بقلم: نورا كاصد العبودي تدحرج قلمي وكتبت اسمك هذا الصباح في دفتر مذكراتي... لكنّي محيته! خجلة منك يا مولاي... كتبت كذلك: نفتقدك كثيرًا، لم أتقن ترجمة حروف صوت قلبي المنادي؛ لكني صمتت وأتبعت لعبة الأحرف المتقاطعة علّني أنجح، فشلت، وفشلت، ثم توقفت ورفعت رأسي للسماء وبكيت... تقاطعت حروفي ولم أنجح... اقتنيت الشاش مؤخرًا لأداوي جراح الماضي.. أخذت منه القليل وربطت قلمي النازف... بدأت أصوغ الحروف من جديد كي أصنع اسمك.. تزاحمت بعقلي الحروف وأبت الاصطفاف كما يجب! تركتها وأخذت دعاء الندبة ودعوت بصوتٍ يعلوه الأسى... ويتخلله الأمل بأن أكمل كتابة اسمك على صفحات زمني القادم ويعم نورك أرجاء حياتي المعتمة... لَيْتَ شِعْري أَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى؟ بَلْ أيُّ أَرْض تُقِلُّكَ أَوْ ثَرى؟ أَبِرَضْوى أَوْ غَيْرها أَم ذي طُوى؟
اخرىإنّ المنتظِر للإمام المهدي (عجّل الله فرجه الشريف) كالطائر، فحتى يطير في ساحة القرب من إمام زمانه ينبغي أن يطير بجناحي العلم والوجدان. فليس العلم لوحده كافيًا؛ إذ قد يكون حجابا. وليس الوجدان كذا كافيًا؛ إذ قد يكون غلوا. فتأمل وثنِّي، ولا تُفرِد.
اخرىكنت دائمًا ما أرى أبي يغتسل صباح الجمعة ويتوضأ ويتعطر ويرتدي أجمل الثياب... ويأخذ كتاب القرآن ومفاتيح الجنان ويتجه نحو القبلة في زاوية غرفته المخصصة للعبادة... لم أكن أفهم وقتها معنى عبادة يوم الجمعة! وبعد وفاته كنت أفتقد هذه الطقوس على الرغم من أن أمي وأخوتي كانوا يمارسونها ... إلا أني الآن فهمت... أن أبي كان له موعد مع دعاء الندبة ... كان يؤمّن طلبًا عند صاحب الزمان ... إن مات وأرتقى إلى ذي الرحمة والمغفرة ... أن يخرج مع صاحب الأمر... اللهم عجل لوليك الفرج واجعل أبي من شيعة ومناصري إمامك ...
اخرىبقلم: زينب راضي الزيني/ ليلى زغيب أيُّها الغائبُ العزيز، تُراكَ تقرأُ حروفي أو تسمعُ أنيني.. إنْ كنتَ كذلك فلِمَ لا تجيبني؟ عندما كنتُ أطوفُ في بيتِ الله تعالى تمنيتُ رؤيَتك ومصاحبَتك يا بن رسولِ الله.. أخذتْ تروادني الشكوكَ وتتقاذفني الأفكارُ المتضاربةُ، لماذا لم أحظَ برؤيتهِ الشريفة؟ كنتُ كلما انتهي من طوافٍ اقرأ دعاء الفرج وأقول للنسوةِ معي: عليكُنَّ بالتوسل بصاحب العصر حتى تتمكَّنّ من الطوافِ بيسرٍ وسهولةٍ لأنّ الطوافَ كانَ مزدحمًا جدًا ونحنُ في شهر رجب الأصب، والحرمُ المقدس مزدحمٌ فكان الطوافُ سهلًا ببركة مولانا الحجة (عجل الله فرجه) ولم نحس بالتعبِّ، تمنيتُ وبشوقٍ رؤيةَ محيّاه الكريم والمثولَ بينَ يديِه، والدمعُ ينهمرُ مدرارًا من مآقيِّ لكن مع هذا لم أيأسْ وأقلقْ إذا تأخر عني لطف صاحب الزمان لأني أعلم أنّه ملتفتٌ إليَّ... فهل لليلة الانتظار من غدٍ، فأكحل مقلتي التي يوشك أنْ يُصيبَها من البعد رمد؟ أصبح الأسى سيديّ مخيمًا علينا وليس للعيش من رغد. عليَّ أنْ لا أفقدَ الأملَ بالانتظارِ في خلاصنا من الشدة والبلاء.. كم مرةً كسرنا قلبك وما زلتَ تعفو عنا؟ كم مرةً أبعدتنا الدُّنيا وما زلتَ تأخذ بأيدينا؟ وكم مرةً آلمنا قلبك بأعمالنا وما زلتَ تمسحُ على قلوبِنا؟ وكم غفلنا وأنتَ وحيدٌ بيننا... غريب وما لك دارٌ.. تتفقدنا ومطّلع على ما يبدر منّا.. متى ستأتي ويلتئم جرحنا، وتمسح دموعنا التي بللتْ وسادتنا؟ خذْنِي بفلكِك سيدي فالعالمُ من حولِي سقيم... فأنتَ النجاةُ وأنتَ الطريقُ المستقيم.. يا ساكنًا وسطَ القلوب فأنتَ منارٌ للدروب.. طالَ الانتظارُ سيديّ، امددْ يدكَ إليّ وارحمْ حالِي.. وتفقدْ بقايا روحي قبلَ فوات آجالي.. يا حيرةَ العشاق، متى تزورنا؟ من أيِّ بابٍ... يا مغيّباً عن العيونِ الصبرُ ذاب... والعمر غاب.. وطال الانتظار متى اللقاء؟ يا يوسف الزهراء.. فما رأيتُ أعز من مأواك.. تاقتِ العيونُ بالدمعِ شوقًا لرؤياك.. فكلُّ عينٍ تهفو سيدي للُقاك.. هنا صوت ينادي وهناك.. متى ترانا يا بن فاطمة متى نراك.. وقدْ نشرتَ لواء السلام.. ونشرتَ العدل والوئام.. ليتني اجعلك تبتسمُ سيديّ بأعمالي، فالأرضُ يابسةٌ وأنتَ ماؤها. وسبب دائنا ما جرى من الناس... أعمالنا.. نزواتنا.. حقدنا.. كذبنا على بعضنا فجورنا.. متى نقول: إنّنا يا سيديّ تائبون مذنبون، لعل رحمةً تُدركنا منك. زادَ يا سيديّ واستفحلَ الاشتياق... إنّها أيامُ انتشارِ عطرك بالمكان... فها قدْ قرُبَ النّصفُ من شعبان... فيا ترى هل نحظى بنظرةٍ لنورِ مُحيّاك؟ أخطُ أحاسيسي على جدارِ قلبِي المتّعبِ والمثّقلِ بالذنوب فلعل نفحةً من عطرِك تدخلُ روحي فتمسحُ كلَّ التبعات. بيومِ مولِدك سيديّ أُضيء شمعةً مليئةً بالأملِ، وأرسمُ لك بينَ أضلُعِي صورةً من ذكرياتِ الدار. أبا صالح يا مُنيةَ القلب، يا قِبلةَ الرجاء تَعطفْ عليَّ بنظرةٍ ترّدُ نبض الحياة إليّ. يا مُنيتي أُخاطبُ النسيمَ لعلّهُ مرَّ بكَ وصافحَ تراب قدميكَ.. بيومِ مولِدك أخطُ أُمنيات قلبي بريشةِ الرجاء ممزوجة بدمعِ الشوقِ إليك.. في كلِّ جمعةٍ سيديّ ندبةٌ تترددُ في الأعماق.. أين أنتَ؟ أينَ استقرتْ بك النوى؟ أهيمُ في وديانِ وجداني.. تارةً في كربلاء.. أراك وأخرى في روضةِ الزهراء... وأكملُ الطريقَ بينَ أضرحةِ العراق فأرى آثارَكَ في كلِّ ناحية... هنا أسمعُ أنينَك مع الكرار... هنا وهناك وفي سامراء... وأُكملُ الطريقَ بينَ آهاتٍ وأشجان... فأينَ أراك؟ يا مُنيتي؟ خذْ بيدي إلى ساحةِ عطفِك... خلصْ أشلاءَ روحي من شظايا الموبقات.. فما لي أملٌ سواك؟ روحي تئن وتئن فمتى أراك؟ فمتى أراك؟
اخرىسيدي يا صاحب الامر اخذني التسويف واماتت قلبي الغفلة... لكنني مع تقصيري لم يتوقف قلبي عن ذكرك ولم يبرد من الشوق إليك ولعل انتظاري لك كان لي نجاة من حيث لا ادري من الوقوع في الكثير من المعاصي؛ لأنك تشعر بقلبي وكان يصلك سلامي فكنت تدعو لي بظهر الغيب.... احبك سيدي واتوق لرؤيتك. أخيرا ليس لدي أدنى شك انه علِم بهذه الكلمات
اخرىحَزن يعقوب لفراق يوسف لسنين طوال وبكى لفراقه حتى ابيضت عيناه... جاءته البشائر واحدة بعد أخرى ان يوسف مازال حيًا وأنه بخير... وأنه سيرتد بصيرًا، وسيرى يوسف مرة أخرى... عادوا بقميص يوسف ومسحوا عينيه فارتد بصيرًا، ليستعد للقاء الحبيب بعينين بصيرتين... اما نحن فقد غاب عنا يوسفنا لسنوات طال أمدها... بكينا لفراقه كثيرًا كثيرًا... فمتى تأتينا البشائر...؟ فنحن مازلنا نحيا على امل لقياه متى يأتينا قميص يوسفنا لكي يزيل الحُجبَ عن قلوبنا فتنير بصيرتنا فنستعد للقاء إمامنا الغائب...؟ "يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا ۖ "
اخرىبقلم: صفية الجيزاني في كلِّ لحظةٍ من لحظاتِ عمري أحنُّ لرؤياك... يا كعبة القلوب، لقد ذابتِ الروحُ اشتياقًا للُقياك... سيّدي ومُعتمدي واقفةٌ أنا في محطةِ الانتظار، علَّكَ ترمُقُني بنظرةِ رضاك... وها أنا أمدُّ يدَيّ إليك أطلبُ الغوث وما لي حاجةٌ سواك.... خطتْ يديَّ أسطرًا من نورٍ تتلهفُ للُقياكَ وتطلبُ جودًا من عطاياك... فأغثْ روحي التي هامتْ وذابتْ في هواك... فمتى تراني؟ بل متى أراك......؟ مولاي، يحتارُ قلبي في وصفك، وتخجلُ دموعي من عظمتك، كم جهلناك.. كم عصيناك.. كم خذلناك.. اتبعتُ هواي.. وقعتُ في الشباك.. فحُرِمتُ من محياك.... فدتك روحي سيدي، وكلُّ الأنامِ تنادي فداك.. أتيتُ إليك شكوتُ الغياب، وقلبي الحزين ناداك... يا سيدي ويا مولاي أكحِل عينيَّ بنظرةٍ من عينيك وتصدّق بتلبية من دعاك... شوقي إليك أشعلَ جروحي، فازداد حنيني لذكراك.... غفوتُ فلمّا أفقتُ رأيتكَ حُلمًا.. غبطتُ جفوني؛ لأنها رأتك ولستُ أراك... فمتى تراني؟ بل متى أراك....؟
اخرىهربت بعيدًا إلى داخل نفسي أبحث عن إجابة لسؤال سمعته فأذهلني عدم معرفتي لجوابه الدقيق؛ لغفلتي... (لماذا لم تقدم أكثر مما أنت عليه؟!) بحثت بين ثنايا قلبي وعقلي فوجدت تقصيري وغفلتي تحوطانني بتلال كثيرة؛ لا أكاد أشاهد مولاي بسببها.. ولكن نوره الإلهي بعث الطمأنينة في قلبي ونظرته الحانية أرسلت الدموع حرى على وجنتي، فأخبرته... يا أبه، بُعدك وغفلتي أضنتني، وعدوي وعدوك أنهكني… يا أبه، خذ بيدي… فإني واظبت على ما طلبتم قدر استطاعتي، فتغلغلت نبرات؛ "اللهم كن لوليك.." في دمي، وامتزج تكرار عهدي؛ "في صبيحة يومي هذا وما عشت من أيامي" مع دموعي، وزاد أني اتحرى الصدق عليكم لأنكم أولياء الله تعالى، ولهفة قلبي في دعائك لكي يرزقني الله "توفيق الطاعة وبعد المعصية وصدق النية وعرفان الحرمة". أفرحني أني أجاهد نفسي لأغضّ بصري" عن الفجور والخيانة" وأجاهد لسد اسماعي "عن اللغو والغِيبة" مولاي هذه طاقتي، وأنت أعلم بحالي… وهذه بضاعتي فأقبلها مني وأعنّي على أداء ما يقربني إلى طاعتكم "وأداء فرض الجمعات" وما فيها من انتظار فرجك. ابنتك المقصرة: أم مهدي
اخرى