، بحيث تترجمهما الجوارح بكل وضوح، وتجسدهما الأعضاء بكل جلاء.. ومن أهم صور تجسيد تجديد الولاء أختي الموالية هو عدم رفع المرأة لصوتها أثناء حديثها، فإذا تحدثتِ أختي المؤمنة حاولي أن تخفضي من صوتكِ، ولكِ في السيدة زينب (سلام الله عليها) قدوة وأسوة، إذ طيلة مكوثها في بيت أبيها لم يُسمَع لها صوت. وإنه لمن الصحيح ــ أختي الفاضلة ــ أن تتجنبي الحديث إلى الرجال الأجانب بغير ضرورة، فإن دعتكِ الضرورة إلى الحديث إليهم فتمسّكي بآداب حديث المؤمنات الوارد في القرآن الكريم إذ قال (تعالى): فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) (الأحزاب 32)، وقد جمعت هذه الآية المباركة آداب الحديث في نقطتين: طريقة الحديث، ومحتواه. فأما طريقة الحديث فينبغي على المرأة المؤمنة التحدث بشكل لائق ومُرضٍ لله (تعالى) ورسوله (صلى الله عليه وآله) وذلك بالتزام الاسلوب الاعتيادي في الحديث وعدم التشبه بالنساء المتميّعات اللاتي (يسعين من خلال حديثهنّ المليء بالعبارات المحرّكة للشهوة، والتي قد تقترن بترخيم الصوت وأداء بعض الحركات المهيّجة، أن يدفعن ذوي الشهوات إلى الفساد وارتكاب المعاصي)( التفسير الأمثل ج13 ص234) وأما محتوى الحديث فقد عبّر الله (تعالى) عنه بالقول المعروف: وله معنى واسع يتضمّن بالإضافة إلى ما تقدّم نفي (كلّ قول باطل لا فائدة فيه ولا هدف من ورائه، وكذلك .. المعصية وكلّ ما خالف الحقّ)(نفس المصدر). وقد عبّر القرآن الكريم عن القول الذي ينبغي أن تلتزم به نساء النبي (صلى الله عليه وآله) بـ (القول بالمعروف) دفعاً لما قد يُتصوَر أنّ تعامل نساء النّبي (صلى الله عليه وآله) مع الأجانب ينبغي أن يكون مؤذياً وجارحاً وبعيداً عن الأدب الإسلامي، فعبّرت الآية بالمعروف لتبيَن وجوب أن يكون الحديث بأدب يليق بهنّ، بحيث يخلو من كل صفة مهيّجة وفي الوقت نفسه يتّسم بالأدب والبعد عن الإيذاء.. وهذا حد الاعتدال في الحديث الى الأجانب الذي ينبغي لكل مؤمنةٍ أن تتمسك به.. ثالثاً: ملاحظات حول المبيت والاستراحة والطعام رحلة الزيارة إلى الامام الحسين (عليه السلام) مشياً على الأقدام لا تخلو من العناء المادي كما هو معلوم، وعليه فللجسم حق الراحة والتزوّد للتقوّي على العبادة وإكمال المسيرة، ومن هنا قام لفيف من الرجال المؤمنين والنساء المؤمنات بنصب مواكب أو بناء حسينيات لغرض استراحة الزائرين والزائرات فيها، مهيئين ــ جزاهم الله خير الجزاء وجزاهن ــ كل ما يحتاجه الزائرون و ما تحتاجه الزائرات من وسائل الراحة.. فيا أختي المؤمنة حاولي أن لا تستريحي على الطرقات أو في الساحات المكشوفة أو على المقاعد المخصصة للجلوس في الشارع حيث تكوني في معرض أنظار الرجال الأجانب، وإن كنتِ بحاجة إلى استراحة خفيفة وقصيرة لا تتجاوز دقائق معدودة مثلاً فلا بأس بالجلوس على تلك المقاعد على أن تختاري البعيد منها عن الأنظار ولتكن جلستكِ بكل وقار وبكامل ستركِ وحجابكِ. كما يفضل أن تحتاطي ولا تستريحي فضلاً عن المبيت في داخل البيوت إلا إذا قطعتِ أنكِ ستكونين بمأمنٍ على نفسكِ وستركِ وشرفكِ، ولعل المكان الأكثر أمناً للزائرات هو المواكب والحسينيات المعدّة للنساء والموجودة على طريق الزائرين؛ لأنها تتوفر على كل ما يحتجن إليه الزائرات من جهة، ويكنَّ فيها أكثر حريةّ حيث لا يتقيدن فيها كثيراً لاقتصارها على النساء من جهةٍ أخرى. ولكن مع ذلك لا بد أن تستفيدي من نباهتك أختي المؤمنة فقد يدخل هذه المواكب والحسينيات بعض الصبيان المميزين لكونهم برفقة أمّهاتهم غالباً، فحاولي التقيد بالحجاب المناسب أمامهم وتنبيه من معكِ من الأخوات الى ذلك أو أن تقومي بالاتفاق مع صاحبة الموكب أو الحسينية لتوفر لهم مكاناً منعزلاً عن النساء، بعد استثمار حكمتكِ ورفقكِ في الحديث إلى والدتهم واقناعها بذلك.. وأما بالنسبة الى الطعام، فحاولي أختي العزيزة أن تكون استراحتكِ في إحدى الحسينيات أو المواكب المعدة للنساء قبل أذاني الظهر والمغرب بنصف ساعة على أقل التقادير لتتمكني من غسل يديك والوضوء والتهيؤ للصلاة والراحة وتناول الطعام، وأما الإفطار الصباحي فحاولي أن تتناوليه داخل الحسينية أو الموكب قبل مغادرتك وإن تأخر عليكِ قليلاً لأن ذلك أفضل بالتأكيد من تناولكِ للطعام بمرأى من الرجال الأجانب.. ولشدة حب الموالين للإمام الحسين (عليه السلام) فإنهم يقومون بتوزيع الوجبات الخفيفة والفواكه والعصائر وما شابه ذلك بين الوجبات الرئيسية على الزائرين والزائرات وغالباً ما يتم التوزيع في الطريق، فحاولي أختاه أن تثبتي للإمام الحسين (عليه السلام) أنت أيضاً حبكِ له بالحفاظ على حجابكِ من خلال عدم مزاحمة الزائرين أو التدافع مع الزائرات من أجل وجبةٍ غالباً ما تكونين لستِ بحاجةٍ ماسةٍ إليها. وأما إن كان السبيل إليها سهلاً ولا يؤثر على حجابكِ وأعجبكِ تناولها فلا بأس طالما ستختارين أختي المصونة محلاً بعيداً عن الأنظار أو داخل إحدى الحسينيات والمواكب لتناول الوجبة.. ولا تنسي أختاه المؤمنة أن تأخذي من الطعام ما يناسب حاجتكِ إليه لئلا تضطري إلى رمي المتبقي منه فتأثمي ــ لا سمح الله ــ، وتذكري دائماً وذكّري من كان بحاجة إلى الذكرى بقوله (تعالى): إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27) (الاسراء 27). فإن تناولتِ طعامكِ هنيئاً مريئاً لا تنسي أختي الفاضلة أن تحافظي على نظافة المكان كما أنتِ مواظبة على ذلك في المنزل، وذكّري من حولكِ أن طريق الامام الحسين (عليه السلام) طريق مبارك، فليس من الصحيح أن ترمى فيه النفايات ومخلفات الطعام.. وقد يصادفك بعض باعة الكرزات وما شاكل ذلك من الحلوى، فانتبهي أختاه وفقكِ الله أنكِ لستِ في نُزهة أو سفرةٍ لتغيير الجو وتحسين المزاج لتتسلي بتناول هذه المأكولات، بل تذكري دائماً أيّدكِ الله وذكّري أخواتكِ المؤمنات بأسلوب رقيق وعذب أن الزيارة لأجل المواساة ولا تتفق التسلية بمثل هذه الأمور مع المواساة قطعاً.. رضا الله غايتي
اخرىالتعليقات
يتصدر الان
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
يستشهد الكثير من الناس ــ وحتى بعض المثقفين ــ بقول:" لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع فإن الخير فيها دخيل وعاشر نفساً جاعت بعد شبع فإن الخير فيها أصيل" على أنه من أقوال أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، كما يستشهدون أيضاً بقولٍ آخر ينسبونه إليه (عليه السلام) لا يبعد عن الأول من حيث المعنى:"اطلبوا الخير من بطون شبعت ثم جاعت لأن الخير فيها باق، ولا تطلبوا الخير من بطون جاعت ثم شبعت لأن الشح فيها باق"، مُسقطين المعنى على بعض المصاديق التي لم ترُق افعالها لهم، لاسيما أولئك الذين عاثوا بالأرض فساداً من الحكام والمسؤولين الفاسدين والمتسترين عل الفساد. ونحن في الوقت الذي نستنكر فيه نشر الفساد والتستر عليه ومداهنة الفاسدين نؤكد ونشدد على ضرورة تحرّي صدق الأقوال ومطابقتها للواقع وعدم مخالفتها للعقل والشرع من جهة، وضرورة التأكد من صدورها عن أمير المؤمنين أبي الأيتام والفقراء (عليه السلام) أو غيرها من المعصومين (عليهم السلام) قبل نسبتها إليهم من جهة أخرى، لذا ارتأينا مناقشة هذا القول وما شابه معناه من حيث الدلالة أولاً، ومن حيث السند ثانياً.. فأما من حيث الدلالة فإن هذين القولين يصنفان الناس الى صنفين: صنف قد سبق له أن شبع مادياً ولم يتألم جوعاً، أو يتأوه حاجةً ومن بعد شبعه جاع وافتقر، وصنف آخر قد تقلّب ليله هماً بالدين، وتضوّر نهاره ألماً من الجوع، ثم شبع واغتنى،. كما جعل القولان الخير متأصلاً في الصنف الأول دون الثاني، وبناءً على ذلك فإن معاشرة أفراد هذا الصنف هي المعاشرة المرغوبة والمحبوبة والتي تجرّ على صاحبها الخير والسعادة والسلام، بخلاف معاشرة أفراد الصنف الثاني التي لا تُحبَّذ ولا تُطلب؛ لأنها لا تجر إلى صاحبها سوى الحزن والندم والآلام... ولو تأملنا قليلاً في معنى هذين القولين لوجدناه مغايراً لمعايير القرآن الكريم بعيداً كل البعد عن روح الشريعة الاسلامية ، وعن المنطق القويم والعقل السليم ومخالفاً أيضاً لصريح التاريخ الصحيح، بل ومخالف حتى لما نسمعه من قصص من أرض الواقع أو ما نلمسه فيه من وقائع.. فأما مناقضته للقرآن الكريم فواضحة جداً، إذ إن الله (تعالى) قد أوضح فيه وبشكلٍ جلي ملاك التفاضل بين الناس، إذ قال (عز من قائل):" يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)"(1) جاعلاً التقوى مِلاكاً للتفاضل، فمن كان أتقى كان أفضل، ومن البديهي أن تكون معاشرته كذلك، والعكس صحيحٌ أيضاً. وعليه فإن من سبق حاجتُه وفقرُه شبعَه وغناه يكون هو الأفضل، وبالتالي تكون معاشرته هي الأفضل كذلك فيما لو كان تقياً بخلاف من شبع وكان غنياً ، ثم افتقر وجاع فإنه لن يكون الأفضل ومعاشرته لن تكون كذلك طالما كان بعيداً عن التقوى. وأما بُعده عن روح الشريعة الإسلامية فإن الشريعة لطالما أكدت على أن الله (سبحانه وتعالى) عادلٌ لا جور في ساحته ولا ظلمَ في سجيته، وبالتالي لا يمكن أن يُعقل إطلاقاً أن يجعل البعض فقيراً ويتسبب في دخالة الخير في نفوسهم، التي يترتب عليها نفور الناس من عشرتهم، فيما يُغني سواهم ويجعل الخير متأصلاً في نفوسهم بسبب إغنائه إياهم ليس إلا ومن ثم يتسبب في كون الخير متأصلاً في نفوسهم، وبالتالي حب الناس لعشرتهم. فإن ذلك مخالف لمقتضى العدل الإلهي لأنه ليس بعاجزٍ عن تركه ولا بمُكره على فعله، ولا محب لذلك لهواً وعبثاً (تعالى عن كل ذلك علواً كبيراً). كما إن تأصل الخير في نفوس بعض الناس ودخالته في نفوس البعض الآخر منهم بناءً على أمر خارج عن إرادتهم واختيارهم كـ(الغنى والشبع أو الجوع والفقر) إنما هو أمرٌ منافٍ لمنهج الشريعة المقدسة القائم على حرية الانسان في اختياره لسبيل الخير والرشاد أو سبيل الشر والفساد، قال (تعالى):" إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3)"(2) بل إن الانسان أحياناً قد يكون فقيراً بسبب حب الله (تعالى) له، كما ورد في الحديث القدسي: "أن من عبادي من لا يصلحه إلا الغنى فلو أفقرته لأفسده ذلك و أن من عبادي من لا يصلحه إلا الفقر فلو أغنيته لأفسده ذلك"(3) وهل يمكن ان نتصور أن الخيرَ دخيلٌ فيمن يحبه الله (تعالى) أو إن معاشرته لا تجدي نفعا، أو تسبب الهم والألم؟! نعم، ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام):"اِحْذَرُوا صَوْلَةَ اَلْكَرِيمِ إِذَا جَاعَ وَ اَللَّئِيمِ إِذَا شَبِعَ"(4) ولا يقصد به الجوع والشبع المتعارف عليه لدى الناس، وإنما المراد منه: احذروا صولة الكريم إذا اُمتُهِن، واحذروا صولة اللئيم إذا أكرم، وفي هذا المعنى ورد عنه (عليه السلام) أيضاً: "احذروا سطوة الكريم إذا وضع و سورة اللئيم إذا رفع"(5) وأما العقل السليم والمنطق القويم فإنهما يقتضيان أن تتأصل صفة الخير في الإنسان لملكاتٍ حميدة يتسم بها وصفات فضيلة يتميز بها، لا أن تتأصل صفة الخير في نفسه لمجرد أنه ولد في أسرة تتمتع بالرفاهية الاقتصادية ووجد في بيئة تتنعم بالثروات المادية! وعند مراجعتنا للتاريخ الصحيح نجد أن قادة البشر وصفوة الناس إنما كان أغلبهم ينتمي الى الطبقات الفقيرة من المجتمع، فهؤلاء الأنبياء ورسل الله (صلوات الله عليهم) منهم من كان نجاراً أو خياطاً أو راعياً، ومع ذلك فقد كانوا من أطيب الناس خلقاً، وأعظمهم شرفاً، وأرفعهم منزلةً، قد تأصّل الخير في نفوسهم تأصّلاً حتى غدوا قطعة منه، فكانوا هم الخير للبشر، وهم الرحمة للعالمين. وبالنزول إلى أرض الواقع نجد أن الكثير من الفقراء والمساكين طيبي الروح، كريمي النفس، يتألمون لألم المحتاج ولربما يؤثرونه على أنفسهم رغم حاجتهم. ولا نقصد من كلامنا هذا أن الأغنياء هم على نقيض ذلك، وإنما تأكيداً على مسألة عدم ارتباط تأصل الخير في النفوس وعدمه بمستواهم الاقتصادي الذي نشأوا فيه ارتباط العلة والمعلول، فكما إن بعض الفقراء أخيار، فإن بعض الأغنياء كذلك، والعكس صحيح أيضاً. ومن هنا يُفهم من بعض الروايات ضرورة عدم طلب الخير والحاجات ممن هم أهل للخير بقطع النظر عن مستواهم المعاشي الحالي والسابق، منها ما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام):"أشد من الموت طلب الحاجة من غير أهلها"(5)، وعنه (عليه السلام) أيضاً: "فوت الحاجة أهون من طلبها إلى غير أهلها"(6) إذن فلا صحة لهاتين المقولتين من حيث الدلالة، حتى وإن تنزلنا وحملنا الجوع والشبع على المعنى المعنوي لا المادي؛ وذلك لأنه حتى من يفتقر الى الأخلاق المعنوية فإنه ما إن يتكامل بالفضائل ويقلع عن الرذائل حتى يتسم بالخير وتحسن عشرته وتطيب للناس صحبته، والعكس صحيحٌ أيضا.. ومن البديهي أن ما لا يوافق العقل والمنطق السليم، ويخالف صريح القرآن الكريم، لا يمكن أن يصدر من وصي الرسول الكريم (صلوات الله عليهما وآلهما)، وعليه لا تصح نسبة هذين القولين الى أمير المؤمنين (عليه السلام).. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الحجرات 13 (2) الانسان 3 (3) عوالي الآلي ج2 ص29 (4) غرر الحكم ج1 227 (5) المدر السابق ج1 ص246 (6) ميزان الحكمة ج4 ص 238 رضا الله غايتي
اخرىبين طيبة القلب وحماقة السلوك...
خلق الله الأشياء كلها في الحياة ضمن موازين وقياسات... فالزيادة أو النقيصة تسبب المشاكل فيها. وهكذا حياتنا وأفعالنا وعواطفنا لا بد أن تكون ضمن موازين دقيقة، وليست خالية منها، فالزيادة والنقيصة تسبب لنا المشاكل. ومحور كلامنا عن الطيبة فما هي؟ الطيبة: هي من الصفات والأخلاق الحميدة، التي يمتاز صاحبها بنقاء الصدر والسريرة، وحُبّ الآخرين، والبعد عن إضمار الشر، أو الأحقاد والخبث، كما أنّ الطيبة تدفع الإنسان إلى أرقى معاني الإنسانية، وأكثرها شفافية؛ كالتسامح، والإخلاص، لكن رغم رُقي هذه الكلمة، إلا أنها إذا خرجت عن حدودها المعقولة ووصلت حد المبالغة فإنها ستعطي نتائج سلبية على صاحبها، كل شيء في الحياة يجب أن يكون موزوناً ومعتدلاً، بما في ذلك المحبة التي هي ناتجة عن طيبة الإنسان، وحسن خلقه، فيجب أن تتعامل مع الآخرين في حدود المعقول، وعندما تبغضهم كذلك وفق حدود المعقول، ولا يجوز المبالغة في كلا الأمرين، فهناك شعرة بين الطيبة وحماقة السلوك... هذه الشعرة هي (منطق العقل). الإنسان الذي يتحكم بعاطفته قليلاً، ويحكّم عقله فهذا ليس دليلاً على عدم طيبته... بالعكس... هذا طيب عاقل... عكس الطيب الأحمق... الذي لا يفكر بعاقبة أو نتيجة سلوكه ويندفع بشكل عاطفي أو يمنح ثقة لطرف معين غريب أو قريب... والمبررات التي يحاول إقناع نفسه بها عندما تقع المشاكل أنه صاحب قلب طيب. الطيبة لا تلغي دور العقل... إنما العكس هو الصحيح، فهي تحكيم العقل بالوقت المناسب واتخاذ القرار الحكيم الذي يدل على اتزان العقل، ومهما كان القرار ظاهراً يحمل القسوة أحياناً لكنه تترتب عليه فوائد مستقبلية حتمية... وأطيب ما يكون الإنسان عندما يدفع الضرر عن نفسه وعن الآخرين قبل أن ينفعهم. هل الطيبة تصلح في جميع الأوقات أم في أوقات محددة؟ الطيبة كأنها غطاء أثناء الشتاء يكون مرغوباً فيه، لكنه اثناء الصيف لا رغبة فيه أبداً.. لهذا يجب أن تكون الطيبة بحسب الظروف الموضوعية... فالطيبة حالة تعكس التأثر بالواقع لهذا يجب أن تكون الطيبة متغيرة حسب الظروف والأشخاص، قد يحدث أن تعمي الطيبة الزائدة صاحبها عن رؤيته لحقيقة مجرى الأمور، أو عدم رؤيته الحقيقة بأكملها، من باب حسن ظنه بالآخرين، واعتقاده أن جميع الناس مثله، لا يمتلكون إلا الصفاء والصدق والمحبة، ماي دفعهم بالمقابل إلى استغلاله، وخداعه في كثير من الأحيان، فمساعدة المحتاج الحقيقي تعتبر طيبة، لكن لو كان المدّعي للحاجة كاذباً فهو مستغل. لهذا علينا قبل أن نستخدم الطيبة أن نقدم عقولنا قبل عواطفنا، فالعاطفة تعتمد على الإحساس لكن العقل أقوى منها، لأنه ميزان يزن الأشياء رغم أن للقلب ألماً أشد من ألم العقل، فالقلب يكشف عن نفسه من خلال دقاته لكن العقل لا يكشف عن نفسه لأنه يحكم بصمت، فالطيبة يمكن أن تكون مقياساً لمعرفة الأقوى: العاطفة أو العقل، فالطيّب يكون قلبه ضعيفاً ترهقه الضربات في أي حدث، ويكون المرء حينها عاطفياً وليس طيباً، لكن صاحب العقل القوي يكون طيباً أكثر من كونه عاطفياً. هل الطيبة تؤذي صاحبها وتسبب عدم الاحترام لمشاعره؟ إن الطيبة المتوازنة المتفقة مع العقل لا تؤذي صاحبها لأن مفهوم طيبة القلب هو حب الخير للغير وعدم الإضرار بالغير، وعدم العمل ضد مصلحة الغير، ومسامحة من أخطأ بحقه بقدر معقول ومساعدة المحتاج ... وغيرها كثير. أما الثقة العمياء بالآخرين وعدم حساب نية المقابل وغيرها فهذه ليست طيبة، بل قد تكون -مع كامل الاحترام للجميع- غباءً أو حماقة وسلوكاً غير عقلاني ولا يمت للعقل بصلة. إن المشكلة تقع عند الإنسان الطيب عندما يرى أن الناس كلهم طيبون، ثم إذا واجهه موقف منهم أو لحق به أذى من ظلم أو استغلال لطيبته، تُغلق الدنيا في وجهه، فيبدأ وهو يرى الناس الطيبين قد رحلوا من مجتمعه، وأن الخير انعدم، وتحصل له أزمة نفسية أو يتعرض للأمراض، لأن الطيّب يقدم الإحسان للناس بكل ما يستطيع فعله، ويقدّم ذلك بحسن نية وبراءة منه، فهو بالتالي ينتظر منهم الرد بالشكر أو المعاملة باللطف على الأقل... صحيح أن المعروف لوجه الله، ولكن من باب: من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق، لذلك يتأذى عندما يصدر فعل من الشخص الذي كان يعامله بكل طيب وصدق. هل الطيبة والصدق من علامات ضعف الشخصية؟ الكثير من الناس يصف طيب القلب بأنه ضعيف الشخصية، لأنه يتصف بعدم الانتقام ممن ظلمه، والصفح عنه عند رجوعه عن الخطأ، وأنه لا يحب إيقاع الآخرين بالمشاكل؛ لأنه مقتنع أن الله سيأخذ له حقه. والحقيقة هي أن الصدق والطيبة وحسن الظن بالآخرين ليست ضعف شخصية، بل هي من الأخلاق الراقية وهي تزيد صاحبها سمواً وجمالاً روحياً، وليس من المعيب أن يمتلك الإنسان الطيبة بل العيب في من لا يُقدّر هذه الطيبة ويعطيها حقها في التعامل بالمثل. فالمشكلة الأساسية ليست في الطيبة، إنما في استغلال الآخرين لهذه الطيبة، نتيجة لعدم عقلنة قراراتنا والاعتماد على عواطفنا بشكل كلي. فالصدق والطيبة حسب المنطق والعقل، ولها فوائد جمة للنفس ولعموم أفراد المجتمع، فهي تحصين للشخص عن المعاصي، وزيادة لصلة الإنسان بربه، وتهذيب للنفس والشعور بالراحة النفسية، فالصادق الطيب ينشر المحبة بين الناس، وهذا يعزّز التماسك الاجتماعي وتقويته من سوء الظنون والحقد، وهذا التعامل أكّدت عليه جميع الشرائع السماوية، ولو تأمّلنا تاريخ وأخلاق الأنبياء والأوصياء لوجدنا كل ما هو راقٍ من الأخلاق والتعامل بالطيبة والصدق... حنان الزيرجاوي
اخرىلا تقاس العقول بالأعمار!
(لا تقاس العقول بالأعمار، فكم من صغير عقله بارع، وكم من كبير عقله فارغ) قولٌ تناولته وسائل التواصل الاجتماعي بكل تقّبلٍ ورضا، ولعل ما زاد في تقبلها إياه هو نسبته الى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ولكننا عند الرجوع إلى الكتب الحديثية لا نجد لهذا الحديث أثراً إطلاقاً، ولا غرابة في ذلك إذ إن أمير البلاغة والبيان (سلام الله وصلواته عليه) معروفٌ ببلاغته التي أخرست البلغاء، ومشهورٌ بفصاحته التي إعترف بها حتى الأعداء، ومعلومٌ كلامه إذ إنه فوق كلام المخلوقين قاطبةً خلا الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ودون كلام رب السماء. وأما من حيث دلالة هذه المقولة ومدى صحتها فلابد من تقديم مقدمات؛ وذلك لأن معنى العقل في المفهوم الإسلامي يختلف عما هو عليه في الثقافات الأخرى من جهةٍ، كما ينبغي التطرق الى النصوص الدينية الواردة في هذا المجال وعرضها ولو على نحو الإيجاز للتعرف إلى مدى موافقة هذه المقولة لها من عدمها من جهةٍ أخرى. معنى العقل: العقل لغة: المنع والحبس، وهو (مصدر عقلت البعير بالعقال أعقله عقلا، والعِقال: حبل يُثنَى به يد البعير إلى ركبتيه فيشد به)(1)، (وسُمِّي العَقْلُ عَقْلاً لأَنه يَعْقِل صاحبَه عن التَّوَرُّط في المَهالِك أَي يَحْبِسه)(2)؛ لذا روي عنه (صلى الله عليه وآله): "العقل عقال من الجهل"(3). وأما اصطلاحاً: فهو حسب التصور الأرضي: عبارة عن مهارات الذهن في سلامة جهازه (الوظيفي) فحسب، في حين أن التصوّر الإسلامي يتجاوز هذا المعنى الضيّق مُضيفاً إلى تلك المهارات مهارة أخرى وهي المهارة العبادية. وعليه فإن العقل يتقوّم في التصور الاسلامي من تظافر مهارتين معاً لا غنى لأحداهما عن الأخرى وهما (المهارة العقلية) و(المهارة العبادية). ولذا روي عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنه عندما سئل عن العقل قال :" العمل بطاعة الله وأن العمّال بطاعة الله هم العقلاء"(4)، كما روي عن الإمام الصادق(عليه السلام)أنه عندما سئل السؤال ذاته أجاب: "ما عُبد به الرحمن، واكتسب به الجنان. فسأله الراوي: فالذي كان في معاوية [أي ماهو؟] فقال(عليه السلام): تلك النكراء، تلك الشيطنة، وهي شبيهة بالعقل وليست بالعقل"(5) والعقل عقلان: عقل الطبع وعقل التجربة، فأما الأول أو ما يسمى بـ(الوجدان الأخلاقي) فهو مبدأ الادراك، وهو إن نَما وتطور سنح للإنسان فرصة الاستفادة من سائر المعارف التي يختزنها عن طريق الدراسة والتجربة وبالتالي يحقق الحياة الإنسانية الطيبة التي يصبو اليها، وأما إن وهن واندثر لإتباع صاحبه الأهواء النفسية والوساوس الشيطانية، فعندئذٍ لا ينتفع الانسان بعقل التجربة مهما زادت معلوماته وتضخمت بياناته، وبالتالي يُحرم من توفيق الوصول إلى الحياة المنشودة. وعقل التجربة هو ما يمكن للإنسان اكتساب العلوم والمعارف من خلاله، وما أروع تشبيه أمير البلغاء (عليه السلام) العلاقة التي تربط العقلين معاً إذ قال فيما نسب إليه: رأيت العقل عقلين فمطبوع ومسموع ولا ينفع مسموع إذ لم يك مطبــوع كما لا تنفع الشمس وضوء العين ممنوع(6) فقد شبّه (سلام الله عليه) عقل الطبع بالعين وعقل التجربة بالشمس، ومما لاشك فيه لكي تتحقق الرؤية لابد من أمرين: سلامة العين ووجود نور الشمس، وكما إن الثاني لا ينفع إن لم يتوفر الأول فكذلك عقل التجربة لا ينفع عند غياب عقل الطبع فضلاً عن موته. وبما إن عقل الطبع قد ينمو ويزدهر فينفع صاحبه من عقل التجربة، وقد يموت ويندثر عند الاستسلام لإضلال شبهةٍ أوبسبب إرتكاب معصية، فإنه ومن باب أولى أن يتعرض الى الزيادة والنقصان كما سيأتي... وقد ورد في النصوص الدينية أن للعقل زمناً ينمو فيه ويكتمل، فعن إمامنا أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (صلوات الله عليه):"يثغر الصبي لسبع، ويؤمر بالصلاة لتسع، ويفرق بينهم في المضاجع لعشر، ويحتلم لأربع عشرة، وينتهى طوله لإحدى وعشرين سنة، وينتهي عقله لثمان وعشرين إلا التجارب"(7)، وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): "يربى الصبي سبعاً ويؤدب سبعاً، ويستخدم سبعاً، ومنتهى طوله في ثلاث وعشرين سنة، وعقله في خمس وثلاثين [سنة] وما كان بعد ذلك فبالتجارب"(8). إذن يتوقف النمو الطبيعي لعقل الانسان عند سن الثامنة والعشرين أو الخامسة والثلاثين كما ورد في الروايتين، وأية زيادة أخرى في طاقته بعد ذلك إنما تأتي عن طريق التجارب، وقد يُتوهم بأن ثمة تعارضاً ما بين الروايتين المتقدمتين في شأن تحديد سن النمو العقلي، إلا إنه لا تعارض ينهما إذا حملنا اختلافهما فيه على اختلاف الاشخاص وتباين استعدادات وقابليات كل منهم. وعلى الرغم من توقف نمو عقل الإنسان إلا إن له أنْ يزيده بالتجارب ومواصلة التعلم ــ كما تقدم في الروايات ــ وسواء أثبت العلم هذه الحقيقة الروائية أم لا، فنحن نريد الإشارة إلى ضرورة استمرار التجربة والتعلم لزيادة نمو العقل وهذا المقدار لا خلاف فيه وعلى الرغم من إن لعمر الانسان مدخلية في زيادة عقله كما تقدم وكما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): "يزيد عقل الرجل بعد الاربعين إلى خمسين وستين، ثم ينقص عقله بعد ذلك"(9)، إلا إن ذلك ليس على نحو العلة التامة، إذ يمكن للعقل أن يبقى شاباً وقوياً وإن شاب الإنسان وضعف جسمه، وتقدم في السن ووهن عظمه، فالعاقل لا يشيب عقله ولا تنتقص الشيخوخة من قوته بل وقد يزداد طاقةً وحيويةً لذا ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام):"رأي الشيخ أحب الي من جَلَد الغلام"(10)، وفي أخرى ".....من حيلة الشباب "(11) وأما من لم يوفر أسباب صقل عقله في مرحلة الشباب فإنه بلا شك يضمحل عقله في مرحلة الشيخوخة. وليس تقدم العمر هو العامل الوحيد في نقصان العقل بل إن النصوص الشرعية أشارت الى عوامل عديدة اخرى أهمها: أولاً: التعلم: فقد روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): "من لم يصبر على ذل التعلم ساعة بقي في ذل الجهل أبداً"(13). ثانياً: التوبة: وعنه (عليه السلام) ايضاً:"من لم يرتدع يجهل"(14) ثالثاً: التقوى: فقد كتب إمامنا الباقر (عليه السلام) إلى سعد الخير: "بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإني اوصيك بتقوى الله فإن فيها السلامة من التلف والغنيمة في المنقلب إن الله (عزوجل) يقي بالتقوى عن العبد ما عزب عنه عقله ويجلي بالتقوى عنه عماه وجهله"(15) إذن التوبة هي سبب للتوفيق الإلهي الذي يؤدي فيما يؤدي إليه من إكمال العقل. رابعاً: الوقوف عند الشبهة: وقال (عليه السلام ): "لا ورع كالوقوف عند الشبهة"(16). فإن الوقوف عند الشبهات سبب من أسباب التوفيق الإلهي بلا شك. خامساً: الاعتراف بالجهل: كما روي عن الإمام علي (عليه السلام): "غاية العقل الاعتراف بالجهل"(17) إذ الاعتراف بالجهل يدفع الإنسان دوماً إلى مزيد من بذل الجهد واكتساب المعارف. مما تقدم تتضح جلياً صحة هذه المقولة دلالةً، إذ إن العقول فعلاً لا تقاس بالأعمار لأن كلٍاً من زيادتها ونقيصتها منوطٌ بالعديد من العوامل الأخرى والتي تقدم ذكرها، بيد إن ذلك لا يبرر التساهل في نشرها والتهاون في الاستشهاد بها على إنها من أقوال أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) لعدم ثبوت ذلك سنداً من جهة ولضعف بلاغتها وركاكة تركيبها بالنسبة إلى سيد البلغاء والبلاغة. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) تهذيب اللغة ج1 ص65 (2) لسان العرب ج11 ص458 (3) نهاية الحكمة ص305 (4) ميزان الحكمة ج3 ص333 (5) أصول الكافي ج1، ح3 / 11 (6) نهج السعادة ج9 ص163 (7) الكافي ج7 ص94 (8) الفقيه ج3 ص493 (9) الاختصاص ص245 (10) نهج البلاغة حكمة 86 (11) بحار الأنوار ج72 ص105 (12) المصدر السابق ج1 ص94 (13) غرر الحكم ودرر الكلم ج1 ص118 (14) الكافي ج8 ص73 (15) وسائل الشيعة ج1 ص162 (16) غرر الحكم ودرر الكلم ج1 ص1 بقلم الكاتبة: رضا الله غايتي
اخرىالطلاق ليس نهاية المطاف
رحلةٌ مثقلة بالألم في طريق يئن من وطأة الظلم! ينهي حياة زوجية فشلت في الوصول إلى شاطئ الأمان. ويبدد طموحات أطفال في العيش في هدوء نفسي واجتماعي تحت رعاية أبوين تجمعهم المودة والرحمة والحب. الطلاق شرعاً: هو حل رابطة الزواج لاستحالة المعاشرة بالمعروف بين الطرفين. قال تعالى: [ لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (226) وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (227)].(١). الطلاق لغوياً: من فعل طَلَق ويُقال طُلقت الزوجة "أي خرجت من عصمة الزوج وتـحررت"، يحدث الطلاق بسبب سوء تفاهم أو مشاكل متراكمة أو غياب الانسجام والحب. المرأة المطلقة ليست إنسانة فيها نقص أو خلل أخلاقي أو نفسي، بالتأكيد إنها خاضت حروباً وصرعات نفسية لا يعلم بها أحد، من أجل الحفاظ على حياتها الزوجية، ولكن لأنها طبقت شريعة الله وقررت مصير حياتها ورأت أن أساس الـحياة الزوجيـة القائم على المودة والرحـمة لا وجود له بينهما. فأصبحت موضع اتهام ومذنبة بنظر المجتمع، لذلك أصبح المـجتمع يُحكم أهواءه بدلاً من الإسلام. ترى، كم من امرأة في مجتمعنا تعاني جرّاء الحكم المطلق ذاته على أخلاقها ودينها، لا لسبب إنما لأنها قررت أن تعيش، وكم من فتاة أُجبرت قسراً على أن تتزوج من رجل لا يناسب تطلعاتها، لأن الكثير منهن يشعرن بالنقص وعدم الثقة بسبب نظرة المجتمع، وتقع المرأة المطلّقة أسيرة هذه الحالة بسبب رؤية المجتمع السلبيّة لها. وقد تلاحق بسيل من الاتهامات وتطارد بجملة من الافتراءات. وتعاني المطلقة غالباً من معاملة من حولها، وأقرب الناس لها، بالرغم من أن الطلاق هو الدواء المر الذي قد تلجأ إليه المرأة أحياناً للخلاص من الظلم الذي أصبح يؤرق حياتها الزوجية، ويهدد مستقبلها النفسي، والله تعالى لم يشرع أمراً لخلقه إلا إذا كان فيه خير عظيم لهم، والطلاق ما شرّع إلا ليكون دواء فيه شفاء وإن كان مرّاً، وإن كان أمره صعباً على النفوس، حيث قال عز وجل: "وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا"، روي عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم) ((أبغض الحلال إلى الله الطلاق) (٢). ورغم أن الشريعة الإسلامية أباحت الطلاق بشروط تلاءم لبناء المجتمع، وأولت أهمية في الإحسان دائمًا للطرف الأضعف والأكثر خسارة في هذه المعادلة وهي "المرأة"، إلا أن المجتمع الذي يدّعي الإسلام لا يرحمها، ويحكم عليها بالإدانة طوال حياتها دون النظر في صحة موقفها في الطلاق من عدمه! قال( تعالى ): [الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ] (٣). ولكن بعد كل هذا فالحياة لم ولن تتوقف بعد الطلاق! الطلاق ليس نهاية الحياة. - أخيتي. ليكن الطلاق بداية جديدة لحياة جديدة وللانطلاق. -قطار العطاء لن يتعطل. فإن كنت السبب في الطلاق فالحمد لله على كل حال وتلك أمة قد خلت وأيام ذهبت وانجلت فلست بالمعصومة من الخطأ. وعليك استدراك الأخطاء وتقوية مواطن الضعف في شخصيتك، واجعليها درساً مفيداً في الحياة لتطوير نفسك وتقويتها. وإذا كنتِ مظلومة فهناك جبار يُحصي الصغير والكبير وسيأتي يوم ينتصر لك فيه. -ومن الجميل أن تعطي نفسك الإحساس بالحب والاحترام، ولا تتأثري بأي نظرة سلبية من المجتمع وكون البعض يتعامل مع المطلقة على أنها حالة خاصة فعليكِ إثبات ذاتك حتى تفرضي على الكل شخصيتك. - نظرتك لنفسك اجعليها نظرة ايجابية مشرقة ولا تنزلقي في مستنقع نبذ الذات وظلم النفس. - ابحثي عن الصفات الجيدة فيك فإن ذلك سيشعرك بالثقة في ذاتك والتقدير لها. -حاولي مراجعة نفسك للخروج بإيجابيات حصلت لك من طلاقك. - خالطي الآخرين وإياك والعزلة بسبب وضعك الجديد فلست بأول من يبتلى بالطلاق. -استمتعي بالموجود ولا تتعلقي بالمفقود، حلقي بروح تعبق أملاً وتفاؤلاً، استمتعي بما وهبك الله من نعم (صحة وأولاد وأهل وصديقات وعمل وهوايات وغيرها من الأمور الجميلة) فما حصل لك حصل… ولابد أن تتقبليه برضا، وأعلمي أن ما أصابك لم يكن ليخطأك وما أخطأك لم يكن ليصيبك. وقال أصدق من قال: ( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم). فالرضا سر السعادة الحقيقي. - اقتربي من صديقاتك الصالحات، واقضي معهن وقتاً طيباً تنسين به ألمك وحزنك. - احرصي على الصلوات وقراءة القرآن الكريم والذكر والاستغفار وأكثري من الطاعات قدر ما تستطيعين، ففيها السلوى والفرح والسعادة. ونعم سعادة القرب من الرحمن. - اشغلي نفسك بأعمال البر والإحسان بمساعدة محتاج. بكفالة يتيم. بتعلم الفقه والقرآن وتعليمه. - اجتهدي في عمل برنامج يومي لك يكون ممتلأ بكل ما هو مفيد لك. من قراءة وزيارة الأصدقاء وصلة الرحم. بحيث لا تكون هناك دقيقة أنت فارغة فيها. - وأسرعي بقاربك الجميل بمجذافين من إيمان بالله وثقة بالنفس وسوف تصلين بإذن الله نحو جزيرة السعادة والنجاح. لكي تتسلق جبال الإنجاز، وتصل لأعلى مراتب الاعجاز. وعندها جزماً سيكون للحياة معنى آخر. --------------------------------- (١)-سورة البقرة الآية (٢٢٦-٢٢٧). (٢)-الكافي (٢)-سورة البقرة الآية (٢٢٨) حنان ستار الزيرجاوي
اخرىالمرأة في فكر الإمام علي (عليه السلام)
بقلم: أم نور الهدى كان لأمير المؤمنين (عليه السلام) اهتمام خاص بالمرأة، فنراه تارة ينظر إليها كآية من آيات الخلق الإلهي، وتجلٍ من تجليات الخالق (عز وجل) فيقول: (عقول النساء في جمالهن وجمال الرجال في عقولهم). وتارة ينظر إلى كل ما موجود هو آية ومظهر من مظاهر النساء فيقول: (لا تملك المرأة من أمرها ما جاوز نفسها فإن المرأة ريحانة وليس قهرمانة). أي إن المرأة ريحانة وزهرة تعطر المجتمع بعطر الرياحين والزهور. ولقد وردت كلمة الريحان في قوله تعالى: (فأمّا إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة النعيم) والريحان هنا كل نبات طيب الريح مفردته ريحانة، فروح وريحان تعني الرحمة. فالإمام هنا وصف المرأة بأروع الأوصاف حين جعلها ريحانة بكل ما تشتمل عليه كلمة الريحان من الصفات فهي جميلة وعطرة وطيبة، أما القهرمان فهو الذي يُكلّف بأمور الخدمة والاشتغال، وبما إن الإسلام لم يكلف المرأة بأمور الخدمة والاشتغال في البيت، فما يريده الإمام هو إعفاء النساء من المشقة وعدم الزامهن بتحمل المسؤوليات فوق قدرتهن لأن ما عليهن من واجبات تكوين الأسرة وتربية الجيل يستغرق جهدهن ووقتهن، لذا ليس من حق الرجل إجبار زوجته للقيام بأعمال خارجة عن نطاق واجباتها. فالفرق الجوهري بين اعتبار المرأة ريحانة وبين اعتبارها قهرمانة هو أن الريحانة تكون، محفوظة، مصانة، تعامل برقة وتخاطب برقة، لها منزلتها وحضورها. فلا يمكن للزوج التفريط بها. أما القهرمانة فهي المرأة التي تقوم بالخدمة في المنزل وتدير شؤونه دون أن يكون لها من الزوج تلك المكانة العاطفية والاحترام والرعاية لها. علماً أن خدمتها في بيت الزوجية مما ندب إليه الشره الحنيف واعتبره جهادًا لها أثابها عليه الشيء الكثير جدًا مما ذكرته النصوص الشريفة. فمعاملة الزوج لزوجته يجب أن تكون نابعة من اعتبارها ريحانة وليس من اعتبارها خادمة تقوم بأعمال المنزل لأن المرأة خلقت للرقة والحنان. وعلى الرغم من أن المرأة مظهر من مظاهر الجمال الإلهي فإنها تستطيع كالرجل أن تنال جميع الكمالات الأخرى، وهذا لا يعني أنها لا بد أن تخوض جميع ميادين الحياة كالحرب، والأعمال الشاقة، بل أن الله تعالى جعلها مكملة للرجل، أي الرجل والمرأة أحدهما مكمل للآخر. وأخيرًا إن كلام الإمام علي (عليه السلام) كان تكريمًا للمرأة ووضعها المكانة التي وضعها الله تعالى بها، حيث لم يحملها مشقة الخدمة والعمل في المنزل واعتبر أجر ما تقوم به من اعمال في رعاية بيتها كأجر الجهاد في سبيل الله.
اخرىأساليب في التربية
عالم الطفولة كأنه طاولة، لا تجد فيه غير طعام لذيذ، ومنظر لطيف وجديد، فعالمهم فاكهة الوجود، وخضار الأرواح، ومياه الحياة تسقي القلوب... عالم صفاء وأحلام جميلة بسيطة وتافهة ولكن بنظرهِ هو عظيمة وكبيرة، فهو العالم الذي ينطلق منه الإنسان في بداية عمره. فالطفل في بداية حياته ينظر إلى الحياة بتفكيره البريء، فالطفل يعيش بعالم خاص به مملوء بالمحبة البريئة. هذه هي الصورة الجميلة التي يحملها الطفل، وكم يتمنى كل إنسان أن يعود لطفولته البريئة ليتأمل في أرجاء عالمها الذي كان يصور له حياة مختلفة تشد الإنسان إليها بجمالها، هذا هو عالم الطفولة وهذه أحلام من يعيشها، فلا ينفذ إلى ملكوت ذلك العالم ولا يدرك كنهه إلا من عاشه وجال في ربوعه. حيث يتذوق الطفل مع أحلام طفولته هذه لذة الحياة ولذة العيش فيها، ومهما حاولنا أن نعبر عن هذه الحقيقة فلن نستطيع تصويرها بالكلمات. وبعد هذا، فإن الاهتمام بمستقبل الطفل هو في الواقع ضمان لمستقبل شعب بأسره. قال اللَّه تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا". التحريم/6 أعتنى الإسلام بتربية الأبناء عناية فائقة، وألقى على عاتق الأهل ما سيكون عليه الولد في مسلكه الدنيوي ومصيره الأخروي إن هم قصروا في تربيته وإعداده. وقد ذكر العلماء أن شخصية الولد تتأثر في نموها بعوامل ثلاثة وهي: الوراثة، والبيئة، والتربية. إذا خضنا في مضمار التربية السليمة للأبناء... فعلى الأبوين أن يكون لهما الوعي التربوي الذي يبنى على أسس صحيحة ويتوفر لديهم فهم لأساليب التربية والتوجيه والرعاية وهذه نقطة البداية. فمثلاً في أسلوب التعامل مع الطفل تبرز أمامنا ثلاثة اشكال لتعامل الآباء مع الأبناء: الشكل الأول: أسلوب الدلال المفرط وهذا الأسلوب له نتائجه السلبية الخطيرة، فإنه يخلق شخصية هشة متميعة وشخصية اتكالية تحب الكسل والخمول مجردة من الهدف والإقدام، انهزامية غير قادرة على مواجهة التحديات وبمعنى أدق شخصية لا تثق بنفسها. شخصية متسيبة في ظل غياب المراقبة والمحاسبة وهذا التسيب يقود إلى الانفلات والانحراف. الشكل الثاني: فهو أسلوب التربية القاسية والعنف. وهذا الأسلوب أيضاً له نتائجه الخطيرة والسلبية التي يعاني منها الأبناء طوال حياتهم فهو يخلق شخصية قلقة ومتأزمة ومعقدة وخائفة وتحمل عقدة الخوف، شخصية حاقدة وعدوانية وقد تتأزم الأمور لتصبح شخصية منافقة وكاذبة خوفاً من العقاب والتعنيف ضمن حدود الأسرة ولكن يوماً من الأيام سينطلق هذا الشخص ليواجه المجتمع ككل، فلنتصور كيف سيتعامل مع المحيطين ضمن مجالات الدراسة والعمل وهو شخصية هاربة من أجواء الأسرة وقد يعرضها للتسيب والانحراف لأنها شخصية متمردة مما يعرضها للعقوق. الأسلوب الثالث: التوازن. الأسلوب الصحيح يعتمد على التوازن فمن شروط نجاح التربية التوازن في المعاملة ما بين الأمور التي تحتاج إلى شدة وحزم ليتربى على أن هذه الأمور خطوط حمراء طبعاً هنا يمكن أن يعترض أحد ويقول: لا للعنف الأسري ولا لاستخدام القسوة. نعم فهناك طرق غير استخدام العنف. يكفي ان يبدي الآباء انزعاجهم مثلاً. وهنا النقطة مهمة جداً، وهي: أن نوضح لهم سبب المنع والرفض لا تعتقدوا أن أبناءكم لا يدركون ولن يفهموكم. تخصيص الوقت للنقاش مهم جداً. وما بين أسلوب المرونة والحنان والاحتواء. التوازن في المعاملة. إن الإمام زين العابدين (عليه السلام) يصرح بمسؤولية الأبوين بتربية الطفل، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى، وأن التقصير في ذلك يُعرّض الآباء إلى عقاب الله. فيقول (عليه السلام): (وأما حق ولدك عليك فأن تعلم أنه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره. وأنك مسؤول عما وليته به من حسن الأدب والدلالة على ربه عز وجل والمعونة له على طاعته. فأعمل في أمره عمل من يعلم أنه مثاب على الإحسان إليه معاقب على الإساءة إليه ) مكارم الأخلاق للطبرسي ص٢٣٢ حنان الزيرجاوي
اخرى