Profile Image

مدونة الكفيل

#مرجعية_وطن

لقد لعن الله تعالى بني امية قاطبة؛ لأنهم رضوا وشايعوا وبايعوا وسكتوا على جرمٍ شنيع. فليس بمستبعد حلول اللعنة الإلهية على الفاعل لجريمة القتل والتمثيل والتعليق، والساكت عنها؛ فمقتضى الالتزام بمبادئ الدين الاسلامي هو الاستنكار، كما استنكرت مرجعيتنا ذلك.

اخرى
منذ 4 سنوات
623

#مرجعية_وطن

و لانتصاراتنا تفاصيل لا تحدها نشرات الاخبار، انتصار ضد اليأس.. وآخر ضد الضعف .. انتصارٌ ضد الفكر المنحرف.. وآخر ضد العقائد الضالة المضلة.. انتصاراتنا.... مستمرة إلى ما شاء الله... وللحكاية تتمة...

اخرى
منذ 4 سنوات
466

فكم من (خزيمة) بيننا؟

بقلم: حسين فرحان لعل آية قرآنية واحدة أو حديثًا صدر عن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) أو عن أحد أئمة الهدى (عليهم السلام) أو شاهدًا تاريخيًا أجمعت عليه الأمة يكون كافيًا لذوي البصائر في أن تكون راسخة لديهم مفاهيم (التصديق والتسليم والطاعة) لمن يحمل أمانة التبليغ وحفظ رسالة السماء نبيًا كان أو إمامًا أو حجة ارتضاه المعصوم نائبًا له صائنًا لنفسه مخالفًا لهواه مطيعًا لأمر مولاه. وقد لا تنفع مئات الحجج والشواهد مما ذكرناه في أن يتنازل البعض عن الأنا العاصية التائهة في الجهالة وحيرة الضلالة. ومؤمن حق الايمان من تخلى عن أناه وصير عمله قلادة يضعها في عنق من تصدى لمقام النيابة عن سلسلة الذهب المعصومة من الزلل. إن التسليم... التصديق... الطاعة، توفيق إلهي لا يعترف بكَمّ المعلومات الدنيوية في رأس الشخص ولا بعدد الكتب التي اطلع عليها، فكم من قارئ شغوف التهم المصنفات التهامًا فاغتر بما حصله وزلت قدمه به إلى هاوية التمرد على رسالة السماء، وكم من أُمّيٍّ بأبجدية الحروف عرف تلك الرسالة بفطرة الله التي فطر الناس عليها ولم يلوثها بالأفكار المستوردة. لا يروق للبعض أن نكون على بينة من أمرنا.. ولا يروق لهم أن نمتثل لمرجعيتنا، فالامتثال بالتصديق والتسليم والطاعة يعني هدم صروح الطغاة والمنتفعين. فيا أيها الشيعي الكريم: من برأي هؤلاء يكون سبيلًا إلى رضوان الله تعالى ورضا نبيه وآل بيته (عليهم السلام) سوى من جعلوه حجة -واشترطوا لذلك شروطًا- سوى مرجعيتك الدينية؟ كن نقيًا.. كن صافيًا.. فأصل النبوة والإمامة طهر ونقاء (أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الاَْصْلاَبِ الشَّامِخَةِ، وَالاَْرْحَامِ الْمُطَهَّرَةِ، لَم ْتُنَجِّسْكَ الْجَاهِلِيَّةُ بِأَنْجَاسِهَا، وَلَمْ تُلْبِسْكَ مِنْ مُدْلَهِمَّات ِثِيَابِهَا). احرص على فطرتك التي تخبرك أنك مخلوق من فاضل طينتهم، انصت جيدًا لمن بشرك بطهارة المولد إذ رأيت برد حبهم في قلبك.. انظر أيها الموالي إلى ما قيل في زيارة القمر الهاشمي (اَشْهَدُ لَكَ بِالتَّسْليمِ وَالتَّصْديقِ وَالْوَفاءِ وَالنَّصيحَةِ).. خذ منها التسليم والتصديق وخذ منها الوفاء.. تأمل في شهادة خزيمة بن ثابت لرسول الله (صلى الله عليه وآله) في واقعة ادعاء الاعرابي بأن فرس النبي(صلى الله عليه وآله) فرسه ولم يكن خزيمة حاضرًا، فلما سأله النبي (صلى الله عليه وآله) عن ذلك أجاب بنبرة التسليم والتصديق والطاعة ( أفأصدقك بما جئت به من عند الله ، ولا أصدقك على هذا الاعرابي الخبيث) فأقر النبي (صلوات الله عليه) شهادته بشهادة رجلين وعرف بها. وشواهد الطاعة كثيرة، وتاريخ الطف يشهد لأصحاب الحسين (عليهم السلام) رفضهم أن يتخذوا الليل جملًا، وأن الكهل أنس قد رفع حاجبيه بالعصابة فأبكى الإمام، وأن جونًا أبى إلّا أن يختلط هذا دمه الأسود مع دمائهم، وأن للرجال وللصغار والنساء مواقف أنارت تاريخ الطف وشيدت مع الحسين وأهل بيته (عليهم السلام) بناء الدين وبقاءه الذي اقترن بقتلهم جميعًا. فمن وطّن نفسه لتصديقهم بخبر السماء فمن الحري به أن يصدقهم بخبر الدنيا ، ومن قلد المرجعية الدينية وآمن بأنها حجة الحجة عليه فما عليه إلّا الطاعة، وليكن كالذين استجابوا للفتوى المقدسة فمنهم من استشهد ومنهم من جرح فكان شهيدًا حيًّا، ومنهم ما يزال مرابطًا في الجبهات وغيرهم آخرون لم يشكوا ولو للحظة واحدة بحكمتها ولم يتجرأ منهم أحد أن يبدي رأيًا في مقابل رأيها. ومن الجهل والتناقض أن يقلد المكلف مرجعًا في أمور دينه التي يلقى بها ربه وفي ذات الوقت يعترض ويتشنج لأنها لم تتماش ورغباته وهواه في أمر دنيوي أو شخصي. إنّ تقليد المرجعية يستلزم تصديقًا وتسليمًا وطاعة، فكم من (خزيمة) بيننا؟

اخرى
منذ 4 سنوات
884

#مرجعية_وطن

إنّ الإكراه وترويع المواطنين محرّم شرعًا، ومعاقب عليه قانونًا، لذا فالمرجعية كثيرًا ما أكدت على تجنب ذلك؛ ارشادًا للمواطنين نحو رضا الله تعالى، واحترامًا للقانون المنتفَض على فرضه.

اخرى
منذ 4 سنوات
511

#مرجعية_وطن

إنّ المتأمل في خطبة المرجعية الرشيدة يجد تجلّي أبويتها لجميع العراقيين؛ لاسيما عند مطالبتها بحقوق أخواننا المخالفين من أبناء العامة في محافظات الموصل، ديالى، تكريت، الأنبار، وبغداد؛ ببناء دورهم الخربة، وارجاعهم إلى سكناهم آمنين معززين.

اخرى
منذ 4 سنوات
484

#مرجعية_عقلائية

إنّ السيرة العقلائية أحد الأدلة على مشروعية التقليد، فبما أنّ الإنسان بطبيعته جاهل بالقضايا الخارجة عن تخصصه العلمي، ولايسعه الوقت للإحاطة بكل ما يجهل به، فيتعيّن عليه عقلاً أن يقلّد عالمًا بالاختصاص. ومن هنا ظهر لنا تقليد المريض للطبيب، والطالب للأستاذ، والمؤمن للمرجع الديني.

اخرى
منذ 4 سنوات
672

#لاغفلة_عن_موروثنا_الروائي.

لقد كان الإمام الصادق (عليه السلام) يأمر أصحابه بالجلوس في المساجد، وإفتاء الناس، رغم كونه إمام زمانهم، لكنه أوجب الرجوع إليهم بصفتهم المراجع آنذاك. ونظير هذا، فالإمام المهدي (عجّل الله فرجه الشريف) أمرنا بالرجوع إلى المراجع، العلماء، الورعين، من الفقهاء في مجال الفتوى، رغم كونه إمام الزمان.

اخرى
منذ 4 سنوات
651

اقتلونا فإن دماءنا سوف تثمر...

وان قتلتم قائداً منا فسيعوضنا الله بألف قائد... هذه هي سنن الله تعالى فينا شيعة آل محمد (صلى الله عليه وآله). ستدرك الاجيال يوماً فسادكم في الارض ونذالتكم.

اخرى
منذ 4 سنوات
688

الرياء سرطانٌ أخلاقي الجزء الثاني

بقلم: علوية الحسيني ■المطلب الرابع: علامات المرائي اجمالًا للمرائي علامات، منها: 1- ظاهره جميل وباطنه عليل. 2- كذوب وغير أمين مع نفسه ومع الله تعالى. 3- يكسل منفرداً، وينشط مع الجماعة. 4- يزيد في عمله إذا اُثني عليه، وينقص منه إذا لم يُثن. ■المطلب الخامس: علاج الرياء ممكن معالجة الرياء من خلال النقاط التالية: 1- العلم والعمل الصالح. 2- العلم بأنّ رضا الناس غاية لا تدرك. 3- الإخلاص في العمل لله سبحانه. 4- الرغبة في مدح الله سبحانه لا الناس. 5- التردد على العلماء ومجالستهم لاستلهام العبر والمواعظ. 6- الابتعاد عن المرائين، ومعرفة عواقب الرياء في الدنيا والآخرة. 7- دوام ذكر الموت وعذاب المرائي في عالم البرزخ. ■المطلب السادس: تبعات الرياء للرياء تبعات عديدة، توجب السطوة الإلهية، منها: 1- ضلال العمل وبطلان الأجر حيث روي عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله (عَلَيهِ السَّلام) يَقُولُ: اجْعَلُوا أَمْرَكُمْ هَذَا لله وَلا تَجْعَلُوهُ لِلنَّاسِ فَإِنَّهُ مَا كَانَ لله فَهُوَ لله وَمَا كَانَ لِلنَّاسِ فَلا يَصْعَدُ إِلَى الله" (11). 2- إيكال أمر المرائي إلى من تراءى له حيث روي "عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ قَالَ: قَالَ لِيَ الرِّضَا (عَلَيهِ السَّلام): وَيْحَكَ يَا ابْنَ عَرَفَةَ، اعْمَلُوا لِغَيْرِ رِيَاءٍ وَلا سُمْعَةٍ فَإِنَّهُ مَنْ عَمِلَ لِغَيْرِ الله وَكَلَهُ الله إِلَى مَا عَمِلَ وَيْحَكَ مَا عَمِلَ أَحَدٌ عَمَلاً إِلا رَدَّاهُ الله إِنْ خَيْراً فَخَيْرٌ وَإِنْ شَرّاً فَشَرٌّ" (12). 3- عدم استجابة دعاء المرائي "عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عَلَيهِ السَّلام) قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِه) سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ تَخْبُثُ فِيهِ سَرَائِرُهُمْ وَتَحْسُنُ فِيهِ عَلانِيَتُهُمْ طَمَعاً فِي الدُّنْيَا لا يُرِيدُونَ بِهِ مَا عِنْدَ رَبِّهِمْ يَكُونُ دِينُهُمْ رِيَاءً لا يُخَالِطُهُمْ خَوْفٌ يَعُمُّهُمُ الله بِعِقَابٍ فَيَدْعُونَهُ دُعَاءَ الْغَرِيقِ فَلا يَسْتَجِيبُ لَهُمْ" (13). ولعل زمننا هذا ليس بعيدًا عن مقصود الرواية، فنجد أن الكثير منّا يريد خير الدنيا، ولا يريد خير الآخرة؛ ليرائي به الناس ويتميّز عليهم، ويكأنه هو المنعم على نفسه! ولهذا قالت الرواية (تخبث سرائرهم) أي تخبث نياتهم لأنها ليست خالصة لله تعالى، بل يشاركه فيها الناس. أما علانيتهم فهي سليمة لمن يراهم؛ لأنّ الله تعالى وحده يعلم ما تُكنّ الصدور. 4- تدون أعمال المرائي في سجل أهل النار المسمى سجّين "عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عَلَيهِ السَّلام) قَال: قَالَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِه) إِنَّ الْمَلَكَ لَيَصْعَدُ بِعَمَلِ الْعَبْد [المرائي]ِ مُبْتَهِجاً بِهِ فَإِذَا صَعِدَ بِحَسَنَاتِهِ يَقُولُ الله عَزَّ وَجَلَّ اجْعَلُوهَا فِي سِجِّينٍ إِنَّهُ لَيْسَ إِيَّايَ أَرَادَ بِهَا" (14). المطلب السابع: قصة وعبرة يحكى أنّ رجلًا ذهب للتعبّد في مكانٍ بعيدٍ عن أنظار أهل مدينته، وأخذ يصلي بخشوع، وما إن سمع بوجود أحدٍ من خلفه يقترب نحوه، وإذا به يـطيل سجوده، ويحسن ركوعه، ويترنم في صوته، ويدمع عينيه، حيث أراد أن يري مَن خلفه حســن عبادته. لكن ما إن اكتشف أنّ الذي كان خلفه هو كلبٌ –أجلّكم الله تعالى- وإذا به قد اسودّ وجهه مستحياً من ربّه، وأخذ يردد: يا ويلي أرائي للكلب ! ___________________ (10) البقرة: ١٥. (11) الكافي: للشيخ الكليني، ج٢، ح٢. (13) المصدر نفسه، ح٥. (13) المصدر نفسه، ح١٤. (14) المصدر نفسه، ح٧. اللهمّ إنّي أعوذ بك أن تحسّن في لامعة العيون علانيّتي، أو تقبّح فيما اُبطن لك سريرتي، محافظاً على رياء النّاس من نفسي بجميع ما أنت مطّلع عليه منّي، فأبدي للنّاس حسن ظاهري، وافضي إليك بسوء عملي تقرّباً إلى عبادك، وتباعدًا من مرضاتك، يا أرحم الراحمين.

اخرى
منذ 4 سنوات
899

يوميات علي وزهراء (مولود مبارك)

بقلم: قلم زهرائي حسيني زهراء: في زاوية من دارنا المتواضع يوجد المكان الأحبّ لقلبينا "المُصلىٰ" هو محل العبادة والمناجاة والخُطط والمناقشات، أمّا عن وصفه فجدرانه مَطلية بلون أبيض ومزيّنة بزخارف أنيقة لونها كأوراق نبات الياس، على أحد رفوفه وُضِع القرآن الكريم، وقد تعاهدنا على أن لا يمر يوم دون أن يقرأ فيه كلانا أو أحدنا نيابة عن الآخر، وعلى الثاني الرسالة العملية وكتاب مفاتيح الجنان، وبعض الكتب العقائدية والأخلاقية والقصصية الهادفة، على طاولة صغيرة تقف قارورة عطر فوّاح توزع شذاها هنا وهناك، أعلاها مَتربة تحمل منافستها في العطر الأجمل والمنتصرة عليها دائما: تُربة كربلاء ومسبحتين منها. في كلّ فجر حيث النسمات العذبة وهمهمات علي يقرأ مناجاة المُريدين أسند ظهري إلى أحد جدران المصلىٰ لأتحدث إلى نرجستي... ابنتي الحبيبة ستولدين بإذن اللّه تعالىٰ بعد أيام قليلة.. ما أشوقني لرؤيتكِ.. زهرتي التي سقيتها كلّ صباح بآيات من الذكر الحكيم وكل مساء بزيارة آل ياسين، أتساءل: تُرى كيف سيكون تأثير لقمة الحلال عليكِ؟ فأنا لم أكن أتناول إلا الحلال الطيّب، بل حتى أنّي امتنعت عن الأكلات المشبوهة والمُصنّعة، واهتممت بتغذيتي كثيرًا ماديًا ومعنويًا، واثقة أنه سيكون واضحًا وكبيرًا، وأحبّ أن أطمئنكِ بنيتي سوف لن أطعمكِ إلّا وأنا على وضوء. وكيف سيكون شكلُكِ يا ترى؟ لا شكّ أنّكِ ستكونين جميلة وتّامة الخلقة فكم دفعتُ ووالدكِ الصدقات لأجل سلامتكِ. علي: زهراء، لمَ أنتِ شاردة الذهن؟ هل أكملتِ تعقيباتك؟ زهراء: نعم.. كنتُ أتحدث مع سَميّة أمّ إمام الزمان. علي: فداها أبوها.. قرّة عيني. زهراء: بسم الله عليك.. قرّة عينك؟ علي: نعم، وكيف لا تكون ذلك وأنتِ أمّها الخلوقة المؤمنة؟! زهراء: سلمتَ يا عزيزي علي: لفت انتباهي تساؤلكِ عن "قرة العين" وهذه أمنية كل أب وأم صالحين؛ أن تكون ذريتهم قرة عين لهم، أن تكون على هدى ورشاد متخلقة بأجمل الأخلاق وأرقاها.. أتعلمين يا زهراء؟ زهراء: ماذا؟ تفضل وأخبرني.. علي: أنا أتمنى أن تكون ذريتنا مباركة، بحيث تكون مصداقًا لقوله تعالى «وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا» وقد قرأت في حياة الأنبياء والأئمة (عليهم السّلام) والعلماء ما أبهرني عمله وأعجبني أثره فأحببت تطبيقه، كنت كلما دعوت وطلبت زوجة صالحة طلبت ذرية تكون كذلك ووعدت أن أحرص على أن تكون تربيتها على أتم وجه. وأنتِ لي نعم العون على طاعة اللّه تعالىٰ و تنفيذ ذلك الوعد. زهراء: بإذنه تعالى، وهل هنالك أسعد من هذا لقلبي؟ تفضل أكمل. علي: أحبّ أن يستمر تعاملنا مع اللقمة بحرص فلا يدخل بيتنا الطعام المشبوه أو الحرام. وأحب أن أعرض عليكِ هذه الفكرة وليس عندي شك أنك سترحبين بها، و هي أن نجعل طعامنا في كل يوم نذرًا للمعصوم الذي يكون اليوم باسمه مثلًا: يوم الأحد وهو باسم الإمام علي والسيّدة الزْهراء (عليهما السّلام). - كذلك مشاهدة الحرام أو الاستماع إليه، فقد نشأ كلانا في بيئة قد حفظت روحيتنا وطهارة قلوبنا، وهذه نعمة نحمد اللّه تعالىٰ عليها وتوفيق نسأله دوامه.. أتعلمين؟ كنت أواجه الكثير من التحديات في السيارة التي تقلني إلى الجامعة وفي الأخيرة أيضا فقد كان من حولي يسخرون مني لأني لا أستمع إلى الغناء وأخرج من قاعة المحاضرات حالما أسمع ذلك، ولكن ذات مرة سمعت عبارة جعلتني قويًا مطمئنًا قادرًا على الرد بأدب علىٰ من يعترضني أو يسخر مني.. زهراء: أحقّا؟ ما هي؟ علي: سأخبركِ بها مضمونًا : لو كان عندنا حقلان فارغان، كتب فوق أحدهما عبارة [الحق] وعلى الآخر [الباطل] وكانت عندنا مجموعة من الأفعال والأقوال من ضمنها "الغناء" ففي أي حقل سنضعه؟ في حقل الحقّ أم الباطل؟. فأسماعنا يا زهرا أمانة و قلوبنا كذلك فيجب أن نختار ونستمع لما يحافظ عليها ويليق بها. زهراء: هذا صحيح، وهنا يتضح دور الأصدقاء في التأثير على عقيدة الأبناء وسلوكياتهم "فالصاحب ساحب" إما إلى الخير أو إلى الشرّ، وهنا يأتي دورنا؛ سنحرص لئلا يختاروا الّا خيرة الأصدقاء، ونكون نحن أولهم، فمتى ما كان الأبوان لطيفين في التعامل قريبين من أبنائهم سيكون ظل والديهم بالنسبة إليهم الأول عندهم والأقرب لهم. علي: بإذنه تعالى؛ وسنحبب لهم العبادة منذ الصغر، فعندما تقفين بين يدي اللّه تعالىٰ أشركي نرجس معكِ، وأنا قد فكرت بأن تكون أول هدية لها مني: إحرام وسجادة للصلاة بألوان جميلة وأشكال جذّابة يقول الإمام زين العابدين عليه السّلام في رسالة الحقوق: "وأمّا حقّ ولدك... وإنّك مسؤول عما وليته من حسن الأدب، والدلالة على ربّه، والمعونة على طاعته..." فما أجمل أن نسعى لتضع بمعيتنا أول خطواتها في طريق طاعة اللّه عزّ وجل. زهراء: لقد فكرت في ذلك أيضًا، وكم دعوت اللّه تعالى في كل قنوت أن «رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ» قد فكرت أن أصلي أولًا قريبًا من سريرها، وعندما تكبر قليلًا أجلسها قربي وأضعُ لها العابًا، وعندما تبدأ بالمشي ستشاركني الصلاة ولو بحركاتها التي تقلدني فيها. علي: نعم.. وسنعلمها أن تحترم وجود الكبار وتطلب الإذن قبل الكلام، وتعتذر إن بدر منها تصرف غير صحيح، وتقول الحقيقة دائما ونشجعها عليها، فالطفل يكذب لأنه يخاف، أمّا إذا طمأنه والداه وساعداه سيقول الحقيقة ويعتاد على الصدق. زهراء: ولا ننسى مكافأتها على قولها الصدق، وعلى أداء واجباتها المدرسية، وعند التصرف الصحيح، والعمل الحسن، وعند تقدمها في حفظ القرآن الكريم، وعند أداء الصلاة وفي نهاية كل يوم من شهر رمضان أتمت صيامه كلّه أو بعضه. علي: إذًا سلامًا على أموالنا سلاما... زهراء: [ضحكت زهراء ضحكة خفيفة مؤنسة لقلب علي ثم قالت] : طبعًا لا أقصد أن تكون الهدية ثمينة في كلّ مرّة، فلعل كلمة لطيفة، نزهة، هدية بسيطة نصنعها بأيدينا أو عبارة على ورقة تفي بالغرض وتؤتي بنتائج سارّة. علي: نعم نعم.. أحببت ملاطفتكِ يا درّتي... وهل فكرتِ ماذا ستحفظ أولًا؟ زهراء: اسمح لي أن أسألك قبل ذلك سؤالًا: ماذا لو أخطأت نرجس التصرف يومًا، أو قالت ما لا ينبغي قوله، كيف نتعامل معها؟ وكيف نوجهها لئلا تكرر ذلك؟ علي: لعلّك تفكرين أني سأقول الحل هو الضرب مثلا؟ كلا.. فللضرب آثار نفسية على الطفل، ويدفعه غالبا للتمرد أكثر، والحل السليم هو: أن يتعرف الطفل منذ نعومة أظفاره الى الفعل الصحيح فيفعله و غير الصحيح فيتجنبه، أما إذا خالف ذلك، فيجلس إليه أحد أبويه بودٍّ ليفهما منه سبب تصرفه وبعدها يتفقان معه على عدم تكراره ويتعاونان على تجاوزه معًا، ويبينون له بأسلوب مبسط خطأ ما قاله أو فعله وأنه لا يليق ذلك به مع عبارات المدح والثناء عليه. كان أحد العلماء: لا يؤدب أولاده إن قصروا أو أساءوا التصرف بالضرب أو التوبيخ اللامقبول، بل كان يكتفي بليِّ ثوبه علامة على استيائه مما قام به وذلك كي لا يقع في المكروه أو الحرام! زهراء: أحسنت كثيرًا.. أحببت ذلك. أما عن سؤالك حول ما ستحفظ.. فنعم... فكرت في ذلك وهو: أسماء المعصومين الأربعة عشر (صلوات الله تعالى عليهم) نرددها على مسامعها بحبّ وابتسامة في كلّ يوم حتى تحفظها، ثم أصول الدين وفروعه، ومتى رأينا استعدادها نقوم بتحفيظها السور القصار، ثم كل القرآن، كم أتمنى أن تتم حفظه قبل بلوغها التاسعة من عمرها، و أيضًا بعض القصص النافعة التي نضعها لها في مكتبة صغيرة خاصة بها مع كراسات رسم و تلوين تناسب المرحلة العمرية التي تكون فيها. علي: هنالك أمر قد قرأت عنه، وهو أن الطفل يتأثر كثيرًا بما يرى ويسمع، فأحب أن ألفت انتباهك مع ثقتي بوعيك وحرصك أن لا تسمع نرجس ما يلوث فطرتها سواء من التلفاز أو المجتمع. وأن نحرص على أن لا نتناقش في بعض الأمور أمامها، وإن حصل سوء فهم فلا تكون شاهدة عليه بل نحلّه بيننا فلا يتجاوز المكان الذي نكون فيه. زهراء: لا تقلق بشأن هذا ياعلي فأنا مذ قرأت هذه العبارة وهي لزوجة أحد العلماء: "أتعجب على اللاتي ينتقدن أزواجهن في مجالس النساء، فأنا بعد كل مشكلة أقوم بعمل (حذف) لما جرى" و مذ ذلك الوقت بل وقبله و أنا أقوم بالفعل نفسه. والآن يا عزيزي، إن أكملت تعقيباتك بإمكانك أن تعود إلى النوم ريثما أعد الفطور ويقترب وقت ذهابك للعمل. علي: يبدو أن زوجتي المؤمنة قد نسيت أن النوم بين الطلوعين مكروه؟ لا... سأقوم لأساعدكِ في إعداد الفطور، أم تريدين أن يتكرر ما حدث من سوء فهم في المرّة السابقة؟ زهراء: آه.. لا تُذكرني أرجوك، كان يومًا صعبًا، لا أدري كيف مرّت تلك الساعات ونحن على خلاف.. كنت أشعر أن روحي تخرج مع كلّ نفس أتنفسه.. علي: "إنّه أمر طبيعي يا قرّة عيني فنحن حتى مع والدينا قد يحصل سوء فهم، لكن حياة المؤمنين هي استغلال سوء الفهم لانطلاقة جديدة ومتانة في الحب أكبر، وعدم تذكر أي مثلبة، فحياتهم يغلب عليها التفاهم وما سوء الفهم الا شيء طارئ".

اخرى
منذ 4 سنوات
725

خاطرة

يا كميل: (ليس الشأن أن تصلي وتصوم وتتصدق، الشأن أن تكون الصلاة بقلبٍ نقيٍ، وعمل عند الله مرضيٍ، وخشوع سويٍ، و انظر فيما تصلي، وعلى ما تصلي، إن لم يكن من وجهه وحِلِّهِ فلا قبول). الإيمان مرتبة فوق الإسلام وهي أدنى من اليقين، فكلما كان إيمان المرء عن بحث ويقين كلما كان أقوى. وهذا الإيمان إن كان حقيقيًا فإنه سيتجسد في طاعة الله تعالى فتخشع الجوارح تبعًا لخشية القلب... يجد المؤمن لذة في العبادة والمناجاة ويشعر بالخشوع والخضوع والتذلل لخالقه. قال تعالى: {قَالَتِ ٱلْأَعْرَابُ ءَامَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ وَلَٰكِن قُولُوٓاْ أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ ٱلْإِيمَٰنُ فِى قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَٰلِكُمْ شَيْـًٔا ۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.

اخرى
منذ 4 سنوات
358

مـن الظُلــمِ أن يفرحَ بالنصرِ أولئك

بقلم: علوية الحسيني/ ونور قال الله تعالى في كتابه الكريم: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين} (1) صدق الله العلي العظيم. نحن نعلم أنّ مقابلة المعروف بالشكر من مكارم الأخلاق، والمعروف هو ما يستحسن من الأفعال وكل ما تألفه النفس السوية من الخير، وتطمئن إليه، وعليه حثّت روايات أهل البيت (عليهم السلام)، حتى جعلت شكر المخلوق من شكر الخالق؛ بدليل ما روي عن الإمام زين العابدين (عليه السلام): "إِنَّ الله يُحِبُّ كُلَّ قَلْبٍ حَزِينٍ وَيُحِبُّ كُلَّ عَبْدٍ شَكُورٍ يَقُولُ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِعَبْدٍ مِنْ عَبِيدِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَ شَكَرْتَ فُلاناً فَيَقُولُ بَلْ شَكَرْتُكَ يَا رَبِّ فَيَقُولُ لَمْ تَشْكُرْنِي إِذْ لَمْ تَشْكُرْهُ ثُمَّ قَالَ أَشْكَرُكُمْ لله أَشْكَرُكُمْ لِلنَّاس" (2). ومن الطبيعي أنّ النفس البشرية تحب من يحسن إليها، ولو بالشكر، وإلّا فالنفس التي تنكر الجميل، وتتكبر عن الشكر هي نفس لئيمة، تتنافى مع النفس السوية السليمة. إنّ حسن الشيء وقبحه هو أمرٌ يحكم به العقل، فيستحسن الاعتراف بالجميل ووجوب شكر صاحبه، وتستقبح نكرانه والطعن في أصحابه. وعلى ضوء موضوع نكران الجميل نسلط الضوء على ما حصل اليوم من نكران جهود أبناء حشدنا الشعبي، رغم مواقفهم المشرفة في تحرير مناطق العراق من بطش الزمرة الكافرة داعش؛ التي دمرت، وقتلت، وسبت، وفجّرت، وفجَرَت. فحينما جاء اليوم الذي أصدر فيه المرجع الديني سماحة السيد علي السيستاني (دام الله ظله الوارف) فتوى الجهاد الكفائي، لبى النداء الرجال الغيارى؛ نصرةً لأبناء شعبهم الذين تعرضوا للخوف والتهديد والقتل والتشرد من بيوتهم. وكان الفضل لله تعالى، ثم للجهود المبذولة في مقاومة العدو، للدماء الشهداء المباركة التي أُريقت في سبيل العقيدة والوطن. وبعد النصر العظيم، تعالت الأصوات معبرةً عن فرحها بالنصر العظيم، وأفعالٌ مثّلت ذلك الواقع، والجميعُ يحتفل بذلك النصر المجيد، الذي صنعه المقاتلون بـعزيمتِهم وإيمانِهم، والشهداءُ بـدمائِهم، ورجالاتُ الدّينِ بمؤازرتهم، والأمهّاتُ بدعائِهن. لكن من المُقرِح أن يفرحَ بذلك النصر شبابٌ طالمـا رقـصوا على دماءِ الشّـهداء، حيث طالبهم البعض أن يقدّروا حال عوائل الشهداءِ ودمائِهم، ومشاق المجاهدينَ وغربتهم، والكفّ عن اتبّاع تقاليد الغرب الساذجة، واستغلال تلك العيارات الناريّة في القتال مع الرّجال، لكن دون جدوى. فاعتلى صوتُ الغناءِ آنذاك، واليتيمُ دمعاتهُ هاطلة، والثكلى دعواتها متواصلة، وزوجةُ المُقاتل نظراتها مترقّبة، وأمُّ الشّهيد مجالسُ عزائِها قائمة. واعتلت أصوات المنكرين لأفضال الشهداء، واستهزاء بحرماتهم، بعد تنعّم الجميع بالأمن والأمن عقيب النصر. فمِن الظلم أن يفرح بهذا النصر مَن عاشَ ظروف العراق الجريح بــوجهَين، وأنكر جميل دماء الشهداء التي لاحت الخافقين، وقد ذمّت الروايات الشريفة أن يكون المرء ذا وجهين؛ حيث روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: "بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ يَكُونُ ذَا وَجْهَيْنِ وَذَا لِسَانَيْنِ يُطْرِي أَخَاهُ شَاهِداً وَيَأْكُلُهُ غَائِباً إِنْ أُعْطِيَ حَسَدَهُ وَإِنِ ابْتُلِيَ خَذَلَه" (3). فذات يومٍ كان البعض يُمجّد الشهداء، ويذرف دموعه على فقدهم، ومأساة عوائلهم عقب رحيلهم، لكن سرعان ما انقلبوا متأثرين بشبهاتٍ مسمومة، ألقتها عليهم شياطين الإنس، بغية التفرقة بين أبناء الشعب، وتمزيق الأواصر الإيمانية بين المؤمنين على اختلاف بلدانهم، فكفروا بنعمة النصر المتحقق بفضل الله تعالى ثم بدماء الشهداء، بل ومزّقوا صورهم علنًا في الطرقات، وأضرموا النار في ما لهم من مقرّات! روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: "من اُسدي إليه معروف فليكافِ عليه، فإن عجز فليثنِ، فإن لم يفعل فقد كفر النعمة" (4). إنّ الأمة التي لم تحترم قادتها مصيرها يقترب من الهاوية شيئاً فشيئاً، وكذا اليد الواحدة لا تصفق، فلا يتغترنَّ المرء بما يقدمه له العدو من لقمات مسمومة، وكفى به شهامةً أن يعترف بأفضال غيره، وكفى به دناءةً أن ينكر الأفضال. وأخيرًا نقول: هنيئاً لِمن آزر ولبّى، واعتبرَ ودعى، والعاقبةُ لأُولي الهدى. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) سورة البقرة: 195. (2) الكافي، ج2، باب الشكر، ح30. (3) المصدر نفسه، ج2، باب ذي اللسانين، ح2. (4) دعائم الإسلام ، ج2،ص 321، مستدرك الوسائل، ج12، ص357، ح14283.

اخرى
منذ 4 سنوات
950