بقلم: فاتن كريم يعتقدُ بعضُ الناسِ أنّ أهلَ العراقِ قد تغيّرت ملامحُهم الفكرية والعقدية، وغلبَ على طابعِهم تقليدُ الغربِ وخاصةً النساء.. أقول: إنّ المرأةَ العراقيةَ التي تجتهدُ لتتخلقَ بأخلاقِ سيّدتِها الزهراء (عليها السلام) لا يُمكِنُ أنْ تجوبَ الأسواقَ بحثًا عن فضلاتِ الغربِ البائسةِ المُزيّنةِ بخيوطِ الوهمِ والخيال.. بل هي أرقى من ذلك؛ لأنَّ لها أدوارًا متعددةً تصنعُ من خلالِها لوحةَ العزِّ والفخرِ لانتمائها وحُبِّها لآلِ محمد (صلى الله علي وآله).. فهي موجودةٌ في: ضميرِ أولادِها، في ورقةٍ وقلم، خلفَ كواليسِ مجموعات (التلغرام) تبثُّ العلمَ وتتعلم، فلا تحسبوها ساكتةً وخاملةً، بل هي متسترةٌ عن أعينِكم فقط.
اخرىبقلم: زهراء المتغوي يا حبذا دوحةٌ في الخلد نابتةٌ كالرّوضِ في قلبها الأغصانُ ثابتةٌ زيتونةُ الحلمِ تحكي وهي صامتةٌ لسدرةِ المنتهى بالذكرِ قانتةٌ ما مثلها نبتت في الخلدِ من شجرِ .... المصطفى أصلها والفرع فاطمةٌ قد شعشعت والرؤى بالحُسن هائمةٌ ضوءٌ بضوءٍ به الأقدار حالمةٌ إذا البتول ببذرِ الطهر قائمةٌ ثم اللقاح عليّ سيد البشر .... والهاشميان سبطاه لها ثمرُ والحلم والصبر والقرآن والسور في أسرةٍ قد سما من مجدها الأثر بمحكمٍ من كتاب الله قد طهروا والشيعة الورق الملتف بالثمر .... هذا حديث رسول الله جاء بهِ لكلّ واعيةٍ للقول منتبهِ و( لن تضلوا ) إشاراتٌ لمشتبه طوبى لمن صدّق القربى وخص به أهل الروايات في العالي من الخبر .... أسعد الله أيامكم بذكرى المباهلة
اخرىبقلم: شيماء المياحي كيف لا يؤلمُ الأبوين ما يؤلمُ ولدهما؛ وكلُّ جزءٍ فيه مُتجزئٌ منهما؟! وكيف لا يُسعدِهُما ما يُسعدُه؛ وهو امتدادهما ونتاجُ حياتهما؟! يُعطي الأبوانِ لأولادهما مالم يُعطِ أحدٌ لأحد، ويتمنون لهم أفضلَ مما يتمنونه لنفسيهما، فلا أحدَ يتمنى لغيرهِ الرُقيّ والتقدّم على نفسه مثل الأبوين لأولادهم، حتى أنَّ أحدَهم لو مَرِضَ ولدَه ليتمنى أنْ لو يمرض هو ويُشفى ولده؛ وذلك لأنّ ألمَ جسدِه أهونُ بكثيرٍ عليه من ألمِ قلبِه على ثمرتِه ومهجتِه. ويعدُّ الأبوان هذا الجهد والعطاء المنقطع النظير منبعَ سعادةٍ وسرورٍ لهما، ويتمناها كلُّ من حُرِم منها. فما الذي يجعلُ الإنسانُ يتمنّى كلَّ هذه المعاناة والألم والجهد لسنواتٍ وسنوات؟ لو لم يجعلِ اللهُ (سبحانه وتعالى) غريزةَ الأبوّة في الرجل، فهل يُمكِنهُ تحمُّلَ أعباءِ ومعاناةِ التربية؟ ولو لم يغرسْ في الأمِّ كلَّ هذهِ العاطفة والحنان فهل تتمنى كلَّ هذا الشقاء والعناء فقط لتُصبِحَ أمًا. سبحانك اللهمَّ ما أرحمك بعبادك! وما أحكمه من نظامٍ دقيقٍ لامتداد البشرية!
اخرىانظرْ إلى الجانبِ المُشرقِ من حياتِك دائمًا وتذكّرِ النعمَ التي مَنًّ اللهُ (تعالى) بها عليك ستَجِدُ أنّها تُعادِلُ أضعافَ ما سُلِبَ منك جَرِّبْ أنْ تعُدَّ هذِه النِعم، هل تستطيع...؟! بالتأكيد لا أما ما تمنيتَه ولم تَمتلكْه من الأمورِ فهي أقلُّ من تِعدادِ أصابعِ يديك! إذاً كُفَّ عنِ القولِ بِأنّك سيئُ الحظ فأنتَ بالنسبةِ لغيرك أحسنُ الناس حظًا.
اخرىبقلم: حسين فرحان قرآنٌ كريمٌ يصدحُ: "وَمَا كَانَ المُؤمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَولا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرقَةٍ مِنهُم طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَومَهُم إِذَا رَجَعُوا إِلَيهِم لَعَلَّهُم يَحذَرُونَ" الناحيةُ المقدسةُ تُصدِرُ أمرَها وتختمُه بالتوقيعِ الشريف المُبارك: "وأما الحوادثُ الواقعةُ فارجعوا فيها إلى رواةِ حديثِنا؛ فأنّهم حُجتي عليكم، وأنا حجةُ الله". تاريخٌ مُشرِّفٌ لمرجعيةٍ مباركةٍ حملتْ أمانةَ حفظِ الدين والمذهب، يستهدفها حاقدٌ يُريدُ إزالتَها عن مرتبةٍ رتّبَتْها يدُ القداسة فيها، دون مُبالاةٍ بأنْ يكون ملعونًا كالأمةِ التي أزالتْ أهلَ البيت عن مراتبهم، وساوتهم بمن جرتْ نعمتهم عليه، مغترًا بغرورِ الجاهليةِ الأولى التي ألبستْ أهلَها مُدلهماتِ ثيابِها، فيخدع بالظنِ والوهم ذلك المُتشدق بثقافتهِ البالية، ويتخذُ الشيطانَ قرينًا ذلك الرويبضة، فلا يلتفت الوعل إلى أنَّ قرنه لن يهدمَ الجبلَ، ويحسبُ أنًّ مقالًا يُكتَبُ بلا وعيٍ ولا ورعٍ ولا صدقٍ سيصمدُ أمام الحقِّ الحقيق، وأنَّ ثرثرتَهُ ستطرِبُ القومَ أو أنّه سيرى طحين جعجعته. ورد عن الإمام العسكري (عليه السلام): "من كان من الفقهاء صائنًا لنفسه، حافظًا لدينِه، مُخالفًا لهواه، مُطيعًا لأمرِ مولاه، فللعوامِ أنْ يُقلِّدوه". وقد قلّدْنا مرجعيتنا وهي الصائنةُ لنفسِها، الحافظةُ لدينها، المخالفة لهواها، ... فإنْ ضرّك اتباعُها فاشتغلْ بنفسِك واكفِها مؤونةَ الجري وراءَ سرابٍ تحسبُه ماءً حتى إذا أتتْه لم تجدْهُ شيئًا. وإذ اكتفينا بالحُججِ البالغةِ في رسوخِ اعتقادنا بمرجعيتنا العُليا ومقامها، أرانا الدهرُ من عجائبه أصنافًا من أشباهِ الرجالِ وعقول ربّات الحجال تنهالُ كلَّ يومٍ على مقدساتِنا بالتشويه والتسقيط والاتهام زورًا وبهتانًا، بين كاتبٍ بكفِّه شيئًا لا يرى في القيامةِ سروره، وآخر يقتاتُ على الكذبِ ويُلقي بأحبولةِ ( الوطنية ) البالية بعد أنْ ركَّت لديه أحبولة الدين من تقادمها، ومن مُتحزِّبٍ حديث عهدٍ بالشَبَع هالَهُ منظرَ ترفِه فرأى في المقدساتِ عمومًا أشباحَ عداوةٍ تُهدِّدُ وجوده، وفي المرجعيةِ العُليا كيانًا مُرعبًا قد يقتلعُه من جذوره في أيةِ لحظة، ومن ناصبيٍ ما يزالُ يحلمُ بمملكةٍ أخرى للأعراب. وما يزالُ "الباسلُ المغوار"!! يُثرثِرُ بانتظارِ صفعةِ "حمزة" .. ويُنصِتُ ككُلِّ الظالمين لشقشقةٍ علويةٍ جديدةٍ كتلك التي هدرت ثم قرَّتْ، يفتضحُ فيها أمر القومِ من أولِّهم لآخرهم. شقشقةٌ لكلِّ زمانٍ حيثُما وُجِدَ الظلمُ والظالمون، وصوتٌ زينبيٌ: "ولئن جَرَّت علَيّ الدواهي مُخاطبتَك، إنّي لأستصغرُ قَدْرَك، وأستَعظمُ تَقريعك، واستكبر توبيخك" حيثُ لا أحدَ من هذه الأصنافِ يستحقُّ الإشارةَ إليه، وسنغدق عليه باستصغار القدر واستعظام التقريع. إنّ من اتبعَ المرجعيةُ وآمنَ بها لن يدخرَ وسعًا في ردِّ الشبهات عنها، ودفعِ الأخطارِ المُحدقةِ بمقامها بنحوٍ يتناسبُ وحجم الإساءة - وإنْ كانتْ التهمةُ جاهزةً - في عقولِ بعضِ النكرات حين يدّعونَ أنَّ للمرجعية جيوشًا إلكترونية، وهذا أمرٌ مُضحِكٌ حقًا، حيثُ تجدُ من يُنكِرُ وجودَ ناصرٍ حقيقيٍ واضح يملأ الجبهات بإشارةٍ منها! نسمعُ همسًا هُنا، وحسيسًا هناك، يشتملُ على: حنينٍ قديمٍ لحزبٍ هالك، أو وطنيةٍ زائفةٍ، أو طعنٍ بالأنساب، أو تُهَمٍ بفسادِ المؤسسةِ الدينية، أو دعوةٍ لتركِ التقليد، أو دعاياتٍ بائسةٍ أخرى. وننصحُ أنْ تُكتبَ هذه الأباطيل على شكلِ قصيدةٍ باليةٍ تُنشدُها فِرَقِ "الراب" على أسماعِ أهلِ البدع والافتراءات؛ فالراب الذي ابتدعوه يُناسبُ كلَّ هذه الحركات الشاذّة، وليتركوا أهلَ التقليدِ وأنصارِ المذهبِ الحقِّ يترنمون بذكرِ أهل الذكر وكهف الورى والحصن الحصين، ويترحمون على العياشي وابن بابويه القمي وابن أبي عقيل العماني وابن الجنيد والشيخ المفيد والسيد المرتضى والشيخ الطوسي، ويفتخرون بالميرزا الشيرازي والأصفهاني والحكيم والخوئي والسبزواري ، ويُعلنون ولاءهم وطاعتهم للإمام السيستاني، وينهلون من علومِ آلِ محمدٍ (صلوات الله عليهم أجمعين) عن طريقِ هذهِ المرجعياتِ المباركة. "إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى"، المرجعيةُ العُليا نورٌ من أنوارِ الناحيةِ المقدسة، المرجعيةُ العُليا إرادةُ كهفِ الورى والحصن الحصين، علمٌ وحلمٌ وشجاعةٌ وتقوى، خصالٌ علويةٌ كان الزهدُ في طليعتِها، "وإنّ المرجعَ يسكنُ في بيتٍ أوقِفَ على عنوان: "عالم ليس له بيت"، وأنا عالمٌ ليسَ لي بيتٌ، فسكنتُ فيه، لا أملكُ شيئًا، ولا أريدُ شيئًا، كلُّ ما أقومُ به لأجلِكم لأجلِ الشيعة ومصالحكم"، هكذا تكلّم المرجعُ الأعلى. وعلى الرغم من ذلك، ما تزالُ بعضُ الضمائرِ تُعلنُ له ولمقامه العداء، لا عن ضميرٍ في لغةِ العرب غاب واستتر أو ظهرَ نتحدثُ، ولا في اتصاله أو انفصاله نخوض في البحث، ولكن هي نظرةٌ في ضميرِ ميّتٍ نسيَ صاحبَه أنَّ النفسَ لو أدركتْ حظًا وافرًا لنَهاها عن فعلِ القبيحِ نُهاها، إلا أنّها أنفسٌ سُلِبتِ التوفيق.
اخرىبقلم: سماهر الخزرجي لزّقت بذلتي بجلدي؛ منذُ يومينِ لم أرَ الراحة، عددُ الوافدين كبيرٌ والكادرُ قليلٌ بالنسبةِ لهذا الكمِّ الكبير. تلك الأربطةُ التي نضعُها على وجوهِنا كادتْ أنْ تنفدَ- لا شيءَ أحوجُ للإلجامِ أكثرَ من ألسنتِنا-. تكثرُ تردُداتي في تلكَ الردهاتِ؛ التي يُدلي الموتُ ساقيهِ من فوقَ أسقُفِها، مُبتسمًا مُكشِّرًا عن أنيابِه ليتلهمَ ما لذَّ لهُ وطاب، من أطفالٍ ونساءٍ ومشايخ! وكم مرةً تطلعَ فيّ؟! كم لاكَ لسانَه ليستذوقني؟! دفعني زميلي لغرفةِ الاستراحة: _خُذْ قسطًا من الراحة، فالحربُ لم تُذكِ أوارَها بعدُ، لتنشطَ في السجالاتِ القادمة. ألقيتُ جسدي المُنهك على الأريكة، كانت وجوهُ المرضى تستعرضُ أمامي تفاصيلَ تلك التقلُّصات التي تعتريها من أعراضِ تلك اللعينة! شعرتُ بخيوطِ شبكةِ الموتِ تزحفُ حولي ببطء! الساقانِ ما زالتا تتدليانِ من السقف، وتلك الضحكةُ المستفزّةُ لا تُفارقُ مُحيّاه. ضيقٌ في التنفس ينتابُني وكأنّ شباكُ الموتِ بدأتْ تلتفُ حولَ رقبتي.. كلاهما يتدليان؛ ساقاهُ وقنينةُ الأوكسجين. لا أدري كم ساعة رقدتُ، ومتى وضِعتْ لي تلك الأنبوبة المُتدلية من قنينةِ الأوكسجين! الغرفةُ موحشةٌ، لوحدي أرقدُ هنا، أمسُ كنتُ اُعالِجُ الناس، والآن أنا اُعالَج! صراخٌ يعلو في تلك الغرفةِ المُجاورةِ لي، خطواتٌ مُسرعةٌ، قلوبٌ لهثى.. خطواتي لا تحملُني لحيثُ هم. استندتُ الجدارَ حتى وصلت، المنظرُ رهيبٌ؛ طفلٌ يُعاركُ الموتَ لينجو، ولا توجدُ قنينةَ أوكسجين! أنا طبيبٌ وإنْ كُنتُ مُصابًا، نزعتُ تلك الفوّهةَ، وألبستُها له. تشعبتِ الشباكُ حولي، وكبُرَ فمُ الموت.. أنا لستُ ميتًا، أنا وُلِدتُ من جديدٍ؛ حين وهبتُ حياتي لذاك الطفل..
اخرى