Profile Image

مدونة الكفيل

عروس الراعي

بقلم: تمارة أحمد في بلادِ وادي الرافدينِ، بلادٌ لا تجدُ في غَيرِها مِنْ جَنتين، بلادُ العلمِ ومَسعى لِمن لَه طالبون، في ريفِ حِدودِها وتحت قَمر السَاهِرين، حكاياتٌ تَداولَتها ألسِنةُ المُسنين، فقالَ الجدُ لأطفالِ الحارتين : _اسمَعوا لِما أقول، قِصةُ فتاةٍ أسرت العُقول، فتاةُ ريفٍ في البُستانِ تَجول، تَجرُ خَلفَها سَعف النَخيل، ومَنظرها لَنْ تَجِدَ لَهُ مَثيلًا. فَحلَ سِكوتٌ لا يَكسرهُ سِوى النَسيم، والعيونُ تَلمعُ مُترقبةً كَلام الجدِ نَعيم، فَنمت ابتِسامةٌ قَبل أن يَردِفَ مِنْ جَديد، كَأن الرَبيعَ زارهُ مِنْ الماضي البَعيد: _خِيوطُ الذَهبِ تَنسدلُ مِنْ وِشاحِ الحَرير، والشَواطئ بَين جَفنيها لَيسَ لَها نَظير، وبَساتين الزُهور لِوجنَتيها استَوطَنت لا غَير، كَأنها أميرةٌ هَاربةٌ مِنْ واقعٍ مَرير، فَهل يُلامُ مَن بِحُبِها يَقعُ كَالراعي الفَقير؟ فَقال فَتى بِعمرِ العشرِ سِنين، بِسؤال الجدِ كَأنه ابن العِشرين: _لا يُلامُ يا جَدي، فتاةٌ بِحسنِها حلمُ كل رجلِ، ولِكل أميرةٍ فَارسُها المُضَحي، فَأسمِعنا مَاذا فَعل الرَاعي؟ فَقالت فَتاةُ التِسع سِنين، لِكلامِ صَديقِها نَاكرة كَلامه بِحين: _لَكن الرَاعي لَيسَ فَارِسًا، فَهوَ فَقيرٌ ولا يَفقهُ بِالفروسيةِ شيئاً، أرأيتَ يوماً نَملةً تَحملُ رَغيفَ خُبزٍ؟ فَابتَسم الجدُ لبَديهةِ أطفالهِ، فَقالَ مُردِفاً يُصورُ حَال الرَاعي: _لَم يَكن الرَاعي كَما تَظنون، أسرتهُ الفَتاة وأرادَ أن يَعرِفها فَاخبرَ صَديقه بَعد حَين، أنهُ لَمحَ فَتاة البُستانِ فَأحبتها العُيون، فَابتَسمَ صَديقهُ واخبرهُ أنَها حَنان، مَحبوبةُ أهلِ القريةِ دُونَ نُكران. أعجبَ الرَاعي ما يَسمع، ولَم يَنكر شَعبيةَ مَنْ لَها وَقع، فَلمحَ صَديقه عَينه تَلمع، فَخطرَت لِبالهِ فِكرةٌ لِصالحِ صَديقهِ تَقع، فَلم يَطل بِالأمرِ و أستأذَن لِشربِ الماءِ ويَرجِع، بَحثَ عَن والدَة الرَاعي واخَبرها ما سَمع، فَهلّ وَجهُ والدة الرَاعي لخبرٍ جَعلَ لِأحلامِها وَاقعًا. فَعادَ صَديقهُ واستأذنَ مِنْ فَوره، فَقد حَل المَساءُ والرَاعي غَارقٌ بِفكره، وَدعَ صَديقه ولِلعشاءِ أمهُ تَنده، ذَهبَ اليها وتَناولَ بَعضاً مِنه وغَرقَ بِأفكارِه، والشَوكةُ تُداعبُ الطَعامَ في يَده، فَابتَسمت والِدتُه وقَالت عَلى مَسامعه: _بُني تَعلمُ أني كَبرتُ في السِن واحتاجُ مَنْ تُساعِدُني، وأُرِيدُ ان ارى احفادي قَبل رَحيلي لِيرتاح فؤادي، فَهل تُحققُ لِي طَلبي سَريعاً يا وَلدي؟ فَنظرَ الرَاعي لِوالدتهِ نَاكرًا، ومَسكَ يَدها ليقولَ مُردفًا: _لا تَقولي هَكذا يا أمي، عُمركِ مَديدٌ إن شاء الله و روحي فِداكِ، لَن يُصيبكِ خَدشٌ مَا حَييتُ فَلا تَخافي، أنا مَعكِ ولَن تُجهدي نَفسكِ بِالعمل وارتاحي، سَأتولى أعمالَ الحَقلِ بِمفرَدي فَلا تَقلَقي، فَقط لا تُكرري أمرَ الرَحيل فَتكسِري ظهري. ابتَسمت والدَتهُ وقَبلتْ يَدهُ لِتقولَ بِأملِ الموافَقة، لتَردفَ مِنْ فَورِها بِعيون رَاجية: _لا أشكُ بِكلامِكَ صَدقني، لَكن لا أضمَنُ نَفسي لاحِقا فَسمَعني، أخبرني إذا تُحبُّ إحداهُنّ لأطلِبها لَكَ عَزيزي، حَقق لِي هَذا الأمر فَقط لا تَرُدَني بُني، حُلمي أن أراكَ مُستقِرًا وأطفالُكَ حَولكَ يَا قُرةَ عَيني، فَما رَأيكَ أسَتَرُدَني؟ تَنهدَ الرَاعي وهوَ يُغمضُ عَينيهِ لِوهلة، لِيفتَحها وقَبّل جَبينَها فَقالَ لَيهلَ وجهُ والدَتهِ بِسَعادةٍ غَامِرة: _لَن يَردكِ سِوى الظَالمُ يا نُورَ عَيني، لَكِ مَا تُريدين فَلا تَحزني . فقالت والدته بسعادة ابتسم الراعي بسببها، وافرح قلبه رؤية سعادة من ربته طوال عمرها: _مَا رَأيكَ بِحنان ابنة جَارَتِنا هَل أطلُبها لكَ؟ سَتكون خَيرَ عَون وسَند مَا رأيكَ؟ لِيقولَ خَاتمًا حَديثَهما، ولِسعادةِ والدتهُ يَبتسمً وقَلبهُ يَرقصُ طَربًا: _افعَلي ما تَرينهُ مُناسبًا ولا تسأليني، فَأنا أعلمُ أنكِ سَتُحسنينَ الاختيارَ أفضلَ مني. لِتَحضِنهُ والدَتهُ وتُقبلَ جَبينهُ، وَهي تَبتسمُ لِتقولَ لهُ: _سَأخبِرُ والِدَتها اننا سَنزورهُم غَدًا، لابدَ انَهنّ عِند النَهرِ يَتبادلنَّ السَمر و الشعر حينًا، لا تُطلْ مَع أصدِقائكَ وعُد سَريعًا، سَأذهبُ الآن أراكَ قريبًا. ذَهبت والدتهُ إلى النَهر وحَدثَ مَا تَوقَعتْ تَبادلنَّ السَمر و الشِعر، ويَطربنَ بِالألحانِ الشَجية والنَسيمُ يُداعبُ بَشرتهنّ تَحتَ مُداعباتِ ضَوء القَمر، فَطلبتْ مِن وَالدة حَنان أن تُكلِمها في أمر، وقَالت لَها طَلبها فَوافقت أُم حَنان طَلب الزِيارةِ بِرحابةِ صَدر، فَأخبَرتها أنها سَتزورُهم مع ابنِها عِند حُلولِ العَصر. انتَهت حَفلةُ سَمَرهنّ وَعدنَ لِمنازِلهنّ بِسعادة غَامِرة، لِتخبرَ والِدَة حَنان ابنَتِها بِطلبِ جَارَتِها، فَاكتَفتْ حَنان بِابتِسامةٍ خَجلة، وعدنَ لِمنزلِهنّ بِأحاديثهنّ المَازِحة، وَرأت أُم الرَاعي ولدها يَنتظِرُها عِندَ البابِ برجولةٍ طَاغية، لِتومئ لَه لِيعرفَ مَا تَقصدُ وَيكتَفي بِالابتسامِ لِضحكَتها السَاحرة. مَضى اليَومُ وجاءَ العَصر لِيغادرَ الرَاعي مَع والدَتهِ وخَالهِ لِبيتِ الجَارة، لِتستقبِلهم والدةُ حَنان وخَالُها بِابتسامتِها ويِجلسون في غُرفة المَعيشة، لتَدخُل بَعدهم بِقليل حَنان وفَناجين الشَاي بِيدها بِحياءٍ و أنوثةٍ طاغية، لتُضيّفَهم وعلى وجهِها ابتسامةٌ، أقسَم الرَاعي إنَها لَوحةُ فنانٍ لا تَشوبُها شَائِبة. عَرض خَالُ الرَاعي طَلبهُم وتَمت المُوافقة بِرحَابة صَدر لِسُمعة الرَاعي الطَيبة، وتَم الزِفاف بَعد اسبُوع وحَضرهُ أهلُ القَرية بِسعادةٍ غَامِرة، لِيعلم الرَاعي لاحقًا أن زَوجتهُ هي أميرةُ البِلاد، ومَا البستانُ إلّا لِقضاء إجازةٍ لِلراحة، والحُراس يَسكنون كَمزارعين في القَريةِ في فَترة إجازةِ الأميرة. بَعد مُرورِ سنةٍ مِنْ زَواجِهما في حَديقة القَصر الوَاسِعة، بَعد أن انتَقلوا لِلعيشِ فِيه بِمدةٍ لَيست بِقليلة، في لَيلةٍ رَبيعية ونَسيم عَليل يُداعبُ بَشرتِهم لِتقول حَنان بِرغبةٍ قَوية، وَهي تَنظرُ لِطفلِهم الذِي يَلعبُ مَع جَدتَيه بِسعادة: _أرِيدُ ان أطلُب مِنكَ شَيئاً أرجو أن لا تَردَني يا عَزيزي، تَعلمُ أنَنا التَقينا في الرِيفِ وغدًا هي ذِكرى زَواجِنا الأولى دَعنَا نَذهبُ لِلبُستانِ عَزيزي. لِيبتَسم الرَاعي لَها ويُقبلَ يَدها، لِتخجَل مِنْ تَصرفهِ لِيجيَبها: _وهَل لِي أن أرفًضَ لأميرَتي طَلبًا، قُولي كُل مَا تَرغَبين فِيهِ وانا لِطلباتكِ محقق، فلا تَسأليني أبدًا، وأمُريني وانا وقَلبي لأوامركِ مجيب، وسَنزورُ الريف كُل فَترةٍ ان أردتي فَكوني مُرتاحةً دومًا. لينهي الجد قصته خاتمًا، وأطفاله يستمدون عبرة: _لا تَحكموا عَلى الناسِ حَسب ظُنونِكم، ولا تَحكُموا عَلى الانسانِ وان كَان فَقيرًا امَامكُم، فَالجميعُ اغنياء والفقرُ الحَقيقي هوَ فَقرُ العِلم. لِيُغادِر الأولادُ بَعد أن هَمست طِفلة بِأذنِ الجد نَعيم لِتلحق رِفاقِها وهُم يَنتظرون قِصة يَوم غَد بِفارغ الصَبر، لِتجلس بِجانِبهِ زَوجتهُ فَتقول بِفَخر: _هَل رَويتَ لَهم قِصَتنا يَا نَعيم، هَل عَلِموا أَنكَ الرَاعي الحَكيم؟ لِيَقول نَعيم بِابتسامةٍ بَعد جِلوس حفيده وسيم في حضنهِ: _أجل عَلمت طِفلةٌ ذَكية يَا حَنان، فَمن لا يَعرفُكِ هُنا يا اميرةَ الرَافِدين، وعَيناكِ تَسقي كُل عَطشٍ و ظَمئان.

اخرى
منذ 4 سنوات
684

خاطرة

يؤلمني رحيلكم تباعًا بين شهيد وجريح.... ومايفتت قلبي هو شروق صباح لا يغير من الواقع شيئاً...

اخرى
منذ 4 سنوات
530

زهراء سيدتي

ليتني اشم تراب قبركِ المغيّب وليت يديّ تلامس تراباً حوى جسمكِ المتعب وليت روحي تحف بنور قبركِ لتتزود ليوم انت شافعة فيه لمن سار على نهج محمد سيدتي أيعفى قبركِ عنا؟ فقلوبنا قبر لكِ ومشهد يابن فاطمة عجل فدتك النفوس متى تثأر لجدتك الزهراء آهات لذلك الضلع المكسر لا تهدأ فلهيبها يسعر ولا يطفىء إلا بأخذ الثأر

اخرى
منذ 4 سنوات
897

الهارب من الموت

بقلم: مرتضى الشاطي أنا واحد من الكثيرين الذين قرروا أن يهربوا من الموت أن يسعى نحو الحياة والموت خلفه يسعى جعل من نفسه فريسة سهلة ضعيفة تتصيده المنية رغم أني أعلم علم اليقين بأنني يومًا ما سأسقط بين أنيابه الفتاكة ولا أعلم أين سيفتك بي ومتى... ولكن كان هنالك من قرر أن يسعى خلف الموت العزيز أن يُطلّق الدنيا الدنيئة التي صغّرها في عينيه وقرر أن يصطاد ذلك الوحش الكاسر الذي لم يفتك به أحد مع علمه بأنه رغم مقاومته وقتاله وشجاعته سوف يسقط أمام ذلك الوحش الذي يسمى الموت؛ كي ينال شرفًا لا يضاهيه شرف بأن ينحني له الموت ويصغر عند قدميه ويقول له: لقد قتلتني حينما أصبحت شهيدًا... فإذا ما أراد إنسان أن يقتل الموت فليس بالضروري أن يقتله حرفيًا.. لا.. بل أن يصبح شهيدًا هكذا يسقط الموت أمام الإنسان انتهى...

اخرى
منذ 4 سنوات
654

الشائعات... الطُعم الملغوم

بقلم: أم قنوت انتفض الشعب العراقي المُسالم مطالبًا بحقوقه المسلوبة من الشرذمة السالبة لها بعد أن نفذ صبره وامتلأ صدره قيحًا، فتنوعّت أساليب الرد على مظاهراته السلمية كما اختلط الحابل بالنابل لكثرة الأحزاب وتقاطع المصالح أو تنافرها، فبرزَت الشائعات المُغرضة المربكة واحدة من أهم وأخطر الأساليب المستخدمة لاستغلال المظاهرات السلميّة ولنشر الفوضى. اُستخدمَت الشائعات على مر العصور لضرب المصالح التجارية أو تسقيط الشخصيات النافذة في المجتمع، وتُعَّد من الاستراتيجيات والتقنيات العسكرية المُستخدمة في الحروب بشكلٍ مُمنَهج ومدروس، هي في أحد تعاريفها الاصطلاحية تعرف بأنها: كل قضية أو عبارة مقدمة للتصديق، دون أن تكون لها معايير أكيدة للصدق (١)، وقد تُطلَق نتيجة حدث حقيقي ظهر على أرض الواقع ليُستغَّل لصالح الجهة المُطلقة لها، مثلما قد تُنسَج من وحي خيال مؤلفها بُغية نشر الرُعب مثلاً أو تأجيج الفتن الخامدة الخاملة، (فالشائعة تطير وتزحف وتتعرج وتعدو، وهذا ما يجعلها على المستوى المادي أشبه بحيوان مباغت وسريع الحركة يتعذّر أسره ولا ينتمي الى أي فصيلة معروفة، أما تأثيرها في البشر، فأشبه بالتنويم المغناطيسي، وخصوصاً أنها تبهر وتغوي وتسحر الألباب وتلهب الحماسة) (٢). أضاف التطور التقني ميزةً جديدة للإشاعة بأن جعلها تنتشر انتشار النار في الهشيم متزيّنة بلباس الصورة المرئية تارةً والمقروءة تارةً أخرى، مما شجّع الباحثين في مجال التعرّف على الشائعات المنشورة في مواقع التواصل الاجتماعي الى طرح تقنيات وبحوث مازالت في طور الحبو قابلة للتفريق بين الإشاعة والخبر الصحيح في غضون ساعات بعد النشر (٣) ولكن هل يعني هذا أن يقف الشخص عاجزًا أمام الإشاعة منتظرًا للتقنيات الحديثة؟ بالطبع لا! فصانع التقنيات هو نفس العقل المميِّز القادر على تصفية ما يصله إلى أخبار حقيقية وشائعات وذلك عن طريق الآتي: ١- الاعتماد في تحصيل الأخبار على الجهات الإعلامية والأشخاص الثقات المالكة للتاريخ المشرّف غير المزيِّف للحقائق ولا المتلاعب بمشاعر الناس. ٢- التوقف عن إعادة نشر الرسائل غير الموثوقة أو معروفة المصدر ومحاولة استقصاء الحقيقة من أصحاب الشأن قبل إعادة تدويرها. ٣- التثقيف المتواصل ونشر الوعي عن طريق ذكر أحداث تاريخية مثلًا أو ربط الأحداث الآنية بشكل منطقي. ٤- غرس الطمأنينة الداخلية عن طريق تعزيز الإيمان بالله تعالى لتجنّب تخبّط وعشوائية ردود الأفعال عند وصول الإشاعات المغرضة. نسأل الله تعالى أن يمنّ على عراقنا الحبيب بالأمن والسلام، وأن يعجّل في ظهور صاحب الزمان (عجّل الله فرجه) وأن يرحم مَن ضحّى بنفسه من شهداء العراق. ______________ ١- سيكولوجية الإشاعة، جوردوت أولبورت/وليم بوستمان. ٢- الشائعات الوسيلة الإعلامية الأقدم في العالم، جان-نويل كابفيرير. ٣- ‏Early Detection of Rumor Veracity in Social Media Anh Dang, Abidalrahman Mohammad, Aminul Islam, and Evangelos Milios.

اخرى
منذ 4 سنوات
1058

أبي سر الحياة

بقلم: مرتضى الشاطي ذات مرة، سأل المعلم تلاميذه: ما هو سر الحياة؟! رفع كل تلميذ يده للإجابة فاختار المعلم تلميذ وأجاب: الماء سر الحياة. وجلس بقية التلاميذ إلا واحدًا بقى واقفًا رافعًا يده وهو يبتسم وينظر بعينين واسعتين. استغرب المعلم للتلميذ وقال: لقد أجاب زميلك. فرد التلميذ: إجابته خاطئة. ازداد الاستغراب والتعجب ورد: وما هو سر الحياة؟ قال التلميذ: إنه أبي. المعلم: وكيف؟ التلميذ: قالت لي أمي: لولا أبوك لمات كل من تُحب. المعلم: وماذا يعمل أبوك؟ التلميذ: إنه شهيد.

اخرى
منذ 4 سنوات
758

إمام زماني...

كيف يا ترى مذ نشأتُ وللآن، تراني؟ على أي هيئة؟ على أي نية؟ اصلحني... احيي قلبي من ميتة الغفلة وطول الأمل... أرني فأنا لا أُبصر إلّا بنوركَ الأبهى... أدع لي، أن اثبتَ ولآخر نفس معكم أبقى فتزفر روحي وأنا أرمق بنظري إلى أنواركم، وأبشّر برضا ربي.. فيختم عمري بتلكم البشرى!

اخرى
منذ 4 سنوات
421

#حشدنا_المقدس

مخطئون جدًا إن كنتم تظنون إننا سننكسر ونهزم بقتلكم قادتنا... فقوتنا نستمدها من عقيدتنا تلك العقيدة التي جعلتنا ننظوي تحت جناح المرجعية... وبدماء الشهداء سنزداد قوةً وعزمًا...

اخرى
منذ 4 سنوات
652

قرة العين

بقلم: مرتضى الشاطي مهما كنت جبلًا، يبق أبوك سماء وإن كنت سماء صار لك فضاء ومهما طال بك العمر ستزال تشعر بصغرك في جنبه ليس استصغارًا بل حبًّا وشوقًا وشغفًا وبدونه تشعر بالضياع وبوجوده تتذوق العزة والأمان تتذلل روحك بجنب أبيك وتتجرد من كرامتك عنده لأنه هو كرامتك هل أقول نعم، إنه الأب، واختم كلامي؟! أم أبقي الحديث مفتوحًا مدى الدهر يضيف إليه كل من تنفس منه العذوبة وهدر في أذنه الأبوة الأب أصفه بكلمة أبي ثم سكوت ثم جلوس ثم يد على يد وإطراق برأس ودمعة بخد وثلاث كلمات بحرقة: عاجز عن وصفه لأبي وآبائكم جميعًا

اخرى
منذ 4 سنوات
611

حديث المرآة

بقلم: أم قنوت مرآتي ... هربتُ منها إليها متعطشةً لكلمات إعجاب.. فأخبرتني حديثًا لا أفهمه.. تركتني أستجدي هنا وهناك بلا جدوى.. كلّما زادت الكلمات حرفًا كلما غصتُ في التيه.. لأعود بروح تجرّ الخيبة علّها تسمع ما تريد.. مرّت السنون عبثًا وهي تحاول إقناعي بالحقيقة: أنت القوية، أنت الجميلة، أنت الصبورة، كتلة المشاعر أنت، الأم والأخت والابنة أنت، أنت وأنت.. فما كان مني إلّا الفرار إليها من جديد متوسلّة: أخبريني هل هذه هي الحقيقة؟ ولكن! لم تُجبني هذه المرّة، يبدو أنه قد سئمت مرآتي من الشكوى فمَن يلعب دور الضحية هو وحده من يشتكي، فلا بد إذن أن مرآتي أقوى مني.. أحسستُ بالضياع، تبعثرتُ كأشلاء روح ميتّة داخل جسد يبدو صحيحًا، تاهت حروفي، فقدتُ معرفة شرقي من غربي، أضحى جزئي يشكو من كلّي، وشمالي يبحث عن جنوبي.. شهدت دموعي المعركة... انتبهي! لا وجود للعدو... انتبهي! أنت الضحية وأنت العدو، لملمي تلك الأشلاء المتناثرة، وصدقّي ما قالته لك المرآة سابقًا: أنت قوية، لذا قومي أبهريها.. لحظة صمتٍ جلدَت ضعفي، فانسلخ عنه الجلد القديم، فخرجتُ من شرنقة ال "آه والحسرة"، إلى دنيا الجمال والرضا، استمعتُ لأول مرة لما حاولت تكرارًا أن تخبرني إياه مرآتي، فوجدتني قد خُلقت بأحسن تقويم، وأن كل هم ألمّ بي كان قد شحذ همتي لأنمو وأقوى، فركضتُ إليها مجددًا بروح ناضجة... أنا: هربتُ منك إليك، فماذا لديك لتخبريني؟ ابتسمت مرآتي، ورحبّت بالروح الجديدة وكأن هذا أول لقاء لنا... شكرًا لك مرآتي...

اخرى
منذ 4 سنوات
482

دقائق في بيت الشهيد

بقلم: وفاء لدماء الشهداء بيت الشهد علي الأنصاري رحمه الله تعالى كانت دموعها تسبق كلماتها، وتتعالى بين كلمة وأخرى آهاتها وزفراتها، وفي نفس الوقت كانت تبتسم باطمئنان وهي تحمد الله المنان؛ أن مَنّ عليها فاختار حبيب قلبها، وقرة عينها وولدها الوحيد لأمر عظيم، وفتح له بابًا لا يفتحه سبحانه إلا لخاصة أوليائه، فاختاره شهيدًا، تلك هي أمّ الشهيد: علي الأنصاري رحمه الله. بالفعل تلك الدقائق التي قضيناها في بيتها لم تكنّ عادية، فهناك رأينا وجهًا آخر للرزيّة، وصورة أخرى للبلية، حينما تستقبلها النفوس الحرّة الأبيّة، التي اتّخذت من الإمام الحسين (عليه السلام) قدوة، ومن نهضته هوية. هناك كانت الكلمات تترجم صدق الانتماء للرسالة والدين، وحقيقة الولاء لآل البيت الطاهرين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)، وتطبيق مقولة لطالما ردّدناها مفتخرين، يا ليتنا كنا معكم سادتي... هناك رأينا كيف يمتزج الألم بالوعي والبصيرة، وكيف تدع الأم الرؤوم فلذة كبدها يقرّر نهاية حياته ولحظاته الأخيرة، رأينا الصمود وصلابة الإيمان، كيف يصنع المعجزات في حياة الإنسان، كيف يجعله قويًا في وجه الشيطان، ليرسم طريق العروج للرحمن. هناك رأينا زوجته وطفلته التي كُتب لها أن تكون يتيمةً، ومن حنان الأبوّة محرومة، لكنّها بكلّ تُراثه مفتخرةً، وإلى علياء جنانه بعين البراءة ناظرةً. ومن العجيب المؤلم أن ابنته الصغيرة زينب قد تمسكت به قبل خروجه الأخير، إلّا أنه لاطَفها وقبّلها ثم خرج وعينه تترقب فجرًا جديدًا ينال فيه رضوان الربّ القدير، كانت آخر صورة في مخيلتها هي صورة والدها، وكانت آخر كلمة على شفته هي وصيته بابنته. ذهب الشهيد كمن سبقه إلى عليائه غير نادم، وخلّف وراءه أمًّا يحق أن يفتخر بها العالم، لما لها من دور في مسيرة ولدها الشهيد قبل نيله وسام الشهادة المقدس، وبعد شهادته في حفظ عائلته وتراثه الأنفس. رحل الشهيد وترك رصيدًا من الذكريات، لم تكنّ خاصة بأهله وذويه، بل بكلّ من أراد أن يفهم ماذا يصنع حبّ الله وأهل البيت (عليهم السلام) بمريديه. كان عمله في ميدان النضال مصورًا وموثقًا للبطولات، وامتزجت صوره الأخيرة بدمائه السائلات، لتضع في أعناقنا جميعًا مسؤولية الاستمرار في أداء الرسالة دون التحجج بالموقع والرتبة والإمكانات، فمهما كُنّا، وفي أي مكان وجدنا، لا ريب أن هناك دورًا ينتظرنا، ينادي فينا: أن اخلصوا النية، وحافظوا على سلامة الطوية، لتكونوا أهلًا للرحمات الإلهية، والفيوضات الربانية، التي تبحث عن مستحقيها في زمن عزّ فيه الثبات على درب الصادقين، وفشل الكثير فيه بعدم التمسك بالحق المبين، وبانت في مسرح حياة الكثير منّا الهوة الكبيرة بين الادعاء والتطبيق، والشعارات والمواقف التي تعكس الولاء الصادق العميق. فشلال الدم الطاهر الذي انحدر من أجساد الشهداء، جعلهم أقمارًا في سماء البطولات والفداء، وغدت تضحياتهم وسير حياتهم نشيدًا يتغنى به الأحرار والشرفاء، وباتت كل كلمة وموقف منهم صارمًا مسلولًا في وجه الطواغيت الجبناء من الأعداء، ومعلمًا يدل المؤمنين على سبيل السمو والارتقاء، وهذا الإرث النفيس لا بد أن نحفظه ونحافظ عليه، ونجعله منارًا للأجيال ونرشدهم إليه، ونبين على الدوام أن رسالة الدم التي امتزجت بزفرات الزوجات، ودموع الأطفال الصغار، ولوعة قلوب الأمهات الصالحات، ينبغي أن تبقى ماثلة أمام أنظارنا، وعلى ضوئها نترجم خطواتنا، ونقطع طريقنا حتى ظهور قائمنا (عجل الله تعالى فرجه الشريف).

اخرى
منذ 4 سنوات
586

فَاشِلْ

بقلم: فاطمة مهدي من أبشع الكلمات التي قد يسمعها إنسانٌ أيّاً كان... كلمة قد تُنطَق من عدوِّك اللدود، أو زميلٍ مغرور، لكن أن تُنطَق هذه الكلمة عن لسانِ مدرّسٍ فهذا يعدّ إجرامًا. إجرامًا بحقّ التربيةِ و إجرامًا بحقّ التعليم. كانت تلك الكلمة الفظيعة قد هزّت الصفّ كلّه وليس الطالبَ المَعنيّ فقط! أيها المدرّسون، الطلابُ أمانةٌ في أعناقكم، فإن لم تكونوًا أهلًا لهذه الأمانة فالجلوس في بيوتكم خيرٌ لكم. والسلام...

اخرى
منذ 4 سنوات
525