بقلم: زينب راضي الزيني/ وليلى عقيل زغيب محاورةٌ بين َ كربلاء ونهر الفرات كربلاء: نداء.. آهات.. لك يا ماء الفرات... أ يُقتلُ ظمآنًا حسينٌ بكربلا *** وفي كلِّ عضوٍ من أناملِهِ بحرُ؟ ووالدُهُ الساقي على الحوض ِفي غدٍ *** وفاطمةٌ ماءُ الفراتِ لها مَهرُ (١) ماء الفرات: آه منك ِيا مدرسةَ البلاء... صرتِ نهرَ دماءٍ من النبلاء... لِمَ تركتِ الطغاة يعثون فسادًا... يمشون عنادًا... يذبحون اجسادًا... يسحقون بالخيل ضلوع الحياة...؟! كربلاء: يا ماءَ الفراتِ أخبرني بصدقٍ أيُّها الماء... ودعْ عنك الملام... لِمَ لمْ تروِ الهمام... أتاك ظامئًا حبيبُ السماءِ بجهد العناء... وأبوه ساقي ماء الكوثر... والفراتُ مهرُ الزهراء... ماء الفرات: رأيتُ الدماءَ تفورُ بأرض البلاء... سقاكِ بنحر... غدوتِ كنهر... إليكِ عني كفي اللومَ يا بحرَ الدماء... كربلاء: القمر إليكَ أعتنى، يريدُ السقايا، لِمَ شححْت بماء، قد أعطاكَ دماء... لِمَ لم تؤثرْ على القوم وصرتَ عونًا للبغايا..؟! ماء الفرات: يا كربلاء تعجبتُ من أسطورة الوفاء... جاءني والقلب نار... وبعدها رمى مائي بكفِّ الوقار.. لكنك لم تعاونيه وقطعتِ أكف الولاء... كربلاء: أنا لم أقطعْ أكفَ الولاء.. وإنّما هو للماء ماء.. وهل تراهُ الماء يحتاجُ السقاء؟ فهو رواهم جميعًا ثم فضلَ الموتَ هاويًا في كربلاء... ماء الفرات: كان الموتُ له بمنزلة الشربة الباردة في اليوم الصائف... قيمةُ شربةِ الماء لم تقدمْ أو تؤخرْ في صورةِ المعركة وهي ومن الله لطائف... وانّما الامتناعُ عنها أسسَ مدرسة الايثارِ والإخوة التي لم يسبق لها نظير.. ومثيل... وكان الإيثارُ بالنفسِ خيرَ دليل... كربلاء: نعم سخى بنفسه انقاذًا لحياة غيره من صغيرٍ وكبير.. إيثار الموت على الحياةِ على مذبح العقيدة قربانًا لدين الله ومبادئه.. كان يأنس بالموت مثل حيدر والده.. ماء الفرات: والله خجلت من قمرٍ لم يعرفْ الاستسلام.. فضّلَ الموتَ وهو عطشان.. ليعلمني درسًا بالشجاعة والإيثارِ... والتضحية والإقدام... كربلاء: فمُ الحسين والرضيع والأكبر جف.. ومن نهرك يا فراتُ ما ارتشف.. كفوفٌ بقربكِ مقطعة.. هاوية على المشرعة.. رمت ماءكِ مسرعة.. لتنال العز والرفعة.. ماء الفرات: خيولُ العدا أحاطتني، وعن الشفاه الذابلات منعتني، لأسقي لها نبع ماء... سقيتُ لها دماء... خجلتُ والله من عزيز فاطمة الزهراء... كربلاء: ارتويتَ يا ماءَ الفرات من الابطال درساً ولم تسقهم... بدل الارتواء... اسقيتهم دماء... يا لهُ من عطاء! تجف أنتَ يا نهر الدمى، ويبقى حسينًا مدى الدهر مخلدًا ماء الفرات: نعم يا كربلاء تعلمتُ درسًا من عظماء... أنحني إجلالًا للأكارم... بيدي لا أعطي ظالمًا... سجلتْ على جرفي الملاحم... هيهات هيهات حتى لو تحول الماء دماء... كربلاء: نعم و صبر الحسين يا ماء الفرات على العطش ليسقيَ كل عطاشى التاريخ ايمانًا وعزة وكرامة وحرية.. لتبقى مدرسته شعلة أبدية.. في النفوس الأبية.. في أرض الغاضرية... ماء الفرات: هؤلاءِ يا كربلاء مشروعهم في الحياة ليس البقاء.. ولا مشروعهم عطشٌ وماء.. وانّما مشروعهم التضحية والوفاء. و للأجيال بهم الاقتداء.. وكل هذا البلاء... محتمٌ لهم من ربِّ السماء.. ما قدموه أروع صورةٍ للعطاء.. قدموا القرابين من أبناء وصغار ونساء. وأصحابٌ نجباء.. ودماء أريقتْ بيدِّ الجبناء... وهذهِ طريقتهم في قتلِ العظماء... كربلاء: لكن يا ماءَ الفرات سأكونُ الأكسير الذي يعيد الحياة... بعد أن كانت مماتًا.. وتصبح تربتي شفاء للصدور.. تربة حبتها دماء النحور.. وتعلو قباب تلكَ القبور... لتعانق السماء.. بدماء الشهداء.. للدين هم أوفياء.. ونسجل فيها الحضور.. ونتعطر بعطر الوفاء والغيرة والتضحية والايثار فيا لها من عطور! وتكون مقصداً للمهمومين.. وملجأ للثائرين.. مذ احتويت ثار الأنبياء... _______________ (١) قصيدة للشيخ صالح ابن العرندس الحلي/للعلامه الشيخ الأميني في (الغدير )ج٧ص١٣
اخرىلكل من يحمل راية الإمام الحسين (عليه السلام) ويرتدي السواد حزنًا عليه... نقول: أنتم تمثلون انتماءكم الى مدرسة ابي عبد الله (سلام الله عليه)... فكونوا حسينيين في أخلاقكم؛ فإن ما يُرى من الدين هو الأخلاق والمظهر العام. عن الإمام جعفر الصادق (صلوات الله وسلامه عليه) قال: معاشر الشيعة، كونوا لنا زينًا ولا تكونوا علينا شينًا.
اخرىبقلم: مريم الخفاجي عزيزتي المؤمنة، بوركتِ من قاصدةٍ نحو سفينةِ النّجاة في زيارة الأربعين، وأنت أهلٌ أن تركبي السَّفينة بسُرعةٍ و أمانٍ، فلنقف جزاكِ الله خیراً وقفة بسيطة، لنتزود جميعاً من ألطاف الحُسين (عليه السلام) -حتماً يا عزيزة الزّهراء وشريكتها بالعزاء، أنَّك تعلمين أن ما سنذكره إنما هو لأجل أن نتسلح بالعلم لتزداد قلوبنا قوة في الله، و انكساراً لمصاب أهل بيت رسول الله [صلى الله عليه وآله]، فتنزف ألماً لشدّة هول الفجیعة، لذا ما أجمل أن نجعل من أولويات منهاجنا بالمواساة ما يلي: -تجدید العهد بالوَلاء و البقاء علی خُطی سیّد الشُّهداء، والاستمرار في إحياء شعائر الله فهي من تقوى القلوب. -عدم الاكتفاء بالحُزن الذي يضجّ في صدورنا، وعلينا حثُّ السَّير في السّعي لإظهاره بشتى الطّرق المُمكنة والمقبولة شرعاً، فنحن في طريقٍ محفوفٍ بالأحزان، مشوب بذكريات الوجع والظلم على رسالة السّماء. -فضلاً عن أداء الصّلاة الواجبة في وقتها و التي تعد من علامات المؤمن، فالاجتهاد في إقامة النوافل مع المستحبات المؤكدة والممارسات المقبولة التي تعبّر عن الحزن والرثاء كاللّطم، والنُّدبة، وحضور مجالس العزاء أو إقامتها هي من لوازم هذه الأيام الشريفة، فإنّ حجم الانفعال يُبَيّن عَظَمَة الفجيعة. -الزيادة في طلب التعجيل بالفرج للإمام صاحب الزمان [عجل الله تعالی فرجه الشریف] فإن فرجنا بفرجه. -تجسيد الإيثار الحسيني، ومحاولة إيصاله للأُمَم التي هي بحاجة لأن تستشعر نهضة وقيم الإمام الحسين [عليه السلام[. -العمل على تزكية النّفوس من خلال البُكاء و بيان الجزع على المقتول بأرض الطفّ، فهو مُحِطّ للذنوب، رافع للدرجات، بل هو من الوصايا المتكررة للأئمة المعصومين [عليهم السلام]. -السّعي لتحصيل الخشوع، و زيادة رقّة القلب من خلال التَّفَجُّع على أوجاع بيت الرّسالة. -إشراك المؤمنين بالأعمال لاسيّما الشهداء الأبرار والصُّلحاء، فهم امتداد تلك النهضة العظيمة. -طوبى لكِ يا فراشة السّلام فنور الحسين [علیه السلام] بانتظارنا، أما أن نكون ممن يستحق عنوان "زائرة الحسين" فهي نظرة أُوليَت لنا من صاحبة العزاء الأولى مولاتنا الزهراء [عليها السلام]، فما أجمل أن نهدي إليها أداء حقّ هذه النّظرة، بأن نقدّم لها قلوباً طاهرةً من ضوضاء الشُّبُهات، خالصة النيّة، جادّة في إعادة الرّوح نحو بوصلة الحياة الحقيقيّة، فنحن لازلنا في فرصةِِ من صنف النَّجاة. -يا شريكة زينب بالعزاء، هنيئاً لكِ فنحن في مهمة مُشَرِّفة أرادتها لنا سيدتنا زينب الحوراء [عليها السلام] لنساعدها في نقل صوتها المحمديّ الحسينيّ إلى العقول فتنيرها، فهي ما زالت تصرخ بوجه مَن زَيَّفَ الدّين لتظهر حقيقته جلية ونسأل الله أن نكون جديرات بذلك بأن نكون خير عون على طاعة الله. -وأعلمي أختي، أننا في سفرٍ في أيام الله، و جدير أن يكون العبد فيها سائراً نحو الكمال، یطلب رضا مولاه وما أنتِ فيه من عفّةِِ وحجاب ومواساة لأهل البيت [عليهم السلام] في مصابهم يدعو إلى الفخر والاعتزاز، حماكِ الله ممن يريد النيل من طهارتكِ التي باتت مضرباً للأمثال، فلنكن يداً واحدة وسدّاً منيعاً أمام من لا ينظر بنور الله ويسعى لتدنيس هذه الصورة ولنُحارب أضدادها بسلاح العفة الزينبية. -عزيزتنا العفيفة، مشيُنا نحو كربلاء إحياء للحِجاب والعفاف، فعلى عاتقنا اليوم مسؤولية تهاجمها القوى الاستكبارية، فهم يحاولون محو أثر زينب المرأة العالمة، فعلينا أن نوصل للعالم صوت الحسين أرواحنا فداه الذي ما برح يوصي نساءه وبناته بأن لا يرى منهن الأعداء ما يجلب الشّماتَة، فأعلمي حماكِ الله : أن لباسنا المحتشم الفضفاض وعباءتنا الزینبیة، البعيدة عن الضِّيق والشَّفافِية هو انتصار كربلائي. أن مشيتنا البعیدة عن الرِّجال، والابتعاد عن الأماكن التي تُعرِّضنا للاختلاط المذموم هو انتصار كربلائي. أن صمتنا الحَيِيّ الذي اعتدنا عليه في بيوتنا المحبة للحسين [علیه السلام] لهو خنجر في قلب العدوّ، وانتصار كربلائي. أن وجوهنا التي ما برح الإمام الصادق [علیه السلام] يدعو لها بالرّحمة، ما برحت تحسب انتصاراً كربلائياً. أن نصائحنا التي يملؤها الرفق والتي أصبحنا نُعرف بسيماها، ، وإعانتنا على الخَير والصّلاح لبعضنا هو تجسيد لأمر الحسين بالمعروف ونهيه عن المنكر، وهي انتصار كربلائي. -أختي الحسينية، تفقُّهنا بأمورنا وانتباهنا لكل جوانب أفعالنا شَرعاً، وسؤالنا إذا ما ألمّت بنا مسألة ، وحذرنا من أن نجتهد اجتهاداً شخصیاً هو تبرئة للذمّة، و إذا ما واجهنا أختا بحاجة لجواب سؤالها الشرعي فيمكننا ارشادها لما یلي: 1/أن أغلب المواكب المباركة يوجد فيها نساء مؤمنات من أهل العلم والفضيلة بإمكانها الرجوع لهنّ. 2/ إذا لم تظفر الزائرة بمبلغة، فيمكنها الاستنجاد بأحد من محارمها لیسأل بدلاً عنها أحد طلبة العلم الأفاضل المنتشرين على الطريق، ويمكنها أيضًا أن تسأل هي من أصحاب العلم وي بكامل حجابها، فلا ضير في ذلك. 3/وإذا تقطعت بها السُّبل، فیمکنها الاستعانة بإحدى الأخوات من أصحاب العلم الموثوقات، تكون قد هيأت رقماً لها مُسبَقا قبل بدئها بالمَسير نحو أبي عبد الله [علیه السلام] لتكون لها عوناً في حالاتِ الحَرج. هذا ونسأل الله أن يكون سفرنا سفراً إلهيّاً مُبارکاً، ندخل به السّرور علی قلوب موالینا الأطهار [علیهم السلام]، ونفقَأ به أعين الشّامتين، ونرد به السّهام الموجِعة عن قلب صاحب الأمر المنتظر [أرواحنا له الفداء]، ونساعد في تعجيل ظهوره المقدس بوعينا، والتزامنا وحفظنا حدود الله.
اخرىاحذر! لا تنشر مقطعًا مستقطعًا من منبر حسيني على هيئة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ}! [النساء ٤٣] تريّث واحسب حسابًا ليوم الحسرة والندامة!
اخرىلا تتصوّر أن مَن يجلس في عزاء الإمام الحسين (عليه السلام) يتكيء على حائط، ظهر كرسي، أو بنيان! بل يتكيء على نهضة وعقيدة راسخة تصنع الإنسان!
اخرىلقد كان من ضمن جيش الإمام الحسين (عليه السلام) الحُر والعبد المملوك، الأبيض والأسود، المسلم وغيره؛ فقد كان ما يجمعهم هو الحق ونصرة المظلوم. فمهما كان لونك او عرقك وجنسك لا تخشَ من قول الحق، فبالحق قد خلدوا.
اخرىلا يخدعنك الشيطان ونفسك الأمارة وتستمع اليهم... فمهما كانت الذنوب عظيمة، فإن باب التوبة مفتوح. فهل أنت في موقف أسوء من موقف الُحر عندما جعجع بالحسين (عليه السلام) وجيشه، ثم سأل التوبة... فكان حرًا في الدنيا والآخرة.
اخرىأيها الخطباء الأفاضل... اعلموا أن من يحضر مجالسكم يتكبد عناء الطريق ويقتطع من وقته كي يستمع إليكم... فلتكن كلماتكم ذات أثر يغير مسير حياتهم... ويزيد من تكاملهم؛ فأنتم مسؤولون عن كل كلمة تلقونها... فأنتم سفراء الرسالة الحسينية.
اخرىعند كل آذان في هذه الأيام...⠀ أنصت إليه جيدًا... ثم اشكر الله تعالى على نعمة الحسين (عليه السلام). تلك (أشهد أن محمدًا رسول الله) لولا نحر الحسين (عليه السلام) لما سمعتَها... ونشهد أنك يا حسينُ قد وفيتَ...
اخرىأيها الحسينيون... عندما تحضرون مجالس أبي عبد الله الحسين (صلوات الله وسلامه عليه) وتوزع عليكم قناني الماء، فلا تسرفوا فيها ولا تتركوها خلفكم وتغادروا المجلس... تذكروا أن الحسين (سلام الله عليه) قد صُرِعَ ضمئانًا على رمضاء نينوى.
اخرىمجالس الحسين "عليه السلام" هنيئاً لِمَن لها حضر.. و طوبى لِمَن بِها اِنتفع.
اخرىكفكفت سكينة دموعها وقالت: -عمتي زينب: "اشتقت إلى تلك الكفوف المقطوعة". -عم يا عباس: " لم يعد للماء طعم بعد رحيلك".
اخرى