Profile Image

مدونة الكفيل

يا سيداه!

أمور اعيتني، وضعها البعض متعمدا، فأبعدني عن تقديم شيءٍ، بل وجعلني مترددا. وإن كنتَ شريك ثواب عملي، ولازلتُ باسمكَ متهجدا. لكني أروم وصالكَ قولاً وفعلا،ً ماكان الهدفُ أمجدا. بنفسي أنتَ من مغيّبٍ لم يخلُ منّا. ياصاحب الزمان.

اخرى
منذ 4 سنوات
321

خاطرة

في تضاريس الدنيا التي لاتقف على حال وقفنا... نعاند الزمن ونتمسك بالقيم ... نسير بمطبات عدة ويسعفنا الأمل ... صبت علينا المصائب بألوان مختلفة ... نقاوم بصفاء قلب وإيمان ثابت ... نقف على مخلفات أرواحنا ونسأل دائما هل سيرضى عن أعمالنا! فنعيد صقل أنفسنا من جديد ... نتطور ونعود لنقف عند محاضرة الوائلي نقتبس منها ما يرسو بسفينتنا إلى بر الأمان ... ونأمل إنا قدمنا لأنفسنا شيئاً يستحق النظر فيها يوم العرض ... يامولاي فما حياتنا التي نحياها إلا على أمل أن نقدم الشيء الذي ترضاه ويرضى الله عنه ... فمازلنا مع تقصيرنا ننتظر قدومك ... ومازال وعدنا لكِ يتجدد اليوم نحن نحاول و غدًا سنصبح أفضل... اللهم عجل لوليك الفرج.

اخرى
منذ 4 سنوات
258

خاطرة

كُن على يقين أنّ مَن تبحثُ عنهُ يبحثُ عنك. فطوبى لمَن بحث داخل ذاته عن إمام زمانه.

اخرى
منذ 4 سنوات
257

خاطرة

شكراً كثيرًا، بحجم بركات وجودك المقدس في كل العوالم.. تلك التي ندركها والتي لا ندركها، شكرًا يفوق حجم اشتياق محبيك ومنتظريك..على كل رسائلك لنا، ما كانَ منها اجوبة على اسئلتنا، وماكان منها تحننا منك ورأفة بقلوبنا الحيرى! #رسائل_مهدوية

اخرى
منذ 4 سنوات
233

يا صاحب الثأر

يا صاحب الثأر إنّ الدين مخترمُ***و فيء آلك منهوب و مقتسم يا صاحبَ الثأر يا حصناً نلوذ به***انهض ترى أن الدين يصطلمُ حتى مَ تصبر و الالام قد حرقت***قلب الموالي و قد زلت به القدمُ يا صاحب الطلعة الغراء يا أملًا***قد راح يؤنس مَن دنياهم ألمُ انهض فداك عباد الله كلهمُ***حتى يلي قاتلي اجدادك السقمُ يا من يعزّ علينا لا نراه وقد***ازجى لنا الخير فالدنيا به أمَم انهض لأجل غريبٍ حاطه عُرُبٌ***بل لم يكونوا بعُرب بل همُ بُهُمُ انهض لأجل صريعٍ كان مختضبًا***عطشان يفحص تربَ الفتحِ مهتضمُ انهض فقد ضاقت الدنيا و قد غربت***شمس الحقيقة فالأعداء تنتقمُ انهض لتنهيَ بؤسًا لا انقضاء له***أنت المنى أنت وعد الله و الكلِمُ يا سلوةَ الروحِ إنّ الروح قد تعبتْ***ارحمْ جنودَك فالأكباد تضطرمُ هذي حروفُ عُبَيدٍ راجيًا بكم***حبلَ النجاةِ وأنت الفيضُ و الكرمُ حيدر الحجّار 15-شعبان المعظم- 1441

اخرى
منذ 4 سنوات
455

خاطرة

أنين قلم أصابه الأرق كيف وماذا يكتب؟ في يوم مولد زهرة في الحب ماتت نسمة ندى ملأ عبيرها الأفق في يوم مولدها رسمت للشوق والحب دربا يا نجمة ما اقصر عمرها تلك هي #رقية فلذة قلب الحسين (عليه السلام)

الخواطر
منذ 4 سنوات
508

خاطرة

كل أحلامها أن لا تفقدني يومًا هل تعدني؟ بماذا؟ أن لا نفترق أبدًا... ساد المكان صمت رهيب كاد الجدار الذي يتكئ عليه أن يقع من شدة حيرته... هل الوعد صعب لهذا الحد؟ ليس الوعد فحسب هنالك شيئ أصعب... ماهو يا أبت الذي سيفرقنا؟ الموت يا قرة عيني؟ قسمًا يا أبت سأموت بعد أن أسمع نبأ موتك... فأنا زاهدة بحياة خالية من الحسين ... رقية أبنة الحسين (عليها السلام)

اخرى
منذ 4 سنوات
349

لغة النصر في زمان العسر

بقلم: أم مصطفى الكعبي السَّلامُ عَلَيْكَ يا بقية الله في أرضهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَقُومُ السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَقْعُدُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَقْرَأُ وَتُبَيِّنُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تُصَلِّي وَتَقْنُتُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَرْكَعُ وَتَسْجُدُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تُهَلِّلُ وَتُكَبِّرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَحْمَدُ وَتَسْتَغْفِرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تُصْبِحُ وَتُمْسِي، السَّلامُ عَلَيْكَ فِي اللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَ النَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْإِمَامُ الْمَأْمُونُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمُقَدَّمُ الْمَأْمُولُ، السَّلامُ عَلَيْكَ بِجَوَامِعِ السَّلامِ.. الإمام المنتظر (عجل الله فرجه) موجودٌ بيننا يصلي، يقوم، يقعد، يستغفر، بل إنَّ وجوده من الأهمية بمكان، بحيث لولاه لساخت الأرض بأهلها، فهو السبب المتصل بين الأرض والسماء والوسيلة التي يلجأ إليها من يؤمن به (فداه النفوس)، فيأوي إليه عند المحن، ويتمسك به عند الفتن، ويعيش الأمل بظهوره المبارك ويتفاءل بقيام دولة الحق ولو بعد حين، على خلاف من لم يبصر بنور البصيرة، ولم يدرك هذه النعمة العظيمة، ولم يؤمن بوجوده المبارك وبكونه وسيلة العباد إلى الله تعالى والسبب الموصل إليه، فيعيش الضياع... والإيمان بوجوده وظهوره المبارك بحد ذاته علاوةً على أنَّه يمنحنا الاطمئنان والهدوء والاستقرار، فهو عبادةٌ وعلينا تقويته بتقوية ارتباطنا به (عجل الله فرجه)، وما أكثر الطرق التي يمكن من خلالها أنْ نقوي ذلك الارتباط، وأهمها وباختصار: أولًا: محبته ومعرفته واتباعه (عجل الله فرجه) فمعرفة إمام الزمان هي النور في ظلمات الفتن والبلاء وزمان التمحيص والغربلة في آخر الزمان، وكلما ازدادت زاد ارتباطنا به قوةً ونورًا؛ لأنها منطلق علاقة الإنسان بإمامه، من هنا نفهم عمق دعاء المعرفة: "اللهم عرفني نفسك فإنَّك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرفني نبيك فإنَّ إنْ لم تعرفني نبيك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك فإنَّك إنْ لم تعرفني حجتك ضللتُ عن ديني". والسائر على غير معرفة لا تزيده كثرة السير إلا بعدًا، من هنا كانت المعرفة هي الخطوة الأولى إليه (عجل الله فرجه)، فإن عرفناه أحببناه، وإن أحببناه أتينا بما يدخل السرور على قلبه المقدس من طاعات، وابتعدنا عن كلِّ ما يُدخل على قلبه الهموم من معاصٍ. فالإمام عينه على المطيع المهدوي الذي يكون طائعًا مسلّمًا لأمر الله (سبحانه وتعالى) سواءً نزل البلاء أو رُفع. وقد كان أصحاب الأئمة (عليهم السلام) شديدي الاهتمام بخصوصيات القضية المهدوية وبمختلف أشكالها وأدق تفاصيلها؛ وذلك تبعًا لما ربّاهم عليه أئمتهم، مما يدلل على حرصهم الشديد على النجاح في امتحان المعرفة واجتياز الاختبار الإلهي في تشخيص حجة الزمان. فقد روي عن أبي خالد الكابلي في رواية انه قال: دخلت على محمد بن علي الباقر عليه السلام فقلت: جعلت فداك قد عرفت انقطاعي إلى أبيك واُنسي به ووحشتي من الناس؟ قال عليه السلام: "صدقت يا أبا خالد فتريد ماذا؟ قلت: جعلت فداك قد وصف لي أبوك صاحب هذا الأمر بصفة لو رأيته في بعض الطرق لأخذت بيده.." والمعرفة والمحبة هما مفتاح الاتباع لمحمد وآل بيت محمد (صلوات الله عليهم)، قال (تعالى): "قُل إنْ كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله". فينبغي علينا أنْ نعرف هل نحن من الذين عرفوا الإمام (عجل الله فرجه)، ورضي عنهم أو من الذين وجودهم سببٌ في أذيته وتأخر ظهوره؟ وهذه فرصة للرجوع إلى الله (سبحانه ُ وتعالى) بالتوبة والإنابة لننعم بالحب الحقيقي، حب النبي محمد وآله الطاهرين (صلوات الله عليهم أجمعين). ثانيًا: الدعاء له، فقد روي عن الإمام المهدي (عجل الله فرجه): "أكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرَجَكم". ولطالما استوقفتني (فأن في ذلك فرجكم)، فعلينا أن نستشعر وجوده وألطافه وعنايته في الملمات. ثالثًا: التمهيد لظهوره المبارك الإيمان بظهوره (عجل الله فرجه) على أهميته فإنَّه لا يكفي، بل لابُدَّ أن يقترن بالعمل ــ لأن لا خير بإيمانٍ ما لم يؤثر على حركة وسلوك صاحبه ــ فيكون دافعًا ومحركًا ومحفزًا للمؤمن به لأن يكون مُصلحًا في المجتمع بعد أنْ يكون صالحًا، ويستمر في طريق التمهيد لظهور إمامه (عجل الله فرجه) بكلِّ قوةٍ واطمئنان مهما واجه من صعوبات الحياة وتقلبات الزمان.. فإنْ عرفناه وأحببناه واتبعناه وعملنا لظهوره كنا من المنتظرين حقًا الذين ميّزتهم الروايات عن سائر الموالين والأتباع في مختلف العصور، وما أروع وأرقى هذه الرواية وهي تصف المنتظرين على لسان الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: "تمتد الغيبة بولي الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله (صلى الله عليه وآله) والأئمة بعده، يا أبا خالد إن أهل زمان غيبته، القائلون بإمامته، المنتظرون لظهوره أفضل أهل كل زمان؛ لأنّ الله (تعالى ذكره) أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالسيف، أولئك المخلصون حقًا، وشيعتنا صدقًا والدعاة إلى دين الله سرًا وجهرًا" وقال (عليه السلام): "انتظار الفرج من أعظم الفرج". أسأل الله (تعالى) أن نكون وإياكم ممن نستحق مقام الممهدين المنتظرين الذين يسرون قلب الحجة (عجل الله فرجه) ويظفرون بعنايته وتسديدهِ، والحمد لله رب العالمين والصلاة على محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين.

اخرى
منذ 4 سنوات
351

خاطرة

سيدي يا صاحب الزمان لقد سرقتني الدنيا ؛ وخدعني غرور الشباب؛ حتى غرقت في غفلة فكنت في عالم الأموات . فأفاقتني صاعقة السماء وإذا بالشباب قد ولى ؛ والدنيا قد ادبرت عني . وكأن تلك الصاعقة هي نداء للعودة للحياة فاستذكرت قوله تعالى"رب ارجعون " سيدي يا صاحب الزمان عذراً لما جنيته في الشباب ليته يعود لأعيده بخدمتك للحياة

اخرى
منذ 4 سنوات
406

مسائل خمس في العقيدةِ المهدويّة (4)

بقلم: علوية الحُسيني هَل الدَجالُ شَخصٌ أو حَرَكَة؟ إنَّ مُعظمَ الرواياتِ التي تَناولتْ ذِكرَ الدَجّالِ والتي جاءَتْ مِن طُرقِ العَامّةِ والجَمهورَ, وعلى ما فِي أسنَادِها مِن ضَعفٍ وكَلامٍ ونَقْدٍ, وحتى التي جاءَتْ من طرقِ الخاصةِ, قَدّمَتْ الدَجّالَ تارةً بوصفه شخصًا خَارِقَاً لِلعادةِ, لَه عَلامَاتٌ عجيبةٌ وغَريبةٌ, يَظهرُ في آخرِ الزمانِ, ويَفتِنُ الناسَ ويَضلّهُم, وأخرى بوصفه العام, وله عَلامَاتٌ كأعورِ العَينِ, دون أنْ تَذكُرَ اسمهُ أو هَويّتَه, فَرَوى البُخارِي في ذِكرِ فِتنَةِ الدَجّالِ: "عن أنس، قال النبيُّ (صَلَّى اللهُ عليه وآله): ما بُعِثَ نبيٌّ إلاّ أنْذَرَ أمتَه الأعوَرَ الكَذّابَ, ألاَ إنّه أعورٌ, وإنَّ ربَّكم ليس بأعورٍ, وإنَّ بين عينيه مَكتوبٌ كَافِرٌ" (1). ورَوَى أبو القاسم سليمان بن أحمَد الطبراني: "عن سفينة قَالَ: خَطبَنا رَسولُ (صَلَّى اللهُ عليه [وآله]) فَقالَ :إنّه لم يَكُن نَبِيٌّ قَبلي إلاّ حذّرَ أمتَه الدَجّالَ, هو أعورُ, عَينَه اليُسرى بعينِه اليُمنى, ظفرةٌ غليظةٌ بين عينيه, مَكتوبٌ كَافِرٌ, يَخرِجُ معه واديان, أحدهما جنةٌ والآخرُ نارٌ, فجنته نارٌ ونَارُه جنةٌ, معه مَلَكان مِن الملائكةِ يشبهان نَبييَن مِن الأنبياءِ, أحدُهُمَا عن يمينه والآخرُ عَن شِمالهِ , وذلك فتنةُ الناسِ, يَقولُ ألستُ بربّكم أحيي وأميتُ, فيقولُ أحَدُ المَلكين كَذَبْتَ, فَمَا يَسمَعُه أحَدٌ مِن الناسِ إلاّ صَاحَبَه, فيقولُ له صَاحِبُه صَدقْتَ, ويَسمعه الناسُ فيحسبون أنّه صَدّقَ الدَجّالَ, وذلك فتنةٌ, ثم يسيرُ حتى يَأتي المَدينةَ ولا يُؤذنُ له فيها, فيقولُ هذه قرية ذلك الرَجلِ, ثُمّ يَسيرُ حتى يَأتي الشَامَ فيهلكه اللهُ (عَزّ وجَل) عند عَقبةِ أفيق" (2). وقَد رَوى مُسلِمٌ فِي صَحيحِه رِواياتٍ طَويلة تَشتملُ على اسمِ الدَجّالِ في بابِ ذِكرِ ابن صياد, والتي تُصَوّرُه شَخصَاً يَهوديّاً عَاصَرَ النبيَّ مُحَمّداً, صَلى اللهُ عليه وآلهِ, وأسلمَ فيما بعدُ ,وحَدَثَ مَا حَدَثَ مَعه فَقالَ: "عن أبي سعيد الخدري قال صَحبتُ ابن صائدٍ إلى مَكّةَ, فقال لي أمَا قد لَقيتُ مِن الناسِ يَزعمون أنّي الدَجّالُ, ألستَ سَمعتَ رَسولَ اللهِ, يَقولُ إنّه لا يُولَدُ له, قال قُلْتُ بلى, قَالَ فقد وِلِدَ لِي, أوليسَ سَمِعتَ رَسولَ اللهِ, صَلّى اللهُ عليه وسَلّم يَقولُ لا يَدخِلُ المَدينةَ ولا مَكةَ, قُلتُ بلى قَالَ فقد وِلدتُ بالمدينةِ, وهذا أنا أريدُ مَكّةَ, قَال ثُمّ قَالَ لي في آخر قولهِ, أمَا واللهِ إنِّى لا أعلمُ مَولِدَه ومَكانَه وأين هو" (3) . وذَكَرَ القاضِي الشَوكانِي فِي كِتَابِه- نَيلِ الأوطَارِ- اسمه, ونَسَبَ التَرَدّدُ فيه للنبي الكَريمِ: (وابن صَيّادٍ اسمُه صَافٍ, وأصله مِن اليهودِ, وقد اختَلَفَ الناسُ في أمرِ ابن صيادٍ اختلافاً شديداً, وأشكِلَ أمرُه حتى قِيلَ فيه كُلّ قَولٍ, وظاهرُ الحَديثِ المَذكور أنَّ النَبيَ صَلّى اللهُ عليه وآله وسَلّم كان مُتُرَدِدَاً في كَونه هو الدّجَالَ أم لا، ومِمَا يَدلَّ على أنه هو الدّجالُ, ما أخرجه الشيخان وأبو داود عن محمد بن المنكدر, قال : كان جابرُ بن عبد الله يَحلِفُ باللهِ أنَّ ابنَ صَيادٍ الدَجّالُ، فَقُلْتُ : أتَحلِفُ باللهِ ؟ فَقالَ : إنِّي سَمعتُ عُمرَ بن الخطاب يَحلِفُ على ذلك عندِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَلا يَنكِرُه" (4). وأمّا مَا رُوي مِن طُرِقِ الخَاصَّة, والتي ذَكرَتْ اسمَ الدَجّالِ, والبلدَ التي يَخْرِجُ منها, والدِّينَ الذي يَدِينَ به, فَهي رَوايةٌ نَصُّهَا: "فقامَ إليه الأصبغُ بن نباتة فقالَ : يا أميرَ المُؤمنين مَن الدَجّالُ ؟ فَقَالَ : ألا إنَّ الدَجّالَ صَائدُ بن الصيد، فالشَقيُّ مَن صَدّقه, والسَعيدُ مَن كَذّبه، يَخرجُ مِن بَلْدَةٍ يُقَالُ لها اصفهانُ، مِن قريةٍ تُعرَفُ باليهوديةِ، عينه اليمنى ممسوحة، والعين الأخرى في جبهته, تَضيءُ كأنّها كَوكبُ الصبحِ، فيها عِلقةٌ كأنها مَمزوجةٌ بالدَمِ، بين عينيه مَكتوبٌ كَافرٌ، يَقرئه كُلُّ كَاتِبٍ وأمي" (5). إنَّ الذي يُمكِنُ الخُروجُ به مِن مُجمَلِ مَا تُقَدّمُه دِلالات الرِوَايَاتِ, التي ذَكَرَتْ أخبَارَ الدَجّالِ, وأوصافَه واسمَه وأفعالَه ووقتَ خُروجِه في آخرِ الزمانِ, تَجعَلُ المُتَلَقِي لَها أمامَ خَيارين, إمّا أنْ يَعتَقِدَ أنَّ الدَجّالَ شَخْصٌ له اسمٌ مَخصوصٌ, وبَلدٌ مُعينٌ يَخرِجُ منه, أو يَعتَقِدَ أنّه عِنوانٌ وَوَصفٌ عَامٌ لِحَرَكةٍ ضَالّةٍ ومُضلّةٍ وفَاسِدةٍ, يَظهرُ أخرَ الزَمانِ, فَأهلُ الجَمهورِ والجَمَاعةِ يَرون أنَّ الدَجَالَ شَخصٌ طويلُ العُمرِ، غائباً مُنعَزِلاً فِي جَزيرَةٍ في البَحر، كَمَا يَدّلُّ عَلَى ذلكَ حَديثُ الجَساسَةِ الوَارِدِ في صِحَاحِهم, والذي نَقله مُسلِمُ النيسابوري في صَحيحِه فِي الجُزءِ الثَامِنِ , في بابِ خُروج الدَجّالِ ومَكثه في الأرضِ. وفي قبالهم آخرون يَرونَ أنَّ الدَجّالَ مُمكِنُ أنْ يَكونَ عِنواناً أو رَمزَاً لِظَاهِرةِ الفَسادِ والكُفرِ في الأرضِ. وبمُقتَضَى الجَمعُ الدِلالي والعُرفِي بين مَدلولاتِ الرواياتِ في المَعنيين (الشخص المُعينُ والظَاهِرةُ المُفسِدةُ) يَتطلبُ التَوفيقُ بينهما للوصولِ إلى نتيجةٍ تبيّنُ أنَّ الدّجَالَ هو شَخصٌ وظَاهِرَةٌ في نَفسِ الوَقتِ؛ ذلكَ لأنّه لا يُمكِنُ تَعقُّلُ فِكرةِ بروزِ حَركةٍ فَاسِدةٍ وكَافرةٍ في الأرضِ في آخرِ الزَمَانِ دون تَصوّرٍ لِوجودِ شَخصٍ يَقفُ خَلف ذلك كُلّه, إنْ لم نَقُل إنهم أشخاص أو دُول أو أقوامَ . وإنَّ الذي يَرفِضُ فِكرَةَ واعتقادَ أنَّ الدَجّالَ شَخصٌ مَخصوصُ بعينه, إنما يَرفِضُ لِعَدَمِ تَعقّلِه لِما يُظهرَه هذا الشَخصُ الاسطوري مِن خَوارِقَ للعادَةِ تَصِلُ لِدَرجةِ دَعوى الربوبيةِ وغيرها, وأنّى تأتّى له ذلك كُلّه لِوحدِه؟! وأمّا مَن يَعتقدُ بأنَّ الدَجّالَ هو ظَاهِرةٌ كَبيرةٌ في الفَسَادِ والكُفرِ والضَلالِ إنّما يَنظِرُ إلى الظروفِ الموضُوعيّةِ على أنّها رِهَانَاتٌ للحقيقةِ في المستقبل, والتي نَعيشُ شَطرَاً منها بِوَجهٍ يَرسِمُ رَمزيّةَ التيّاراتِ الكافرةِ والمُنحرفةِ, فكريّاً وسياسيّاً واقتصاديّاً ,فيكون عنده الدَجّالُ عبارة عن مُستوى حَضاري أيديولوجي مُعيَّن، مُعادٍ للإسلامٍ الحَقِّ, ويُؤيّدُ ذلك بِما تَقومُ به الحَضارةُ المادِّيةُ المُعاصِرةُ، وكَيفَ أنَّها تَمكّنَتْ مِن غَزوِ المُجتَمَعِ المُسلِمِ فِكريَّاً وعسكريَّاً, ونَادَتْ بأعلى صَوتِهَا, فأسمَعَتْ مَا بين الخَافقين، عَن طريقِ وسائلِ الإعلامِ الحَديثةِ، فَجَمعتْ إليها أوليائَها، وهُم كُلُّ مَن يؤمِنُ بعظمتِهَا وصَدّقَها وأغراه العَيشُ بين أكنافِهَا. والنتيجةِ: يُمكنُ القولُ أنَّ الدَجّالَ هو حَركةٌ فَاسِدةٌ مُضِلةٌّ, يَظهرُ في آخرِ الزَمَانِ بعد ظُهورِ الإمَامِ المَهدي –عجّل الله فرجه الشريف- وإقامةِ دولتِه العادلةِ, ونزولِ المَسيحِ -عليه السلامُ - ويَقتَفِي هَذه الحَركةُ الكَبيرةُ العَامةُ أثرَ اليَهودِ والنَواصِبِ في مُعادَاةِ الإمَامِ المَهدي –عليه سلامُ الله_، والعَمَلَ ضِدّه. وما تُخبرنا به الرواياتُ مِن أنَّ الدَجّالَ سَيُقتَلُ عَلى يدِ المَهدي أو عيسى بن مَريم بِحَسَبِ الاختلاف في المَأثورِ يُساعِدُ على هذا الفَهمِ المَعقُولِ, والذي يُقدِّمُ ضَرورَةَ الخَلاَصِ مِن الدَجّالِ بالقَتلِ لِشناعةِ فِعلهِ وآثارِه عَلى المُجتمعِ الإنسَاني آنذاكَ. وثَمةً تَقَارُب مُعَاصِر يَميلُ إليه مَن يَعتَقِدُ بظَاهِرةِ الدَجّالِ, وهو أنَّ أوصَافَ أتبَاعِه يُوجَدُ ما يُشابُههَا في واقعنا الرَاهِن, ولو مِن بَابِ الانطباقِ ,لا الجَزمِ وقد مَرّ علينا آنفاً ذِكرُ أنَّ أكثرَ أتبَاعِه مِن أولادِ الزِنا, و أهلِ الطيالسةِ الخُضرِ, وهُم – بِحسبِ ما يَظهرُ – أهلُ الأموالِ والسُّمعةِ والنفوذِ الاجتماعي في المُجتمعِ المُسلِمِ المُنحَرِفِ، وأمّا أولادُ الزنا فيُمكِنُ أنْ يُرَادَ بِذَلِك أحَدَ مَعنيين: المَعنى الأوّلُ: أُولئك الذين انقطعوا عَن آبائِهم عَقائديَّاً وأخلاقيّاً, وأصبحوا أولادَاً لِلنّاسِ الآخرين، الذين آمنوا بربوبيتِهم وولايتِهم ومَبادِئِهم. والمَعنى الثاني: إنَّ الإيمَانَ بالاتجاهِ المَادِّي الحَديثِ يُنتجُ إنكارَ عَقدِ الزواجِ وتَكوينِ الأُسرةِ، أو شيوعُ سُلَوكٍ وفاحشةِ الزِنا في آخرِ الزمانِ, والتي جَعلتَهَا الرواياتُ المَأثورَةُ مِن عَلامَاتِ خُروجِ الدَجّالِ. _____________________ (1) صحيحُ البُخاري: البخاري, ج8, ص103. (2) المُعجَمُ الكبيرُ: الطبراني, ج7 , ص84, ط2, 1405ه. (3) صحيحُ مُسلِمٍ, ج8, ص190. (4) نيل الأوطار من أحاديث سيد الأخيار شرح منتقى الأخبار: محمد بن علي ابن محمد الشوكاني, ج8 , ص18. (5) كمالُ الدّينِ وتمامُ النعمَةِ: الشيخُ الصدوقُ, ص526. اللّهمّ لاتجعل مصيتنا في ديننا, وصلّى اللهُ على محمّدٍ وآلهِ الطيبين الطاهرين.

اخرى
منذ 4 سنوات
370

خاطرة

وبعد مسيرة طويلة وارهاق متعب... اكتشفتُ أن العَتاب يدمر العلاقات والتنازل عن بعض الأمور يقويها وتبادل المشاعر الجميلة سر السعادة والتسامح يجعل جذور العلاقة قوية والتواضع يسقي وينبث ثماراً طيبة

اخرى
منذ 4 سنوات
291

سؤال

بقلم: زهراء المتغوي . لا عدمناكم ولا غـاب الخيال لا يزال القلبُ صبّا لا يــزال . نستهلّ الشعرَ والنثر بكـــم حين يسري بالمواويلِ سؤال . هل يكونُ السعدُ لو غبتم وهل دونكم للعمـر حسنٌ وجمال؟ . لو تمادى الفكـر في غفلته لكم النسيانُ بالقلبِ محــالُ . صخب الجمعة أنتم عيدُه وبكم نشرقُ من خلف الظلال . فمتى تسكن آهات الجوى ويذوب الشوق في كأس الوصال؟

اخرى
منذ 4 سنوات
293