بقلم: سجى الغزي كان منظرُ السماء جميلًا متوهجًا بالنور وأصوات الملائكة المستبشرة ترتل أذكار الإله، قد مُنعت الشياطين من التجسس واحترقت... صار الكون كلهُ أبيضا، فقد ولد النور الأكمل الذي كانت الخلائق تنتظره، اخضرَّت الأرض وتناسمت الرياحُ النّقية، تجمَّعت النُّجوم لتصنعَ حروف اسم النبي الموعود في الإنجيل والتوراة والزبور. ها قد ولد "محمد" منقذ الأمة ، حريصٌ عليكم، داعيًا الى الله وسراجًا منيرًا. أما قلوب الإبراهيميين رفرفت له وتجمعت حوله: أيّها المبعوثُ فينا جئت غيثًا لتسقينا، لتحمينا.
اخرىستُخلد أيام مرجعيته في سجل التأريخ بسطور من ذهب، وستُكتب في ضمائر العراقيين الحرة بكلمات منيرة كالشهب، وسيُذكر أنّه كان لهم نعم المرجع والأب، وسيعلم الذين قالوا ما قالوا فيه أنّه خير من وهب الرب، مرجعية صامتةَ كما قالوا، لكنها إن نطقت فنطقها صواب لا عبث، يُريدون الانتقاص منه ويأبى الله له إلاّ المرجعية العظمى فلا زالوا في شقاء وتعب، سيبقى مرجعنا وقائدنا رغماً على أنف كل حاقد ناصب. مرجعية حق كآبائه ومع الحق وإلى حق. مرجعيتنا شمس العزة والكرامة والشموخ والإباء
اخرىروح قدسية حلت في وطني فأحيته بعد موته وأعادت إليه نبضاته بعد أن كادت تتوقف، وطعنت خوفه الذي لازمه لسنين طوال عجاف مزق جسده واهوى به إلى وادٍ سحيق، فتحول الخوف إثر الطعنة إلى قوة وشجاعة ورباطة جأش، روح امتطت الصعاب وحلت الأزمات وحققت الأهداف، وكانت سِراجاً وهاجاً تُنير دربا مظلماً طالما كان السالك فيه تائهاً حيراناً، روح تميزت بخصالها النبيلة التي توارثتها من آبائها الكرام، فأضفتها على العراق بأسره، فأعادت إليه حريته التي غُيبّت وعزته وكرامته التي اندثرت، روح حباها الله بالعطف والرحمة فغمرت العراق من شماله إلى جنوبه، داعية له في فرضها ونفلها ربي من أراد شراً بالعراق وأهله فأردد كيده في نحره. مرجعيتي عزتي وكرامتي
اخرىبقلم: زهراء المتغوي أياديكَ أم فيضُها المُلْهِمُ وحبُّك أمْ قلبيَ المُغْرَمُ ؟ و أنوارُ وجهك أم فرقدٌ يغارُ السنا منه و الأنجُمُ؟ و سيماؤكَ البدرُ في مقلتي يضاء بها الواقعُ المعتمُ ؟ و عيناكَ عيناكَ أم سحرها؟؟ فإني بإنسانها أقسم و أقسم بالريق حين الظما و هل يستوي الشهدُ و العلقمُ ؟! سألتُك و الثغرُ قد شاقني أزَهْرٌ شفاهُكَ أم عندمُ ؟ و هل يظمأُ الصبُّ في عذبِها ومن عذبِها ترتوي زمزمُ؟؟ أم الماء صلت ينابيعُه عليك وأمواجُه سلّموا >>>> أجبني فديتك يا مُنيتي لم الكونُ في سعدِه يَنعمُ ؟ و عزفُ الأهازيجِ صدّاحةٌ تغرّد أطيارُها الحوّمُ هنالَكَ إذ صافحتك الرؤى و قد كنتَ في ظلِّها تحلُم و جبريل يهتف بين الملا و كل الملائك تستفهم <<<< أتت فرحةُ الروض و اعشوشبتْ تراتيلُ آمالِنا الهُوّمُ فقد أشرقَ الكون بالمُصطفى و منه الكواكبُ تستلهِم ُ و إن أرسل البدرُ أنوارَه فمن روحِه الشمسُ لا تُكتمُ و لي بهجةٌ لا تساوى بها كنوزٌ و لا يُفتدى مَغنمُ ترفُّ كما اللحن في عزفها و ثغر الزمانِ لها ينظمُ إذا أسفر الصبحُ عن ضوئه و ليل بطلعته يهزم فصلُّوا على النورِ من وجهِه على فيضِ غرّته سلِّموا >>>> أمَا والجوانحُ تشتاقُه و تهفو لهُ العينُ و المَبسمُ فقد ذبتُ جذلانَ في وهجِه ومنه التوهج لا يُسأم أيَشفى و قد تاه في عشقه فؤادُ المتيمِ إذ يغرمُ ؟ و يغبِطني أنه خَاتمٌ لخيرِ الرسالات و الملهمُ <<<< نبيُّ الهدى فرحةٌ أشرقت فرفَّت غصونٌ و غنّى فمُ نبي الهدى جنة أزلفت و في روضِها ينعم المسلمُ نبي الهدى كعبةٌ شرّفت فصلَّى و حجَّ لها المحرِمُ و ماذا أعدّدُ في وصفه و قد حارَ في وصفه المرقمُ؟ فخارٌ و مجدٌ يطالُ السُّها و ذكراهُ بين الورى أعظمُ و قلبٌ عطوفٌ بأفضالِه على النفسِ من نفسِها أرحمُ شفاء العليل و برء السقيم و ذخر يلوذ به المعدِمُ ورفق يذيب القلوب التي كما الصلد من صخرها تنجمُ و لكن بما يدحر الظالمين و يفنى به المارق الأشأم إذا مدّ كفًّا تداعى الزمان كأن الزمان له معصمُ و سار الوجود له طيِّعًا فأمسى بقرآنه يحكمُ فعدل و قسط وبر وفير تساوى به الحُر و المغرمُ و أبلغ عنه الشروق الغروب و أنبا به القدر المحكم إذا أسفر الصبحُ عن ضوئه و ليل بطلعته يهزم فصلُّوا على النورِ من وجهِه على فيضِ غرّته سلِّموا >>>> و تسمو بكفيه آمالنا وكفاه عند الرجا أكرم فقد نالنا ما يمض الفؤاد و من غمرة الحزن ما يُكلِم سنشكو لذكراه آلامنا ونار الأسى في الحشا تضرم ليمسح ما انماث من جرحنا غزيرا و في روحنا يخرم يفك الأسير و يغني الفقير فيسعد في ظله المغرم و يهدي الشباب لدرب الرشاد فمنه الهداية و المغنم و منه الدواء و منه الشفاء و فيه الوقاية و البلسم وإن أسفر الصبحُ عن ضوئه و ليل بطلعته يهزم فصلُّوا على النورِ من وجهِه على فيضِ غرّته سلِّموا مبارك المولد ونسألكم الدعاء أحبتي
اخرىعالم ربانيّ جليل القدر عظيم المنزلة، نال شرف النيابة العامة عن الإمام المهدي (عليه السلام)، يسكن في احد أزقةالنجف الأشرف الضيقة بجوار جده أمير المؤمنين وإمام المتقين، حكيم متريث في الأمور، حيّر العقول بصمته وطول صبره، همه أمن وأمان العراق، قد أقلق مضجعه ما ألمَّ ببلده من جراحات، شباب تُقتل وصرخات تتعالى من الأمهات الثكالى وأطفال تتيتم، مشاهد حزن خيمت على أرض العراق الحبيب... لكن هل غيّرت دماء من سالت على أرض الوطن؟ الجواب : كلا لم تُغيّر ولن تُغيّر ما دامها سارت بخلاف خط المرجعية ولم تُصغ لتوجيهاتها الحكيمة. مرجعيتنا كهفنا الحصين.
اخرىبقلم: منتهى محسن نعم... أختاه، أبحث عن وطن، وطن يضمني بلا حزن ولا شجن. وطن أعيش فيه بكرامة دونما ذل أو منن.. وطن أحلق في سمائه بجناحي عصفور يحلم أن يطير عاليًا بعد سنين التقييد والسجن... مسجونة أماني الشعوب في علب السردين، أو مذبوحة على جانبي طرقات تعج بأسرار المشردين، دونما سكن... بئر يوسف أنقذه من الموت المحقق، لكن وطني رموه في غيابات خلت من بصيص ضوءٍ أو أمن... العيب ليس في أوطاننا أختاه. العيب كل العيب في النفوس التي شوهت الدين وباعت الضمائر، واستباحت كل السنن... العيب في الصور الزائفة التي رسمتها لشعوبها المسلوبة من أبسط حقوق العيش الكريم الآمن.. العيب في فرشاتها التي خلطت الألوان وداعبت ذمم السراق والخونة وقبضت الثمن.. نعم... أختاه ما زلت أبحث عن وطن... وريقاته الخضراء ترتمي كل صباح في إيقاع جميل يعانق النسائم بأعذب لحن.. أنهاره تجري في كل الدروب تسقي العطاشى وتروي الأرض البور فيزهر القداح والياسمين وينتشر عطرها الأخّاذ على مرّ الزمن... أرضه تنعم بالهدوء والسكينة، كأنه جنة موعودة للغافين على حافات الانتظار المرير والمترقرقين بجفون الدموع المحمومة. نعم... أنتظر وطنًا ليس فيه نفط يتقاتل عليه المتخمون أو المساومون أو دنيئوا الفكر وجائعوا البطن.. لكن أخيتي... بالرغم من كل هذه الشجون أقول: يبقى الأمل معقودًا مهما ازداد الظلم وداهمتنا موجات الحزن.. الأمل موجود ما دام رب العرش يدير ويدبر أمر الكون... الأمل باق ما زال الوجود ينتظر بقية الله ليحرر الناس من أنظمة الجور الفاسدة، ويبعث الحياة من جديد خفاقة بلواء الفرج والأمان والأمن...
اخرى"ما دامت دولة الدنيا للفاسقين، فإنا يحيط علمنا بأنبائكم، ولا يعزب عنا شئ من أخباركم، ومعرفتنا بالزلل الذي أصابكم، مذ جنح كثير منكم إلى ما كان السلف الصالح عنه شاسعا، ونبذوا العهد المأخوذ منهم وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون". من حديث للإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) (إن إنشغال الطبقة السياسية بالنزاعات والتجاذبات والاختلافات على المواقع والمناصب أدخل البلد في دوامة من عدم الاستقرار والتخلف عن بقية الشعوب وإهدار الطاقات والتأزم النفسي للمواطن اضافة الى ضياع فرص تقديم الخدمات للمواطنين وتوفير فرص العمل والتطور له) من خطبة الجمعة ١٥ / ٣ / ٢٠١٩ وكأن الثاني هو دفئ تلك الشمس المغيبة وماء ذلك النبع الصافي فهل من معتبر
اخرى(إنّ خلاص العراق وتجاوزه لأوضاعه الصعبة الراهنة لا يكون إلّا على أيدي العراقيّين أنفسهم إذا ما اهتمّوا بالمصالح العُليا لبلدهم وقدّموها على كلّ المصالح الشخصية والفئوية والمناطقية ونحوها). جانب من خطبة الجمعة ١٨ / ١٢ / ٢٠١٥ قال تعالى في كتابه الكريم "إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ"[الرعد:11] من هنا كان نمير مرجعيتنا
اخرىقالها الله في محكم كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}. ونقول: أيُّها الشباب الواعي يا من تظاهرتم للمطالبة بحقوقكم المشروعة؛ التي سلبها منكم أصحاب المناصب والرياسات الواهية، إنْ تسيروا على خط المرجعية الدينية في النجف الأشرف وتقتفوا آثارهم تُفلحوا.
اخرىالمجرّب لا يُجرّب؟! كلمة قالتها المرجعية الرشيدة في النجف الأشرف قُبيل الإنتخابات، وهي تعي ما تقول عن معرفة مسبقة بالوجوه المستعارة؛ التي قالت ما قالت ووعدت الشعب بوعود مزيفة كاذبة، ومنتّه واملتّه بكلمات براقة جذابة، فلم نر أيّ واقع لما قالوا وأيّ وفاء بما وعدوا، فالتفتوا جيداً لما تقوله المرجعية بعقول واعية وقلوب بصيرة. مرجعية حكمة
اخرىبقلم: منتهى محسن الدموع الجاريات من محجر الحنان ما زالت تجري حتى تحتويك تحت دثار الأبوة العامر... قميصك المهترئ الذي قدّوه من دبرك ما زال يحمل سر عفافك وصدقك القاهر... إخوتك الذين غدروا بك ورموك في البئر، ظل وجههم مسودًا ومطأطأً قبال شخصك الشريف النادر... إخوتك الذين باعوك حسدًا وغيظًا ستظل وصمة العار تلاحقهم وتقزّمهم أمام عنفوانك الزاهر... سنيُّ سجنك المريرة واغترابك المؤلم، تقهقر بصبرك وحلمك وطيب أصلك الباهر... سجنك لم يكن إلّا واحة غنّاء تعافيت منه بخلقك وتصرفك الحسن الماهر... لكن... يا يوسف مهلًا فرؤياك الصادقة ستتحقق ويركع في حضرتك كل من خذلك وأدمى المعاصم... آه... آه... آه يا وطني أُحار فيك وبك ولا أجد مخبأ أضمك من وحشة الليل إلّا احتضانك ومسح تراكمات المحاجر... يا منبعًا رقراق تلذذ بشرابه كل محروم وضامي... يا مرفأ حمل كل أوجاع الناس واحتوى حرمانهم الأسر... يا حبيبي هات يدك وقف عانِق السحاب أو إذا شئت فصاحب النهار اللاهب، فالشمس لا بد أن تشرق في ظل وجهك المعطاء الباسم…
اخرىبقلم: منتهى محسن مُبضّعًا وجدوه لم يعرفوا من أين يبتدئون رحلة التضميد… هل من الرأس المضمخ بالشاش المليء بالدم والقيح؟ أم من اليدين اللتين نزفتا طويلًا فذبلت عروقهما قبل الجلود؟ أم من الصدر المبضع بالسكاكين؟ أم من البطن المثقبة دونما تمييز؟ ولما وصلوا إلى رجليه وجدوه مقعدًا بلا حراك، لكن قوة خفية كانت تدفعه للمسير. تحيروا في أمره فلم يأت قبله أو بعده كمثله ينزف بهذا العنف والصديد، وأينما حطوا رحالهم وجدوا الإصابات في كل خارطة جسمه الموسومة بالنضال المرير... هذه المرة ركزوا على نبضه واستعملوا أدواتهم الطبية لعلهم يسمعون دقات الحياة تنبض فيه، لكنهم سمعوا زفرات انينه المحموم تمزق السكون... تلفتوا مستنجدين ووضعوا الكمامة على وجهه وأعطوه جرعات متتالية من الأوكسجين. وسرعان ما تهللوا إذ سمعوا أنفاسه المتباطئة من جديد، أسرع الجمع بتضميد جراحه ووقف نزيف الدم، الجميع تعاونوا... تصالحوا... واسعفوا المريض بلفيف حب و لهفة لأن يعود معافى ونشيطًا... وما أن اكملوا الطبابة حتى زهت نخلاته برطبها اللذيذ وأورقت شتلات البرتقال والليمون بقداحها الجميل... التف الجميع حوله وهو يحاول النهوض، ظلوا محدقين به تأسرهم نظراته الحنونة المليئة بالشكر والتهليل، ويستقطبهم قلبه الواسع الكبير. أزاحوا عنه بقايا الدم القديم ومسحوه بشاش التسامح والحنين، ورددوا على رأسه ما طاب لهم من الكلام المجيد، وألبسوه حجاب الحفظ والتسديد. وودعوه بباقات الورد والياسمين، بعدما احتضنوا جميعًا صدره المعطاء ووعدوه أن يتظافروا لنصرته وينسوا خلافهم المقيت، ويُصوبوا الضربات نحو عدوهم الحاقد ولن يسمحوا لأحد بإيذائه؛ فالعراق بيتهم الواحد الجميل، وهكذا أخرج على أثر تلك الوعود من غرفة الانعاش وقد تماثل للشفاء بتوحيد الصفوف وجمع القلوب على حبه أبد الدهور.
اخرى