بقلم: فريال ياسر الأسدي 7ـ حجابُ السيّدةِ زينبَ (عليها السلام)، الكيفيةُ والحدود من النماذجِ التي جسّدَها الإسلامُ كقدوةٍ للنساءِ هي السيدةُ زينب (عليها السلام)، فكيفَ كانَ حجابُها الذي نشأ عن علمٍ ومعرفةٍ بالله (تعالى)، ومحافظةٍ على الفطرة السليمة؟ ماهي حدوده وكيفيته؟ تُجيبُنا الحوادثُ التاريخيةُ: حيثُ ينقلُ يحيى المازني -وهو من العلماءِ ورواةِ الحديث، أنّه عاشَ مدةً طويلةً في المدينةِ في جوارِ الإمام علي (عليه السلام)، وكانَ منزلُه إلى جوار المنزلِ الذي كانتْ تسكنُه (عليها السلام)- أنّه لم يرَ زينب (عليها السلام) ولم يسمعْ صوتَها ولو لمرةٍ واحدةٍ، وكُلّما أرادتْ زيارةَ جدِّها كانتْ تفعلُ ذلكَ ليلًا حيثُ كان يمشي أبوها أمامَها، وأخواها الحسنُ والحسينُ إلى جانبيها. فهي (سلام الله عليها) لم تكتفِ بحدودِ الحجابِ الشرعي الذي بيّنه القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة بل زادتْ على ذلك، فاستحقّتْ أنْ تكونَ فخرَ المُخدّراتِ. والخدرُ يُؤخَذُ فيه مفهومُ المحدودية المانعة عن التظاهر والتحرك، وهذا ما كانت عليه سيّدةُ الخدرِ والعفافِ زينب (عليها السلام)، فظاهرُها سترٌ وعفافٌ وصلت به إلى الخدر، وباطنُها كان كذلك ينبعُ من مشروعٍ إلهي مُحكمِ الرؤى؛ فكانتْ إنسانة تكاملتْ شخصيتُها قلبًا وقالبًا، باطنًا وظاهرًا. ولم تكنْ مجرَّدَ أُنثى تُريدُ أنْ تُجرِّدَ إنسانيتها، أو ترتدي ما يُخالِفُ الشريعةِ الإسلامية. سارت السيّدةُ زينب (عليها السلام) مع أخيها من المدينةِ إلى كربلاء، وهي بذلك خرجتْ من خِدرِها إلى الميدانِ؛ لتتصدى وتُواجِهَ الظلمَ الموجَّه للمُجتمع الإسلامي، سارتْ معه خطوةُ بخطوةٍ حتى استُشهدَ (عليه السلام). وعندما بدأ وقتُ انتقالِ المهامِ الأساسيةِ للسيّدةِ زينب (عليها السلام) في عصرِ عاشوراء أمستْ سيدةَ القافلةِ الحُسينية، وعليها أنْ تقومَ بقيادةِ وإدارةِ شؤونِها، ووجدتْ نفسَها أمام مسؤوليتين: الأولى، أنْ تكونَ النموذجَ الأعلى الحيَ للمرأةِ على مرِّ العصور، والأخرى أنْ تدعمَ كُلَّ من حولِها بالقوّةِ والصلابة. إنّ خروجَ السيدةِ زينب (عليها السلام) من خِدرِها له دلالاتٌ عميقةٌ؛ فهي رغم حجابها الكامل لم تجلسْ حبيسةَ البيتِ، وإنّما عندما شعرتْ بضرورةِ التصدّي والمواجهة خرجتْ مُلتَحِفةً بعباءتِها (روحي لها الفداء)؛ لتواجهَ الصعابَ تلوَ الصعابِ على رمضاءَ كربلاء. وأولُ تلكَ المواجهات خروجُها مع الإمامِ من المدينةِ إلى كربلاء، وتحمُّلُ الصعابِ والمشاقِ طوال الطريق، ولم يُعِقْها حجابُها وسترُها، فلم نسمعْ حادثةً تشيرُ إلى أنَّها (عليها السلام) تململتْ من حجابِها وعباءتِها، أو أنّها ألقتْ بسترِها لأنّه يُعيقها، بل على العكسِ تمامًا؛ كُلُّ من روى واقعةَ كربلاء وصفها بالحياء، فقالوا عنها أنّها (خَفِرَةٌ)؛ حيثُ قال بشيرُ بن خزيم الأسدي: "ونظرتُ إلى زينبَ بنتَ علي (عليه السلام) يومئذٍ فلم أرَ خَفِرَةً ـ واللهِ ـ أنطقَ منها". والخَفِرَةُ: الشديدةُ الحياء والستر، قال ابن فارس: "الخفرُ: الحياء، يقال خَفِرَت استحت وهي خَفِرةٌ". لقدِ اصطحبَ الإمامُ الحُسينُ (عليه السلام) أختَه زينبَ (عليها السلام)، وأرادَ من هذا الاصطحابِ إيصالَ صوتٍ للمرأةِ في كُلِّ زمانٍ ومكانٍ: أنّكِ أيّتُها المسلمةُ الواعيةُ قادرةٌ بحجابِك الإسلامي الشرعي أنْ تقفي مثلما وقفتْ سليلةُ الحسبِ والنسبِ، وهي غريبةٌ فاقدةٌ الأهلَ والوطنَ، مسبيةٌ تحتَ قيودِ الأسر، وقفت في قصر ابن زياد مُنزويةً فيُحاولُ أنْ يستفزَّها ويحُطَّ من شأنِها لكنّها أجابتْهُ بكلماتٍ لم يشهدْ لها التاريخُ مثيلًا؛ لتُثبِتَ للمرأةِ أنّ لها في الدين الإسلامي مكانةً ساميةً، وأنّها قادرةٌ على مُمارسةِ حريتِها بتلك العباءةِ الواسعة التي لبِستها عن علمٍ ومعرفةٍ حتى تُوسِّعَ أُفُقَ تفكيرها وتعقلها. لذلك شاءتِ القدرةُ الإلهيةُ أنْ يكونَ لزينبَ (عليها السلام) في هذا المشروع الإلهي دور لهدايةِ الرجالِ والنساء على حدٍّ سواء، قال الإمامُ الحُسين (عليه السلام): "شاء الله أنْ يراهنَّ سبايا". إنَّها مشيئةُ اللهِ (تعالى) وقضاؤه، وهذه العبارةُ توضحُ أرقى ألوانِ العبودية والتسليم لله (سبحانه وتعالى)، إنّه أفنى إرادته (عليه السلام) مقابل إرادة الله (تعالى)، وهذا حتمًا نابعٌ من الثقةِ اللامُتناهيةِ باللهِ (سبحانه وتعالى)، وحُسنِ الظنِّ بربوبيته التشريعية وتدبيره لكُلِّ أمورِ الإنسان.
اخرىرغم الظلام الذي يعتري نفوسنا... لكنّ ثمة نورًا.. إنّه ضوءُ ذلك القمر المُنير الذي أضاء قلوبنا وقلوب محبيه.. فلنواصل السير نحوه، ونشد العزم إليه .. فإنَّ لديه كراماتٍ وبركاتٍ تسع العالم أجمع فكيف بمن وهب نفسه فداءً لدين محمد (صلى الله عليه وآله) أنْ لا يمتاز بذلك النور؟ إنَّه قمرُ العشيرة، أبو الفضل العباس (عليه السلام).
اخرىغرد القلب كبُلبلٍ صادحًا: أنه العشق في أجمل حُلّة قلتُ اصمت، اي حب في زماني اي خُلّة! إنه آخر العمر يا فؤادي وستملّه رفرف القلبُ ثم نادى: لن أملّه -ستملّه -كيف؟ وأنا الظمآن رغم اني ساكن بين الفرات ودجلة -لن ترتوى يا صديقي.. إنّ العشق هوان ومذلة -أيُّ ذلة! انه عشق المصطفى والبقية من آل بيته -اورقت اغصان روحي والرياحينُ والياس فاح بذكره.. -لن تمله وانا مثلُك لن أملّه عهد في الصباح أتلو واردد ندبة في أرض سهلة إننا نرجو لقاءك فأرنا طلعتكَ يا أجمل طلة
الخواطرالوقاية من الأمراض، والتزام الناس بالحظر الصحي، واتباع الإرشادات، كلها أمور جيدة وفيها سلامة البدن.. لكن إذا لم تشف الروح من الأسقام، لن يرتاح الجسد.. ولا يكون ذلك إلّا بالتزام إرشادات الدين قال تعالى: "إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولً".
اخرى