Profile Image

مدونة الكفيل

قلمٌ وخاطرة

بقلم: أم حوراء النداف تسارعتِ الأقلامُ، وتزاحمتِ الخواطرُ والأفكارُ سعيًا نحو رحابِ ساحةِ سيدِ الشهداء، تلهجُ بذكرِه العطِر؛ لتلِجَ من بوّابةٍ عجّتْ براياتِ الثورة وشعارات الإصلاح، وفجأةً افترقَ عنها قلمٌ تتبعُه خاطرةٌ وسلكا طريقًا مغايرة، نادتْه الأقلامُ من ورائه: -إلى أين أيُّها الرفيق؟ وبرزتِ الحروفُ من ثنايا الخواطر: -مهلًا أُخيّة ...مهلًا! لكن القلم والخاطرة تابعا المسير وهما يهتفان: -يا رفاق، لطالما لوّحنا باسمِ الحُسين الثائر، المُنتفض على الظلمِ، المُصلح لأمةِ جدِّه رسولِ الله (صلى الله عليه وآله)، لكن اليوم سأدخلُ من بوّابةِ المحراب، من بوّابةِ العبوديةِ الخالصة لله (تعالى) وحده، سأرفعُ شعار "قد خيرَ لي مصرعٌ أنا لاقيه". اليومَ سأنادي باسمِ الحُسين العاشق الذي قدّمَ دليلَ عشقِه في ساحاتِ الطفِّ، ألم تسمعوا وتقرؤوا أنّ الحسين (عليه السلام) كان كُلّما اشتدَّ به البلاء ازدادَ وجهُه نورًا وإشراقًا، وازدادت نفسُه اطمئنانًا وسكونًا؟! إنّه الفرحُ بقربِ لقاءِ الحبيب والاطمئنان برضاه. وقبل أنْ يلجَ القلمُ بوّابةَ المحراب التفتَ إلى رفاقِه قائلًا: -لنرفعْ كلامَ سيدِ الشهداءِ شعارًا "رضا اللهِ رضانا أهل البيت، نصبرُ على بلائه فيوفينا أجورَ الصابرين" آن الأوانُ لكي يعي الناسَ أنّ أهمَّ درسٍ نتعلمُه من الحُسين (عليه السلام) هو أنْ يكون الله (تعالى) وحدَه من وراءِ القصد... عندها سيتضحُ المقصد... فأما معسكرُ الحُسين (عليه السلام)... أو معسكر يزيد.

اخرى
منذ 3 سنوات
229

خاطرة

Like the fog he sent his sadness, Sealing the hearts, Lucky is he who feels the mist, The month of sorrow pulled down the banner of heartache.

اخرى
منذ 3 سنوات
268

خاطرة

رمالُ كربلاء ذهبيةٌ صفراء صُبِغتْ بلونِ الدماء ولكُلِّ ذرةٍ منها حكاية امتزجتْ بدمٍ علويٍ حسني تفوحُ منهُ رائحةُ سيِّدِ شبابِ أهلِ الجنة كانتِ الأرضُ تتزلزلُ تحتَ قدميه الناعمتين سيفُه يخطُّ على الأرضِ "الموتُ أحلى من العسل" #القاسم

اخرى
منذ 3 سنوات
183

خاطرة

We will throw ourselves from atop the carriage we have been waiting upon towards your shrine as we arrive at your doorstep, Just as my lady Zaineb (peace be upon her) threw herself from atop the camel to your holy grave arriving at your soil and she weeps in a voice of sorrow, My darling Hussein.

اخرى
منذ 3 سنوات
177

#تفننوا_بحب_الحسين

بقلم: سيدي يا حسين فايروس كورونا غربل الكثير من الناس، وأظهر ضعف العقيدة القابعَ في نفوسِ البعضِ من حيث يعلم أو لا يعلم، يُسقِّطُ بالفعاليات والشعائر حتى المعتدلة منها مثل اللطم والقراءة والنعي.. هناك من يقول: الذين يلطمون كلهم مراؤون! من أين عرف ذلك وأنّى له أن يشكّك بنوايا الناس وإخلاصهم؟ ومن هم اللاطمون؟ أليسوا هم أخي وأخاك وعمك وخالك و...؟! وهذا الذي يقول: الحسينُ (عليه السلام) فكرٌ وعقيدةٌ ومنهجٌ، وليس لطمًا! نعم أنا معك، الحسين (عليه السلام) كُلُّ ذلك، ولكن ما الضيرُ في اللطمِ؟! أليس اللطمُ والشعرُ والقصائدُ والمجالسُ عرّفتنا الكثيرَ عن الحسين (عليه السلام)؟ فلندعْ كُلَّ واحدٍ منّا يُعبِّرُ عن حُبّهِ للحسين (عليه السلام) بطريقته؛ فأنت كمثقفٍ تُريدُ أنْ تُعبرَ عن حبِّك بقراءةِ كتابٍ عن الحسين وعاشوراء، وغيرك يُعبِّرُ عن حبِّه باللطمِ والشعرِ، وغيرُك يُعبّرُ برسمِ لوحةٍ تُجسّدُ الواقعة، وغيرُك يؤلفُ كتابًا، وغيره يكتبُ مقالًا، وآخرُ يعتلي المنبرَ ناعيًا، كُلُّها مظاهرُ إحياءِ ذكرِ أهلِ البيت (عليهم السلام)، وواحدةٌ تُكمِّلُ الأخرى. ألم تسمعوا روايات الجزع على الحسين (عليه السلام)؟ ألم يكن أهلُ البيت (عليهم السلام) يعقدون المجالس وينعون الحسين، فقد روي أنَّ الإمامَ الصادقَ (عليه السلام) يقولُ للناعي: "انعَ بطريقتكم أهل العراق!"، وقد كرّمَ الإمامُ الرضا (عليه السلام) الشاعرَ دعبلَ وقال له: "نطقَ روحُ القدسِ على لسانك". ألا تعلموا أنّ العلماءَ والمراجعَ يُقيمون المجالسَ، ويُحضرون خطباء ورواديد ويلطمون في منازلِهم؟ ليتنا نتوقفُ عن تكسيرِ أنفسِنا وعقائدِنا. فيروسٌ هزَّ عقيدتكم! فكيف بكم لو ظهر الحجةُ القائمُ (عجّل الله فرجه) واشتدت الفتن؟! #نلطم #نقرأ #نطبخ #نحيي_الشعائر #حضوري #مع_الوقاية #الكتروني #كله_جميل #تفننوا_بحب_الحسين

اخرى
منذ 3 سنوات
614

إلى المفسوخةِ عقولهم..

بقلم: حسين فرحان من المنطقي جدًا، أنْ تجدَ صعوبةً بالغةً في إفهام شخصٍ ما فحوى قضيةٍ معينةٍ وهو لا يمتلكُ أدواتِ الفهم، أو أنْ تشرحَ له معنى مصطلحاتٍ مهمةٍ كالمبادئ والقيم والمصالح العليا، أو أنْ تبيّنَ له مجرياتِ حياتِه العامة أو طبيعةِ انتمائه، أو أنْ توضحَ له خطورةَ أنْ يكونَ إمّعة، أو أنْ تُخبره مثلًا بأنّ هذا الحسين وذاك يزيد، وأنّ هذا يُمثلُ الإصلاحَ وذاك يُمثلُ الخراب، وأنّ هذا ينفعك وهذا يضرك. وستُدركُ أيُّها الناصحُ بأنّ الضجيجَ الذي تصنعه طبولُ الحرب وأبواقِها قد جعلَ هذا الفاقدَ لأدواتِ الفهمِ من فصيلةِ الطرشان، وغبار التضليل الإعلامي قد حجبَ عنه الرؤيةُ ليكونَ في عِدادِ العميان، ولن ينصتَ لك مع وجودِ مثلِ هذهِ العواملِ أو غيرِها كمكافآتِ الأمير الجاهزة أو سياطه، بل إنّ مجردَ الوقوفِ مع سبعين ألفًا من الهمجِ الرعاعِ كفيلٌ بأنْ يمنحَه صفةَ البهائمِ بل أضلّ سبيلًا. جاهلٌ، مُغيّبٌ، دنيوي، مادي، مريضٌ، شخصيتُه مهزوزةٌ ناقصةٌ، أحمق، مستهترٌ، انتهازي، جبانٌ، لصٌ، وغيرها مما حوته القواميسُ من رذائلِ الصفات، برأيكم في أيٍّ من المُعسكرين سيكون؟ أمع الحُسين أم مع ابن مرجانة؟ العَفَنُ الأمويُّ يستقطبُ هؤلاءِ كالجيفةِ تستقطبُ الذُباب، وعلى زهرةِ الحُسينِ (عليه السلام) حامتْ بضعُ فراشات. وما يزالُ هذا المشهدُ ساري المفعول؛ فلم يَعُدْ من الصعبِ معرفةُ كُنهِ أولئك الذين ينقضّون عليك بآلاف التعليقاتِ الماجنة في مواقع التواصل؛ لأنّك قلتَ كلمةً تنتمي للحُسين (عليه السلام)، فهم قد ملأوا المكانَ وصنعتهم الآلةُ الإعلاميةُ الحاقدةُ كيفما شاءت؛ خلطت الأوراق، شوّهت الحقائق، زيّفت الصور والوثائق، كتبت التاريخ فجعلت عَالِيَه سَافِلَه، وصنعت من القردة رموزًا! جرِّبْ أنْ تمدحَ المرجعية، وسينقضُّ عليك الذباب. جرِّبْ أنْ تذكرَ العمامةَ بخيرٍ، وستنهالُ عليكَ الألسنةُ البذيئةُ بالشتائم. جرِّبْ أنْ تدخلَ فيما اتفقوا عليه وتعترضَ أو تنتقدَ، وستكونُ مجرمًا ولن يتركوك. لديهم بضعُ كلماتٍ جعلها الإعلامُ المُضلُّ كالعلكةِ في أفواههم، وقد أدمنوا تناولها وتداولها، فالحُسين (عليه السلام) خارجيٌ! وأهله وصحبُه خوارج وانتهى الأمر! لقد اقتنعَ هؤلاءِ بذلك، وأمثالُهم اليومَ يكررون المعنى ذاته بألفاظٍ مختلفةٍ، فالمرجعيةُ ومنجزاتُها، والعتباتُ ومشاريعُها، والحشدُ وانتصاراتُه، والعمامةُ ومنزلتُها، والمُعممُ ومكانتُه، والشعائرُ وقدسيتُها؛ مفرداتٌ تستفزُّهم كثيرًا. وعباراتٌ مثل: (لا نصلحُ للحكم، ونحنُ أهلُ الشقاقِ والنفاقِ، ولا ينفعُ معنا إلا القوة، والترحمُ على الطاغية، والحنينُ للزمن الجميل)، وعباراتٌ استفهاميةٌ مستهلكةٌ مثل (أين أموال العتبات؟ وأين أموال الخمس؟ وأين المرجعية مما يجري؟) وغيرها هي ما دأبوا على تكرارِه، وإنْ لم يكونوا قد اتفقوا عليه مُسبقًا. ولو تابعنا أغلبَ تعليقاتِهم في مواقعِ التواصل على ما مضى ذكره فسنجدُها لا تخلو من واحدةٍ من هذه الكلماتِ مع صياغاتٍ مختلفةٍ للعبارات، صنعتْها الماكنةُ الإعلاميةُ ورددتْها كثيرًا حتى لم يجدْ هؤلاء المفسوخةُ عقولهم سواها يردّدونها، فصاروا أداةً بيدِ عدوٍ اختطفهم إعلاميًا منذُ عقدٍ ونصفِ العقد، ومنحَهم سمةَ جلدِ الذات، والتنكر للأصلِ والانتماءِ من حيث لا يشعرون، فوقفوا مع ابنِ مرجانة يهتفون للشمرِ وهو يحتزُّ الرأسَ الشريف.

اخرى
منذ 3 سنوات
313

رسالةُ شوق

لا يُمكنُ لأحدٍ أنْ يعلمَ معنى حرارةِ القلب وشوق المُغتربِ، لا لأرضِه، بل لكَ يا مولاي يا أبا عبدِ الله (صلواتُ الله وسلامُه عليك) حتى وبعدَ أنْ مُنِعْتِ الزيارةُ، وسُلِبْنا هذا التوفيق هُم لا يعلمونَ.. مدى شوقِنا مدى ألمِنا عُمقَ جراحاتِنا يقولون ألمُنا أشدُّ؛ لأننا أقربُ ولا نستطيعُ أنْ نتزودَ من عطرِه الشريف هم لا يعلمونَ ماذا يعني أنَّ القلبَ ينبضُ مرةً واحدةً في السنة؟ ويتزوّدُ على أملِ اللقاءِ في السنة التالية! هم لا يعلمونَ أنّ الحاجةَ الوحيدةَ التي نطلبُها عندَ الجلوس أمامَ ضريحِك المُطهَّر هو الأملُ بأنْ نُرزَقُ زيارتِك مرةً أخرى يكتبُ البعضُ عن آلامه عن شوقِه.. ويُعبِّرُ عن تلك اللحظاتِ التي كان يشكو فيها همه وهو لا يعلمُ أنّ جُلَّ همِنا كانَ ولا زالَ هو أنْ نُرزَقَ بتلكَ الزيارة لم أستطِعْ أنْ أقرأ كلماتِ الوداعِ أبدًا بل كنتُ أتجنّبُ النظرَ إليها لأنّ قلبي لا يرغبُ بوداعِك كُنتُ في كُلِّ مرةٍ أتساءلُ كيف استطاعت مولاتي زينب (سلام الله عليها) أنْ تودعك وأنت مُقطّعُ الأشلاء؟ كيف استطاعت أنْ ترتحلَ عنك؟ بأيّ دموعٍ، وبأيّ آهاتٍ، وما نوع الألم الذي كان يعتصرُ قلبها، وكيف كانت تتصدّعُ أضلاعها لفراقك؟ الذي يُخفِّفُ ألمي هو يقيني بأنّك يا مولاي تعلمُ مدى شوقي إليك وما في قلبي من حرارةٍ تستعرُ كُلّما لاحَ عطرُ اسمك

اخرى
منذ 3 سنوات
266

لقاءٌ بأرضِ الأحزان

بقلم: زينب الخفاجي وقفتُ على أطلالِ أرضِ الطفِّ أستجمعُ الدروسَ والعِبر؛ فأرضُ كربلاءَ قد كتبت سطورَ الشهامةِ والتضحية، وتُرابُها رتَّلَ صوتَ العِفّةِ والصبر والشموخ، فأجريتُ مع عناصرها لقاء.. التقيتُ بخيامِ الآلِ والأصحابِ، فحكت لي عن دويّ النحلِ الذي كان نغمَ ليالٍ حالكةَ الظلام، فخيامٌ تدوي بدعاءٍ، وخيامٌ فيها الترتيلُ يُقام.. كلّمَتني بعدها ذراتُ تُربِ الأرضِ قائلةً: أرضي مُطهّرةٌ بدماءِ الأزكياء، مُعطرةٌ بضمِّ أعظم الأشلاء، مخصوصةٌ بالشفاء، فهل تُدانيني أرضٌ بالفضلِ والكرامة؟! أمّا النهرُ، فقد حكى حكايةَ الإيثار؛ قطراتُه تلفّظتْ بلفظِ العباسِ (عليه السلام) مُذ قال: يا نفسُ من بعدِ الحُسينِ هوني. إنّها نفسٌ هانت لأخيها فارتفعتْ في سماءِ الجودِ والعطاء.. وإذا بنداءٍ يأتيني من النيران وهي مُستعِرةٌ: تعالي إليّ؛ لأُخبِرَكِ عن جبلٍ اسمه "زينب"؛ هو ذاك جبلُ الصبر الذي تبحثين عنه... فأدرتُ عيني لأرى الحوراء (عليها السلام)، التي دوّى نداؤها عبر الأزمان: "اللهم تقبلْ مِنّا هذا القربان".. ثم أعلنتِ النيرانُ بأنّ ذاكَ هو معنى الرضا بقضاء الله تعالى... وبينما أنا غارقةٌ في تأمُّلِ شموخِ الحوراء بعفتِها، وإذا بي أستشعرُ يدًا صغيرةً تعلّقت بأطراف عباءتي، وسمعتُ صوتًا شجيًا يبكي: أين أبي الحُسين؟! فأطرقتُ برأسي؛ لأستمعَ إليها، باكيةً معها، فقد تراءى لي فرارُ الأطفالِ، ولوذهم من السياط والسلب، والرعبُ مجتمعٌ بعينيهم، يتعثرون هنا وهناك.. هم نجومُ السماءِ لأرضِ كربلاء، ولكنّ الطفَّ أطفأها باليُتمِ والأسرِ كي ينتهي المطافُ بدفنِ كُلِّ برعمٍ ببقعةٍ كُتِبَ لها أنْ تتطهرَ وتزهر.. ودرسُ المعجزاتِ الذي حفظهُ الله (تعالى) من القتلِ كي يبقى نسلُ الأطهارِ قائماً به.. إنّه درسٌ من زينِ العُبّادِ، أخبرتني سلاسلُ القيدِ عنه... أمّا الدرسُ الأخيرُ والأعظمُ، فقد أخبرني به منحرٌ، وخنصرٌ، وجسدٌ مقطعٌ، ورأسٌ مرفوعٌ على القنا، وهو يُرتّلُ سورةَ الكهفِ حتى وصلَ: "أم حسبتَ أنَّ أصحابَ الكهفِ والرقيم كانوا من آياتِنا عجبا" ذاك هو صوتُ الحريةِ الذي خطّتْه سطورُ الخلودِ وامتزج طين قلوبِ الأجيالِ عشقًا به، إنّه الحُسين.. فإنْ سُئلت عن ماذا تعلمتُ من كربلاء؟ سأقولُ: تعلّمتُ منها أنّ الحُسينَ هو كُلُّ خيرٍ وعطاء، فاغرقْ به تلقى الإلهَ قريرَ عينٍ، وتنعمُ بدنيا، وتُكفى من كُلِّ بلاء..

اخرى
منذ 3 سنوات
344

خاطرة

I will remain adoring... Karbala'... Remain talking... Karbala'... Remain crying... Karbala'... As long as you have this majestic title... The grandson of the prophet, and his daughter and their brother held the flag... As long as the days pass with disdain... Misery for the captivity of the women... Rich pure blood rained over all the skies... How can the eyes see the beauty?... Whilst the eyes of the prophet's grandson guard the women... So my eyes shed tears blended with blood... For there may be a day you will console your mother lady of all ladies...

اخرى
منذ 3 سنوات
219

ماذا تعلمت من الحُسين (عليه السلام)؟ (٢)

تَعلّمتُ أنّ الحُبَّ للهِ، وفي اللهِ، ولأجل الله وأنَّ أسمى أنواعِ الحُبِّ هو حُبُّ الإنسانِ لخالقِه، وأنَّ المُحبَّ يبذلُ كُلَّ غالٍ ونفيس؛ لأجلِ رضا محبوبه، ولو لم يطلبْ محبوبه منه ذلك ولكنّه رأى أنَّ التضحيةَ بما يملكُ ستُقرِّبُه لمحبوبِه أكثر وبحثتُ عن أروعِ ما كُتِبَ وقيلَ في الحُب فلم أجدْ أروع من قول الشاعر واصفًا لسان حال الإمام الحسين (عليه السلام):] إلهي تركتُ الخلقَ طُرًا في هواكا وأيتمتُ العيالَ لكي أراكا فلو قطّعتَني بالحُبِّ إربًا لما مال الفؤادُ إلى سواكا.

اخرى
منذ 3 سنوات
262

الدعوةُ إلى الحجابِ/ نظرةٌ معاصرةٌ السيدةُ زينبُ (عليها السلام) أنموذجًا (2)

بقلم: فريال ياسر الأسدي 3ـ الحجابُ والفطرة للحجابِ علاقةٌ بالعفَّةِ؛ فهو دلالةٌ وعلامةٌ عليها، يقول الشهيدُ مطهري في هذا الأمر: "الحجابُ هو إحدى علاماتِ العفَّةِ، حيثُ لا يُمكِنُ تصور العفةِ من دونِ الحجاب، إنَّ المرأةَ والرجلَ اللذين يظهران عاريين أو نصف عاريين أمام النُظَّار لا يستحقان وصفَ العِّفة، فالحجابُ يُعَدُّ أحد الدلالاتِ البارزةِ للعفَّة". إنَّ الوقارَ في السلوكِ الظاهري وفي انتخابِ الحجابِ يُنبئُ، ويُبيّنُ العفافَ الباطني نتيجةَ العلاقةِ الوثيقة بين الحجابِ والعفافِ التي لا يُمكِنُ فصلهما عن بعض، فمن غيرِ المُمكن أنْ يكونَ الإنسانُ منحازًا للعفافِ والحياءِ، ومخالفًا للحجاب. ويُمكِنُ توضيحُ فلسفةِ العفة بالنقاط الآتية: 1. الإنسانُ موجودٌ حُرٌّ ومُختارٌ، يستطيعُ أنْ يُبادِرَ ويتوجّه إلى الله (تعالى) ويُلامِس الفطرةَ والحسَّ الأخلاقي، ولكن هذا الموجود الحُر واقعٌ تحتَ مجموعةٍ من القوى ومنها القوة الشهوية، وهذه القوى لها دورٌ أساسٌ في قراراتِه. 2. يُعَدُّ العفافُ أذكى حالةٍ للسيطرةِ على النفس، وأفضل إطارٍ لاستعمالِ القدرةِ في نطاقِ الدائرةِ الشخصيةِ من خلالِ الدورِ الذي ينهضُ به في إبراز إنسانية الإنسان، والحيلولة دون التبرج والتهتك الجنسي. 3. يجبُ الحفاظُ على العفافِ بوصفه خصلةً إنسانية، فالعفافُ يهبُ طاقةً روحيةً مُتميزةً لكي يثبتَ في مواجهةِ كُلِّ ما يُبعده عن تكاملهِ ويقويهِ إمام الميول الهابطة، وبواسطةِ العفافِ يُمكِنُ الحفاظُ على الصحةِ النفسية، وبالعفاف تتم صيانة المُثل والقيم. 4ـ فلسفـة الحجاب. من مُقدماتِ التشجيعِ على العودةِ إلى الحجاب الشرعي وربطِه بالعفة هو توعيةُ وتثقيفُ الأفرادِ وترسيخُ القيمِ بحيث يحوزُ الحجابُ والعِفّةُ على مرتبةٍ عاليةٍ من التقدير عندهم؛ وذلك بتوضيحِ فلسفةِ الحجاب، يقولُ السيد الخميني (قُدِّس سرُّه): "عدمُ توضيحِ وإدراكِ الفلسفة الحقيقة لكثيرٍ من الأحكامِ الإسلامية من أكبرِ الأمراضِ التي أصابت المجتمعات الإسلامية". يرى الإسلامُ فلسفةً خاصّةً ومتميزةً لتشريعِ الحجابِ الإسلامي، بحيث تُوجِّهُ الحجابَ وتُبرره عقليًا، إذ إنَّ الحجابَ فيها تعدّى كونَه أمرًا دينيًا بل اجتماعيًا أيضًا، فالحجابُ ليس مُجرّدِ قطعةِ قماشٍ ترتديها المرأةُ، بل هو مقوماتُ شخصيةٍ مرتديةٍ هذا الزي الذي يحكي شخصها وفكرها، يحكي قصةَ عفتِها أيضًا، وأنّها بعيدةٌ عن الابتذال. يقول الشهيدُ مطهري: "إنَّ قضيةَ الحجابِ ليستْ في البحثِ عمّا إذا كان الأفضلُ للمرأةِ أنْ تظهرَ في المجتمع مُتسترةً أم عاريةً، إنّ روحَ القضيةِ تتلخصُ في هذا السؤال، هل ينبغي أنْ تكونَ المرأةُ والتمتع بها مُباحًا للرجل؟ هل يجوزُ لكُلِّ رجلٍ في المجتمع أنْ يتمتعَ بكُلِّ امرأةٍ إلى الحدِّ الأقصى عدا الزنا أم لا؟". أيّ أنّ ضاهر القضية شيء، وروحَ القضيةِ وباطنَها شيءٌ آخر، فالمسألةُ تتعدى المرأةَ وحجابَها لتشملَ الصحةَ النفسية للمُجتمعِ بشكلٍ عام، حيثُ يرى الإسلامُ أهميةَ اقتصارِ العلاقةِ الجنسية والتمتُّعِ بين الرجلِ والمرأةِ في حياةٍ عائليةٍ مُستقرةٍ ومشروعة ووطيدةٍ بين الزوجين. وهذا الأمرُ يُفيدُ اجتماعيًا في الحفاظِ على المُجتمعِ ونشاطِه، وله فائدةٌ أخرى وهي رفعُ قيمةِ المرأةِ في عينِ الرجل. وهناك فلسفةٌ أخرى للحجاب وهي: أنَّ الحجابَ لم يُشرّع من أجلِ تقييدِ المرأةِ وحبسِها في بيتِها بل هو وقارٌ وسمو للمرأةِ وتعالٍ عن الرذائل، فهو يُحافِظُ على إنسانيةِ المرأة ويُريدُ لها الحضورَ الفاعِل في المُجتمعِ الإنساني كإنسانة، فهل كرامةُ المرأةِ في حضورِها الأُنثوي أمامَ الرجلِ عن طريقِ التبرُّجِ وإظهارِ المفاتنِ الجسدية؟! وهل هذا الظهورُ يكونُ باعثًا لحفظِ إنسانيتها؟! وهل سعيُ المرأةِ لإبرازِ مفاتنِها وجمالِها أمامَ نظراتِ الرجالِ يُشيرُ إلى سموها؟! كل من يقولُ: إنَّ حضورًا كهذا يُحافظُ على سموِ المرأةِ وكرامتِها وعفتِها، ويُحافِظُ على حضورِها الإنساني، فإنَّ رأيَه أقربُ إلى السُخريةِ منه إلى العقل، فلا يُمكِنُ للمرأةِ أنْ تُبرِزَ مفاتنها ومحاسنها ثم تطلبَ من المجتمعِ أنْ لا يلتفتَ لظاهرِها ويُركِّزَ على باطنِها وشخصيتِها الإنسانية العفيفة. ولو تأمّلتَ سلوكَها لاستنتجتَ أنّها تَعرضُ نفسَها كسلعةٍ رخيصةٍ، وتُسهِمُ في انحطاطِ المجتمع الإنساني.

اخرى
منذ 3 سنوات
270

خاطرة

بقلم: فاطمة الركابي كما أنّ أغصانَ الشجرِ لمّا تُحرَق لا يُلتَفَتُ لتحوِّلِها إلى رماد بل يُنظَرُ إلى ما تُعطيه من نورٍ وقّاد كذلك حرارةُ حُبِّ الإمامِ الحُسين (عليه السلام) في قلوبِ المؤمنين التي لا تبردُ أبدًا لا تُحرِقُ كُلَّ شائبةٍ وذنبٍ فقط بل تُوقِدُ شُعلةً من النورِ فيه ليُبصرَ بها القلبُ طريقَه عندَ كُلِّ تراجعٍ أو عثرةٍ من جديد حتى يستقيم ويسير صاحبُه في هذه الحياة على نهجِ هذا الحبيب

اخرى
منذ 3 سنوات
223